شهدت أقراص SSD تحسنًا ملحوظًا من حيث السرعة والكفاءة والموثوقية خلال السنوات القليلة الماضية. بعد وصول الجيل الخامس، حققت أقراص التخزين قفزة هائلة بسرعات قراءة/كتابة قياسية تصل إلى 12000 ميجابايت/ثانية وأكثر. ولأن الواجهة المستخدمة في هذه الأقراص هي PCIe 5.0، فإنها توفر ضعف السرعة النظرية لأقراص الجيل الرابع.
هذه القفزة الهائلة تجعل أقراص SSD من الجيل الخامس خيارًا مستقبليًا للمستخدمين المحترفين والمبدعين، ولمن يهتمون بنقل الملفات بشكل أسرع، وتحسين تعدد المهام، وأوقات التحميل.
ولكن، قد لا يكون الاستخدام المبكر لأي شيء هو الخيار الأمثل. قد لا يمنحك الاستخدام المبكر لها ما تتوقعه في المقابل. وفي بعض الحالات، قد يسبب لك مشاكل. لذا، قبل الترقية، من المفيد أن تتعرف على عيوبها بشكل أفضل.
في هذه المقالة، سنقوم بتجميع بعض الأسباب التي تحول دون شرائك لأقراص SSD من الجيل 5.0.
فجوة السعر والأداء
أحد الأسباب الرئيسية لعدم استخدام أقراص SSD من الجيل الخامس حاليًا هو سعرها المرتفع. فهذه الأقراص أغلى بكثير من أقراص SSD من الجيل الرابع. فهي أغلى بنسبة 40-60% لنفس سعة التخزين. على سبيل المثال، قد يتراوح سعر قرص SSD من الجيل الرابع بين 100 و130 دولارًا لقرص جيد بسعة 2 تيرابايت، ولكن في نفس فئة التخزين، قد يتجاوز سعر قرص SSD من الجيل الخامس 200 دولار أو أكثر، أحيانًا، دون تضمين مشتت حراري.
والفكرة الرئيسية هي: هل ستحصل حقًا على أداء مضاعف في مختلف سيناريوهات الاستخدام؟
في معظم المهام التي نؤديها في العالم الحقيقي، مثل الألعاب، والإقلاع، وتشغيل التطبيقات، وتحرير الصور أو الفيديوهات، غالبًا ما تكون التغييرات التي نلاحظها ضئيلة. حتى لو وفّر قرص SSD من الجيل الخامس نطاقًا تردديًا إضافيًا، فما الفائدة إذا لم يستفد منه عبء العمل؟
توليد الحرارة الزائدة
مع الأداء العالي، تأتي حرارة عالية، ولا يوجد استثناء مع أقراص SSD من الجيل الخامس. فبفضل زيادة عرض النطاق الترددي لواجهة 5.0، أصبح نقل البيانات أسرع بكثير، مما يُبدد قدرًا كبيرًا من الحرارة.
مع ذلك، تستخدم أقراص SSD من الجيل الخامس مشتتات حرارية ضخمة للتحكم في درجات الحرارة. حتى أن بعضها يأتي مزودًا بمراوح مدمجة. قد تمنع حلول التبريد هذه الاختناق الحراري، لكن هذا الإعداد يشغل مساحة كبيرة داخل جهازك. في جهاز لابتوب أو أي كمبيوتر صغير، يُعد تركيب أقراص SSD الضخمة هذه مهمة شاقة. وحتى في حال نجاحك في تركيبها، فبسبب تدفق الهواء المحدود، قد يُظهر قرص SSD من الجيل الخامس اختناقًا حراريًا سريعًا، مما يؤثر ليس فقط على الأداء، بل سيؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجة حرارة مكونات أخرى في الكمبيوتر، مثل وحدة معالجة الرسومات (GPU) ووحدة المعالجة المركزية (CPU) واللوحة الأم، إلخ.
توافق محدود مع اللوحة الأم ووحدة المعالجة المركزية
لا شك أن محركات أقراص SSD من الجيل الخامس تتميز بأداء استثنائي، إلا أن اعتمادها يواجه بعض مشاكل التوافق. لا يمكن الاستفادة من قوة هذه المحركات بكامل إمكاناتها إلا مع اللوحات الأم الحديثة التي تدعم معيار PCIe 5.0. إذا كانت لديك لوحة أم قديمة، فلا يهم مدى أدائها العالي؛ فلن تتمكن من الاستفادة من هذه المحركات، وستضطر في النهاية إلى الالتزام بسرعة الجيل الرابع أو الثالث.
لذا، إذا كنت تخطط لشراء محرك أقراص SSD من الجيل الخامس لنظام قديم بلوحة أم قديمة لديك، فسيتعين عليك إنفاق مبلغ إضافي لشراء لوحة أم جديدة ووحدة معالجة مركزية متوافقة إذا لزم الأمر، إذا كنت ترغب في الاستفادة من الأداء الكامل لمحرك الأقراص. إضافةً إلى ذلك، لا يزال توافق محرك أقراص SSD من الجيل الخامس مع اللوحة الأم قيد التطوير.
السوفت وير ليس جاهزًا بعد!
كما أشرنا سابقًا، لا تستطيع العديد من البرامج الاستفادة الكاملة من سرعة أقراص SSD من الجيل الخامس. فالعديد من التطبيقات والألعاب، وحتى أنظمة التشغيل، تواجه صعوبة في الاستفادة من النطاق الترددي الذي توفره. في الواقع، لن تلاحظ أي فرق ملحوظ في الأداء في عمليات مثل بدء التشغيل، وتحميل التطبيقات، وتجربة الألعاب.
يُلاحظ الفرق الفعلي في السيناريوهات الأثقل، مثل عمليات نقل البيانات واسعة النطاق، وعمليات المحاكاة العلمية عالية السرعة، ومهام الحوسبة فائقة السرعة. بالنسبة للمستهلك العادي، هذه الأنواع من المهام نادرة.
باختصار، تُعتبر أقراص SSD من الجيل الخامس مُبالغًا فيها بالنسبة لمعظم المستخدمين. وسيستمر هذا الوضع حتى يتم تحسين المزيد من السوفت وير للاستفادة من السرعة التي توفرها.
لم تصل أقراص SSD من الجيل الخامس للنضج الكافي بعد
تستغرق التكنولوجيا المتطورة وقتًا لتنضج. لا تزال محركات أقراص الحالة الصلبة من الجيل 5.0 في مرحلة النضج. ولهذا السبب، تعاني هذه المحركات من مشاكل في الموثوقية والاستقرار. من المعروف أن العديد من الطرز المبكرة عانت من أداء غير متسق، وأعطال حرجة، وأخطاء في البرامج الثابتة. ولأن الشركات المصنعة لا تزال تعمل على إيجاد أفضل الحلول، فإن هذا الجيل من محركات أقراص الحالة الصلبة أقل استقرارًا حاليًا من الجيل الرابع.
وهناك سبب آخر يتمثل في نقص برامج التشغيل المتطورة. قد لا تكون محركات الأقراص العامة مُحسّنة لتحقيق أداء متسق، مما قد يؤدي إلى أعطال عشوائية وأداء حراري غير مُرضٍ.
الجيل الرابع أكثر من كافٍ في الوقت الحالي
قبل الخوض في ضجة الجيل الخامس، من المهم جدًا مراعاة قيمة محركات أقراص الحالة الصلبة من الجيل الرابع. توفر محركات أقراص الجيل الرابع المتطورة، مثل WD Black SN850X أو Samsung 980 Pro، سرعة تزيد عن 7000 ميجابايت/ثانية، وهي سرعة جيدة لمهام العمل اليومية مثل إنشاء المحتوى والألعاب.
تتميز هذه المحركات أيضًا بسجل حافل من الموثوقية، ودعم جيد لبرامج التشغيل والبرامج الثابتة. وقد تطورت على مر السنين، وأصبحت الآن خيارات راسخة ومتينة للاختيار من بينها.
ختامًا
على الرغم من أن أقراص SSD من الجيل الخامس مواكبة للمستقبل ومعروفة بتقديمها سرعة وأداء استثنائيين نظريًا، إلا أنها تأتي مع العديد من التنازلات حاليًا. وتشمل هذه التنازلات ارتفاع الأسعار، وانخفاض التوافق، وتوليد الحرارة المفرط، وفوائدها العملية المشكوك فيها. لا تزال تقنية الجيل الخامس في مرحلة التطور. ويُعزى اعتمادها المبكر إلى التعامل مع قيود الهاردوير والسوفت وير، والأخطاء المحتملة، وعوامل أخرى كثيرة.
إلا إذا كنت متحمسًا جدًا أو تعمل في مجال يتطلب نقل بيانات عالي السرعة مع سعة تخزين أسرع، فإن أقراص SSD من الجيل الرابع هي الاستثمار الأكثر أمانًا وذكاءً في الوقت الحالي!
مقالات ذات صلة: أسباب ظهور الضوء الأحمر من اللوحة الأم وطريقة التخلص منه
