ما هو الروت (Root)؟ وهل هو جيّد لهاتفك؟

كثيراً ما قد ترى مصطلح الجذر (Root بالانجليزية) في المقالات التّقنية دونَ وجودِ فكرةٍ واضحة لديكَ عنه،ورغمَ كونِ تفعيله من أهم الأشياء التي يمكن أن تقوم بها لهاتفك الّي يعمل بنظام Android إلا أن نسبةً كبيرةً من المُستخدمين تملكث فكرةً خاطئة عنها. ففي هذا المقال سوفَ نوضِّح لكَ عزيزي القارئ بشكلٍ مفصل ماهية الـ Root وكيفية تفعيله إضافةً إلى إيجابياته ومخاطرهِ المحتملة.

مبدأ عمل الـ Root :

تقومُ الشركة الأم المصنعة للهاتف بإعطاءك نظاماً كاملاً تستطيع استغلاله كما تريد، وفي حالة نظام Android تكونُ مقسمة إلى خمسة طبقاتٍ أساسيةٍ أولّها طبقة Applications أو التطبيقات، وتنتهي بالطّبقة الأوليّة المسمّاة Linux Kernel والّتي تكون في العادة محمية من الوصول من الأطراف الخارجية. ويكونُ ذلك غالباً لأسبابٍ أمنيّة تتعلّق بسلامة الاستخدام. ولذلك يصنّف الروت بشكلٍ أساسي كعمليّة برمجية تهدف إلى كسرِ القيود المفروضة على أجزاء من النظام الداخلي للهاتف أو الأجهزة المادّيّة بشكلٍ جزئي أو كليّ، وذلك بهدفِ التعديل عليها أو استغلالها بشكلٍ أفضل وتحقيق أداءٍ بدرجة أكبر من الهاتف. ولو قمنا بتشبيه هذهِ العملية بشيْ ما، فسيكون مماثلاً لإعطاءَ تطبيقٍ ما صلاحية المسؤول على نظام Windows مثلاً.

ماهي طرق تفعيل الروت (Root)؟

توجدُ عدة طرق للقيام بعملية الـ Root لهاتفك الذّكي وكلّها تملكُ الهدف ذاته، ونذكر لكم منها،

1- تفعيل الـ Root عن طريق تطبيقات خارجية:

وهي الطّريقة الأوسع والأكثر انتشاراً، وتعتمدُ فيها على تطبيقٍ خارجي يُعطى صلاحياتٍ كاملة للدخول إلى ملفات ونظام الهاتف الدّاخلي ومن ثمَّ ترك الأمر للتطبيق المحدّد، غالباً ما تعتمد هذه الطّريقة على نوع الهاتف وباختلاف واجهة التّشغيل وحزمة النظام المستخدمة من شركة إلى أخرى قد تضطر لاستعمال تطبيقاتٍ مختلفة.توجدُ تطبيقات كثيرة تغطي هذا المجال أشهرها تطبيق KingRoot.قد تنتهي هذه الطريقة بالفشل في عدّة حالات، إلّا أنه عليك الحذر من تثبيتِ برامجَ غير موثوقٍ بها وإعطاءها صلاحية الدخول إلى ملفات النظام وتعديلها، ما قد يسفر عن ضررٍ دائمٍ لجهازك ما لم تتوخّ الحذر.

2- تفعيل الـ Root عن طريق حزمة من جهاز خارجي

رغم عدم اعتبار البعض لهذه الطّريقة جيّدة إلا أنّها الطّريقة الأمثل بالنسبة لي، وتقوم تلك الطريقة على وضع الملف الخاص بتفعيل الـ Root في جهاز خارج وغالباً ما يكون جهاز PC، ومع وضع الهاتف المحمول في وضع استقبال البيانات القسري ومن ثم تنصيب ملف الروت على الهدف بعد عدة تدابير سنفصّلها لاحقاً.

المكونات المستخدمة لتفعيل الـ Root:

تختلف هذه المكوّنات باختلاف نوع الجهاز والشّركة المصنّعة إلا أنها تشترك في أغلبية الأحيان في ملفات وتدابير أساسية يجب القيام بها في معظم الحالات:

– فتح قفل البوتلودر (Bootbloader).

قد تراهُ بمصطلح آخر وهو OEM Unlocking. ولتبسيط الأمر فهو يشبِهُ قفلاً موضوعاً على ملفات الهاتف الداخلية، فما تفعله هو فكّ ذلك القفل الموضوع عليها لبدء عملية تفعيل الـ Root.غالباً ما توفّر الشّركات الأخرى مثل Xiaomi طريقةً رسميّةً لذلك، ولكن بعض الشّركات الأخرى قد تعقّد الأمر مثل Huawei التي قد تضطر للعمل والانتظار لساعات حتى يتم فكّه، وقد تفشل العمليّة أصلاً.

– الريكفري المعدّل (Custom Recovery):

وهيَ نسخة خاصة يتم تنصيبها بدلاً عن تلكَ الأصلية الموجودة في كلِّ هاتفٍ بشكل أساسي، للسماح بتعديل ملفّات النّظام والقدرة على تنصيبِ ملف الـ Root بسلاسة ودون حدوث مشاكل.يوفّر تنصيب الريكفري المعدّل ميّزات أكثر كحفظ نسخة احتياطة شاملة لجميع مكوّنات الهاتف أو حذف البيانات جزئياً من الهاتف بحسب اختيارك.وكاستخدامٍ بالإضافة إلى نصيحة عن تجربةٍ شخصية أنصحكم بريكفري TWRP المعدّل الذي يعد من أفضل ما يتوفّر حالياً نظراً لسهولة استخدامه وحجمه المنخفض. يُرجى أخذ العلم أن فك قفل الـ Bootloader لأول مرّة سيتسبب في إلغاء الضّمان الخاص بالهاتف من الشركة الأم إضافةً إلى محو كل بياناتك المثبّتة على الهاتف، لذا كُن حذراً.

– ملف الـ Root.

هو عبارة عن ملف صغير الحجم يتم تثبيته عن طريق الريكفري المعدّل، وتثبيته في ملفات النظام بعد أداء الخطوات السابقة يضمنُ لكَ هاتفاً مع صلاحية الروت Root فيه.بسببِ كون نظام أندرويد نظاماً مفتوح المصدر يسهلُ للمطوّرين الخارجيّين التعديل على مكوناته وإنشاء ملفات معدّلة كالمذكورة سابقاً.

فوائد عملية الـ Root:

كما أسلفنا سابقاً يمكن أن يفيدك تفعيل الروت بشكلٍ كبير في استخدامكَ اليومي وله عدة ميّزات أخرى:.

• الحذف أو التعديل على ملفات النظام الأساسية كالواجهة وتطبيقات النظام والإعدادات.
• إمكانية التّعديل على التّطبيقات كتغيير الشيفرة المصدريّة أو الشكل أو الاسم وحتى صلاحيّات الوصول إلى الملفات والانترنت.
• الاستفادة من التّطبيقات التي تتطلب تفعيل Root لاستخدامها والتي تتضمّن تطبيقات تملك القدرة على تحديد مساحة الذّاكرة العشوائية RAM أو تغيير عنوان MAC الخاص بالجهاز، والتي لا يمكن القيام بها في الحالات العاديّة.
• القدرة على تغيير النظام المثبّت على الهاتف بالكامل وتنصيب نظام بنسخةٍ أحدث أو أقدم بحسب الحاجة. وتفيد هذه العملية الأشخاص الذين يعانون من أخطاء فادحة في نظامِهم المحدّث ويريدون العودة لنسخة أقدم، او أصحاب الهواتف التي تخلت عنها الشّركة الأم.
• إمكانية التحكّم باستخدام التطبيقات للطاقة او موارد الهاتف، وإيقاف أي عمليات غير مرغوب بها خصوصاً إذا كانت عملية تتمّ من قِبل النظام.
• استمراريّة تلقّي التحديثات الرسميّة من قبل الشّركة أو إلغاء الـ Root في أي وقت.

أضرار عمليّة الـ Root:

كما للروت جانبُه الإيجابي فإنّ له نقاطٍ أخرى سلبية ونذكر لكم مِنها:

• هذهِ العملية قد تكون معقّدة أو خطيرة خصوصاً عند القيام بها للمرة الأولى على يد مبتدئ، ففي حال حدوث أيّ خطأ أثناء العملية قد تضطر لفعل ما هو أكثر من الضّبط المصنعي.
• مع كل تحديث نظام تتلقّاه وتثبته على هاتفك، ستضطر لإعادة تنصيب ملف الـ Root على الهاتف من جديد (قد تكون عملية بسيطة لكنها مربِكة في بعض الحالات).
• خروج الهاتف من الضّمان الرّسمي للشركة المصنّعة –كما أسلفنا سابقاً-

الخلاصة

في النّهاية الأمر عائدٌ إليك، فالقيام بهذه الخطوة ليست إجباريّةً أو ضرورية للمستخدم للعادي، ولكن إن كنتَ مستخدماً يطمح لاستغلال قدرات هاتفه لأقصى حد مع الاستفادى من كل المميزات المقدمة، فأنصحك بتفعيل الروت لهاتفك في أقرب وقت.