بعد 10 سنوات و20 إضافة وتوسعة محتوى صدرت للعبة Payday 2، حان الوقت أخيرًا لنضع أيدينا على النسخة الجديدة من اللعبة من خلال البيتا المغلقة للعبة Payday 3، والتي أثارت حماستنا كثيرًا للإصدار الأخير المقرر في سبتمبر المقبل. حصلنا على الفرصة من المطور لتجربة البيتا المغلقة وكوننا انطباعًا لا بأس به عن محتوى اللعبة والتجربة التي تهدف إلى تقديمها، فهيا بنا نستكشف الأشياء التي تحمسنا للعبة والأشياء التي نتمنى أن تتغير بها مع الإطلاق النهائي.
ماذا تقدم البيتا من محتوى
تقدم البيتا المغلقة للعبة Payday 3 خريطة واحدة فقط من أصل 8 خرائط سنراها في اللعبة الكاملة، والخريطة الموجودة في البيتا هي خريطة أحد بنوك نيويورك والتي يكون عليك السطو عليه من خلال عملية تنقسم إلى عدة مراحل برفقة 3 شخصيات أخرى (ليكون المجموع 4) من الممكن أن يكونوا لاعبين حقيقيين، أو بوتات ذكاء اصطناعي.
تبدأ اللعب من خلال اختيار عتادك وأسلحتك والتي لا تكون خياراته وفيرة في بادئ الأمر ولكنها سرعان ما تنفتح وتتزايد وتصيبك بالحرية (بالمعنى الإيجابي طبعًا) وبعد إنهاء مراحل المهمة المختلفة يتم توزيع التركة (الغنيمة) واستخدام الأموال التي جنيتها في شراء العتاد وتخصيصه بصريًا، وشراء الأقنعة ما إلى ذلك.
تمتلك اللعبة 4 شخصيات في البيتا من أصل 6 سنراهم في المنتج النهائي، ومن غير المعروف بالضبط مدى اهمية تلك الشخصيات واختلافهم من حيث الأسلحة والعتاد والأدوار التي يمكنهم القيام بها.
تمتلك اللعبة أيضًا شجرة مهارات ضخمة تساعدك على تحسين أداءك في المهمات مثل مهارة تجعلك تكتسب الذخيرة عند الهرب من الحراس دون أن يروك، ومهارة أخرى تجعلك تحصل على ذخيرة من خلال أتخاذ رهائن كدروع بشرة ومهارة تزيد من مدى قنابل الغاز وتجعله أوسع، أو أخرى لزيادة أضرار طلقاتك وما إلى ذلك من المهارات التي لا تضيف عناصر جديدة من الصفر ولكنها حسن كثيرًا من متعة التجربة وتجعلك قادرًا أكثر على إنهاء المهمات بشكل أكثر دقة وسرعة.
- تمتلك اللعبة 4 صعوبات وتختلف الصعوبات من حيث العقبات التي تضعها اللعبة أمامك ومع زيادة الصعوبة يتم إضافة عقبة إضافية على المنوال التالي:
- Normal:أسهل صعوبة، موجهة للاعبين الجدد الغير متمرسين في السلسلة.
- Hard:هنا تكون جميع كاميرات المراقبة محصنة ضد الرصاص وغير قابلة للتدمير
- Very Hard: يتم إعادة تعيين مؤقت الاختراق كل 5 ثوان
- Overkill: يتواجد على هذه الصعوبة حارس قائد يمتلك عدد لا نهائي من الـRadio Spawns
تمتلك اللعبة أيضًا نظامي تخفي (Masks Off Mode) ونظام مواجهات مباشرة عنيف (Masks On) ويمكنك الاستفادة من كلا النظامين بطرق مختلفة (المزيد حول ذلك في الفقرة التالية)
أسلوب اللعب: السعي وراء الجريمة الكاملة وإمكانيات غير محدودة لمحتوى ممتع في المستقبل
من خلال الخريطة الوحيدة المتاحة في البيتا المغلقة لـPayday 3، تمكنت من لعبها لأكثر من مرة خلال ساعات قليلة وكنت في كل مرة أجرب طرقًا جديدة لإتمام المهمة الأساسية. المهمة الأساسية تتمثل في سرقة خزنة البنك الرئيسية والبحث عن الودائع الأكثر قيمة من الخزنة الرئيسية. هذه المهمة بسيطة تتفرع إلى مهمات صغيرة مثل فتح الخزنة من الأعلى عن طريق وضع الثيراميت عليها والحفاظ عليه من آليات إطفاء الحرائق الموجودة بالبنك، واختراق الكاميرات، وصد هجمات الشرطة وفتح الأبواب المؤدية لمداخل ومخارج البنك.
إذًا الأمر يحتاج إلى دراسة للخريطة وتكرار للمهمة لحفظها، وهنا تظهر نوعيتان من اللاعبين الذين يمكنهم خوض التجربة، ويحسب للعبة Payday 3 أنها نجحت في استيعاب اختلاف العقليات التي تتعامل معها، على عكس Payday 2 التي لم تقدم خيارات عدة لمحبي التسلل. هنا، اللعبة تقدم نظام تسلل أكثر عمقًا بقليل عن ذي قبل، وأسلوب مواجهات مباشرة قوي وأفضل من أي وقت مضى، ولكن كيف ذلك بالضبط؟
حسنًا، أسلوب التخفي (Masks off) يتمثل في إمكانية الانبطاح والحركة خلال النطاق المسموح لك الحركة فيه (المناطق العامة أو Public Area) والاختباء بين الجموع لدراسة المكان، ثم التسلل خلف الحراس إلى المناطق الخاصة، وهنا يكون عليك تفادي الحراس والكاميرات على حد سواء، والتسلل لديه مميزاته لأنك قد تستطيع سرقة ملفات تشير إلى ثغرات أمنية مفيدة، أو أماكن تواجد ودائع ثمينة، أو حتى بطاقات أفراد الأمن التعريفية (ID) والتي تمكنك من فتح الأبواب الموصدة، وبالتالي تسهيل الهروب وتسلل أصدقائك للمكان. بمجرد النجاح في ذلك يمكنك الدخول في حالة المواجهة المباشرة (Masks On) والتي يتم فيها إبلاغ الشرطة، وبالطبع يكون أمامك وقت محدود حتى تصل إلى مقر البنك.
استخدام نظام التخفي على الرغم من توسعه إلا أنه سيظل محدودًا إلا في حالة اللعب مع أصدقاءك والتسيق بينكم لأن جميع اللاعبين تقريبًا لا يمتلكون من الصبر ما يكفي حتى يسيرون ببطئ ويتفادون الحراس والكاميرات، وهنا تظهر قيمة عدم اللعب مع الغرباء وأعتقد أن Payday 3 ستكون تجربة مختلفة تمامًا لمن ينجح في اللعب مع أصدقاؤه والاستفادة من إمكانية التواصل معهم والتنسيق فيما يمكنهم فعله وتقسيم الأدوار.
أما وقد انكشفت،عليك الآن التنسيق مع زملائك لفتح الخزنة وسرقة الأموال والهرب، وهي مراحل ثلاثة تحاول الشرطة إيقافك خلالها، بنظام متزايد الصعوبة بحيث يتم دفع مجموعات أكثر قوة وفتكًا من الشرطة كلما تغلبت على مجموعة. في البداية تداهمك قوات شرطة عادية غير مدرعة، ثم القوات الخاصة، ثم قوات مكافحة الإرهاب ثم قوات خاصة من الجيش، وهنا يكون عليك أن تنجز مهمتك بأقصى سرعة ممكنة لتجنب مواجهة كل هؤلاء.
هل أسلوب اللعب ذلك ممتع؟ نعم! إنه ممتع كثيرًا لأنه يضعك في أجواء السطور الحقيقية، ولا يسعني التفكير في حجم الاحتمالات الهائل التي يمكننا أن نكون بصدده في مهمات اخرى مثل مهمة سرقة لوحة من متحف (رأيناها في دعاية اللعبة) ومهمات أخرى غير سرقة البنك. أما عن المهمة التي كانت في البيتا فأعتقد انها كانت أبسط مهمة من حيث التعقيد والعقبات التي تضعها اللعبة أمامك ومع ذلك هي ممتعة وتمتلك الكثير من التحدي.
لكن هل تخلو اللعبة من العيوب؟…للأسف لا تخلو Payday 3 من الجوانب السلبية والتي لم أشعر بتأثير كبير لها على البيتا، ولكنني أخشى تأثيرها على المحتوى النهائي الذي سيحتاج قطعًا لتكرار المهمات كثيرًا وبالتالي الاحتكاك بهذه العيوب أكثر. هذه العيوب أو السلبيات تنقسم على 3 أصعده وهي كالآتي:
- الذكاء الاصطناعي في اللعبة ضعيف ولا يقدم أي تحديًا، ومن خلال زيادة الصعوبة ستجد أن الفرق يمكن في تقليل عدد الرصاصات التي تستقبلها قبل أن تموت فقط، أو عدد الأعداء (الشرطة) وليس تكتيكهم أو طريقة تصرفهم في البيئات. استغلال الأعداء للبيئات أيضًا من حولك ضعيف جدًا.
- الأدوات التي توفرها اللعبة ليست أدوات مؤثرة بشكل جذري على مجريات الأحداث وكفتها وإنما أدوات تهدف لتحسين أداء اللاعبين. ما أعنيه أن السلاح الجديد دائمًا ما سيكون سلاحًا أكثر فتكًا ولكنه لا يقدم فرصة لفعل شيء جديد أو استخدامه بشكل ذكي بالضرورة على الرغم من خصوبة فكرة اللعبة من ناحية تنوعية الأدوات واستخدامها بطرق مبتكرة.
- غياب المهمات الداخلية (Objective) المتنوعة والتي تضمن لك عائد أكبر، وتقدم أهدافًا صغيرة يمكنك السعي لإتمامها خلال محاولتك لإتمام الهدف الأكبر (عملية لاسرقة نفسها) اللعبة تمتلك بعض المهمات الاختيارية ولكنها ضعيفة ولا تجبرك على اتخاذ إجراءات مختلفة لإتمامها وهو ما يهدد تكرار كل تجربة إعادة للخريطة الواحدة مع اللعبة النهائية.
دعم المنطقة العربية قد حان وقته في سلسلة Payday
يؤسفني القول بأن لعبة Payday 3 تدعم 14 لغة حوال العالم كترجمة للقوائم والنصوص بلا دعم للغة العربية على الرغم من تنامي دور المنطقة العربية كسوق وحفر اسمها بأحرف من ذهب وسط أسواق ألعاب العالم، وقد رأينا دعمًا للغة العربية في ألعاب أكبر وأهم من Payday فلماذا لا نرى فيها؟
نتمى أن يتم دعم المنطقة بشكل أكبر خلال الإصدار النهائي وتضمين اللغة العربية التي قد تقف حائلًا بين اللاعبين وبين تجربة جماعية ممتعة للغاية يمكنها تحقيق نجاح ساحق في المنطقة خصوصًا مع تقديم اللعب المشترك بين المنصات والحفظ المشترك للبيانات، أي أنه يمكنك أن تلعب اللعبة بنفس الحساب على أكثر من منصة!
التجربة التقنية للبيتا: لا غبار عليها، ولكن الأفضل لم يأتي بعد
انتقلت لعبة Payday 3 رسوميًا من الاعتماد على محرك الجزء الماضي Deisel Engine إلى محرك Unreal Engine 4 مع وعود المطور للانتقال لمحرك Unreal Engine 5 في مرحلة ما بعد الإطلاق. جربت اللعبة على جهاز بمواصفات بطاقة رسوم GTX 1650 و ذاكرة عشوائية 16 جيجا بايت، معالج Intel core i7 من الجيل العاشر وحصلت على أداء تقني ثابت على الإعدادات المتوسطة ومعدل إطارات لم يهبط عن ال50 إطارًا بالثانية، وبشكل عام اللعبة تتمتع بمظهر بصري جميل ومستوى ممتاز (غير اسطوري) من التفاصيل.
ولكل من يحب هذا النوع من الألعاب، هناك عنصر فيزيائي عظيم في اللعبة متمثل في استجابة البيئة وتضررها من المعارك وإطلاق النار والذي يغير شكل البيئة مع نهاية كل مهمة بشكل كبير يجعلك تشعر بواقعية العالم والتجربة.
بشكل عام، أنا راضي تمامًا عن التجربة التقنية وسعيد أن اللعبة تعمل على جهاز ضعيف مثل الجهاز الذي تمت عليه التجربة، وفي الوقت نفسه لا أطيق الانتظار حتى يتم الانتقال للمحرك الجديد ورفع مستوى التفاصيل.
في النهاية، لعبة Payday 3 جاهزة لأن تكون واحدة من أمتع وأهم تجارب سنة مليئة بالتحف الفنية وهي 2023. قد يكون شهر سبتمبر مزدحمًا ولا أخفيك سرًا، لم أكن أنوي التركيز كثيرًا مع Payday 3 ولكن بعد تجربة البيتا، اكتسبت اللعبة متابعًا جديدًا مولعًا بها حتى في اكثر الشعور ازدحامًا، سبتمبر الذي تصدر فيه Starfield و Phantom Liberty
يذكر أن اللعبة ستصدر في 21 سبتمبر 2023 على منصات الجيل الحالي والحاسب الشخصي وستدعم اللعب المشترك وستأتي لخدمة Xbox Gamepass من اليوم الأول.
