مقالات

منصة ألعاب جديدة؟ كيف تحضر Apple حصان طروادة لتغزو صناعة الألعاب

مثلها مثل باقي الشركات العملاقة، دائمًا ما نسمع عن وابل من الشائعات عن شركة Apple؛ بعضها يَصدُق بالفعل، والمعظم يذهب في مهب الرياح مثل شائعات السيارات الكهربائية وغيرها، ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع عن شائعات متكررة حول دخول Apple إلى مجال ألعاب الفيديو عن طريق صناعة “الكونسول” الخاص بها، وبعد أن كانت المنافسة محصورة قديمًا بين أجهزة الآركيد و”الكونسولز”، وبعد تنصيب أجهزة الكونسول (PlayStation، وXbox، وNintendo Switch) أنفسهم كملوك صناعة الألعاب، ها هي Apple تنوي أن تأخذ حصتها من الكعكة، وفقًا للتسريبات.

ما مصدر هذه الشائعات؟

ظهر الصحفي الشهير “Jez Corden” (إحدى المحررين على منصة Windows central) في لقاء أخير ببرنامج Xbox Two Podcast وكشف فيه عن تلك الإشاعة مؤكدًا أنه سمع أقاويل كثيرة عن نية Apple لصناعة الكونسول الخاص بها. على ما يبدو أن الشركة تنتقي مهندسين عملوا مع Xbox ليساعدوهم في إنشاء كونسول الشركة الجديد، وعلى ما يبدو أيضًا أن تلك الشائعات ليست مثل اللاتي سبقوها، وفقًا للصحفي الشهير: فإن هذه المرة قوية كفاية لدرجة تجعله مؤمنًا بأن الكونسول الجديد قيد التطوير.

قال كوردون أيضًا أن الجهاز سيكون مرتبطًا بالميتافيرس بشكلٍ أو بآخر، ولكنه ليس متأكدًا من إمكانية ربطه بنظارات الواقع الافتراضي، أو إذا كان سيتضمن تلك الميزة من الأساس. وما يهمنا أخيرًا أن كوردون قال إن الشركة تستكشف عشرات الأفكار الجديدة التي قد تؤتي أُكلها، وعندما سُئل عمن سيجرؤ على منافسة أبل ومايكروسوفت، قال بأن الشركة الوحيدة التي قد تنافسهم رأسًا برأس هي العملاق الصيني Tencent.

ما يجعل الفكرة قابلة للتصديق هو أن Apple امتلكت يومًا ما الكونسول الخاص بها والذي أصدرته منذ حوالي 25 سنة تقريبًا وكان اسمه Pippin.

Pippin Console

ولكن واجه الجمهور مشاكل الشركة المعتادة بخصوص الأسعار ناهيك عن أن عناوين الألعاب الخاصة بالجهاز كانت ضعيفة أيضًا، وهذا أدى إلى اندثاره، ولكن في نفس الوقت لا شك أن الشركة قد اكتسبت خبرة من فشل جهازها الأول وعلمت أن سوق الألعاب ليس مثل سوق الهواتف على الإطلاق.

لماذا تود Apple أن تقتحم مجال الألعاب؟ ولماذا أشتريه؟

حقيقةً لا أحد يعرف! بكل بساطة. نحن نعرف أن Apple مثلها مثل أي شركة كبيرة تود أن تأخذ نصيبها من الكعكة، ولكن نحن هنا نتحدث عن أغنى شركة في العالم، بفارق كبير عن منافسيها فقيمة شركة Apple في السوق تخطت الـ 3 تريليون دولار، فما المانع من بعض مئات الملايين الأخرى والتوسع في سوق مزدهر مثل سوق الألعاب والذي يشهد أزهى فتراته لدرجة تجعل من مايكروسوفت تخاطر بمبلغ يقترب من السبعين مليار دولار، وهو ما يوازي قيمة شركات كثيرة مجتمعة، بل ميزانيات دول، لشراء شركة عملاقة وهي Activision Blizzard.

ربما أدى الصخب الناتج عن تلك الصفقة الأخيرة إلى وصول مستويات اهتمام Apple بمجال الألعاب إلى أقصى ما يمكن، ولكن ما الجديد التي ستقدمه الشركة؟ لم يعد مجتمع اللاعبين “محرومًا” إن صح التعبير، أصبحنا نمتلك الكثير بفضل التطور والخدمات المختلفة والمتعددة التي تقدمها لنا الشركات، وخصوصًا Xbox وخدمتها Xbox Game Pass، فهل ستقدم لنا Apple حصريات جديدة؟ هل ستستغل هذه النقطة بالتحديد خصوصًا وأننا نعيش في زمن كَثُرت فيه الحصريات وأصبحت العامل الرئيسي الذي يجذب اللاعبين؟ ربما، فالشركة تمتلك المال الكافي لفعل ذلك الأمر (وسنأتي على ذكر هذه النقطة في الفقرات القادمة).

Apple console

نقطةُ أخرى في غاية الأهمية هي “الإيكو سيستم” الخاص بشركة Apple، والذي يُعد بمثابة أسلوب حياة لمستخدمين أجهزة Apple المختلفة، وهذه الثقافة هي ما تريد شركة Apple أن تزرعه في المستخدمين وتميزهم بها عن غيرهم، ولكنني لا أعتقد أن مثل تلك الثقافة ستسري على عالم الألعاب، وخصوصًا أن أسعار أجهزة Apple مرتفعة جدًا، فلماذا أبتاع لنفسي جهاز ألعابٍ بسعر 1000 دولار أو ما شابه في حين أنني أستطيع بنصف ذلك المبلغ أن أشتري جهاز Xbox Series X وأشترك في خدمة Game Pass وأعيش أفضل الأوقات؟

أعتقد أن Apple عليها أن تتخلى عن غرورها في تلك النقطة لتستطيع أن تجذب اللاعبين، على الأقل في البداية.

Apple console
Apple Ecosystem

نقطة أخرى متعلقة بالإيكو سيستم الخاص بالشركة وهي فكرة انعزالها عن باقي المنصات، وعن العالم أجمع، وبالنسبة لشركة ستبدأ في سوق جديد، لن يكون الغرور حلًا؛ على Apple أن تدعم أذرع تحكم مختلفة على سبيل المثال أو على أقل تقدير تجعل أذرع تحكمها تعمل على الحاسب الشخصي مثلما تفعل سوني سواء مع DualSense أو DualShock، كما عليها أيضًا أن تستكشف عوالم جديدة مثل VR والخدمات السحابية، وأعتقد أنها ستتفوق فيهم وستكون لها الريادة نظرًا لحجم الشركة العملاق.

Apple console

أعتقد أن Apple ستحقق نجاحًا ساحقًا إن انفتحت قليلًا في مجال الألعاب، وأن اللاعبين سيتجهون لها ولرونقها إن التزمت بأسعار معقولة وأنتجت من الحصريات ما يجذبنا، مثلما تفعل مع خدمة البث الجديدة خاصتها: Apple TV+ على سبيل المثال لا الحصر.

لماذا تستطيع Apple أن تُنتج “الكونسول” خاصتها؟

ببساطة شديدة لأن Apple تمتلك الأموال، والتي من خلالها يمكنها إغراء الكثير من المهندسين المرموقين في مجال الألعاب للعمل على تصميم جهازهم الجديد مثلما أشار “Jez Cordon”. كذلك نعلم أن شركة Apple لديها السوفت وير والهارد وير اللازمين لصنع أفضل الأعتدة على الإطلاق، وهذا ما نراه في منتجات Apple، نعم هي منتجات باهظة الثمن، ولكن لا يمكننا أن ننكر قوتها.

Apple console

بالنسبة لنقطة السوفت وير، فأبل تمتلك خدمة ألعاب متواضعة لهواتفها (من العيب أن نشببها بخدمة Game Pass) تُسمى Apple Arcade حتى أن اشتراكها الشهري لا يتجاوز الخمس دولارات، ما نود أن نقوله هو أن فكرة خدمات الألعاب المدفوعة موجودة لدى الشركة من الأساس، وبهذا التفكير أو “Mindset” يمكن لأبل أن تصنع خدمتها الخاصة للكونسول الجديد الخاص بها أو حتى توسع من خدمة الهواتف المحمولة لتشمل الكونسول الجديد.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال كلمات عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى