ينتظر عشاق ألعاب السابق بفارغ الصبر من Ubisoft إصدار الجزء الثالث من سلسلة ألعاب السباق خاصتها، وهو The Crew Motorfest بعد غياب دام لخمس سنوات، وقد حصلنا خلال الأيام الماضية على النسخة التجريبية المغلقة من اللعبة لإلقاء نظرة عن كثب لما تقدمه من تطور عن الجزء السابق، ويبدو أننا أمام عنوان مميز يقف وجهاً لوجه أمام ألعاب السباقات الأخرى، ونخص بالذكر Forza Horizon 5و Need For Speed: Unbound، فهيا بنا لنسرد انطاباعتنا عن اللعبة.
قصة The Crew Motorfest: لا مزيد من القصص المملة!
ألعاب السباق غالباً ما تسقط في الهاوية عندما تضيف قصةً لأحداثها، فهذه القصص تحاول أن تقترب من تفكير الشباب الذين يمثلون الشريحة العريضة من جمهور ألعاب السباق ولكنها تفشل وكأن الذي يؤلفها من زمن آخر تماماً، ما أقصده أن هناك فجوةً ثقافية بين صناع اللعبة ولاعبيها، مجرد قصص تقليدية تدور أحداثها حول مجموعة من الشباب الطائشين الذين يتصارعون من أجل هدف سخيف يتمحور بطريقة أو بأخرى حول السيارات أو السباقات أو المناطق بشخصيات سطحية ومحادثات عديمة القيمة!
لحسن الحظ تجنبت The Crew Motorfest الوقوع في هذا الخطأ بطريقة قوامها عدم وجود حبكة من الأساس، فما الحاجة لإحداث صراعات وعداوات لا يوجد أي داعٍ لها، فالأمر لا يستحق كل هذا العناء لأنها لعبة سباق في النهاية. تبدأ أحداث القصة باجتماع مجموعة من المتسابقين في فعالية ضخمة تتضمن سباقات متنوعة في أرجاء جزيرة أواهو بهاواي، ويتم تقديم هذه البداية بطريقة تفاعلية تسمح للاعب بالقيادة في أجزاء من جميع السباقات ليتعرف على أساسيات اللعبة، كما يتم تدعيم الأحداث بلقطات حقيقية مُصورة مما يزيد من ارتباط اللاعبين بالقصة، وهو ما لم نره منذ أجزاء Need For Speed الأولى!
الخريطة: الحجم ليس كل شيء!
قدم الجزئين السابقين من السلسلة خريطة ضخمة مُعاد تكوينها لبضعة ولايات أمريكية مجتعمة، وهو ما يبرر كبر حجم خريطتهما مقارنةً بجزء Motorfest الذي يقع عالمه بالكامل داخل جزيرة أوهاو بولاية هاواي، كما أن عالم اللعبة لا يمثل الحجم الفعلي للجزيرة، وإنما يُعد نسخة مُصغرة مُعاد تكوينها من جزيرة أوهاو الحقيقية، وهو مُقسم لمناطق متعددة أهمها واهياوا وكينيوهي وهونولولو.
لا نعرف مساحة خريطة لعبة The Crew Motorfest ولكنها تبدو أكبر من خريطة Forza Horizon 5، وهو حجم كافٍ بكل تأكيد. بفضل تقليل حجم الخريطة عن الجزئين السابقين، تمكن استوديو Ivory Tower من استغلال عالم اللعبة بأفضل شكل ممكن؛ البيئات تتميز بتنوعها الشديد بين مناطق البراكين والشواطئ والجبال والمدن، كما أنها مفعمة بالتفاصيل فيما يخص الطرق والمباني والنباتات والسحب، مما ساهم في تحسين التجربة البصرية بشكل جذري عن الجزئين السابقين.
المحتوى: تعد لعبة The Crew Motorfest بتقديم إحدى أعظم تجارب ألعاب السباق!
- تقدم اللعبة مجموعة كبيرة من السباقات تُعرف بالقوائم “Playlists”، سيبلغ عدد هذه السباقات 15 سباقاً وقت الإطلاق، ولكن لم يكن متاحاً منها سوى بضعة قوائم، أهمها على الإطلاق Hawaii Scenic Tour الذي يقدم جولةً استكشافية حول جميع المناطق الأساسية من جزيرة أوهاو وبسيارات تناسب هذه البيئات، مما يسهل على المبتدئين الاندماج داخل عالم اللعبة وتجربة جميع تصنيفات المركبات.
- توجد سباقات أخرى تتطلب أنواعاً معينة من السيارات لأدائها، ومنها Made in Japan بسيارات يابانية الصنع -لأول مرة في السلسلة- في أجواء ليلية تحاكي الثقافة اليابانية الشعبية، و Off-Roading Addict بسيارات الدفع الرباعي في مناطق قاسية، و Vintage Garage بسيارات كلاسيكية في أجواء عتيقة “Retro”، و Electric Odyssey بالسيارات الكهربائية، وأخيراً Motorsports بسيارات Formula 1.
- توجد سباقات أخرى تروي إنجازات كبرى شركات تصنيع السيارات العالمية لم نر منها سوى سباقين؛ Automobile Lamborghini الذي يأخذ اللاعبين في جولة تاريخية عن شركة السيارات الإيطالية الأشهر، و A Porsche Story: 911 Legacy الذي يسلط الضوء على إصدارات لا تُنسى من سيارات العملاق الألماني.
- التقدم داخل هذه السباقات يفتح حدث Main Stage الذي سيتيح للاعبين إلقاء نظرة على سيارات بعضهم البعض والركوب داخلها واختبار قوة المحرك، كما أنه يقدم مجموعة من التحديات التي تتغير شهرياً، وهو ما يعني تقديم دعم مستمر للعبة طوال الوقت، وبالتأكيد هذا شيء رائع.
- تقدم لعبة The Crew Motorfest أسلوب لعب متميز لم يسبق لنا رؤيته بأي لعبة سباق أخرى سوى The Crew 2، حيث يمكن التسابق بثلاثة أنواع من المركبات والتبديل بينهم؛ السيارة أو الدراجة البخارية ومركب السباق والطائرة لكننا ننصحك بتعطيل مساعد الطيران الآلي، وكل ذلك بضغطة زر وبسلاسة تامة، ورغم أن الأمر ليس واقعياً، إلا أنه يقدم متعةً ليس لها مثيل!
- على ذكر أسلوب اللعب، ثمة شريط أصفر يرشد اللاعب لمسار السباق بجانب المسار المرسوم بالخريطة المصغرة بحيث لا يتم استخدام المصدات المرسومة افتراضياً -والمعروفة ببعض ألعاب السباق- إلا في مناطق معينة، ويوجد نظام GPS بمساعد صوتي مشابه للموجود بألعاب Forza.
- بالنسبة لحوادث السباقات مثل السقوط فيه المياه أو انقلاب السيارة، ثمة نظام للرجوع بالزمن لثوانٍ معدودة للرجوع لأي نقطة تسبق الحادث، ويمكن استخدامها في أي وقت أيضاً، وهو أكثر واقعية من نظام إرجاع السيارة للمسار تلقائياً كما نرى من ألعاب Need For Speed مثلاً!
- مثل أي لعبة سباق كبرى، يوجد نظام تعديل احترافي للسيارات، حيث يمكن تعديل كل شيء تقريباً، بدايةً من لون الطلاء، مروراً بأجزاء من جسم السيارة، وصولاً للأجزاء الميكانيكية الهامة مثل المحرك ونظام التثبيت “Suspension”، وهو مستوحى من ألعاب Need For Speed، ولكن اللعبة تتخطاه بدعم تعديل 800 قطعة عند إطلاقها رسمياً!
- توفر اللعبة عدد ضخم من السيارات بلغ بالنسخة التجريبية المغلقة 567 سيارة، وسيتخطى عددها 600 سيارة عند إطلاق اللعبة رسمياً، ليس عدداً ضخماً ولكنه كافٍ. المميز أن من بين هذه السيارات 80 سيارة جديدة كلياً بعضها لم يتم إطلاقه في الحقيقة من الأساس، وهذه ميزة تفتقر إليها ألعاب Forza Horizon منذ الجزء الرابع.
