ضجت مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد عندما أعلن الملياردير Elon Musk عن تغيير اسم منصة Twitter إلى X معلناُ عن موت العصفور الأزرق للأبد وبزوغ فجر جديد لمستقبل المنصة اقتراباً من تحقيق حلم منصة X الموحدة على غرار منصة WeChat الصينية، وهو ما يُعرف بتطبيق كل شيء “Everthing App”، أي جمع كل الخدمات داخل منصات موحدة بدلاً من توزيعها بين منصات متعددة.
في الواقع ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها Elon Musk اسم X، فلهذا الاسم جذور يعود تاريخها لنحو 25 عاماً بدأت بتأسيس موقع X.com في عام 1999، واستمرت مع تأسيس شركة SpaceX في عام 2002، وكذلك مع إطلاق سيارة Tesla Model X، ثم ذهب Musk لأبعد من ذلك وقام بتسمية ابنه X Æ A-12 في عام 2020، وأخيراً تغيير اسم Twitter منذ أيام، فما سر هوس الملياردير العبقري باسم X؟ هذا ما سنكشفه.
من اختار تسمية X.com ليس Elon Musk وإنما نادلة قابلها بإحدى حانات كاليفورنيا!
بدأ كل شيء عندما قام Elon Musk بتأسيس موقع X.com للخدمات البنكية عبر الإنترنت في عام 1999، ولكن كيف خطر على باله هذا الاسم؟ كشف Julie Anderson وهو أحد أوائل المسؤولين التنفيذيين بشركة PayPal بمنشور عبر منصة Quora عن سبب اختيار Elon Musk لتسمية X دوناً عن غيرها قائلاً:
Elon والمؤسسون الآخرون لشركة X.com سابقاً وأنا جلسنا حول طاولة خلف الكواليس بحانة اسمها Blue Chalk بمدينة بالو ألتو، لمحاولة تحديد اسم الشركة، وكان السؤال إما اختيار اسم G أو X أو Z. أخيراً، عندما جلبت النادلة الجولة التالية من المشروبات، سألها Elon عن رأيها، فقالت أنها تحب X.com. ضرب Elon على الطاولة وقال “وهو كذلك”، وضحك الجميع، ولكن في النهاية هكذا تقرر الأمر.
Julie Anderson Ankenbradnt
لم يكن الجميع متحمساً بتسمية X.com، وحاول العديد منهم تحييد Elon Musk عن قراره المتهور نظراً لما يحمله الاسم من تلميحات جنسية، وحظر الحكومة الإندونيسية للنطاق أكبر دليل على ذلك، ولكنه كان معجباً بهذا الاسم كثيراً وتمسك به، وذلك وفقاً لما نقلته NPR عن Ashlee Vance مؤلفة كتاب Elon” Musk: Tesla, SpaceX, and the Quest for a Fantastic Future”.
بعدها بعام، أُجبر Elon Musk على التنحي من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، وفي نفس العام اندمجت X.com مع Confinity وتم تغيير الاسم إلى PayPal. ومع ذلك، لم يتنازل Musk عن حلم X وظل يلاحقه حتى تمكن من شراء نطاق X.com في عام 2017 من PayPal بدون أن يقرر كيف سيتمكن من استغلال ذلك النطاق من الأساس، مما يدل على أهمية اسم X بالنسبة إليه.
تأسيس SpaceX يكشف عن هوس Elon Musk بحرف X!
فور أن تمكن Elon Musk من تكوين ثروة تُقدر بمليارات الدولارات ودخول نادي المليارديرات بعد بيع Zip2 في عام 1999 مقابل 307 مليون دولار وبيع PayPal في عام 2002 مقابل 1.5 مليار دولار، قام بتأسيس شركة Space Exploration Technologies للفضاء، ونظراً لطول الاسم وتعقيده، قرر Musk اختصار اسمها ليصبح SpaceX ليكشف هوسه بحرف X صراحةً، وأكاد أجزم أنك لم تكن تعرف هذه المعلومة يا عزيزي!
أسماء سيارات Tesla تكشف عن هوس Elon Musk بكلمة “مثير”!
تنقسم سيارات Tesla لأربعة سلاسل؛ سلسلة S و X و E و Y بالترتيب حسب تاريخ إطلاقها. قد تظن أن هذه الأسماء عشوائية لا ترمز لشيء معين، ولكن Tim Higgins مؤلف كتاب “Power Play: Tesla, Elon Musk, and the Bet of the Century” يؤكد أن Musk كانت لديه نية معينة عند اختيار أسماء هذه السيارات، فعند جمع هذه الحروف بترتيب معين تتكون كلمة SEXY، أي مثير!
المضحك أنه عندما طالبت شركة Ford بتغيير اسم سيارة Tesla Model E بدعوى ملكيتها لحقوق الاسم، وكادت أن تكون هذه الصخرة التي تنكسر عليها آمال Elon Musk، ولكنه لم يستسلم واستبدل حرف E برقم 3، نظراً لأن رقم 3 ما هو إلا حرف E معكوس أفقياً، فلا فرق بين SEXY و S3XY لأن كلتاهما تتركان نفس التأثير البذيء داخل عقل Elon Musk وتشبعان نزواته الجاحمة!
يا رجل حتى طفليه لم يسلما من حرف X!
إن كنت متابعاً لأخبار Elon Musk أو لصفحة Mobile Mix، فبالتأكيد قد علمت بأن Musk وشريكته السابقة Claire Boucher المعروفة باسم Grimes أطلقا على طفلهما الذي وُلد في عام 2020 اسماً غريباً؛ X Æ A-12، وعندما اصطدما بقانون كاليفورنيا -نقلاً عن NME– الذي لا يجيز أن يتكون أي اسم من حروف غير الإنجليزية أو رموز غير الفصلات العلوية “Apostrophes” والشرطات “Dashes”، اضطرا لتغيير الاسم ليكون X AE A-XII.
لكن ما الذي يعنيه هذا الاسم بحق السماء؟ العالم بأسره لم يكن يعرف معناه، لكن لحسن الحظ أنقذتنا Grimes التي تخصصت على ما يبدو بترجمة اللغات الفضائية وتفضلت علينا بتفسير الاسم الذي لم يكن يعرفه سواها هي وشريكها؛ يرمز X لمتغير مجهول، و Æ يرمز لكلمة Ai أي الذكاء الاصطناعي أو الحب بلغة الجان، بينما يرمز A-12 لطائرة الاستطلاع Lockheed A-12 المُفضلة لدى الشريكين. المثير للسخرية، أن Grimes اعترفت في مقابلة لها مع Bloomberg أنهما لم يتحملا نطق اسم ابنهما كاملاً واكتفيا بمناداته Little X فقط.. جنون!
لم يتوقف جنون Elon Musk و Grimes عند هذا الحد، فبعد عامين أنجبا طفلةً وأطلقا عليها اسم Exa Dark Sideræl، ثم قاما بتغييره منذ أشهر ليكون Y، بذلك يكون لديهما الابن X والابنة Y، ولا أدرى إذا ما كان والداهما يعشقان مادة الأحياء ولم يتجاوزا ذكريات الطفولة بعد، أم أن الهوس بالأحرف عرف متوارث بين هذه العائلة الخرقاء، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن الجزم به أنه لا بد أن ينقذ أحد ما هذين الطفلين من عبث والديهما.
تسمية xAI بهذا الاسم أمر مسلم به، أليس كذلك؟
أعلن Elon Musk مطلع هذا العام عن تأسيس شركة xAI للذكاء الاصطناعي وهدفها وفقاً لموقعها الرسمي: “فهم الطبيعة الحقيقية للكون”. قام Musk بتعيين مجموعة من أمهر باحثي الذكاء الاصطناعي، والذين عملوا سابقاً لدى بعض عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين المعروفين حالياً؛ OpenAI و Google و Microsoft و Tesla.
رغم أن Musk أحد مؤسسين السابقين لشركة OpenAI وكان ممولاً لها، ولكن مؤخراً ازدادت التوترات بينه وبين الرئيس التنفيذي للشركة Sam Altman بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها للنموذج اللغوي ChatGPT الذي حقق نجاحاً باهراً، والحجة التحيز الليبرالي، وأكد أنه يخطط لتقديم بديل محايد، فقام بتأسيس xAI.
العصفور الأزرق: آخر ضحايا الملياردير المجنون!
كشر Elon Musk عن أنيابه وكشف عن نيته لقتل العصفور الأزرق قبل أن يستحوذ على Twitter بثلاثة أسابيع قائلاً: “شراء Twitter تسريع لإنشاء X، تطبيق كل شيء”، وهو ما أكدته Vance لموقع NPR قائلةً: “يريد إنشاء تطبيق مشابه لكيفية استخدام WeChat في الصين، حيث يكون جزءًا من نسيج الحياة اليومية. أنت تستخدمه للتواصل، ومعرفة الأخبار، وشراء الأشياء، ودفع الإيجار، وحجز المواعيد مع طبيبك، وحتى لدفع الغرامات”.
لمحت Vance أيضاً للصعوبات المالية التي تعاني منها منصة Twitter منذ سنوات والتي تفاقمت مع استحواذ Elon Musk عليها موضحةً أن من الشركة بحاجة لعمل تجاري جديد وكبير إذا كان من شأنه جلب هذا القدر من المال الذي يبرر استثمار Musk بها ويشبع طموحه، وهو ما يبدو جلياً من تغريدة Linda Yaccarino الرئيسة التنفيذية الجديدة للشركة:
من النادر للغاية -في الحياة أو في العمل- أن تحصل على فرصة ثانية لإحداث انطباع كبير آخر. ترك تويتر انطباعًا هائلاً وغير طريقة تواصلنا. الآن، سيذهب X لأبعد من ذلك ليحول ساحة المدينة العالمية. X هو الحالة المستقبلية للتفاعل غير المحدود المتمحور حول الصوت والفيديو والرسائل والمدفوعات والخدمات المصرفية، مما يخلق سوقاً عالمياً للأفكار والسلع والخدمات والفرص. مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، سيربطنا X جميعًا بطرق بدأنا للتو بتخيلها.
Linda Yaccarino