في تطور مثير ومحوري لعالم مكونات الحاسوب والتخزين، يشهد عام 2025 ظهور فئة جديدة من أقراص الحالة الصلبة (SSD) تحت مسمى “E2 SSD”، والتي تعد بإحداث نقلة نوعية في قدرات التخزين، حيث يمكن للقرص الواحد استيعاب سعة هائلة تصل إلى 1 بيتابايت (أي ما يعادل مليون جيجابايت!). هذا الإنجاز، الذي كشفت عنه تقارير حديثة، يأتي ليسد الفجوة القائمة بين الأقراص الصلبة التقليدية (HDDs) ذات السعة التخزينية العالية والأداء المنخفض، وبين أقراص SSD الحالية التي تقدم سرعة فائقة ولكن بسعات محدودة وتكلفة أعلى.
لطالما كان التحدي الأكبر في قطاع التخزين هو الموازنة بين السعة والأداء. ومع تزايد الحاجة إلى تخزين كميات ضخمة من البيانات في مجالات مثل مراكز البيانات، البث، وإنشاء المحتوى بدقة 4K وما بعدها، أصبح البحث عن حلول تخزين ذات كفاءة عالية أمراً ملحاً. أقراص E2 SSD الجديدة مصممة خصيصاً لهذا الغرض، فهي مبنية من الألف إلى الياء لتناسب بيئات الخوادم عالية الكثافة، مثل خوادم 2U، التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 40 قرصاً من هذا النوع، لترفع بذلك السعة التخزينية للخادم الواحد إلى 40 بيتابايت!
يعتمد تصميم هذه الأقراص على ذاكرة QLC (رباعية المستوى لكل خلية) لتقديم هذه السعات الخارقة. وبالحديث عن الأبعاد، يأتي قرص E2 بطول 200 ملم، وارتفاع 76 ملم، وسمك لا يتجاوز 9.5 ملم، مع محاذاة الموصلات وموضع مؤشرات LED المستوحاة من فئات أقراص E3 و E1 SSD. يضمن وجود واجهة NVMe واتصال PCIe 6.0 x4 أو أفضل، أداءً فائق السرعة يليق بهذه القدرات التخزينية.
تساهم شركات رائدة مثل Micron بشكل كبير في تصنيع أقراص E2، ويعمل مهندسو ومصممو مشروع Open Compute Project بجد لسد هذه الفجوة الهامة في السوق. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات يتعين التغلب عليها قبل التعميم الكامل لهذه التقنية، أبرزها متطلبات الطاقة والحرارة المرتفعة، حيث يستهلك كل قرص ما يصل إلى 80 واط من الطاقة.
على الرغم من هذه التحديات، فإن الإمكانات التي تقدمها أقراص E2 ضخمة بكل معنى الكلمة. تخيل معي أن قرصاً واحداً بهذه السعة يمكنه تخزين ما يعادل 11,000 فيلم بدقة 4K! هذا النوع من التخزين سيغير قواعد اللعبة للشركات التي تدير كميات هائلة من البيانات، من شركات البث العملاقة إلى مزودي الخدمات السحابية. إنها خطوة عملاقة نحو عصر لا حدود فيه للتخزين عالي الأداء.