لا نستطيعُ إنكار أن الأعوام الخمسة الفائتة احتوت تطوراً هائلاً في صناعة الألعاب, وبالأخص ألعاب الهواتف. فقد وصلت إلى هذا الهاتف المحمول ألعابٌ كبيرة لم نتخيل وجودها على المنصة قبل عدة أعوامٍ مضت فقد كان تشغيلُها تحدياً حتى على بعض أجهزة الـ PC!
ولكن لكلِّ جانبٍ إيجابي يقابلهُ جانبٌ سلبيّ، فالعديد من الشركاتِ المصنّعة بدأت في إدراج الكثيرِ والكثيرِ من الإعلاناتِ المزعجة في ألعابها رُغم شكوى العديدِ من المستخدمين. وأصبحت نقطةً سلبيةً كُبرى في ألعاب منصة الهواتف المحمولة بسبب الإزعاج الذي تسبّبه هذه الإعلانات ودورها في إفساد متعة اللعب. وإليكم أهم أسباب ذلك:
1- النجاح المنخفض للألعاب المدفوعة على الهواتف
ويُعدّ ذلك من أهم الأسباب، فالألعاب التي يطلب مطوّروها مبالغاً كبيرة لا تحظى بالإقبال المطلوب لتعويض تكاليف التطوير وتحقيقٍ أرباحٍ معتبرة، إضافةً إلى أن ظاهرة قرصنة ألعاب الهاتف مننشرة أكثر من أي منصةٍ أخرى بسببٍ سهولةِ اختراقها. لذلك يقومون بحعلها مجانيّة مع وضع الكثير من الإعلانات، مع وجود خيارِ التخلّص منها مقابل مبلغٍ مادي.
2- قلة الخبرة لدى الشركات المصمّمة
عندما تدخل لمتجر التطبيقات على هاتفك تلاحظُ ألعاباً جيدة وأخرى قد لا ترتقي إلى كونها لعبةً فعلية، والسبب في ذلك أن معظم الشركات المطورة للألعاب على الهواتف تكونُ جديدةً على المجال أو بميزانيةٍ صغيرة، أو حتى أنها قد تكون من تطويرٍ شخصٍ واحد يسعى لجني المال. ففي هذه الحالة تنقص الخبرة الكافية لمعرفة رأي المستخدمين بنظام الإعلانات في اللعبة ونتيجةً لذلك تفشل العديد من هذه المشاريع وتعطي طابعاً سيئاً عن ألعاب الهواتف.
3- النسبة الكبيرة الّتي تأخذها المتاجر الرّسمية من عمليات الشراء
الكابوسُ الأكبر للمطورين وخصوصاً أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسّطة التي تفتقر إلى التّمويل، فمتجر Google Play الخاص بأجهزة الأندرويد على سبيل المثال كان يقتطع لنفسه حصةً تقدر بـ 30% من كلّ عمليّة شراء سواءً كانت للعبة نفسها أم داخلها، إلا أن الأمر تغير في أكتوبر هذا العام حيثُ أجبرت على تقليلها إلى 15% نتيجة جهود عدة شركات. وليس الأمر أفضل بالنسبة لـ App Store الذي يأخذ نسبةً قريبة من التي يأخذها غريمه على نظام أندرويد. ما يُصعب الأمر على المطور ويجبره على ترك اللعبة مجانيةً او شبه مجانية وإغراقها بالإعلانات لضمان ربحٍ بعيد عن استغلال متاجر التطبيقات.
4- القيمة المغرية التي تعرضها شركات الإعلانات
مع ظهور الإعلانات بشكلها الجديد وإغراق المواقع والتطبيقات المختلفة بها، بدأت شركات الإعلانات تعرض على المطورين عقودَ رعاية توفّر لهم التمويل مقابل وضع إعلاناتهم في كلِّ شبرٍ من لعبتهم المطورة حديثاً، وهو عرض قد يقبل به معظم الأشخاص إذ قد يبدو العرضُ مغرياً، ولكنه قد يضمن فشل المشروع على المدى البعيد.
متى يمكنُ أن تبدأ الإعلانات في الألعاب بالزوال تدريجياً؟
من الصّعب التنبؤ بهذا الأمر، ولكن بحسب توقّعنا الشخصي فإنّ اليومَ الذي تقلّ فيه الإعلانات في ألعاب وتطبيقات الهواتف بشكلٍ كبير ليسَ بعيداً، وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بتقليل أرباح المتاجر الرسمية وإلى ما هنالك، ولكن حتى يأتي ذلك اليوم فإن الإعلانات ستظل مشكلةً كبيرة لأي لاعب هاتف.