مقالاتهاردوير

“زي قلتها” : لماذا تضع شركات تصنيع اللابتوب كاميرا ويب سيئة الجودة؟

عندما تبحث عن لابتوب لشرائه أو للتعرف على مواصفاته، غالباً ما تهتم بأشياء أساسية مثل الشاشة أو المعالج أو كارت الشاشة أو التخزين، وتهمل أشياءً أخرى أبرزها كاميرا الويب على اعتبار أنها ستكون سيئة الجودة في جميع الأحوال أو كما نقول في مصر “زي قلتها”.

كاميرا الويب
Image Credit: New York Post

أيضاً ستجد لدى البعض مخاوف بشأن قيام كاميرا الويب بتصويرهم بدون معرفتهم فيقومون بتغطيتها بشريط لاصق خوفاً من التجسس، والبعض الآخر لا يلزمه استخدامها على الإطلاق، بينما يعتمد آخرون عليها في عملهم ولقاءاتهم عبر الإنترنت متسائلين “لماذا لا تهتم شركات تصنيع اللابتوب بوضع كاميرا ويب جيدة؟”.

قد تكون محدودية الاستخدام وقلة المرونة سبباً رئيسياً لعدم الاهتمام بجودة كاميرا الويب

كاميرا الويب بأجهزة اللابتوب لطالما كانت الأسوأ في سوق الإلكترونيات، فمن ذا الذي يلتقط صور السيلفي باستخدام كاميرا ويب متواضعة؟! انظر إلى المستوى الاحترافي الذي وصلت إليه كاميرا الهواتف الذكية، منذ فترة ونحن نرى أفلاماً حصدت جوائز عالمية منها فيلم Unsane الذي تم تصويره بهاتف iPhone 7 Plus من إخراج Steve Soderbergh.

الهواتف الذكية, الهاتف الذكي
Image Credit: Premuim Beat

نعم، السبب في ذلك هو مدى الحاجة إلى الكاميرا بالضبط كما خطر ببالك، فالحاجة أم الاختراع، وهذا ما دفع كاميرا السيلفي الهواتف الذكية إلى التطوير بشكل صاروخي، عكس كاميرا اللابتوب التي انتهى عصر مجدها منذ انحسار شبكة Yahoo الاجتماعية، وها قد عادت إلى المسرح بشدة منذ جائحة Covid-19 لتظهر أهميتها في الدراسة والعمل من المنزل.

ترجع محدودة استخدام كاميرا الويب الخاصة بأجهزة اللابتوب إلى قلة مرونة أجهزة اللابتوب، جرب أن تلتقط صورة سيلفي باستخدام اللابتوب، وستندم على الوقت الذي قمت بإضاعته عليها، فحجم اللابتوب ووزنه كلاهما كبير نسبياً، كما أن نظام التشغيل سواء كان Windows أو MacOS لا يدعم خيارات تصوير متعددة، وأخيراً فتح تطبيق الكاميرا بهما ليس بذات السرعة والسلاسة على الهواتف الذكية.

عدم وجود مساحة فيزيائية كافية لاستخدام مستشعرات كاميرا عالية الدقة

هناك قاعدة تقنية مضمونها أن قلة المساحة عدو للعتاد التقني أياً كان نوعه ولكنها صديقة للتطور الذي يقوم بالتوفيق بين المساحة والأداء لتحقيق أفضل نتيجة، لم تفهم ما أعني؟ سأوضح لك تالياً.

كاميرا الويب
Image Credit: Framework

طبق هذه القاعدة على أجهزة اللابتوب، وستجد أن المساحة المخصصة لوضع مستشعر الكاميرا في غاية الصغر، فالحافة العلوية توفر زاوية أفضل من الكاميرا المدمجة بأحد أزرار لوحة المفاتيح، ولكن الشركات حاول تقليل طولها ليصل إلى سنتيمتر، كما أنها تحاول تقليل سماكة الجزء الذي يتضمن الشاشة ليصل إلى نصف سنتيمتر، ولنا في أجهزة Macbook مثال، وكل هذا التقليل في المساحة يأتي على حساب حجم مستشعر الكاميرا وبالتالي جودته، فمثلاً تأتي أحدث أجهزة Macbook بكاميرا ويب بدقة 1080P بما يوازي 2.1MP فقط.

Image Credit: Apple

قد تكون مهتماً بالتقنية “Geek” وتقول “الهواتف الذكية تأتي بكاميرا سيلفي تستحوذ على مساحة متناهية الصغر وبدقة عالية، فعلى أي أساس تقوم بتبرير ما تفعله الشركات بأجهزة اللابتوب؟!”. حسناً عزيزي القارئ، أعلم جيداً بأن الهواتف الذكية منذ فترة تستخدم مستشعرات سيلفي بدقة عالية تصل إلى 60MP كما في هاتف Motorola 30 Edge Pro 5G رغم أن المساحة المخصصة لها تستطيع معظم أجهزة اللابتوب استيعابها، وهنا نتحدث عن التكلفة.

ماذا عن تكلفة التصنيع وسعر البيع؟

عكس الهواتف الذكية، أجهزة اللابتوب لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج التقني الذي يجعل الشركات تتجه إلى الاهتمام بأشياء غير ضرورية لمعظم المستخدمين مثل كاميرا الويب تاركةً الشاشة التي لا تزال غير مثالية لمشاهدة المحتوى من حيث نوعها ودقتها على معظم الفئات السعرية لأجهزة اللابتوب مقارنةً بشاشة أي هاتف ذكي! وقس على ذلك في معظم الكماليات التي لن تراها إلا في الفئات العليا وفوق المتوسطة إما لعدم اهتمام المستخدمين العاديين بها، وإما لارتفاع تكاليف تصنيعها وبالتالي ارتفاع سعر المنتج النهائي.

وما الحل إذاً؟

بالطبع توجد حلول بسيطة لهذه المشكلة، فإن لم تكن مستعداً لشراء لابتوب باهظ الثمن أو لا ترغب في الانتظار حتى توفر الشركات كاميرا عالية الدقة لأجهزة اللابتوب الرخيصة، فننصحك باستخدام كاميرا الهاتف الذكي على أنها كاميرا ويب عبر تطبيقات مخصصة لذلك مثل Reincubate Camo تقوم بتحميلها على الهاتف والحاسوب معاً. هذه التطبيقات تعمل بشكل جيد مع معظم شبكات التواصل مثل Zoom والبث المرئي مثل Twitch، ويمكن أيضاً شراء كاميرا ويب ذات دقة عالية، ولا شك أن هذا الحل أكثر تكلفةً من الحل الأول.

ختاماً: يبدو أن شركات تصنيع اللابتوب لن تقوم في الوقت القريب بتغيير سياستها الحالية طالما لم يكن المستخدم مهتما بالتغيير، فكاميرا الويب عالية الجودة بالنسبة لكلاهما ليست ذات فائدة تستحق، عكس الهواتف الذكية التي تشهد منافسة شديدة لتوفير أفضل المزايا بأقل سعر، وهو ما يروق المستخدم. أيضاً لا مجال للمقارنة بين الهواتف الذكية وأجهزة اللابتوب، فلكل منهما استخدامات محددة، ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما دون الآخر، ولا نقصد التقليل من أي منهما، ولكن ذكرنا الهواتف الذكية كان بغرض توضيح الفكرة ليس أكثر.

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى