هل سبق لك إنهاء يومك الحافل على تختيم إحدى الألعاب بعد جلسة لعب طويلة، ثم أطفأت الجهاز وانطلقت مسرعاً إلى السرير لتنام فجأة من الإجهاد، فتستيقظ في صباح اليوم التالي لتجد نفسك مرهقاً والألم لم يترك شبراً من جسدك إلا وأصابه؟ هكذا هو حال الملايين من اللاعبين يومياً حول العالم، والسبب العادات الضارة صحياً التي يمارسونها أثناء انشغالهم باللعب.
الآن تسأل نفسك يا عزيزي القارئ: “ما هذه العادات الضارة؟ وكيف أتجنبها؟”، أليس كذلك؟ أشعر بك يا صديقي وأخاف على صحتك وعلى تختيمك للألعاب أيضاً، ولهذا جمعت لك هذه العادات وكيفية تجنبها خلال السطور التالية.
1-وضعيات الجلوس الخاطئة: أكثر العادات الضارة شيوعاً
معظم اللاعبين يجلسون بوضعيات خاطئة أثناء اللعب، وإذا حاولوا الجلوس بشكل صحيح، فلا تمر عدة دقائق قبل أن ينحنوا للأمام نحو الشاشة. الجلوس بشكل خاطئ ينتج عنه انحناء بفقرات الرقبة والظهر مما ينتج عنه آلام مبرحة، وعلى المدى الطويل قد يصابون بأضرار مزمنة.
يمكنك تجنب هذه العادة الضارة بشراء كرسي مخصص للألعاب أو كرسي طبي بتكلفة أقل، أو يمكنك الانتباه لوضعية جلوسك بحيث تكون زاوية جلوسك 90 درجة مع الحفاظ على الوضع العمودي للرأس طوال فترة اللعب.
2-الاستخدام المكثف لأداة التحكم
سواء كنت تستخدم فأرة ولوحة مفاتيح أو ذراع التحكم أو شاشة الهاتف، فالاستخدام المكثف لأي من هذه الأدوات يسبب إجهاداً عضلياً لليد والذراع، كما أنه يؤدي إلى انقباض للعضلات وتيبسها. حسب كلية طب هارفارد، يسبب استخدام أداة التحكم لفترة طويلة خصوصاً ذراع التحكم التهاباً بمفصل الإبهام، فيما يعرف باسم “Gamer’s Thumb” أو “PlayStation Thumb”، بالإضافة إلى التهاب المرفق فيما يعرف باسم “Tennis Elbow” أي مرفق التنس عندما ينحرف الوتر عن الكوع للخارج.
تجنب الوصول لهذه المراحل الصعبة بأخذ استراحة قصيرة لعدة دقائق بين فترات اللعب لكي تريح عضلاتك من الإجهاد، وحاول ممارسة بعض التمارين لتدليك وشد مفاصل الأصابع والساعد والمرفق كما يتضح من خلال دليل Esports Healthcare.
3-الجلوس بدون حركة لفترات طويلة
أن تجلس أمام الشاشة ممسكاً بأداة التحكم لساعات طويلة له أضرار بالغة. البقاء جالساً في مكانك بغض النظر عن الجلوس بشكل صحيح من عدمه ينتج عنه نسبة وفاة لا تقل عن التدخين والسمنة! تؤكد بعض الأبحاث أن الجلوس كثيراً يسبب ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر، فيما تؤكد أخرى أنه يسبب السمنة وأمراض القلب، كما أنه يسبب القلق والاكتئاب، وأخيراً تيبس العضلات وخشونة المفاصل.
ننصحك بممارسة التمارين الرياضية المختلفة مثل تمارين الضغط والمشي لعدة دقائق كل فترة أثناء اللعب. أن تكون لاعباً أمر رائع، ولكن التمارين الرياضية مهمة لصحتك، ويكفي أن فرق الرياضات الإلكترونية تمارس تمارين رياضية حفاظاً على صحتها ومتسوى أدائها في البطولات.
4-تركيز الرؤية على الشاشة لساعات طويلة
عادة ضارة أخرى يمارسها اللاعبون، ألا وهي تركيز رؤيتهم على شاشة التلفاز أو الحاسوب أو الهاتف لساعات طويلة. تصدر الشاشات انبعاثات الضوء الأزرق الضارة بالعين وقد تتسبب في مشاكل بالإبصار، ضف إلى ذلك إجهاد العين عند التحديق في الشاشة. حسب العلماء، لا تلحق الشاشات ضرراً دائماً بالعين، ولكن ينتج عنها أعراض جانبية مثل إجهاد العين، تشوش الإبصار، الصداع، جفاف العين.
يمكنك التخلص من هذه الأعراض أو التقليل من حدتها على الأقل، عبر شراء شاشات تدعم مرشح للضوء الأزرق، أو شراء نظارات مضادة للضوء الأزرق، كما يمكنك استخدام قطرات مرطبة للعين عدة مرات في اليوم، ويجب أن تريح عينك عدة دقائق والعودة للعب مجدداً.
5-رفع مستوى الصوت بشكل زائد عن الحد
يمارس العديد من اللاعبين عادة خاطئة لا تقل خطراً عن العادات السابقة، وهي رفع مستوى الصوت بشدة رغبةً في سماع أقل التفاصيل مثل خطوات أقدام الأعداء وتحديد اتجاه إطلاق النار. رفع مستوى الصوت كثيراً قد يسبب ضرراً دائماً بالأذن أو إضعاف السمع. وجود أقصى مستوى من الصوت لا يعني دائماً أنه من العادي استخدامه، فهناك ألعاب لا تتطلب هذا المستوى، كل ما هنالك أنه موجود لاستخدامات أخرى وفي حالات معينة.
يجب عليك أن تعتاد على استخدام مستوى صوت متوسط، أو على الأقل وفق احتياجاتك بحيث لا يصل إلى أعلى مستوى إلا إن كان المحتوى صوته منخفضاً أصلاً. حاول أيضاً شراء سماعات ذات جودة صوت عالية فهذا يساعد في سماع الأصوات بوضوح دون حاجة لرفع مستوى الصوت أكثر من اللازم.
6-التوتر الزائد عن الحد: الأدرينالين
الألعاب لديها سمعة سيئة مفادها أنها تصيب اللاعبين بالتوتر العصبي، وللأسف هذا ينطبق على معظم الألعاب حالياً، خصوصاً ألعاب العنف حسب إحدى الدراسات. الألعاب التي تنطوي على المغامرة والمفاجأة وسرعة التصرف تسبب إفراز هرمون الأدرينالين، ومع اللعب المتواصل بهذا الشكل يُصاب اللاعب بالتوتر العصبي والذي يصبح شبه مزمن، وهذا يجعله في حالة غضب من أتفه شيء، وسرعان ما يبدأ بالسب واللعن وأحياناً كسر أداة التحكم أو الجهاز نفسه!
لكي تتخلص من التوتر، ضع في اعتبارك أنها مجرد لعبة، ولا يجب أن تشعر بالتوتر العصبي من أجل شيء افتراضي، وقبل أن تبدأ بكسر أداة التحكم أو جهازك تذكر أنك لست بحاجة إلى إنفاق أموالك على صيانة أو تغيير أداة التحكم أو الجهاز.
7-السعادة الزائدة عن الحد: الدوبامين
صدق أو لا تصدق، قد تسبب الألعاب الاكتئاب! فقد أثبتت إحدى الدراسات وجود علاقة بين ألعاب العنف والاكتئاب. شعور اللاعب بتحقيق الإنجاز أو الفوز في إحدى المباريات يزيد من إفراز الدوبامين -المسئول عن السعادة- في الدماغ، مما يجعل اللاعب مدمناً للسعادة الناتجة عن إفرازه، ومع الوقت يصبح من الصعب إرضاء اللاعب لأنه اعتاد على السعادة المفرطة، وهذا ما يصيبه بالاكتئاب.
وما الحل إذاً؟ الحل بسيط، كل ما عليك فعله هو أن تقلل من ساعات اللعب لكي تحقق إنجازات صغيرة ولكي لا تشعر بالكثير من السعادة على أشياء افتراضية، وبالتالي تتجنب السعادة المفرطة بتقليل إفرازات الدوبامين.
8-الأرق وقلة النوم
الكثير من مدمني الألعاب يعانون من قلة النوم لسببين رئيسيين؛ أولهما أن تستحوذ الألعاب على معظم ساعات اليوم مما يقلل من عدد ساعات النوم المتاحة للاعب، ثانيهما اللعب لأوقات متأخرة مما يصيب اللاعب بالأرق وقلة النعاس. تحدث أحد اللاعبين عن تأثير إدمان الألعاب على صحته والذي تسبب في قلة نومه، ونتيجة لذلك قل تركيزه وأهمل المدرسة والعمل وحياته اليومية مما أصابه بالتوتر والاكتئاب.
لحسن الحظ، قلة النوم مشكلة سهلة الحل، كل ما عليك هو النوم لمدة 7 ساعات على الأقل يومياً، ولكن كيف تتخلص من الأرق؟ توجد عدة نصائح تساعد على النوم مثل الالتزام بميعاد النوم حتى في عطلة نهاية الأسبوع، وممارسة روتين مريح قبل النوم، والابتعاد عن الإلكترونيات قبل النوم بنصف ساعة. يمكنك الاطلاع على نصائح للنوم الصحي من خلال Sleeping Foundry.
9-قلة النظافة الشخصية
نعم، هناك عدد كبير من اللاعبين يدمنون الألعاب على حساب نظافتهم الشخصية، لنتخيل أحد مدمني الألعاب يستيقظ من النوم وسط قمامة الوجبات التي تناولها وتركها في غرفته من اليوم السابق، ثم يدخل لقضاء حاجته ويخرج دون أن يغسل وجهه ويديه ليمسك بأداة التحكم التي لا يتذكر آخر مرة قام بتنظيفها فيها، ثم ينهي يومه البائس وينام وسط القمامة الجديدة والقديمة التي خلفها! من البديهي القول أن قلة النظافة قد ينتج عنها أمراض عديدة أي شخص في غنى عنها.
بدون مبالغة، النظافة أسهل عادة يمكن أن يتحلى بها أي شخص. حاول أن تخصص نصف ساعة من يومك لتنظيم غرفتك والتخلص من القمامة وتنظيف أداة التحكم، ولا تنسى غسل يديك ووجهك قبل أن تبدأ جلسة لعبك الحافلة بالإنجازات، وتذكر أن الأمراض الناتجة عن قلة النظافة ستؤثر على أدائك في اللعب.
10-العادات الغذائية الضارة
معظم مدمني الألعاب يتبعون عادات غذائية ضارة مثل قلة التغذية الناتجة عن انشغال اللاعب أثناء اللعب، وعدم تنويع الوجبات الغذائية، مما يسبب عدة مشاكل صحية مثل قلة التركيز والصداع وفقدان الكتلة العضلية، وتناول الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة الضارة. والثانية تسبب السمنة والكولستيرول وأمراض القلب.
وما العمل إذاً؟ الأمر سهل جداً، يجب أن تلتزم بثلاث وجبات متكاملة يومياً، وعمل منبه يذكرك بالشرب أو بموعد تناول الوجبة، وتقليل تناول الوجبات السريعة، كما يمكنك استشارة طبيب التغذية لتعويض نقص العناصر الغذائية.
إذا كنت لاعباً، فعلى الأرجح أنك تمارس نصف هذه العادات الضارة إن لم يكن معظمها، لذا حاول أن تتخلص منها في أسرع وقت. جميع المعلومات التي ذكرناها مبنية على تجارب شخصية وأسس علمية. مجتمع اللاعبين كبير جداً ويزداد يوماً بعد يوم، ونأمل أن يحافظ اللاعبون على صحتهم لكي تصبح الألعاب متنفساً من هموم الحياة وليس سبباً في تدمير صحتهم.
