تعد شخصية Arthur Morgan واحدة من الشخصيات الأيقونية فى عالم ألعاب الفيديو، إذ يعتبره عشاق سلسلة Red Dead Redemption أفضل شخصية فى تاريخ ألعاب الفيديو، لكن لماذا يحب اللاعبون شخصية أرثر بشدة، علي الرغم من أنه خارج علي القانون ويعتبر مجرم خطير ومطلوب للعدالة بأى ثمن وبأى طريقة، لذا فى هذا المقال سنتعرف على سبب حب اللاعبين لشخصية أرثر.
نحن لصوص في عالم لا يريدنا بعد الأن
الجانب الإنساني لشخصية Arthur Morgan المجرم عنيف
علي الرغم من كونه مجرم خطير، متميز في عمله -وهو الإجرام والسطو- إلا إن المواقف التي تضعك فيها اللعبة مع أرثر، تبرز لنا جانب مغاير لما يمكنك أن تتوقعه مع مجرم بهذه الخطورة، وهو الجانب الطيب، نقاط ضعفه وأحلامه، وآماله، وهي أفكار مشروعة، يمكن أن يحلم بها أي إنسان آخر. ، ذلك التلاقي بين كونه مجرم (يُنظر له كونه شرير)، ومواقفة الإنسانية التي تظهر معدنه الطيب، يجعل منه شخصية مثيرة للإهتمام، يسهل التعلق بها.
تتمثل تلك المواقف في المرات التي أنقذ فيها أفراد العصابة، مثل جون مورستن والذى أنقذه من الذئاب فى بداية اللعبة، كما وأنه أنقذ شون من الـ Bounty Hunters فى بلدة Blackwater، قد يقول البعض هذه أشياء طبيعية، فمن الطبيعي أن ينقذ أفراد من عصابته، لكنه أيضا أنقذ Jamie (الأخ الأصغر لمارى حبيبة أرثر السابقة)، حتى أنه أنقذ شخص من بلدة بلاك وتر، كان يريد الإبلاغ عن العصابة بسبب سرقة Blackwater الكبرى، لكن أرثر أنقذه بعدما كان سيسقط من حافة الجبل، بعيدًا عن إنقاذ أرثر لعدة شخصيات، فإنه كان يستغرب من قساوة زعيم العصابة (داتش) حيث قتل عجوز بقسوة شديدة وبدون رحمة، لكنك ستكتشف المعدن الطيب داخل شخصيته أكثر فى الفصل السادس من اللعبة، حيث أنه كان يريد أن يصلح ما فعله بعبارة “iam afraid” الشهيرة، لكن الأوان كان قد فات بسبب مرض السل الذي أصيب به، لكنه حاول بكل ما يملك إصلاح ما فعله من قتل ونهب، لذا فهو يعد واحد من أكثر الشخصيات التى تحمل معدن طيب داخلها فى عالم ألعاب الفيديو، بالرغم من أنه شرير بعض الشيء، لكن هذا يجعل شخصيته متوازنة بين الخير والشر، ويجعلنا نتعلق به أكثر فأكثر.
التحول الرائع فى شخصيته
فى نهاية اللعبة سترون كيف تحولت شخصية أرثر من آلة قتل بدون رحمة، إلى شخص يحاول أن يصلح ما أفسده، و يساعد جميع الناس أيًا كان ذلك الشخص، بدأ التحول فى شخصية أرثر بداية من إكتشاف مرضه (السل) الذي لم يكن له علاج فى ذلك الوقت، وحتى التغير السيء فى شخصية داتش، وأنانيته التى أصبحت لا تطاق، فى بداية الشابتر السادس من لعبة Red Dead Redemption 2 إكتشف أرثر إصابته بمرض خطير (السل) عندما سقط بشكل مفاجئ فى الشارع، وأصطحبه أحد المارة إلى الطبيب، ولحسن الحظ أنه كان قريب من المكان الذي سقط فيه، والذي شخصه بأنه مصاب بمرض خطير ولا علاج له يطلق عليه (السل) كما ذكرت بالأعلى، لم يكن لهذا المرض علاج فى ذلك الوقت، لذا أخبره الطبيب بأن موعد موته قد إقترب، ومنذ ذلك الحين بدء أرثر فى محاولة التحول من شخص سيء يقتل الأبرياء إلى شخص طيب يساعدهم، حتى أنه طرد الثعلب (Leopold Strauss) الذي كان يأخذ ضرائب من الفقراء والمحتاجين، وهذا فى سبيل إصلاح ما فات، كما وأنه ساعد Sadie Adler فى الإنتقام لمقتل زوجها، وقام بحماية جون وزوجته وأبنه ونصحه بالإبتعاد بعيدًا عن المخيم، وألا ينظر وراءه أبدًا ويستمر فى المضي قدمًا، وواجه مايكا بخيانته للعصابة وتعاونه مع العميل ميلتون، لكن كالمعتاد لم يصدقه داتش، وترك أرثر وحيدًا!
لحظات الندم والشك
من أفضل عناصر السرد القصصي فى لعبة Red Dead Redemption 2، هى اللحظات التى يجلس أرثر بمفرده ويتذكر أفعاله الشريرة ويندم عليها (عندما وضع رأسه على شجرة فى المخيم وتذكر ما فعله بعد إحدى المهمات) وأنه خائف من أن موعد نهايته قد أقترب، ولا أحد سيتذكره بأفعال طيبة، وذلك بعد أن إكتشف إصابته بمرض ليس له علاج (السل)، وذلك التحول من شخص شرير ومجرم خطير لا يقوى عليه أحد، إلى شخص مريض لا يريد أن يفارق الحياة من دون أن يصلح ما فات، ولا يستطيع أن يسرق سنوات ليعيشها كما كان يسرق الأموال مع العصابة، وذلك لأن الأمر كله خارج عن سيطرته وإرادته، كتاب القصة في اللعبة نجحوا فى إظهار جوانب عديدة لم نكن نعرفها عن أرثر.بأداء وتمثيل هوليودي، ومثال على ذلك مشهد الراهبة الذي أشرت إليه في بداية المقالة.
تحدث أرثر للراهبة بشكل صريح عن شعوره الداخلى، وإعترافه بأنه لا يريد أن يموت وهو على هذه الأفعال السيئة، وهو ما أعطانا شعور بأنه يرجو الغفران،هناك عادة نراها في الأفلام ، وهي أن الشخص المذنب يعترف بجميع أخطائه للرهبان رغبة فى الغفران، تضمين مثل هذا المشهد في اللعبة يشير إلي أن أرثر قد يكون جاء من بيئة متدينة ويؤمن بفكره أن من يخطيء يُعاقب، هذه الاستنتاجات والتحليلات، لم نكن لنستطيع أن نكتشفها لولا براعة كُتاب القصة فى إبرازها لنا بشكل مميز ورائع.
في النهاية:
كما قلت سابقًا، أرثر واحد من الشخصيات الأيقونية فى تاريخ ألعاب الفيديو، وهذا ليس من فراغ بل بسبب معدنه الطيب الذي جعله ينقذ أفراد من العصابة. وأيضًا بسبب التحول الأكثر من رائع فى شخصيته، الذي جعله يندم على أفعاله الشريرة من قتل وسرقة، كما وأنه حاول أن يقوم بمحاولة تغيير ما قام بفعله سابقًا من قتل ونهب عن طريق القيام بأفعال طيبة غيرت شخصيته للأبد. هذه المصداقية في تقديم شخصية تمتلك جانب الخير والشر، وتدرك أخاطئها وتحاول التكفير عنها جعلنا نصدق أن أرثر شخصية حقيقة،وجعلته من أفضل الشخصيات فى تاريخ ألعاب الفيديو، إن لم يكن الأفضل.
Rest in peace Arthur.