قبل أيام قليلة انتشرت أخبار عديدة تُفيد بأن Samsung Galaxy S21 FE قد دخل حيز الإنتاج الضخم. واجه الجهاز بالفعل بعض التأخيرات ويفترض أن نقص الشرائح تسبب في أن سامسونج لم تكن جاهزة للكشف عن الهاتف في التوقيت المُخطط له مُسبقًا وهو حدث Unpacked الذي أقيم الشهر الماضي.
منذ ساعات قليلة وفي مفاجأة ليست سارة لعُشاق سامسونج، نقل تقرير من كوريا الجنوبية عن مسؤول رفيع في الشركة أنه قد “تم إلغاء حدث Galaxy S21 FE الافتراضي، والذي كان من المقرر إجراؤه في منتصف أكتوبر”، وأضاف كذلك: “نحن نُعيد التفكير فيما يخص إطلاق الهاتف الذكي نفسه”.
بالتأكيد هذا قرار مُحبط وصادم قليلًا لكل المُهتمين بهذا الهاتف وبمفهوم هاتف الـ Fan Edition بصفة عامة، ولكن ما أسباب شهرة هذا الهواتف؟ والمكانة الكبيرة التي وصلت إليها في عالم الهواتف الذكية وما الذي دفع سامسونج لإلغاء إنتاج هاتف كان من شأنه أن يكون الحصان الأسود لعام 2021؟
كيف استحقت هواتف المعجين مكانة مرموقة في عالم الهواتف الذكية
إذا كنت فان بوي حقيقي فعلًا لسامسونج، فلن تخرج عن هواتف الشركة إطلاقًا على الرغم من كل المُغريات في أجهزة العلامات التجارية الأخرى، أليس كذلك؟
أما إذا كنت من عُشاق سامسونج ولا توجد لديك أي مشكلة في الميزانية إطلاقًا أو في مبدأ القيمة مقابل السعر، إذًا فهاتفك محجوز ضمن الفئة الرائدة وهناك ثقة مُتبادلة بينك وبين وسامسونج في أنك ستقوم بشراء الأجهزة الرائدة التي يتخطى سعرها 1000 دولار، وفي المقابل ستحصل على هاتف ممتاز من شركتك المُفضلة. صفقة رابحة للطرفين أليس كذلك؟
ولكن ماذا عن المستخدمين في الفئة الاقتصادية؟ الذين يحلمون دائمًا باقتناء هاتف رائد ولكن لا تتحول تلك الآمال والطموحات إلى قرار شراء حقيقي على أرض الواقع لأسباب عديدة قد يكون أهمها هو السعر والميزانية.
بدأ من هناك التفكير في إنتاج إصدار مُخصص من الهاتف الرئيسي لسامسونج وإطلاقه كهدية للمعجبين المُخلصين، وكان ما يدور في ذهن سامسونج هو أنكم لا تملكون المال الكافي لشراء هاتفنا المميز، لا مشكلة. ستحصلون على هاتف يتشارك الكثير من المميزات معه وبمقابل سعر يُناسبكم تمامًا، هذه هديتنا لكم أيها الفانز المُحبين.
كانت البداية مع Samsung Galaxy Note FE الذي تم الكشف عنه منذ أربع سنوات ولكنه لم يُحقق النجاح المطلوب بسبب السعر الباهظ حيث تم إطلاقه مقابل 500 يورو مما يعني استحالة طرحه في الأسواق النامية مثل مصر ولكنه كان ممتازًا من ناحية المواصفات والمميزات.
تخلت سامسونج عن مفهوم الـ FE في السنوات التالية ولكنها حاولت مُواكبة تطور مبدأ القيمة مقابل السعر عن طريق الكشف عن إصداري لايت لكُلًا من سامسونج جلاكسي نوت 10 وإس 10 ولاقت تلك الأجهزة رد فعل طيب وحققت مبيعات جيدة وكانت التنازلات مقارنة بالهواتف الرائدة الرئيسية مقبولة إلى حدٍ ما.
تم فتح صفحة هاتف المعجبين مجددًا والعودة إلى خط إنتاج الشركة كانت مع سلسلة Galaxy S20 حيث تم الكشف عن إصدار FE منذ عام تقريبًا مع مواصفات ممتازة وتجربة أشبه بالرائدة كما أنه يتشارك أغلب المميزات ونقاط البيع مع Galaxy S20، كل ذلك بسعر يتراوح بين 9 إلى 10 آلاف جنيه بينما يأتي الهاتف الأكبر بسعر يصل إلى 14 ألف جنيه، يا لها من صفقة رابحة.
تمكنت Samsung من خفض السعر باستخدام خامات ومواد أقل تكلفة، مثل تفضيل البلاستيك على الظهر بدلاً من الزجاج وإدراج شاحن أرخص في الصندوق. بفضل إجراءات التقشف هذه، استطاعت سامسونج إنتاج هاتف يقدم ميزات تضاهي ميزات Galaxy S20 الذي كان يبلغ سعره عند إطلاقه 1000 دولار، وفي المقابل ما زلت تحصل على شاشة سوبر أموليد كبيرة 120 هرتز، وكاميرات مماثلة، ومعالج سناب دراجون 865 الأفضل في العام الماضي، ولكن بسعر أقل بمقدار 300 دولار.
بهذا التسعير المميز، فإن Galaxy S20 Fan Edition هو ما يجب على معظم الناس في الوقت الحالي – وليس المعجبين فقط – شراءه إذا كانوا يبحثون عن هاتف أندرويد متطور مع جميع الامتيازات المهمة.
أقول امتيازات مهمة لأن Galaxy S20 الأصلي به الكثير من نقاط الجذب، مثل تسجيل الفيديو بدقة 8K. قامت سامسونج بتجريد S20 FE من هذا، ولكن بالنظر إلى أنه لا يوجد أحد لديه تلفزيون 8K، فأنت لا تفتقد الكثير. يعد التصوير بدقة 4K جيدًا بما يكفي، حيث ينتج FE لقطات جيدة الاستقرار وذات مظهر أكثر وضوحًا مقارنة بمنافسيه الآخرين في تلك الفئة السعرية مثل Google Pixel 5 وOnePlus 8T.
حقق ذلك الهاتف مبيعات ممتازة ولاقى رد فعل جيد من المستخدمين مما أدى بدوره كذلك إلى ارتفاع مستوى الترقب والإثارة لدى عُشاق سامسونج انتظارًا لما سيُقدمه إصدار FE لسلسلة جلاكسي إس 21 ولكن يبدو أن الشركة الكورية الجنوبية تجاهلت كل ذلك الزخم في النهاية وقررت التضحية بالهاتف المُفضل لدى المعجبين.
ما الذي يدور في ذهن سامسونج بحق السماء!
هناك سببان رئيسيان وراء تفكير Samsung في إلغاء الجهاز. أحد الأسباب هو النقص العالمي في المُعالجات، وذلك بسبب أن مُصنعي الهواتف يتدافعون للحصول على رقائق للطرازات غير الرائدة؛ كان من المفترض أن يتم تشغيل Galaxy S21 FE بواسطة مجموعة شرائح Snapdragon 888 التي رأيناها في أغلب الهواتف الرائدة للعام الحالي. للحرص على أن يكون السعر منخفضًا ومقبولًا لدى أغلب شرائح المستخدمين وفي نفس الوقت ولا يزال الهاتف مدعومًا بمعالج رائد، قيل إن سامسونج ستُغير تصميم وشاشة الهاتف.
يُقال إن السبب الثاني للإلغاء المحتمل لجهاز Galaxy S21 FE يرجع إلى المبيعات القوية لجهاز Galaxy Z Flip 3؛ يقال إن الهاتف يباع بشكل يفوق توقعات سامسونج بصورة كبيرة. يستخدم ذلك الهاتف الذي يباع في مصر في الوقت الحالي بسعر 18 ألف جنيه معالج سناب دراجون 888 وتريد الشركة استخدام أي مخزون متبقي لديها من ذلك المعالج في صنع وحدات جديدة من الهاتف القابل للطي الأكثر مبيعًا وتغطية الطلب في الأسواق، بدلاً من Galaxy S21 FE.
يبدو أن سامسونج لا تريد أن تضع نفسها في مأزق محتمل وتُفضل أن تُركز جميع مجهوداتها على هواتفها القابلة للطي. كما أن المنافسة تشتعل بسبب الكشف عن سلسلة iPhone 13 بجانب سلسلة Pixel 6 التي ستصل قريبًا، مما يثير قلق Samsung بشأن ما إذا كان Galaxy S21 FE يمكن أن يُناطح حقًا هواتف Apple وGoogle.
مواصفات Galaxy S21 FE
إذا قررت Samsung عدم إلغاء الجهاز، فستقوم بالتأكيد بإطلاقه في أسواق محدودة مما يسمح للشركة بمواصلة حفظ ما يكفي من شرائح Snapdragon 888 لاستخدامها في Galaxy Z Flip 3. إذا كان هذا هو الأقرب للحدوث، فيجب أن نعرض لك المواصفات المشاعة لـ Galaxy S21 FE حيث من المتوقع أن يأتي الهاتف مع شاشة أموليد بحجم 6.4 بوصة مع معدل تحديث 120 هرتز ودقة 1080 × 2340 بكسل.
إذا قررت سامسونج المضي قدمًا وإطلاق الهاتف، فسيكون هناك إعداد ثلاثي للكاميرا الخلفية يتكون من كاميرا أساسية بدقة 32 ميجابكسل وعدسة فائقة الاتساع بدقة 12 ميجابكسل ومستشعر تلي فوتو بدقة 8 ميجابكسل.
سيعمل الهاتف على بطارية سعتها 4370 مللي أمبير وسيدعم الشحن السريع بقدرة 25 واط. من المتوقع أن يتم تضمين 8 جيجابايت من الرام و128 جيجابايت لسعة التخزين الداخلية. هذه هي المواصفات الأقرب لرؤيتها إذا تم إطلاق الهاتف وهو أمر أعتقد أنه غير قابل للحدوث حتى وقت كتابة تلك السطور.
