مقالات

انطباعاتنا عن نسخة البيتا المغلقة للعبة The Oultast Trials

ظهرت سلسلة Outlast عام 2013، وقد نالت مكانة رائعة بين ألعاب الرعب الأخرى، وها هو استوديو Red Barrels الكندي يعمل على إنهاء تطوير جزئه الثالث تحت اسم The Outlast Trials، وبعد أن وضعنا أيدينا على نسخة البيتا المغلقة من اللعبة فكيف تبدو؟ هذا ما سنعرفه بمقالتنا.

يبدو أن حلم السيطرة على عقول البشر لم يكن حديث العهد كما تصورنا!

تدور القصة حول مؤسسة Murkoff Corporation التي تم إنشائها أثناء الحرب الباردة لعمل جلسات غسيل مخ للأشخاص المُهشين عبر مجموعة من التجارب المروعة من أجل ابتكار لتقنيات للتحكم في عقول البشر!

The Outlast Trials

ولكن كيف تجد مؤسسة Murkoff Corporation ضحاياها؟ يبدو أن هؤلاء الضحايا يتطوعون بأنفسهم لخوض تجارب غسيل المخ، وبالطبع لن يهتم أحد إذا أصابهم مكروه فهم إما مشردين أو مرضى عقليين، ولهذا تقوم المؤسسة بتجاربها الشنيعة بدون أية مساءلة قانونية.

أسلوب اللعب مزيج بين المتعة والرعب في آن واحد!

لقد ظننت أن لعبة The Outlast Trials لن تختلف كثيراً عن ألعاب الرعب الأخرى من حيث أسلوب اللعب، ولكنها أكدت لي العكس عند تجربتها لمدة 5 ساعات. العبة تُصنف أنها Survival Horror أي رعب البقاء، ولهذا تعتمد على حل الألغاز والاختباء والهروب، وغيرها من الأمور المشتركة بين الألعاب من هذا التصنيف.

The Outlast Trials

يعتمد أسلوب اللعب على الاستكشاف وتنفيذ أوامر مؤسسة Murkoff Corporation للتقدم في أحداث القصة. الاختباء من الأعداء رائع ومسلٍ رغم أنه قد يكون موتراً للأعصاب ومفزعاً لدى البعض، يمكنك استخدام الآثاث للاختباء، كما يمكنك التسلل وفتح الأبواب المغلقة دون أن يتم كشفك من الأعداء المختلين عقلياً، وإن كُشف أمرك فليس لديك حل سوى الهروب بنظام الباركور الذي سنتحدث عنه لاحقاً.

بما أننا نتحدث عن حقبة الحرب الباردة، فالتكنولوجيا المتاحة باللعبة عتيقة نسبياً، سواء كنت تلعب طور القصة أو طور Trials، توجه المؤسسة أوامرها عبر مجموعة من شاشات التلفاز باللون الأبيض والأسود، كما أن الحل الوحيد للرؤية عبر الظلام يكمن في استخدام نظارات ليلية يتم شحنها ببطاريات قابلة للتغيير وموزعة داخل الغرف، وحقاً تغيير البطاريات هنا يضيف متعةً لأسلوب اللعب.

The Outlast Trials

قصة اللعبة تُلعب بنظام الـ Trials، حيث تذهب في مهمة تابعة للشركة، وخلال ذلك تتم مطاردتك وعليك

منع ملاحقة الأعداء لك عبر إلقاء زجاجات المشروبات الغازية أو طوب البناء عليهم، بل ويمكنك نصب الفخوخ للإيقاع بهم، ويمكنك استغلال البيئة لمنع تقدم الأعداء عبر إغلاق الأبواب خلفك أو استدراجهم للمرور فوق أسلاك الكهرباء النشطة، وبالطبع تستطيع الاختباء بالخزانة أو بسلة المهملات أو تحت المكتب وأيضاً داخل السيارات!

نظام الـ Trials لمن لا يعلم عبارة عن جلسات عصبية تدخلك في تجربة تشبه الأحلام لتنفيذ مجموعة من المهمات بأماكن تخيلية، ويمكنك اللعب فردياً أو مع الأصدقاء واللاعبين الآخرين، وعند تجربتنا لعدة ساعات للـ Trial الوحيدة المتاحة في البيتا المغلقة، لاحظت أن المهمة تتلخص في حل الألغاز عبر تشغيل بعض المولدات الكهربائية ودفع الواشين “Snitches” المقيدين بعربات تتحرك فوق قضبان حديدة والعثور على المفاتيح بداخل أحشاء الجثث بغرض فتح البوابات وإنجاز كل المهمات لتعود لوعيك وتبدأ دور Trials جديد وهكذا دواليك.

في كل مرة تدخل فيها للـ Trial تتغير أماكن تلك المولدات والموارد أيضاً يتم تدويرهم لإنعاش الأجواء.

هكذا يكون اللعب التعاوني بألعاب رعب البقاء!

