عند الإعلان عن لعبة Marvel’s Midnight Suns جذبني الاسم كثيرًا لأنني من محبي سلسلة مجلات Midnight Sons من مارفل، لكن لفت نظري اختلاف “Suns” عن “Sons” وشعرت بالقلق حيالها بسبب ما تقدمه ألعاب مارفل مؤخرًا من مستوى، وآخرها لعبة أفنجرز من سكوير إينكس. حقيقةً لم أتابع الكثير من دعايا للعبة، وظننتها في البداية نسخة مارفل من لعبة Injustice القتالية، ولكنني لم أكن أعرف شيئًا أبدًا عن ما يتم تقديمه. الآن أنا معجب بالمشروع لأنه نسخة استراتيجية جذابة وومتعة من مطور لعبة Xcom العبقرية. توليفة لم يتوقعها أحد ولكنها تنجح في فرض نفسها على الساحة. لعبت من هذه اللعبة 15 ساعة كانوا ممتعين لحد كبير ولازال أمامي الكثير، فهيا بنا نحاول فهم التجربة.
القصة: جانب خارق للطبيعة من مارفل لم نره من قبل
تعتبر مجموعة Midnight Sons هي مجموعة أبطال خارقين من مارفل، يختلفون عن المنتقمون (الأفنجرز) في أنهم أكثر تعرضًا للجوانب الخارقة للطبيعة والسحر الأسود في الكون. تدور أحداث القصة عن عثور تنظيم هيدرا السري على شخصية Lillith الخارقة، والتي توازي في قوتها شخصية ثانوس ودكتور دوم وأبوكاليبس لتقود هيدرا نحو السيطرة على العالم.
تلعب أنت دور Hunter وهو شخصية أصلية جديدة تمامًا على مارفل تم تصميمها من قِِبل مارفل بالتعاون مع الاستوديو المطور firaxis وهي إبنه/إبن Lillith الذي أوقفها منذ آلاف السنين وأرسلها إلى سُباتها الطويل. يستعين Dr Strange به الآن لمساعدة المنتقمون على التغلب على Lillith التي تهدد البشرية كلها، ويكون ذلك من خلال تكوين مجموعة Midnight Suns. اللعبة تجمع مجموعة هائلة من شخصيات مارفل وتجعلك قادرًا على قيادة مجموعات من ثلاثة أبطال في قصة تبدو أنها قوية، وطويلة أيضًا لأن طيلة ال15 ساعة لعب لم تتقدم القصة كثيرًا وشعرت أن لازال أمام الكثير لأراه.
ماذا تقدم Marvel’s Midnight Suns
اللعبة مقسمة على ثلاثة أركان أساسية، وهي المعارك التي تعتمد على تعاقب الأدوار، وبناء العلاقات من خلال الحوارات، وتطوير الشخصيات.
هذه العناصر الثلاثة متفاوتة المستوى وهناك منها ما أحببته كثيرًا واستمتعت بكل دقيقة منه، ومنها ما لم أستمتع به وهنا تكمن المشكلة. سألت نفسي ذلك السؤال بشكل مستمر: هل أنت مستعد لقضاء 60 ساعة من اللعب مع تلك الأنظمة التي لم تستمتع بها؟
الحق يقال، هناك كم لا يمكن إلا للجاحد أن ينكره من الشغف والحب الذي تم وضعه في بناء هذه اللعبة من الصفر خصوصًا وأن نقل تجربة Xcom للعبة بها شخصيات ذات شعبية جارفة هو تحدٍ غير مسبوق لا يحسد عليه المطور.