- تعلم Ubisoft أن هذه اللعبة تتطلب مجهوداً كبيراً فيما يُعرف باسم “Grind”، لذلك أعلنت عن ميزة Collection Import ليتمكن لاعبو The Crew 2 جلب سياراتهم من للجزء الجديد، وهو ما لم يجرؤ ناشرو ألعاب السباق الآخرين على فعله!
- كما هو الحال مع أي لعبة سباق، يوجد وضع متعدد اللاعبين “Online” والذي ينقسم لبضعة أطوار لم يكت متاحاً منها في النسخة التجريبية سوى طورين؛ Grand Race وكما يبدو من الاسم أنه مجرد سباق عادي بعدد كبير من المتسابقين، والذي يصل إلى 28 متسابقاً، و Demolition Royale الذي يبدو من اسمه أيضاً أنه سباق تدمير للسيارات، وهو يتضمن ما يصل إلى 32 لاعباً مقسمين لفرق “Crews”، وتحاول كل فرقة تدمير جميع الفرق الأخرى لتفوز الفرقة الوحيدة الناجية.
الأداء التقني: تجربة لطيفة ينقصها المزيد من الصقل!
- لم نر أثراً لتقنيات تتبع الأشعة “Ray Tracing” أو رفع الدقة “Upscaling” مثل Nvidia DLSS و AMD FSR، وهو أمر غريب لكن نعتقد بأن اللعبة ستدعم بعضاً من هذه التقنيات عند إطلاقها رسمياً.
- لا توجد سوى تقنيتين مانعتين للتعرج “Anti-aliasing” وهما TXX و FXAA، فلا وجود لتقنية DLAA بما أنه تقنية DLSS ليست موجودة.
- يمكن التحكم بمعدل الإطارات بواسطة تقنيتين؛ V-Sync لمزامنة إطارات اللعبة مع معدل تحديث الشاشة، و Frame Lock لتحديد معدل الإطارات برقم ثابت.
- تقدم اللعبة أداءً رسومياً مميزاً وواقعياً بما فيه الكفاية بالنسبة للعبة سباق، وبفارق لا يُستهان به مقارنةً بلعبة The Crew 2، وذلك بفضل صغر حجم الخريطة الذي مكن المطورين من التركيز في صقل رسوميات اللعبة.
- تدعم اللعبة فيزيائيات جيدة للمركبات، قد لا تكون أفضل من Forza Horizon 5 و Need For Speed: Unbound، ورغم أن التجربة كانت لطيفة، إلا أن السيارات كانت ثقيلة نسبياً وهو ما أثر في سرعاتها، ونرجو أن يتم تحسينها قليلاً.
- متسابقو الذكاء الاصطناعي على قدر ليس هيناً من الصعوبة، حيث يتمتعون بمهارات كبيرة على الطرقات مما يجحف باللاعبين المبتدئين ويقلل من فرصة فوزهم، بينما تفتقد سيارات الطرق -غير المتسابقة- التنظيم ولا تحترم قواعد المرور إطلاقاً!
- ثمة مشاكل في الاتصال بالإنترنت في الوضع متعدد اللاعبين يقلل بشكل كبير من سلاسة التجربة، لذلك يجب أن يتم حل هذه المشاكل لكي لا يتكرر سيناريو Forza Horizon 5 وقت الإطلاق.
ختاماً:
تقدم The Crew Motorfest تجربةً لطيفة تجمع بين أهم مزايا كلاً من Forza Horizon 5 و Need For Speed: Unbound، وتحاول أن تحيد قدر الإمكان عن عيوبهما، ورغم أنها تبتعد قليلاً عن كونها The Crew حقاً، إلا أنها لا تزال تحمل الحمض النووي للسلسة، خصوصاً سلفها The Crew 2 لدرجة يمكن القول معها أنها مجرد محتوى إضافي “DLC” عملاق للجزء السابق!
عموماً لم تكشف The Crew Motorfest عن جميع أوراقها بعد، وربما يتم حل جميع المشاكل التقنية السابق ذكرها، ومن يدري ما الذي تخبئه Ubisoft وتنوي كشفه لنا عند إصدار اللعبة يوم 14 سبتمبر، لذا ترقبوا مراجعتنا للعبة حال صدورها رسمياً، ولا تنسوا متابعة كل جديد في عالم الألعاب عبر موقعنا وحساباتنا بمواقع التواصل الاجتماعي.