جميعنا نعلم أن صناعة ألعاب الفيديو ازدهرت خلال أخر عامين، والسبب الأهم هو فيروس كورونا الذي بدأ فى الانتشار منذ عام 2020، وكنا جميعًا فى بيوتنا لم يكن يخرج أحد إلى الشوارع إلا للضرورة القصوى، لذا زاد إهتمام الناس بألعاب الفيديو لأنها كانت أفضل وسيلة ترفيه لتخرج الناس من الروتين اليومي حينها، وزاد حجم صناعة ألعاب الفيديو كثيرًا منذ بداية انتشار الفيروس حيث وصل حجم الصناعة إلى ما يقارب 170 مليار دولار فى العام الجاري (2021)! ومن المتوقع أن يصل إلى 260 مليار دولار بحلول عام 2025، وكل هذا فقط بسبب فيروس كورونا، الذي كان له تأثير سلبى على اقتصادات جميع بلدان العالم، إلا أنه كان له تأثير إيجابي على صناعات مثل صناعة ألعاب الفيديو، وكما قلنا أنه أثر بشكل إيجابي على الصناعة أكثر من تأثيره السلبى، حيث أن صناعة ألعاب الفيديو تفوقت على صناعة الأفلام، وتخطت 170 مليار دولار في العام الجاري، وفي هذا المقال سنتعرف على سبب النمو الضخم فى صناعة ألعاب الفيديو.
فيروس كورونا (COVID-19):
فيروس كورونا أو كما يطلق عليه (COVID-19). بدأ الفيروس فى الانتشار في أواخر العام 2019، وتحديدًا فى شهر ديسمبر فى مدينة ووهان الصينية، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 30 يناير من عام 2020 عن تفشي الفيروس ليشكل بذلك حالة طوارئ فى العالم أجمع. فيروس كورونا كان له تأثير سلبى على اقتصادات جميع دول العالم، وجميع الصناعات منها صناعة ألعاب الفيديو، ورغم ذلك فإن حجم الصناعة زاد كثيرًا، ووصل إلى ما يقارب الـ 170 مليار دولار في العام الجاري، بعدما كان 155 مليار دولار في العام الماضي “عام انتشار الجائحة”.
بالطبع كان هناك تأثير سلبى أيضًا على الصناعة… حيث أنه تم إلغاء حدث E3 2020، والذي كانت تستعرض فيه الشركات ألعابها القادمة قريبًا، وتتيح الفرصة للإعلاميين لتجربتها، وتم استبداله بمؤتمر رقمي فى العام الجاري بعدما كان يتواجد فيه الملايين من اللاعبين والإعلاميين فى الحدث، كذلك تم إقامة حفل Game of the Year 2020 بشكل رقمي.
بعيدًا عن التأثير السلبي فقد كان هناك تأثير إيجابي وتأثير إيجابى ضخم للغاية، بالنظر للإحصائيات بين الأعوام السابقة والعام الجاري (بالأعلي) فسنري أن صناعة ألعاب الفيديو زادت كثيرًا أكثر من أى وقت مضي، ومن المتوقع أن تزيد أكثر خلال الأعوام القليلة المقبلة كما هو موضح بالأعلى، وكان عام انتشار الجائحة هو أكثر عام حققت فيه الصناعة أرقام قياسية خاصةً للشركات، فبحسب تقرير تم نشره فى نهاية العام الماضي من صحيفة Le Figaro الفرنسية، فقد زادت أسهم شركة Ubisoft بنسبة 22%، وزادت أسهم شركة Electronic Arts بنسبة 30%، وزادت أسهم شركة Nintendo اليابانية بنسبة 50%.
أما عن أجهزة الـ Consoles فقد زادت مبيعات جهاز الـ Nintendo Switch ووصلت إلى 15.6 مليون نسخة مباعة، وزاد عدد لاعبين المنصة بنسبة كبيرة، وذلك أثناء الحظر الذي تسبب فيه الفيروس، أما جهاز الـ PlayStation 4 فقد بيع منه ما يقارب الـ 7 ملايين نسخة فى العام الماضى فقط، كما إستطاع جهاز الـ Xbox One أن يبيع أكثر من 2 مليون نسخة في العام الماضي، وهذا إن دل على شيء فإن جائحة كورونا كانت لها أثر إيجابي كبير على الصناعة فى العام الماضى برغم ما تسببت به من وفيات، وانهيار فى بعض الصناعات الأخري.
أفضل وسيلة ترفيه لجميع الأعمار:
خلال عام 2021 وصل عدد لاعبي ألعاب الفيديو حول العالم إلى ما يزيد عن 2.8 مليار شخص يلعبون ألعاب الفيديو، مما يعنى أن تأثير الجائحة كان إيجابى بشكل كبير، ومن المتوقع أن يستمر عدد اللاعبين فى النمو بنسبة 5.6% كل عام، مما يعنى أنه قد يصل إلى 3.7 مليار شخص حول العالم بحلول عام 2023.
أما عن أعمار اللاعبين فى الولايات المتحدة، فنسبة اللاعبين بين 18 و 34 تبلغ 38%، والذين تحت أعمار 18 عام تبلغ نسبتهم 21%، أما بين 36 و 54 فتبلغ نسبتهم 26%، والذين بين 55 و 64 تبلغ نسبتهم 9%، أما من فوق عمر الـ 65 عام فتبلغ نسبتهم 6% فقط.
فكما ترون فى الإحصائية بالأعلى، فأعمار اللاعبين متنوعة ومختلفة للغاية، وهذا إن دل على شيء فإن الألعاب تناسب جميع الأذواق والأعمار، فهناك ألعاب يستطيع الكبار والصغار أن يلعبوها بكل بساطة وسهولة، مثل الألعاب الرياضية (FIFA / Need for speed) و لعبة مثل Ratchet and Clank، وهذه الألعاب المذكورة بالأعلى تناسب جميع الأعمار، ولكن كما أن هناك ألعاب تناسب جميع الأعمار، فهناك ألعاب لا تناسب إلأ الكبار فقط، بسبب المشاهد العنيفة وما إلى ذلك، مثل سلسلة The Witcher و Red Dead Redemption و The Last of Us Part II، و Cyberpunk 2077، فهذه الألعاب كما تعلمون لا تناسب جميع الأعمار، بل تناسب الكبار فقط بسبب المشاهد الدموية والعنيفة، لكن فى النهاية فألعاب الفيديو تناسب جميع الأذواق، فهناك ألعاب رعب والعاب أكشن والألعاب الرياضية، وهو الأمر الذي يجعلها أفضل وسيلة ترفيه، بل وأفضل حتى من الأفلام، بسبب مشاركتنا بها، أكثر من المشاهدة.
الخلاصة
بالرغم من أن فيروس كورونا تسبب فى وفيات تبلغ أكثر من 4.35 ملايين شخص حول العالم، وتسبب فى جلوسنا فى منازلنا، بل وتوقف بعض الناس عن عملهم بسببه، إلا أنه كان له تأثير إيجابي كبير على الصناعة المحببة لنا جميعًا كلاعبين، فكما رأيتم زادت مبيعات الأجهزة المنزلية، وزاد عدد اللاعبين حول العالم وقد يصل إلى ما يزيد عن 3.5 مليار شخص حول العالم بحلول عام 2023، إذًا فكما ترون فإن فيروس كورونا لم يكن بهذا السوء على صناعة ألعاب الفيديو، كما كان يظن البعض.
نحن محظوظون للغاية بوجود هذه الصناعة الرائعة فى عالمنا.