توفر اللعبة مركزاً رئيسياً “Hub” لمؤسسة Murkoff Corporation حيث يمكنك دعوة الأصدقاء أو اللاعبين الآخرين لتشكيل الفريق وبدأ طور Trials، ويتصل بالمركز الرئيسي “Hub” غرفة نوم خاصة باللاعب يمكنه تخصيصها كما يشاء.

The Outlast Trials

لقد شعرت أن طور Trials ممل قليلاً عند اللعب فردياً لهذا فضلت اللعب مع الأصدقاء وكان التواصل الصوتي يعمل بشكل جيد ولم أحتج لاستخدام تطبيقات مثل Discord. اللعب التعاوني يتم تقديمه بشكل جيد، حيث يمكن تقسيم المهام بين الفريق وتتطلب بعض المهام اجتماع الفريق بأكمله، وما أروع أن يقوم زملاؤك بإلهاء الأعداء بينما تقوم بإنجاز المهمات مثل تحريك الواشين “Snitches” أو ينقذك أحدهم بينما ينصب الآخر فخاً للعدو الذي أطاح بك! بُعد جديد لتجربة الرعب التعاونية.

نظام الباركور وميكانيكيات الحركة

يتمتع نظام الباركور بقدر كبير من الواقعية يجعلنا نرفع القبعة لاستوديو Red Barrels. أثناء تجربتي للبيتا المغلقة من The Outlast Trials كنت مُغرماً بمدى سلاسة نظام الباركور وواقعيته. ظهر عدو يتوعد بقتلك؟ حسناً ستركض في الممر وتقفز من فوق الطاولة ولا تنسى غلق الباب ورائك ثم ستتزحلق تحت البوابة وتسير نحو الخزانة لتختبئ بها وهنا يصل العدو ليبحث عنك ولن يعرف لك طريقاً!

السر وراء سلاسة نظام الباركور بالطبع ميكانيكيات الحركة الممتازة للاعب، وأجزم بأن المطور قد استخدم تقنية الـMotion Capture لمحاكاة حركة الإنسان الواقعية. الأعداء أيضاً لهم نصيب وافر من تطور ميكانيكات الحركة، فحركة الأعداء أثناء البحث عنك أو الهجوم عليك واقعية ومرعبة جداً لدرجة أنك ستحاول تجنبهم والالتفات حولك للتأكد من عدم وجودهم إذا كنت تتوتر بسرعة!

لا مجال للغباء الاصطناعي مع The Oulast Trials

الذكاء الاصطناعي هنا متقدم أو مرعب بمعنى أدق! فمثلاً إذا دخلت غرفة بها سرير وقررت الاختباء تحته وقمت عن طريق الخطأ بعمل ضجة بسيطة فاعلم أنك ستموت لأن العدو سيكتشف مكانك وسيبحث عنك ليجدك تحت السرير ثم سيقوم بسحبك منه وقتلك فوراً، وتذكر أننا نتحدث عن نسخة البيتا المغلقة فما بالك عند صدور اللعبة رسمياً؟!

لكي تتخيل مدى قوة ذكاء الاصطناعي، فالأعداء يتجولون في الأرجاء ويبحثون عنك خلف الأبواب وداخل الخزانة وتحت السرير وفي كل مكان ليجدوك. قد تظن أن اتخاذ الظلمات ستراً منهم سيكون فكرة سديدة ولكنك مخطئ لا محالة، وإن حاولت التسلل من خلفهم وبدأت بالهرب فقد قُضي عليك، بل قد تختبئ خلف شيء وتحاول اختلاس النظر بالانحناء جانباً ليجدك العدو فيستشيط غضباً ويبدأ في الصراخ والركض نحوك لتمزيقك إرباً!

ماذا عن الأداء التقني والرسوميات؟

بصراحة ولأكون صادقاً، لم أتوقع أن يكون الأداء التقني هنا عامل إبهار، خصوصاً أنه يعتبر أحد أهم الجوانب بالنسبة إليّ بعد القصة، ولكن التجربة أثبتت العكس. حسناً توفر اللعبة إعدادات منخفضة ومتوسطة وعليا، ولقد لعبت طور القصة بإعدادات عليا بمعدل 40 إطاراً تقريباً بدون مشاكل.

The Outlast Trials

الرسوميات هنا غنية بالتفاصيل ومفعمة بالحياة، بدايةً من تفاصيل البنية “Textures” للجدران والأرضيات والبيئة عموماً، مروراً بانعكاسات الأضواء وتباين الألوان، وصولاً لتصميم الشخصيات وتفاصيل الوجه والجسم، وهذا يجعل اللعبة واقعية إلى حد ما وممتازة بصرياً.

نسخة البيتا المغلقة من لعبة The Outlast Trials تقدم لنا مبرراً وجيهاً للوقت الذي استغرقه استوديو Red Barrels في تطوير اللعبة وتطمئننا بمدى طموح وروعة هذا المشروع المُنتظر. يبدو أن الاستوديو قد وضع مستوى الألعاب الكبرى نصب عينيه وحاول مجاراته إن لم يكن تخطيه عبر توفير أسلوب لعب متميز مع ميكانيكيات حركة واقعية ورسوميات مبهرة بشكل سيضع ألعاب الرعب الأخرى في موقف صعب!

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى