مرت ثلاثة أيام على استحواذ الملياردير المجنون Elon Musk على منصة Twitter بأكملها مقابل 44 مليار دولار رغم اعتراض الوليد بن طلال ومجلس الإدارة -في البداية- على الصفقة. الآن ننتظر التغييرات التي وعد بها ولمح إليها Musk، والتي ستغير مستقبل Twitter تماماً، ونتستعرض سوياً أهم هذه التغييرات التي ستغير المنصة للأفضل.
حرية الرأي على Twitter التي نادى بها Elon Musk مراراً وتكراراً:
انتقد Elon Musk سياسة Twitter بانحيازها لطرف معين دون الآخر والسماح بحرية الرأي لهذا الطرف فقط، معيار الطرف يختلف حسب الخصوم، وبناءً عليه ينحاز Twitter لأحدهما وفقاً للاعتبارات السياسة والأيدولوجية والدينية والعرقية والجنسية التي يؤيدها.
انتقد Elon Musk المنصة بشكل كبير بعد حظر حساب الرئيس الأمريكي السابق Donald Trump بعد التمرد الذي حدث بالكابيتول الأمريكيوفي 6 يناير 2021، ونشر تغريدة يقول فيها بأن الكثير من الناس سيكونوا غير سعداء بالتكنولوجيا المتقدمة للساحل الغربي (قاصداً Twitter) باعتباره الحَكم الفعلي لحرية الرأي.
أشار Elon Musk في تغريدة إلى أنه يجب على Twitter السماح بحرية الرأي لكي لا يتم تقويض الديمقراطية التي ضمنها الدستور الأمريكي وحقوق الإنسان، وتساءل عن الحل قاصداً منصة جديدة، فيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية، لا يتفق Musk مع ما تقوم به المنصة من تحجيم للطرف الروسي وانحياز للطرف الأوكراني.
قبل شهر من استحواذه على Twitter، نشر Elon Musk تغريدة يقول فيها بأن حرية الرأي ضرورية لوجود الديمقراطية، وعندما سأل متابعيه عن مدى التزام Twitter بهذا المبدأ، أجاب 70% بأن المنصة لا تلتزم بحرية الرأي، وقال في تغريدة أخرى بأن أي منصة تكون ناجحة إذا كان يوجد 10% أو أبل من أقصى اليمين واليسار غير راضين، ولكن لم يجب عند سؤاله عن كيفية قياس ذلك.
حرية الرأي ستكون حقيقة قريباً في Twitter، وهذا سيفتح الباب على مصراعية لعرض كافة الأفكار المختلفة بدون عوائق، وهذا سيفيدنا بالذات كعرب ومسلمين، حيث سنتمكن من التعبير عن دعمنا للقضية الفلسطينية وسخطنا على انحياز الغرب مع الكيان الصهيوني، كما سنتمكن من نشر آرائنا المناهضة لأفكار مثل المثلية الجنسية والإلحاد.
لا شفافية بدون خوارزميات مفتوحة المصدر:
يرى Elon Musk أنه يجب على Twitter أن يغير من طريقة عمل خوارزمياته بحيث تصبح مفتوحة المصدر، وذلك لدور المنصة في تشكيل المجتمع، وقد سأل متابعيه منذ شهر في تغريدة حول رأيهم في جعل الخوارزميات مفتوحة المصدر. ذكر Musk في رد له على أحد الأشخاص بأنه قلق من انحياز خوارزميات Twitter وتأثيرها على الخطاب العام متسائلاً عن كيفية معرفة ما يحدث حقاً.
الخوارزميات تحدد مدى وصول محتوى معين فمثلاً يتم السماح بظهور المنشورات المناهضة للقضية الفلسطينية بشكل واسع والعكس. كما أن الخوارزميات تحدد الفئة المُستهدفة من هذا المحتوى مثل إيصال المحتوى التقني لمن يهتم به، ويمكن دفع بعض المال مقابل عرض المحتوى بشكل أكبر للفئة المُستهدفة.
نقصد بجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر أن يتم إتاحة الوصول إلى الخوارزميات -أو الكود البرمجي- للجميع لمعرفة طريقة عملها والمحتوى الذي تؤيده المنصة والذي لا تؤيده المنصة، وهذا يفيد في زيادة شفافية المنصة وتطوير الخوارزميات بشكل سريع وسهل. للعلم، يتم العمل على هذا الأمر قبل استحواذ Elon Musk على المنصة.
يجب محاربة العمليات الاحتيالية للعملات الرقمية والروبوتات الاحتيالية:
لطالما كانت العمليات الاحتيالية للعملات الرقمية شوكة في ظهر Twitter، ولقد وصل تأثيرها إلى Elon Musk شخصياً. حسب شبكة CNET، فقد انتحل بعض الأشخاص صفة Musk عن طريق إنشاء حسابات مزيفة باسمه على مُختلف منصات التواصل الاجتماعي تشجيعاً لأصحاب العملات الإلكترونية على التبرع بها، بل تعرض حسابه على المنصة للاختراق في بهدف استخدامه في الاحتيال على أصحاب الـBitcoin! لهذا فإنه القضاء على هذه العمليات الاحتيالية من أولويات Musk.
انتقد Elon Musk في يناير تركيز Twitter على منتجات مثل صور الحسابات برموز NFT بدلاً من محاربة روبوتات التشفير المُزعجة “Crypto Spam Bots”، وقال في إحدى التغريدات: “ينفق Twitter موارد هندسية على هذا بينما يقوم المحتالون بإلقاء مجموعة من الروبوتات المُزعجة في كل منشور!” كما وصفها بالمشكلة الفردية الأكثر إزعاجاً على المنصة، ووعد في تغريدة له منذ أسبوع بالقضاء على تلك الروبوتات إذا نجح في الاستحواذ على Twitter.
لما لا نتخلص من الإعلانات الموجهة ونركز على خدمة Twitter Blue الجديدة؟
تمثل الإعلانات الموجهة 90% من دخل Twitter، ولذلك فلا يمكن إلغائها إلا بوجود طريقة بديلة لا تقل عن أرباح الإعلانات الموجهة. بالفعل أطلقت الشركة مؤخراً خدمة Twitter Blue لعدد محدود من الدول بسعر 2.99 دولار شهرياً فقط، وهي خدمة باشتراك شهري تتيح مزايا إضافية وإمكانيات للتخصيص. يرغب Musk في تعديل مزايا الخدمة وقد يتيح الدفع بعملة dogecoin بحيث تدفع أكبر عدد من المستخدمين إلى الاشتراك بها.
بعد إعلانه عن امتلاك 9.2% من أسهم Twitter، انتقد Elon Musk في تغريدة -قام بإزالتها بعدها- اعتماد المنصة على الإعلانات الموجهة في معظم أرباحها واستغلال الشركات هذا الأمر في التحكم بسياسات المنصة قائلاً: “تزداد قدرة الشركات على فرض سياسات بشكل كبير إذا اعتمد Twitter على أموال الإعلانات من أجل البقاء”، وهنا يقصد ضرورة الاعتماد على مصدر ربح يكفل استقلال المنصة عن سيطرة الشركات العملاقة.
هل حان الوقت لإضافة زر لتعديل التغريدات؟
اقترح Elon Musk إضافة زر لتعديل التغريدات أكثر من مرة، فبدأ بتغريدة في مطلع الشهر الماضي على هيئة تصويت “Poll” يسأل فيها متابعيه عما إذا ما كانوا يريدون إضافة زر تعديل على التغريدات، فأجاب 74% منهم بالإيجاب، وبعدها بأسبوعين نشر تغريدة أخرى يقول فيها: “أقصد، أين وظيفة التعديل عندما تحتاجها حقاً؟!”. الغريب أن Twitter تعمل على الميزة منذ عام تقريباً، فلم يقترح Musk إضافتها إذاً؟!
يرى الكثيرون أن زر التعديل لا غنى عنه، لا سيما إذا كنت شخصاً مشهوراً لا تريد أن تشوب تغريداتك شائبة، ورغم أن أبسط إجابة تكمن في التركيز قبل النشر، إلا أن الأخطاء واردة. على الجانب الآخر، لدى البعض مخاوف من استغلال هذه الميزة بشكل خاطئ إذا لم يتم تحديد التعديل أو وضع مؤشر يكشف عن حدوث التعديل، وهذا الرأي له وجاهته فمثلاً Facebook يمكن اتخاذه عبرة لعيوب ميزة التعديل بلا رقيب أو حسيب!
هذه جميع الأشياء المُنتظر تغييرها في منصة Twitter بعد استحواذ Elon Musk عليها، والتي ستغير من طريقة عمل المنصات بأكملها، وقد تسحب Twitter البساط من أسفل Facebook كأكثر المنصات ثراءً في العالم، ولم لا وهي في مِلك أغنى رجل في العالم؟! هل تعتقدوا أن Musk سيفي بوعوده؟ وهل تتوقعوا أن تُحدِث تلك الوعود فرقاً؟