أتذكر عندما قام ستديو Cloud Imperium Games بالإعلان عن لعبة Star Citizen ،والتي اعتبرها الجميع دون استثناء واحدة من أكبر المشاريع والأكثر طموحا حينها. تم الإعلان عن اللعبة تحديدا فى اليوم الثامن عشر من شهر أكتوبر عام 2012 ،و بالفعل بدأ الاستديو عملية تطويرها منذ عشر سنوات، وهي مدة طويلة للغاية ،وتثير الشكوك حول المشروع بأكمله ؛خاصة أن تمويل المشروع بالكامل شاملا عمليات التطوير والنشر والتسويق يعتمد بشكل رئيسي على التبرعات القادمة من مختلف اللاعبين حول العالم ممن يضعون أملا كبيرا على عاتق هذا العنوان.
نبذة مختصرة عن لعبة Star Citizen.
لعبة Star Citizen حصرية لأجهزة الحاسوب الشخصي، و تبني جميع عناصرها الأساسية كى تلائم بيئة اللعب، وهى الفضاء الخارجي. اللعبة تشبه كثيرا لعبة No Man’s Sky ولكنها تقدم أسلوبا للعب ورسوميات وعناصر لعب جماعية أكثر تطورا ؛ إلى الحد الذى جعل الكثير يصفونها بعنوان المحاكاة الأول لمحبي عيش تجربة إمتلاك إحدى السفن الفضائية الضخمة، واقتحام الفضاء الخارجي، والتنقل من كوكب لآخر، وغيرها من الأمور المثيرة التى جعلت اللاعبين يقومون بعملية الدعم المادي والمعنوي الكاملين للعبة وفريق العمل وراءها دون التفكير لبرهة واحدة من الزمن. يقوم الاستديو بنشر مقاطع لعب قصيرة من اللعبة بين الحين والآخر كي يطمئن اللاعبين بأنهم مازالوا يعملون على تطويرها، وأن مرحلة الإنتهاء من المشروع قد بدأت بالفعل.
أنا شخصيا أرى أن أحد أكثر الأسباب أهمية لتلك الشعبية الكبيرة التي نالتها اللعبة منذ سنوات عديدة هو مستوى الرسوميات الممتاز الذي يضفي درجة كافية من الواقعية على بيئة اللعب بعكس الكثير من ألعاب الفضاء الأخرى .
كذلك القدرة على استكشاف الفضاء مع أصدقائك من منظور الشخص الأول First Person Perspective سواء من خلال السفر الحر عبر المكوك الفضائي الخاص بك أو التنقل من كوكب لآخر بحثا عن المصادر وأشكال الحياة الجديدة بها و ربما بناء مستعمرة عليه، أو القتال مع الأعداء عن طريق الأسلحة التقليدية برا أو من خلال استخدام الأنظمة الدفاعية لدى سفينتك الفضائية جوا والكثير من الأمور الشيقة الأخرى.
محتوى لعبة Star Citizen حتى يومنا هذا !
اللعبة بشكل عام تعتمد كثيرا على أطوار اللعب الجماعي المختلفة، و تمكن اللاعبين من الإتحاد معا لمواجهة المخاطر أو محاربة بعضهم البعض من خلال نظام معين يتكون من أطوار لعب مختلفة كالآتي :
1- نظام Hangar Module : الذي يمكنك من التحكم في السفن الفضائية الخاصة بك وإعادة تخصيصها و التحكم في شكلها الخارجي والديكورات الخاصة بداخلها. هنا يقوم اللاعب بتعديل سفينته الفضائية مثلما يشاء !
2- طور Arena Commander : يستطيع اللاعب هنا استخدام سفينته الفضائية لبدء العديد من المعارك المختلفة في الفضاء. توفر اللعبة إمكانية اللعب التعاوني مع 3 لاعبين آخرين للقضاء على موجات من مركبات الأعداء الفضائية؛ بالإضافة إلى وجود طور يمكن اللاعبين من التنافس ومحاربة بعضهم البعض. يوجد أيضا خرائط بها مسارات محددة لإجراء سباقات بين اللاعبين، وذلك بجانب تقديم عدة أطوار فرعية مثل طور الباتل رويال و Capture the Flag.
3- نظام Star Marine : يمكن هذا الطور اللاعبين من خوض المعارك المختلفة من خلال القتال بإستخدام أسلحة يدوية على اليابسة من خلال عدة خرائط تقدمها الكواكب و الأقمار المتاحة فى النسخة النهائية للعنوان.
النسخة النهائية من اللعبة سوف تحتوي على أربعة كواكب وتسعة أقمار بالإضافة إلى كويكب آخر كبير ؛ وأخيرا كوكب عملاق يتكون بشكل أساسي من عدة غازات مختلفة تجعلنا على يقين بأن هذا الكوكب هو كوكب المشتري / Jupiter
4- الطور الشامل Persistent Universe : يعتبر بمثابة الطور الأشمل ذي المحتوى الأكبر فى العنوان. بعد أن يقوم اللاعب بالإنتهاء من تخصيص شخصيته الرئيسية واختيار نوع الجنس، فإن اللاعب سيتمكن من اختيار الموقع الذي يود استكشافه وبدء اللعب عليه سواء كان كوكبا أو قمرا ، حيث أنه يوجد على كل كوكب محطة فضاء ومواقع تنقل مختلفة يمكن للاعب التنقل إليها سريعا أو استخدامها للهبوط بمركبته الفضائية. كذلك كل كوكب يحتوي على مواقع حيوية تدب بأشكال الحياة المختلفة ومواقع هامة مثل المناجم للحصول على العناصر النادرة الهامة ومواقع التجارة والتبادل بين اللاعبين وغيرها من المناطق التي تجعل كل كوكب كأنه بيئة كاملة مميزة بمفردها. هذا الطور يعطى للاعب الحرية الكاملة لبناء شخصيته واختيار أهدافه والمسار الذي يريد سلكه بشكل عام في اللعبة.
لماذا لم أعد متحمسا لتجربة اللعبة كما كنت فى الماضي؟
الآن قد وصلنا للقضية الأهم التى وددت الحديث عنها؛ ألا وهى أنني أشعر بالفعل بأن لعبة Star Citizen تم بناؤها من الأصل على مجموعة من التصريحات المتضاربة والأفكار غير الواضحة. لا شك أن اللعبة تم بدء تطويرها بدون وضع خطة زمنية صحيحة مسبقا، مع ذلك فريق التطوير لم يكف منذ البداية عن رفع سقف طموحات اللاعبين بشكل مبالغ فيه عن طريق التصريحات التى دائما يتضح عدم صحتها فى منتهى المطاف والتأجيلات العديدة التي شهدتها اللعبة على مدار عقد كامل من الزمن. سوف أشارككم أسباب فقدان شغفي الخاص فى لعبة Star Citizen فى صورة نقاط كالآتي:
1- كنت دائما أكذب ظنوني فيما يخص قدرة الاستديو الحقيقة على تطوير عنوان ضخم بهذا الحجم من عدمها.
كلما مر الوقت بدون الإنتهاء من عملية تطوير النسخة النهائية من اللعبة ونشرها ، كلما أيقنت بأن ظنوني كانت دائما أقرب إلى الحقيقة. الحجم الفعلي للعبة Star Citizen والرؤية الخاصة بها تفرض نوعا من المسئولية ثقيلة الوزن صعبة التحقيق على أرض الواقع و الإلتزام بها.
2- كثرة التأجيلات لموعد الإصدار الرسمي للعبة Star Citizen تجعلني على يقين بأن اللعبة تعاني من مشاكل تقنية ليست بالقليلة. كما أن مخرج اللعبة Chris Roberts يبدو مترددا دائما بخصوص هذا الأمر الذي أضاف قدرا لا بأس به من حصيلة الوعود الكاذبة لفريق إدارة المشروع.
3- رأس مال تطوير العنوان والتسويق له يعتمد فى المقام الأول على تبرعات اللاعبين حول العالم. بالرغم من أن الاستديو قد قام بجمع المال ما يكفي لإنتاج سلسلة ألعاب كاملة، إلا أن عملية تطوير اللعبة تعاني من تباطؤ شديد للدرجة التى جعلت الكثير من اللاعبين يعتقدون بأن اللعبة كانت مجرد حلم و لن يتحقق عاجلا أم آجلا.
هل تعلم أن ستديو Cloud Imperium Games قد حصل على قدر مهول من التبرعات من أجل تمويل عملية إنتاج لعبة Star Citizen – الأمر الذى لم يتكرر مسبقا فى تاريخ صناعة الألعاب ، حيث وصلت التبرعات لتمويل المشروع إلى ما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي؛ بالإضافة إلى ما يزيد عن 60 مليون دولار أخرى من أجل تمويل العملية التسويقية للعنوان فقط !
رابعا وأخيرا : قيام الاستديو بالإستمرار فى تقديم العروض غير المكتملة وبيع الكثير من عناصر اللعب In Game Items مثل السفن الفضائية الخاصة والأسلحة والكثير من خيارات التخصيص لها قبل إصدار اللعبة كاملة بشكل رسمي يؤكد لي أن جل ما يهم فريق العمل هو الحصول على المزيد من الأموال قدر المستطاع، و ربما لن نحصل على النسخة النهائية من اللعبة فى المستقبل القريب أو البعيد على حد سواء !