لا يوجد عالم بدون جريمة؛ حقيقة مطلقة أثبتتها العصور والأزمنة، فمنذ أن قتل قابيل أخوه هابيل، صارعت المجتمعات جاهدة لتحقيق الأمن والأمان ومنع انتشار الجرائم عن طريق الاستعانة بقوات إنفاذ القانون والهيئات القضائية لردع أيًا من تلك الأفعال الشنيعة، ويبدو أن ذلك سيستمر حتى في العالم الافتراضي Metaverse حيث سيتم الاستعانة بالشرطة الدولية “الإنتربول” لدخول ذلك العالم وممارسة نفس مهام عملها على أرض الواقع.
كل ما رأيناه من أفكار بخصوص العالم الافتراضي “Metaverse” كان مملًا بشكل لا يصدق. باستثناء عالم Horizon Worlds الذي يُعد التطور الأبرز في ذلك العالم الافتراضي. ولكن من الواضح أن أكبر كيان في العالم لإنفاذ القانون الدولي كان يتابع الأمور عن كثب خلال الفترة الأخيرة، كما لو أن لسان حاله يقول “هل تعتقدوا أن عالمكم الافتراضي ممل؟ Hold My Beer إذًا”.
للحد من الجرائم وتطبيق القوانين: الشرطة تدخل عالم Metaverse
أعلنت منظمة الشرطة الجنائية الدولية أنها بصدد إطلاق أول “شرطة عالمية في عالم Metaverse”. عرض الإنتربول مشروعه الجديد في مجال التكنولوجيا في الجمعية العامة الـ 90 للإنتربول في نيودلهي، الهند، حيث قام عدد من كبار السن باستخدام Meta Quest 2 للمشاركة في تجربة حيّة لتواجد قوات إنفاذ القانون في عالم ميتافيرس الافتراضي.
يأتي ذلك بالتزامن مع تطور ذلك العالم، حيث أثيرت مخاوف بشأن الجرائم العكسية المحتملة، بما في ذلك الجرائم ضد الأطفال، وسرقة البيانات، والتزوير، وبرامج الفدية، والاعتداء الجنسي، والمضايقات.
وفقًا للإنتربول، فإن تواجدها داخل عالم الميتافيرس مصمم لتنفيذ القانون والحد من الجرائم في جميع أنحاء ذلك العالم الافتراضي وسيتم ذلك عن طريق تفاعل جميع الضُباط مع بعضهم البعض عن طريق الآفاتار الخاص بكل واحد منهم. يبدو أن الإنتربول يريد الاستعداد للتوسع المستقبلي المحتمل لـ Metaverse والذي قد يعني احتمالية حدوث جرائم أعلى واختراقات للقانون أكثر.
ما هي أنواع الجرائم التي قد تحدث في عالم Metaverse؟
استدل الإنتربول على تقرير استقصائي خاص به لإظهار أن هناك أشكال عديدة من الجريمة المُنظمّة تحدث عبر الإنترنت. وتشمل هذه الأنماط الإجرامية برامج الفدية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت والقرصنة والمزيد.
تتوقع الوكالة المزيد من الجرائم في Metaverse التي تنطوي على انتهاكات الأطفال، وسرقة البيانات، وغسيل الأموال، والاحتيال، والتزوير، والمزيد. تظهر التقارير المبكرة القادمة من Horizon Worlds أن الخوادم ممتلئة بالفعل بأشخاص يتحرشون جنسيًا بالمستخدمين الآخرين ويستخدمون لغة عنصرية.
في مايو الماضي، تم رصد مخاطر واضحة على المستخدمين، بما في ذلك عمليات احتيال باستخدام الهندسة الاجتماعية ومحاولات انتحال شخصية عديدة. وبقدر ما يبدو هذا بمثابة لائحة اتهام للميتافيرس، لاحظ الإنتربول أنه من المحتمل أن تشكل بعض هذه التهديدات تحديات كبيرة، لأنه لا تعتبر جميع الأفعال التي يتم تجريمها في العالم المادي جرائم عند ارتكابها في العالم الافتراضي.
كانت تلك الاكتشافات المثيرة دافعًا لشرطة الإنتربول لضرورة اقتحام عالم الميتافيرس الافتراضي والحد من انتشار تلك الجرائم واستئصال جميع البؤر الإجرامية قبل انتشارها بشكل لا يُمكن السيطرة عليه بعد ذلك.
على الرغم من أن الإنتربول لا يتمتع بسُمعة ناصعة البياض فيما يتعلق ببعض القضايا التي تم التعامل معها بشكل غير جيد. لقد تم انتقادهم بسبب تصرفهم نيابة عن أنظمة قمعية مثل روسيا ولإصدارهم إخطارات حمراء للمعارضين السياسيين من سوريا وإيران وسكان الإيجور المكبوتين في الصين.
على الرغم من أن الإنتربول يتخذ موقفًا مُعلنًا من الحياد السياسي، فإن قوة الشرطة هذه التي تدين بالفضل لأهواء الدول الأعضاء ستكون قادرة على الحد من انتشار أي ظواهر إجرامية سلبية في عالم Metaverse.
سيسمح Metaverse للضُباط المسجلين بزيارة المنصة والقيام بجولة عبر “فاكس افتراضي لمقر الأمانة العامة للإنتربول في مدينة ليون بفرنسا والمشاركة في التحقيقات الجنائية، من بين أمور أخرى. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شرطة عجمان أنها ستُقدم خدماتها للمتعاملين من خلال تكنولوجيا metaverse، وفقًا لتغريدة رسمية بتاريخ 16 أكتوبر. مما يُنبئ بتحول عالم الميتافيرس الافتراضي تدريجيًا إلى مجتمع واقعي تحكمه القوانين والجهات الشرطية.