كنت أسمع دائمًا عن استوديو Frictional Games ومدى تقدير مجتمع اللاعبين له. بعض اللاعبين أطلقوا على الاستوديو اسم (الأب الروحي لألعاب الرعب الحديثة)، هذا المُسمى جاء بعد نجاح الاستوديو في تقديم تجربة رعب مميزة وسودوية مع لعبة Amnesia: The Dark Descent في 2010. أولى الألعاب التي جربتها من الاستوديو كانت Amnesia: Rebirth وقد أطلقت عليها شخصيًا لقب (لعبة الرعب الأفضل في عام 2020).
تجربتي للعبة Amnesia: Rebirth حمستني للبحث في تاريخ الاستوديو ووجدت لعبة بعنوان SOMA صدرت في عام 2015. لقد سمعت عن SOMA مُسبقًا وأتذكر حديث صديقي عنها منذ بضعة سنوات الذي أخبرني بمدى قوة تلك اللعبة. نحن الآن في 2021 وقد جربت اللعبة لأول مرة وتفاجئت بلعبة لم تُركز فقط على تقديم تجربة رعب بشكل مميز، بل قدمت لي أيضًا قصة من المستحيل أن أنساها طوال السنوات المُقبلة!
القصة الأكثر تميزًا في SOMA :
تتحدث قصة SOMA عن شخصية Simon Jarrett الذي تعرض لحادث قيادة أثر أدى إلى مقتل صديقته في العمل وأثر على عقله وتفكيره وكان في عداد المُوتى. نظرًا لأن الطب العادي لا يوجد به حل لحالة Simon، فاتجه لمجموعة باحثين يحاولون الوصول لحل مشاكل العقل وعلاج أمراضه المختلفة.
يذهب Simon في عام 2014 ليقوم بعمل مسح أولي على عقله ليُساعد الباحث David Munshi في إيجاد حل لمشكلته. فجأة يجد Simon نفسه في مكانٍ يبدو وكأنه معمل تحت سطح البحر، والمُفاجئ في الامر هو أن Simon يجد نفسه في عام 2104. الغريب في الأمر هو أنك تجد تسجيلات لبشر طبيعيين ولكنهم غير موجودين بالمرة على أرض هذا المعمل. الموجود فقط هم مجموعة من الآلات التي تظن أنها بشر، بعضها آلات مُسالمة، والأخرى آلات تُحاول قتلك في كل حركة.
أين ذهبت كل تلك الأعوام، وما الذي حدث لبطلنا Simon خلال تلك الفترة ؟ وما كل تلك الآلات الموجودة ولماذا يظنون أنهم من البشر ؟ تلك الأسئلة تُحاول اللعبة الإجابة عليها في مدة زمنية ستصل معك لحوالي 6-8 ساعات تقريبًا وهي مدة مثالية جدًا للعبة رعب بفكرة مثل التي تُقدمها لنا SOMA.
قصة اللعبة مليئة بالمفاجآت القوية والعميقة والتي ستجعلك غير قادرًا على فهم معظم ما يحدث. بداية فهمك للأحداث ستكون في النصف الثاني من اللعبة، ولا تقلق، فأنت ستجد إجابة على كل سؤال سألته لنفسك خلال فترة اللعب.
اللعبة بها استخدام كبير للبيئات في حل الالغاز. هذا بشكل عام ما يُميز ألعاب استوديو Frictional Games حيث اعتمدت سلسلة Amnesia أيضًا على نفس الفكرة. الألغاز هنا ليست ألغاز بسيطة أو تافه، بل من الممكن أن تعلق في لغزٍ واحدٍ فقط ويتطلب منك بضعة دقائق من التفكير والبحث حتى تصل لحل منطقي يُمكنك من استكمال القصة.
SOMA لا تعتمد على الرعب الرخيص الذي يقدم لك مجموعة من الخضات المتتالية لإخافتك، بل الاعتماد الكلي على الرعب النفسي وتوصيل شعور الرهبة من الأماكن المُغلقة الضيقة. تلك اللعبة ستكون بمثابة كابوس لك إذا كنت من كارهي المحيط والتعمق تحت سطح البحر حيث توجد مجموعة من المراحل التي تطلب منك التنقل في البحر نفسه!
جمال تصميمات اللعبة :
اللعبة استطاعت أيضًا أن تستخدم فكرة الصوت المحيطي في إخافتك بطرق مُنوعة. بشكل عام أنت لا تموت في اللعبة حتى ولو قامت الوحوش بالانقضاض عليك، فلا تزال توجد حياة وتوجد فرص لا نهائية في اللعبة. هذا الأمر مُتعلق بالقصة ومتعلق بشخصية Simon نفسه، لا أريد التوغل في تفاصيل أكثر حتى لا أحرق عليك تفاصيل مهمة في القصة.
SOMA ليست الأفضل رسوميًا بأي حال من الأحوال. اللعبة مبنية على محرك بإسم HPL Engine وهو محرك تابع لاستوديو Frictional Games. هناك العديد من الألعاب التي صدرت في عام 2015 والتي تتمتع برسومات أفضل من SOMA بكثير. ولكن المميز في SOMA هو التصميم وليس مستوى الرسومات. لم أرى في حياتي لعبة تُصمم أعماق البحار بهذا الشكل المُخيف. الاستوديو استطاع أن يُضيف أفكار جديدة ومبتكرة في تصميم أعماق البحار، تلك الأفكار أدت لجعل لعبة SOMA هي واحدة من أكثر التجارب تميزًا ولذلك حصلت على تقييم 95% من اللاعبين على متجر Steam.
إذا كنت من مُحبي ألعاب الرعب، فلا يجب عليك تفويت لعبة SOMA. جهز نفسك لتجربة رعب مختلفة تمامًا عن أي لعبة لعبتها سابقًا، وانغمس في عقل Simon Jarrett لتستكشف قصته وتصل لنهاية من أكثر النهايات الصادمة في عالم الألعاب من وجهة نظري. إذا كنت تعاني من رهاب البحر (Thalassophobia) فأنصحك بالابتعاد عن اللعبة لأنها ستُزيد من هذا الخوف.
SOMA متوفرة للشراء على الحاسب الشخصي و PlayStation 4 و Xbox One بسعر 30 دولار. اللعبة تحصل على عروض وخصومات كل بضعة أشهر وأحيانًا تلك الخصومات تصل إلى 90% تقريبًا، فسارع بانتهاز الفرصة عندما تجد خصم على اللعبة!