يصف مخرج اللعبة التجربة بأنها أول لعبة RPG حقيقية لشخصيات مارفل، وبذلك يكون على اللاعبين انتظار ثلاثة عناصر في اللعبة، وهي:
1-تأثير بعض الخيارات وأساليب اللعب على التجربة من لاعب للاعب
2- نظام تطوير عميق
3-تخصيص واسع للشخصية
هذه العناصر موجودة بشكل أو بآخر، ولكن جميعها تأتي بأشكال مغايرة عما هو متعارف عليه في ألعاب التقمص (RPG) فمثلًا خيارات الحوارات موجودة ويأتي تأثيرها في صورة قدرات يمنحك إياها الأبطال الذين يعتبرونك صديقًا لهم، وبالتالي هناك شعور دائم بالحاجة لبناء العلاقات. يأتي بناءك لبعض العلاقات على حساب هدمك لأخرى وهو ما يجعل اللعبة في حالة دائمة من وضعك في تحدٍ على هذا الصعيد.
مشكلتي هو أنك تحتاج إلى حوارات ممتعة تدفعك لاستثمار وقتك في الحوارات. للأسف الحوارات هنا ليست ممتعة والأداءات التمثيلية متواضعة مصحوبة برسوم وتعبيرات وجوه تميل للسوء. هل يعني ذلك بأن كل الحوارات مملة؟ الإجابة هي لا، بالطبع هناك حوارات مميزة مثل معظم حوارات شخصية Captain Marvel و Blade و Doctor strange والتي تستخدمها اللعبة كسرد لتاريخ تلك النسخة من الشخصيات والعالم.
المعارك على الجانب الآخر كانت أفضل ما جذبني للعبة. يظن المرء بأن ألعاب الأبطال الخارقين يجب أن تكون سريعة الوتيرة تعتمد على تدفق الضربات السلس في المعارك مثل سلسلة Batman Arkham الأيقونية مثلًا، ولكن رؤية لعبة Midnight Suns تبرع في تقديم نظام قتالي سريع الوتيرة ويحتاج للتفكير الاستراتيجي في الوقت نفسه هو بالتأكيد تحدٍ نجح المطور في اجتيازه.
إذا كيف هي المعارك بالضبط؟! وهل هي ممتعة؟
الإجابة القصيرة هي نعم ممتعة إلى حد بعد!
أما عن التفاصيل يا صديقي فدعني أقول لك بان Xcom ومعظم الألعاب من نفس نوعها أشبه بالشطرنج الذي يحدد لك دورًا معين لتقوم فيه بحركة واحدة في خانات محددة لكل بيدق (بطل) فيها عدد محدد من الخطوات، كما أن Xcom احتوت على نظام احتماء قوي ومؤثر في اللعبة.
جعل ذلك النظام المقيد لحركة اللاعب التفكير على المدى القصير والبعيد معًا واجب على كل لاعب يريد أن يفوز في المعارك، أما في Midnight Suns فقد اعتمدت اللعبة على فكرة أن الأبطال الخارقون يجب أن يتحركون بشكل حر تمامًا، وأنهم لا يخطؤون هدفهم ولا يجب أن يتم تضمين نسب النجاح والفشل في اللعبة من الأساس. لذلك تم إزالتها بجانب نظام تحديد الحركة وأصبح نظام الحركة حر، يمكنك تحريك بطلك لأي مكان على ساحة المعركة، وفي المقابل يمكن للأعداء أيضًا التحرك بحرية.
قد تظن بأن هذا يقتل عنصر التفكير الاستراتيجي الذي عهدناه في Xcom ولكن هذا غير صحيح لأن اللعبة تعتمد على البطاقات التي توفر لك ضربات منوعة وميزات خاصة بكل بطل للهجوم والدفاع معًا. هذه البطاقات تكون بين يديك بشكل عشوائي تمامًا وهو ما يضعك في حالة من التخطيط على المجى القصير لكل دور تلعبه، وليس التفكير طويل الأمد الذي كان هو الأكثر حضورًا في لعبة Xcom.
تصميم المعارك كان ممتعًا، والبيئات مختلفة بالشكل الكافي ولكن أكثر ما أعجبني هو تصميم البطاقات والحركات التي توفرها. كل بطل لديه مجموعة قوية من الضربات والحركات القوية للغاية والتي تمثل شخصيته بالشكل الذي نألفها عليه. كسرت هذه البطاقات ومدى روعة تصميمها حاجز الريبة الذي بدأ معي تجربتي للعبة وقلقي من أن هذه التجربة قد تكون غير ملائمة لأبطال الأفنجرز.
لم أمتضع أبدًا بسبب نظام القتال هذا حتى مع شخصية سبايدرمان الذي كنت منزعجًا جدًا من تقيدها للبقاء على الأرض لفترات أطول، وكنت دائم المقارنة بين هذه النسخة ونسخة Marvel’s Spiderman من تطوير Insomniac ولكن خرجت من التجربة وأنا مقتنع بأن شخصية سبايدرمان تمتلك من المرونة ما يكفي لأن تنجح في كلا الأسلوبين بدون أن تشعرني بأن أحدهما دخيلًا على الآخر.
هناك من سيشعر بأن عشوائية البطاقات تسلبه أي قدره على الأسبقية بفضل التخطيط طويل الأمد، ولكن تذكر بأن هذا الخيار جاء لتعويض فكرة العشوائية في القتالات المفتوحة في ألعاب الأبطال اخارقين الأخرى، فالتخطيط بشكل أعمق من المطلوب هنا كان من شأنه أن يعيق متعة اللعبة.
ماذا عن بقية العناصر؟
نظام التطوير على الشخصيات عميق حيث يكون عليك تكوين فرق من ثلاثة أبطال خارقين تخرج في المعارك معك، ويمكنك تخصيص مجموعة بطاقاتك وإتمام مهمات جانبية أو إرسال أبطال آخرين لمهمات تجني لك النقاط. أما تخصيص البطاقات فيكون عن طريق اختيار البطاقات التي بحوذتك في كل معركة، ودمج البطاقات المكررة لخلق نسخًا مطورةً منها. هذه هي أقصى درجات التحكم في البطاقات ولكن أكثر ما هو ممتع حول ذلك النظام، هو تنوع كل الشخصيات واختلافها والذي يتطلب منك تجربتهم جميعًا حتى هؤلاء الذين لا يبدون مميزين على الإطلاق. المظاهر خادعة يا صديقي صدقني.
التجربة البصرية والرسومية: هنا سأسكت قليلًا..أو ربما لا
هنا أيضًا جانب من الجوانب المتواضعة للعبة. رسوم اللعبة متواضعة ستشعرك بأنك أمام لعبة من الجيل السابق. تعابير الوجوه وتفاصيلها وحتى تفاصيل تخصيص شخصيتك متواضع للغاية، الأداء الصوتي كان سيئًا للبطل وتعجبت من عدم تضمين أكثر من صوت على غرار ألعاب مثل Saints row مثلًا.
هناك مشاكل تقنية أيضًا ملحوظة من تساقط إطارات في بعض لحظات المعارك. التجول في القمر (The Abby) افتقر لما يجعله مثيرًا للإهتمام على الرغم من أهميته كونه مقر أهم أحدث القصة والحوارات المؤثرة على أسلوب اللعب.
هناك الكثير من العناصر التي تجعلني متفائلًا بلعبة Marvel’s Midnight Suns بعد 15 ساعة وهو وقت طويل نسبيًا، لكن نظرًا لأن اللعبة توفر من المحتوى ما يحتاج 60 ساعة للإنتهاء منه، فعلينا طرح الاسئلة المهمة هنا وهي، هل سيصمد التصميم لكل هذه المدة أم أنه سينهار تحت ضغط التكرار وفقدان القدرة على تقديم ما هو جديد في منتصف عمر اللعبة؟
بشكل عام، Marvel’s Midnight Suns هي لعبة تقدم على خطوات جريئة تجبرني على احترام مطورها، وهي أكثر تجربة مختلفة جربتها منذ فترة ولذلك فأنا متحمس لإكمالها ومشاركة رأيي الكامل معكم في المراجعة الشاملة قبيل الإصدار.