تساعد عملية خفض الجهد “Undervolting” لوحدة المعالجة المركزية “CPU” أو وحدة المعالجة الرسومية “GPU” في تعزيز أدائها، وتقليل درجة حرارتها، وخفض استهلاكها للطاقة، خاصةً وأنها عملية آمنة مقارنةً بكسر السرعة “Overclocking”، حيث تعمل على إطالة العمر الافتراضي لمكونات الحاسوب الثمينة عبر خفض الجهد على المدى الطويل وليس تقصيره فقط لتعزيز الأداء.
ومع ذلك، قد تواجه مشكلات عند عمل Undervolting متمثلةً في عدم استقرار النظام، والأعطال، بل وتراجع الأداء، وهو آخر شيء تريد حدوثه أثناء تشغيل الألعاب والتطبيقات الإنتاجية. حتى خبراء الحاسوب أنفسهم قد يرتكبون أخطاءً أثناء إجراء عملية Undervolting، مما يؤدي لنتائج مخيبة للآمال. وبما أننا واجهنا هذه المشكلات سلفاً، فقد جمعنا لك بمقالتنا خلاصة تجاربنا المريعة مع عملية Undervolting لتستفيد منها.
خفض الجهد بشكل كبير قد يجلب لك مشكلات أنت في غنى عنها

رغم أن خفض الجهد بشكل كبير لا يشكل خطراً على معالجك، إلا أنه يسبب مشكلات عديدة. عندما يعمد مستخدمو الحاسوب لعمل Undervolting، عادةً ما يتحمسون لفكرة تقليل درجة حرارة وحدة المعالجة المركزية أو وحدة المعالجة الرسومية عبر خفض مؤشر الجهد، ولكن لسوء الحظ، ليس الأمر بهذه السهولة. كما هو الحال مع كسر السرعة، يجب عليك توخي الحذر مع عملية Undervolting لتجنب حدوث مشكلات كبيرة.
لا يمكنك أخذ إعدادات خفض الجهد من شخص ما عبر الإنترنت وتطبيقها على حاسوبك بدون تغيير ولو كانت لنفس وحدة المعالجة المركزية والرسومية خاصتك، نعم كما قرأت، حيث تختلف جودة السيليكون المُستخدم في الشريحة نفسها بين دفعة وأخرى، بل بين وحدة وأخرى. قد يعمل خفض الجهد بشكل كبير في البداية، ولكن لن تمر لحظات حتى تظهر شاشة الموت الزرقاء “BSOD”، أو السوداء بعد تحديث Windows 11 الأخير، وإعادة التشغيل العشوائية، وفشل الإقلاع.
عدم اختبار ثبات الحاسوب لا يضمن فاعلية عملية Undervolting

لا يقتصر هذا الخطأ على المبتدئين فحسب، بل يشمل المحترفين أيضاً، ربما لأسباب متعلقة بالكسل. كيف لك أن تضمن فاعلية عملية Undervolting بدون اختبار ثبات الحاسوب؟ قد تظن أن عمل اختبار لمدة خمس دقائق بواسطة أدوات اختبار الأداء مثل Cinebench، فقد يتجاوز حاسوبك الاختبار ولكنه قد يفاجئك بعد ساعتين بشاشة موت زرقاء، أو سوداء كما ذكرنا، أثناء اللعب مثلاً، وقد يستغرق حاسوبك أياماً ليظهر عدم الاستقرار عند تشغيل تطبيق يدفعه لحدوده القصوى.
لذلك، يُعد الاختبار المكثف لثبات الحاسوب بعد عمل Undervolting عبر أدوات مخصصة أمراً أساسياً لتجنب حدوث مشكلات لاحقة. يتضمن ذلك تشغيل برمجيات خاصة مثل Prime95 وOCCT وAIDA64 وFurmark لساعات عديدة لرصد أي مشكلة عدم ثبات مرتبطة بتطبيق إعدادات خفض الجهد الجديدة. وفي حالات نادرة، قد تكون بحاجة لتجربة ألعاب AAA متطلبة لضمان أداء وحدة المعالجة المركزية أو وحدة المعالجة الرسومية في أعباء العمل لمدة طويلة.
التركيز على تقليل درجة الحرارة وتجاهل المؤشرات الحيوية الأخرى

يعمد معظم المستخدمين لعمل Undervolting لخفض درجة حرارة وحدة المعالجة المركزية أو وحدة المعالجة الرسومية، متجاهلين المؤشرات الحيوية الأخرى مثل الترددات واستجابة النظام. لاحظ أن الهدف الأسمى من عملية Undervolting هو تقليل درجة الحرارة وخفض استهلاك الطاقة بدون التضحية بأداء وحدة المعالجة المركزية أو وحدة المعالجة الرسومية قدر الإمكان. إذا خفضت الجهد بشكل كبير، سيخفض حاسوبك التردد لتوفير الثبات، ورغم أن ذلك سيوفر الطاقة، إلا أنه سيقلل الأداء، ولذلك لا بد من إيجاد التوازن الأمثل.
لهذه الأسباب، من الضروري مراقبة عتاد حاسوبك عبر أدوات مثل MSI Afterburner بعد خفض جهد وحدة المعالجة المركزية أو وحدة المعالجة الرسومية. انتبه جيداً للترددات، حيث تتضمن عملية Undervolting ناجحة الحفاظ على التردد، بل ورفعه بشكل بسيط بفضل الاستقرار الناتج عن انخفاض درجة الحرارة، كما يجب عليك ملاحظة سرعة استجابة الحاسوب، فإذا لاحظت تأخراً في تشغيل التطبيقات أو تغيرات الأحمال المفاجئة، فقد يشير ذلك لعدم الاستقرار، وهو ما يتطلب رفع الجهد تدريجياً لإيجاد للتوازن المثالي المطلوب.
الامتناع عن تدوين تغييرات الجهد بعد عمل Undervolting

قد يستغرق إيجاد التوازن المثالي بين درجة الحرارة والتردد والطاقة والأداء أياماً بسبب اختبارات الأداء لساعات عديدة عبر مختلف الاستخدامات، مما يجعل عمليات Undervolting الناجحة مستهلكةً للوقت بشكل غير طبيعي تماماً مثل عمليات كسر السرعة. لذلك، يجب عليك تدوين تغييرات الجهد وحفظها في مكان آمن مثل ورقة أو ملف سحابي لكي لا تضطر لتطبيقها من جديد بعد تحديث إعدادات BIOS أو إعادة تثبيت نظام Windows وغيرها من الأسباب.
بدون تدوين تغييرات الجهد بعد عمل Undervolting لحاسوبك، وخاصةً عند فشل العملية، يصبح اختبار أداء الحاسوب والرجوع لإعدادات ثابتة يتم البدء منها من جديد مثل البحث عن إبرة في كومة قش، حيث ستجد نفسك مضطراً لخفض جهد حاسوبك من الصفر، وهذه مضيعة للوقت يمكن تجنبها بسهولة. أسدِ إليّ معروفاً ودون إعدادات Undervolting المثالية في مكان لا تخشى فيه ضياعها في حال اضطُررت لتطبيقها مجدداً، وأنصحك بتدوين الإعدادات أثناء عمل Undervolting أيضاً لكي لا يحدث ما ذكرته في بداية هذه الفقرة.
- اقرأ أيضاً: كيفية عمل Undervolt لتحسين أداء لابتوبك