مقالات

الانطباع الأولي للعبة Path of Exile 2 نسخة الوصول المبكر.

لم يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة من اللعب في النسخة المبكرة من Path of Exile 2 لأدرك أنه قريباً سأكون بصدد عمل جداول على برنامج الـExcel وأودع جميع أحبائي لفترة طويلة. فعندما كنت أظن أنني قد إنتهيت من الجزء الأول من Path of Exile، أرجعني المهووسون في Grinding Gears Games إلى عالم اللعبة مجدداً مع تكملة لإحدى ألعاب ARPG المفضلة لدي على الإطلاق Path of Exile 2. على الرغم من أن اللعبة لا تزال تعاني من بعض المشاكل التقنية المعتادة الخاصة بالنسخ المبكرة وتواجه مشكلة في انخفاض المكافآت من الغنائم حالياً، إلا أنه يوجد الكثير مما يمكن محبته في هذه اللعبة الرائعة التي تلتهم الوقت.

كما هو الحال مع معظم ألعاب هذا النوع، يمكنك أن تتوقع قضاء وقتك في قتال جحافل من الأعداء بحثاً عن الغنائم، والقضاء على الزعماء الضخام والقبيحين، والانتقال إلى المدينة لبيع غنائمك تقريباً كل دقيقتين بسبب المساحة الصغيرة جداً للمخزون. في حالتها هذه الغير مكتملة، يستغرق الأمر حوالي 60 ساعة من القتال عبر الفصول الثلاثة الأولى (من أصل ستة مخططة) مرتين (على صعوبة أعلى في المرة الثانية) قبل أن تصل إلى نهاية اللعبة المذهلة التي تنتظرك فيها المزيد من الأعداء الأصعب والمعدات الأقوى. وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المشاكل التقنية والعناصر غير المكتملة المعلمة بـ “قريباً”، كانت الغالبية العظمى من ماراثوني الممتد لعدة أيام للاستمتاع باللعبة مرضية للغاية.

قصة غير مكتملة بعد

من البديهي بأن نقول Path of Exile 2 لا تغير القواعد في مجال السرد القصصي – فهي تتمسك بالقصة المعتادة عن الكائنات المشوهة المرعبة التي تهدد بتدمير العالم والكائنات الخالدة التي تعامل البشر كقطع شطرنج – لكن هذا لا يعني أنه ممل أو يفتقر إلى بعض المنعطفات والتطورات المثيرة. التعرف على شخصيات اللعبة وفك رموز التاريخ الغامض الذي يظهر في كل فصل هو من أبرز جوانب اللعبة.

أصبحت معجبًا جدًا بـشخصيات مثل Alva، جماعات مثل Maraketh. ولكن القصة غير مكتملة ولا نعرف ما الذي ستقدمه النصف الثاني من تلك القصة.لذا لا يزال الحكم غير نهائي بشأن ما إذا كانت ستنجح في النهاية، لكن حتى الآن، فهي قد بدأت بداية جيدة، وإن لم تكن أصلية تمامًا.

أسلوب اللعب الطموح

بينما تلعب Path of Exile 2 بأمان من حيث القصة، فإنها تغامر بشجاعة عندما يتعلق الأمر بأسلوب اللعب الطموح، والنتيجة هي واحدة من أكثر ألعاب ARPG إدمانًا وقوة في اللعب حتى الآن. بعد اختيار أحد الفئات الست المتاحة حاليًا (تقول Grinding Gear أنه سيكون هناك 12 فئة في النهاية)، ستبدأ في المسار الطويل والشاق لفهم الأشجار المعقدة للغاية لمهارات كل فئة. تبدو هذه الأشجار وكأنها صممت لتكون معقدة بشكل ساخر بينما تجمع تدريجياً بناءً يناسبك – يكفي لمحة واحدة إلى شجرة المهارات الرئيسية التي تحتوي على أكثر من 1500 قدرة للاختيار من بينها لتدرك أنك ستضطر إلى عمل جداول إيكسل لكي تبسطها.

ثم ستستخدم تلك القدرات والمعدات لمحاربة جميع أنواع الزومبي والكائنات الغريبة مثل الزواحف في رحلة إستكشاف وبحث لا يرحم عن الغنائم والنقاط الخبرة التي ستجعلك تستمر حتى وقت متأخر من الليل. أضف إلى ذلك أن الخرائط -والتي يتم توليدها تلقائياً- تقدم درجة عالية من القابلية لإعادة اللعب، مع الحفاظ على شعور بأنها ليست مجرد خرائط عشوائية، وستجد نفسك غارقًا في اللعبة طوال معظم الأسبوع كما حدث لي.

تحسينات في أسلوب اللعب

هناك العديد من التحسينات في أسلوب اللعب مقارنةً بسابقتها Path of Exile 2 التي تجعل القتال ضد جحافل الوحوش مسليًا بلا حدود. بما في ذلك القفز والدحرجة التي تضيف عنصر مهارة ضروري للحفاظ على حياتك. ودعم تحركات WASD الذي يجعل التنقل أسهل بكثير، والتحسينات الأخرى التي تعزز من تجربة اللعب بشكل عام. تتفوق Path of Exile 2 على نظيراتها، حيث لا تجد نفسك تستخدم نفس مجموعة القدرات مرارًا وتكرارًا أثناء اجتيازك للأعداء. كما وأن الأعداء يقدمون تحديًا على الأقل، خاصة في معارك الزعماء حيث ستحتاج إلى تعلم أنماط هجوم خصمك للبقاء على قيد الحياة. وهذا يجعل القتال يشعر وكأنه لعبة أكشن حقيقية أكثر من معظم ألعاب ARPG.

ما يساعد في ذلك هو أن كل فئة تقدم طريقة لعب فريدة من نوعها تمزج الأمور بشكل كبير أكثر من غيرها من ألعاب ARPG. على سبيل المثال، اختيار فئة Ranger التي تركز على Dexterity سيجعلك تبقي مسافة بينك وبين الأعداء، وتتنقل بسرعة عبر الخريطة، والأهم من ذلك، تركيزك على خاصية Evasion التي تمنحك فرصة لتجاهل الهجمات التي تصيبك تمامًا – لكن إذا تمكنت من تلقي ضربة قوية من شيء كبير مثل الزعيم، فستنتهي. بالمقابل، إذا اخترت Warrior، ستندفع نحو المعركة القريبة مرتديًا أقوى درع يمكنك إيجاده وتركز على تقسيم العدو إلى نصفين قبل أن يتمكن من تقليص صحتك. في هذه الأثناء، يتبادل Mercenary السيف بالمنجنيق، مما يحول المغامرة بأكملها إلى لعبة Top-Down Shooter تشعر وكأنها مختلفة تمامًا عن أي شخصية أخرى.

بالنسبة لي، قضيت معظم وقتي كـ Witch حيث ركزت على بناء minions الذين يقومون بالقتال نيابةً عني، لذلك كنت في الغالب فقط أدعم أصدقائي الأموات وأشجعهم بالكلمات. هذه هي تنوع أسلوب اللعب الذي لم أره في ألعاب Path of Exile 2 المعاصرة.

أشجار مهارات معقدة

بين كلاً من أشجار المهارات المعقدة بشكل مثير للدهشة، وتجهيزات الأسلحة، وقدرات الدعم، وشجرة المزايا الخاصة بـ Atlas وشجرة Ascendancy (التي هي شجرتا نهاية اللعبة مع المزيد من التأثيرات التي يجب أخذها في الاعتبار)، بالإضافة إلى تجهيزاتك العامة، هناك الكثير من الأنظمة المعقدة للغاية التي يجب تعلمها إذا كنت تأمل في إتقان شخصيتك. وفي هذه الحالة، يعتبر ذلك خبرًا رائعًا، عندما تقرر اللعب أكثر أحترافية، فإن ألعاب ARPG تدور حول غمر وجهك في قوائم معقدة ومربكة بحثًا عن أفضل تركيبة ممكنة من الإحصائيات، وPath of Exile 2 تتفوق في هذا المجال أكثر من سابقيه.

قد يستغرق الأمر وقتًا (حسنًا، في الواقع وقتًا طويلًا جدًا) لفهم كيفية عمل كل جزء من أجزاء هذه الألغاز، خاصة إذا كنت تغامر في اللعبة في وقت مبكر قبل أن يستولي عليها اللاعبون المتخصصون ويخلقوا وصفات خطوة بخطوة يمكنك اتباعها، لكن القيام بذلك يجعل الوقت ممتعًا للغاية إذا كنت، مثلي، من محبي هذا النوع من الأنشطة التي قد تبدو غاية في الذكاء. الشيء الوحيد الذي قد يكون مزعجًا قليلًا عند لعب النسخة المبكرة الآن هو أن بعض الأشجار لم تكتمل بعد، لذا قد ترغب في متابعة بناء معين أو قوة معينة، لتكتشف أن هذه القوة لا تزال مجرد فكرة في عقول المصممين. على سبيل المثال، قد يعني ذلك أنك لن تتمكن من شراء مهارات الدعم لتكمل بناءك وتوجهه في اتجاه مختلف.

