مقالات

تحف فنية في عالم ألعاب الرعب : Outlast

اللعبة التي جعلتني غير قادرًا على النوم

في عام 2013 قام استوديو Red Barrels بإصدار لعبة غيرت من شكل صناعة ألعاب الرعب آنذاك، وقدمت مستوى رفيع يصل لمستوى ألعاب الرعب التي تأتينا من استوديوهات عملاقة في الصناعة. تلك اللعبة هي الجزء الأول من سلسلة Outlast الأكثر تميزًا. تجربتي مع Outlast كانت مختلفة حيث أنها كانت واحدة من أولى ألعاب الرعب التي أنغمس فيها وفي قصتها. تلك هي اللعبة التي جعلتني غير قادرًا على النوم، بل وبدأ يظهر لي شعرًا أبيض من كم الصدمات التي تعرضت إليها!

استوديو Red Barrels تم تأسيسه في عام 2011 من قبل 3 مُطورين عملوا سابقًا على ألعاب Ubisoft مثل Assassin’s Creed و Splinter Cell و Prince of Persia. خلال عامان فقط، تم إضافة 7 موظفين جدد ليصل طاقم العمل الكامل على أول جزء من اللعبة لـ 10 موظفين. تمكن هذا الفريق الصغير من تطوير Outlast خلال عامان وصدرت اللعبة في سبتمبر 2013 واكتسحت صناعة الألعاب في كل أنحاء العالم.

عالم ألعاب الرعب كان يعاني من انحدار كبير في مستواه، معظم الألعاب التي صدرت خلال أوائل العقد الماضي كانت تجارب عادية لا تُقدم أي شيء مميز، بل وأنها معظم الوقت كانت تسرق أفكارًا من ألعاب أخرى بدون تقديم أي ابداع يُذكر. استوديو Red Barrels قرر تقديم تجربة مميزة كليًا مع Outlast فدعونا نتحدث قليلاً عن قصة اللعبة وأسلوب لعبها.

Outlast

ما المميز في قصة Outlast ؟

تتحدث قصة الجزء الأول من Outlast عن الصحفي Miles Upshur الذي تصل له رسالة من مهندس مجهول يعمل بداخل مصحة Murkoff النفسية. تلك الرسالة توضح أن العلماء والدكاترة الذين يعملون في تلك المصحة النفسية يقومون بعمل تجارب على المرضى النفسيين. بالتأكيد كلنا سمعنا عن مشروع غسيل الأدمغة MK Ultra التابع للحكومة الأمريكية، و Outlast تُركز على هذا المشروع ولكن بإضافة بعض الأفكار المميزة والمختلفة.

يصل الصحفي Miles Upshur للمصحة النفسية ليجد نفسه عالقًا بداخلها بجانب أكوامٍ من الجثث والدماء. هدفك الأساسي في اللعبة هو الخروج من المصحة النفسية وكشف أسرار منظمة Murkoff Corporation للعامة. ولكن للأسف، الأمر ليس بتلك السهولة!

خلال الـ 4 ساعات التي ستخوضها في عالم Outlast، ستجد نفسك تبحث وتستكشف وتعيش مغامرات أقل ما يقال عنها هو أنها مغامرات مُروعة. إذا لم تُجرب Outlast حتى الآن لسببٍ ما، فيجب عليك القيام بذلك في أسرع وقت. أيضًا لا تنسى أن اللعبة لها إضافة تحت عنوان Outlast: Whistleblower، تلك الإضافة تُكمل أحداث اللعبة وتحكي قصة المهندس Waylon Park الذي أرسل الرسالة للصحفي Miles Upshur.

Outlast

ماذا عن أسلوب اللعب ؟

استطاعت Outlast أن تجعلك تشعر بالرعب في كل ثانية حيث أنك لا تستطيع مواجهة الأعداء. اللعبة تقولها لك بصراحة في شاشة المقدمة : ” أنت لست محاربًا، خياراتك الوحيدة هي الهرب، الاختباء، أو الموت.”

نظرًا لأنك تلعب بشخصية صحفي فأنت طوال فترة اللعب تمتلك الكاميرا الخاصة بك، تلك الكاميرا مُزودة بإضاءة ليلية وهي التي تساعدك على الرؤية في الظلام الدامس. الإضاءة الليلية لا ترى على المدى البعيد ولذلك ستشعر بالخوف عند دخولك لأي غرفة، فماذا إذا كان هناك عدو وأنت لا تراه من على هذا البُعد ؟ بطاريات الكاميرا تنخفض بشكل سريع، واللعبة تُجبرك على البحث عن بطاريات بديلة في أرجاء المصحة النفسية لأنك بدون الكاميرا لن تستطيع الرؤية على الإطلاق.

قصة اللعبة يتم شرحها بشكل مُفصل عن طريق أسلوب اللعب. بجانب بحثك عن البطاريات، فستجد مجموعة من التقارير الورقية داخل المصحة النفسية. تلك التقارير تقوم بشرح تفاصيل أكثر عن عالم اللعبة وشخصياتها وما الذي حدث في عشرات السنوات الماضية. بطل اللعبة لا يتحدث، ولكنه يقوم بكتابة مذكرات عندما يرى حدثًا مُروعًا فلا تنسى أن تقرأ تلك المذكرات البسيطة لتتعرف على منظوره في الأحداث.

نظرًا لأنك لا تستطيع مواجهة الاعداء وجهًا لوجه، فستكون مضطرًا إلى الهرب والركض منهم وهنا يظهر مدى قوة أسلوب اللعب. Outlast كانت أول لعبة رعب تستخدم نظام رياضة الـ Parkour في التنقل. ستركض وتقفز وتتسلق مختلف الأسطح لكي تهرب من الأعداء، والذي يجعل أسلوب اللعب ممتعًا هو مدى سلاسته وسهولته. لقد جربت اللعبة عشرات المرات ولم أواجه أي مشاكل تقنية فيها لا من ناحية أسلوب اللعب ولا من ناحية الرسومات.

Outlast

بالحديث عن الرسومات، هل يمكنك الاستمتاع بها خلال عام 2021 ؟

Outlast مبنية على محرك Unreal Engine 3، في 2013 اللعبة كان تحفة رسومية ولكن الآن اللعبة ليست أفضل تجربة رسومية ممكنة. لا تفهمني خطأ، اللعبة لا تزال تتمتع برسومات جيدة ولكن لا تتوقع رسومات خلابة فقد صدرت اللعبة منذ 8 سنوات.

الخبر الجيد هو أن اللعبة لا تحتاج مواصفات مرتفعة، أي حاسوب شخصي متوسط في الوقت الحالي سيتمكن من تشغيل اللعبة على أعلى إعدادات و60 إطار في الثانية بدون أي مشاكل. إذا كنت تمتلك حاسوبًا ضعيفًا فلا تقلق، اللعبة قديمة وستعمل على حاسوبك الضعيف ولكن ستكون مُضطرًا لتخفيض الإعدادات الرسومية قليلًا لكي تحصل على تجربة سلسة.


في النهاية، سلسلة Outlast هي واحدة من أفضل تجارب الرعب على الإطلاق في التاريخ. تلك هي سلسلة الرعب الوحيدة التي كنت أشعر بمتعة في كل مرة ألعبها مرةً أخرى. إذا كنت شخصًا جديدًا على عالم ألعاب الرعب، أو إذا كنت من مُحبي ألعاب الرعب ولم تُجرب سلسلة Outlast، فأنصحك بشراء اللعبة وتجربتها فورًا. عش تجربة الصحفي Miles Upshur في Outlast 1 ثم أكمل القصة مع المهندس Waylon Park في إضافة Outlast: Whistleblower.

لا تنسى أن Outlast لها جزء ثاني صدر في عام 2017. على الرغم من أن القصة ليست تكملة مباشرة لأحداث الجزء الأول من السلسلة، إلا أنها تحكي قصة أكثر تميزًا في بيئة مختلفة تمامًا وإذا انتبهت إلى أحداث القصة، فستجد بعض الترابطات بين أحداث الجزئين، الأول والثاني. نحن الآن في عام 2021 وخلال بضعة أشهر في عام 2022 سنشهد إطلاق جزء جديد من السلسلة تحت عنوان The Outlast Trials. هذه المرة لن تعيش تجربة الرعب وحدك، بل ستتمكن من الاستمتاع بها مع أصدقائك. توجه إلى هذا الرابط لتتعرف على تفاصيل أكثر عن اللعبة.

Ahmed Yousry

محرر أول، خبرة أكثر من 5 سنوات في مجال صحافة الألعاب بكتابة أكثر من 15 ألف خبر. من مُحبي ألعاب الرعب بكل أنواعها، وعاشق لسلسلة DOOM وألعاب استوديو From Software.
زر الذهاب إلى الأعلى