نظام الغنائم يحتاج إلي تحسين

لكن ما تفشل فيه Path of Exile 2 بشكل واضح هو نظام الغنائم. ليس لأن الأشياء التي تحصل عليها سيئة (على سبيل المثال، العثور على sceptre سمح لـ Witch الخاصة بي باستدعاء المزيد من minions كان أمرًا رائعًا)، ولكن لأن اللعبة متقشفة جدًا في الغنائم. المشكلة الأولى هي أنه لا يبدو أن هناك أي حماية على الإطلاق لضمان أن الغنائم التي تسقط موجهة نحو فئتك المختارة – وحتى إذا وجدت أشياء موجهة نحو فئتك، فإنها غالبًا ما تكون غير جيدة أو لن تعمل مع بناءك لأنك ستحتاج غالبًا إلى عناصر محددة للغاية لتحسين بناءك. لم أرَ حتى عنصرًا فريدًا (وهي فئة قوية من العناصر المميزة) يسقط حتى عندما لعبت لأكثر من 60 ساعة، وعندما سقط أخيرًا كان قوسًا لم يكن لدي أي طريقة لاستخدامه مع شخصيتي التي تركز على السحر. يمكنك دائمًا التجارة مع لاعبين آخرين للحصول على المعدات التي تحتاجها، ولكن لا يزال من المؤلم أن تجبر نفسك على الـ Grinding دون أن ترى أي شيء ذا قيمة ينجم عنه، خاصة إذا كنت تفضل عدم التفاعل مع الآخرين.

على الرغم من وجود بعض الخيارات لتحسين الأسلحة المتوسطة من خلال ترقيتها بمزايا جديدة، إلا أن هذه الخيارات لا تقترب من حل المشكلة المتعلقة بالشعور بالأحباط عند سقوط الغنائم، ومن المحتمل أنك ستجد نفسك تستخدم أفضل العناصر التي لديك لفترة طويلة بعد أن تتجاوز مستوياتها فقط بسبب نقص البدائل. لا يجب أن يكون هذا مفاجئًا لعشاق اللعبة الأولى Path of Exile، حيث كانت الغنائم دائمًا صعبة المنال هناك أيضًا. لكنني كنت أعتقد أن Grinding Gear ستعالج هذه المشكلة في هذه التكملة. من الواضح أن هذه الطريقة كانت ناجحة مع الجمهور الذي بنيته Path of Exile، لكن في رأيي، هذه غلطة كبيرة في أي لعبة ARPG، حيث يمكن أن تكون الغنائم الرائعة نقطة بيع رئيسية. آمل أن يتم تعديل ميكانيكية الغنائم لتكون أكثر مكافأة خلال فترة الوصول المبكر.

إعادة لعب الفصول الثلاثة غير مبررة

إذا كنت تخطط للعب النسخة المبكرة، فآمل أن تستمتع حقًا بتجربتك الأولى من الفصول الثلاثة الأولى في Path of Exile 2، لأنه في الوقت الحالي، سيتعين عليك إعادة لعبها إذا كنت تريد الوصول إلى محتوى نهاية اللعبة. ذلك لأن Grinding Gear، بدلاً من إكمال الفصول الستة، ركزت على الفصول الثلاثة الأولى ووجهت بقية انتباهها بحكمة لتطوير محتوى نهاية اللعبة ليكون جاهزًا بشكل ممتاز للإطلاق الكامل. كانت هذه خيارًا ذكيًا بشكل عام، لكن بدلاً من السماح لك بإنهاء النصف الأول من القصة والتقدم مباشرة إلى مرحلة نهاية اللعبة (Endgame) الـ Grinding، يجعلك تلعب كل شيء مرتين – بدون تغييرات في الإعادة الثانية سوى زيادة مستويات الأعداء – قبل أن يتم منحك الوصول إلى نهاية اللعبة.

على الرغم من أنني استمتعت بالقصة، إلا أن لعبها مرة أخرى متتالية فقط للوصول إلى مستوى شخصية معين ترك طعمًا سيئًا في فمي وجعل الأمور مكررة بشكل غير ضروري في الوقت الحالي. من الغريب بشكل خاص أن الجري الثاني، الذي يُسمى “Cruel Mode”، ليس في الواقع أصعب – في الواقع، كان أسهل بكثير لأنني كنت أعرف ما سيحدث وكان لدي بناء أقوى بكثير. هذا يجعل الجري الثاني مملًا جدًا. ألم يكن من الممكن ببساطة زيادة مستوى شخصياتنا ومعداتنا إلى المستوى المناسب بدلًا من ذلك؟

نهاية اللعبة (Endgame)

لحسن الحظ، بمجرد أن تتمكن من التقدم إلى مرحلة نهاية اللعبة، ستجد أنك على موعد مع تجربة ممتعة: Path of Exile 2 ومكتملة بشكل مفاجئ في هذا الجانب رغم كونه غير مكتمل. الطبق الرئيسي هنا هو Atlas، خريطة ضخمة تولد تلقائيًا تسمح لك باستكشاف أهداف جديدة، بما في ذلك التجار الغامضين، معارك الزعماء المخفية، والمزيد من المفاجآت التي تنتظر اكتشافك – إنها تشبه إلى حد ما مزيجًا بين Diablo وخريطة العالم في Super Mario World ولكن بطريقة رائعة. على الرغم من أنها مشابهة جدًا لنهاية اللعبة في النسخة الأصلية، إلا أن هذه النسخة توسع وتحسن تقريبًا كل جانب منها وكانت تجربة ممتعة للغاية لاستكشافها.

من المحتمل أنني لم أكتشف سوى السطح بعد أكثر من عشرة ساعات من اللعب، ولكنني أرى بالفعل نفسي أغرق في مئات الساعات الإضافية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تجارب تقاتل فيها ضد أهداف خاصة وتعديلات صعبة لفتح مكافآت قوية والتقدم في شجرة المزايا الخاصة بـ Ascendancy، بالإضافة إلى زعيم نهاية اللعبة الذي يمثل التحدي الأكبر لأكثر المغامرين التزامًا في Path of Exile 2. إنها كمية ضخمة من المحتوى ومصممة بشكل جيد، خاصة بالنسبة للعبة في مرحلة الوصول المبكر. لكن ذلك ليس مفاجئًا بالنظر إلى دروس العقد الذي مضى منذ إطلاق اللعبة الأولى Path of Exile وتعلمها أثناء بناء محتوى نهاية اللعبة الخاص بها.

المشاكل المعتادة

لم تنقذ نهاية اللعبة المتكاملة Path of Exile 2 من العديد من المشاكل المعتادة التي تأتي مع ألعاب الوصول المبكر. رأيت كل شيء من الأمور الصغيرة، مثل التقطعات في معدل الإطارات، إلى الأمور المزعجة للغاية، مثل تلك المرة التي أزال فيها تحديث جميع جواهر المهارات، وجواهر الدعم، وأفضل سلاح في مخزوني، مما دمر بناء شخصيتي تمامًا وأجبرني على إعادة عمل Grinding لمعظم العناصر.

كما هو الحال عادةً، أوصي بالانتظار إذا كنت من النوع الذي يرمي جهاز التحكم من النافذة عندما لا تعمل الأشياء كما هو متوقع. حيث أن اللعب في مرحلة الوصول المبكر ليس للقلوب الضعيفة وقد تختفي غنائمك الثمينة في لحظة. ورغم ذلك هذا دليل على مدى جودة كل شيء آخر أن هذه المشاكل لم تجعلني أتوقف تمامًا عن الاستمرار في اللعب. ومن الجدير بالذكر أن Path of Exile 2 تبدو وتسمع بشكل أفضل بكثير من سابقتها، حتى وإن لم تكن تبدو بمستوى الجودة المرئية لألعاب AAA مثل Diablo 4 – ولكن، قدمت ترقية بصرية ملحوظة.

الحكم النهائي

عند إطلاق Path of Exile 2 في مرحلة الوصول المبكر، بدأت اللعبة بالفعل في التشكّل لتكون التكملة التي كنا ننتظرها. كل شيء، من أسلوب اللعب الأساسي المحسن في ألعاب ARPG إلى نهاية اللعبة المتكاملة بشكل مفاجئ، شهد تحسينات كبيرة، والنصف الأول من القصة التي حصلنا عليها حتى الآن يظهر الكثير من الوعود، حتى لو كان القصة تبدو المعتادة في عالم الفنتازيا المظلمة. ومع ذلك، فإن العيب في اللعب في مرحلة الوصول المبكر هو أنه سيتعين عليك أن تخوض الفصول الثلاثة كلها مرتين للوصول إلى نهاية اللعبة.

كما أن نظام الغنائم يحتاج إلى بعض التعديلات الكبيرة ليمنحنا عناصر قابلة للاستخدام بشكل أكثر اتساقًا، بالإضافة إلى بعض المشكلات التقنية الخفيفة إلى المتوسطة التي قد تزعجك إذا سارت الأمور بشكل خاطئ – لكن هذا ليس شيئًا يجعلني أشعر بالقلق بشأن مستقبل هذا الجزء الجديد. حتى بينما ننتظر الإصدار 1.0، Path of Exile 2 هي بالفعل طريقة رائعة لقضاء عشرات الساعات، وهي قفزة واضحة للأمام في السلسلة.

إطلع أيضاً
الانطباع الأولي للعبة The Rogue: Prince of Persia

Ahmed Sami

مدمن فيديو جيمز، أعشق جميع انواع الالعاب، ولكن أقربهم إلي قلبي هي الالعاب الاستراتيجية، احب ان أتعمق في تصماميم الألعاب وفكرتها وتاريخ تطويرها والفرق المطورة وصناعة الألعاب ككل
زر الذهاب إلى الأعلى