انشغل مُصنعّو الهواتف الذكية، الكبار والصغار، خلال العامين الماضيين في مكافحة مشكلات سلسلة التوريد الشديدة التي ألقت بظلالها سلبيًا على جميع الأسواق سواء عن طريق ارتفاع الأسعار أو نقص المعروض، لكن في مفاجأة كبيرة، ادّعي تقرير من كوريا الجنوبية أن Samsung تواجه الآن العكس تمامًا – الكثير من الإمدادات وكثرة المخزون الراكد في المقابل.
أخطأت Samsung بشدة في تقدير معدل المبيعات المتوقع للعام الحالي
ذكرت تقارير من كوريا الجنوبية أن Samsung لديها حاليًا ما يقرب من 50 مليون هاتف ذكي في مخزون الموزعين في انتظار البيع. وهذا يعادل ما يقرب من 20٪ من المخزون المُتوقع بيعه، لذا فهو بالتأكيد ليس عددًا صغيرًا.
هواتف Samsung الرخيصة وطرازات Galaxy A في الفئة المتوسطة تشكل الجزء الأكبر من المخزون غير المباع. والمفاجأة تتمثل في وجود مئات الآلاف من هواتف Galaxy S وGalaxy Z الرائدة مثل Galaxy S22 وGalaxy Z Flip 3 بلا مُشتري حتى الآن.
يعد امتلاك ملايين الوحدات من مخزون الهواتف الذكية غير المباعة أمرًا طبيعيًا نسبيًا بالنسبة لشركة Samsung، لكن الأرقام الحالية تقترب من ضعف ما يستهدفه العملاق الكوري الجنوبي عادةً فيما يخص مبيعات العام. على وجه الدقة، تهدف Samsung عادةً إلى الحفاظ على حوالي 10 ٪ من حجم إنتاجها السنوي للهواتف الذكية في مخزون الموزعين غير المباع. هذا العام يعني توفر حوالي 27 مليون وحدة، بدلاً من 50 مليون وحدة.
لكن الشركة أخطأت بشدة في تقدير الطلب لهذا العام عندما قامت بتقييم السوق في أواخر عام 2021. كانت سامسونج تستهدف في الأصل أكثر من 300 مليون عملية بيع في عام 2022 وإنتاج ما يقرب من 330 مليون هاتف، وهو هدف صارم للغاية تم تحديده قبل الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفع معدل التضخم في جميع أنحاء العالم.
أحرزت الشركة تقدمًا بالفعل فيما يخص تحقيق هذا الهدف، حيث قامت بتصنيع حوالي 20 مليون وحدة شهريًا في كل من يناير وفبراير. ولكن بحلول شهر مارس، بدأت Samsung في السيطرة على نفسها، وانخفض العدد إلى 10 ملايين وحدة بحلول مايو.
علاوة على ذلك، خفضت الشركة المصنعة للهواتف الذكية رقم واحد في العالم طلبات المكونات من الموردين بنسبة 30٪ إلى 70٪ بين أبريل ومايو، وهو مؤشر آخر على إمكانية عدم تحسن الأمور في أي وقت قريب.
لا يزال بإمكان سامسونج إنهاء العام بأفضل شكل ممكن
على الرغم من أن Samsung تمر بفترة حرجة في الوقت الحالي ولا تحقق مبيعات جيدة، إلا أن النصف الثاني من عام 2022 قد يظل قوياً للشركة بفضل أهداف الإنتاج المُعدلة بجانب وصول طرازات Galaxy Z القابلة للطي الجديدة في الربع الحالي.
من المرجح أن تستمر العلامة التجارية في الحد من إنتاجها حتى تعود مستويات المخزون إلى مستوى آمن. تعد بعض طرازات Galaxy A الخاصة بالشركة من بين الهواتف الذكية الأكثر مبيعًا في العالم، لذلك لن تواجه أي مشكلة في المخزون الغير مُباع حتى ولو كان الطلب أقل قليلاً من المتوقع في الوقت الحالي.
على الطرف الآخر، تستعد سامسونج لفترة مزدهرة حيث من المتوقع أن تستعد الشركة لزيادة الطلب على الهواتف الذكية القابلة للطي في الأشهر المقبلة بمجرد إزاحة الستار عن الجيل التالي وهما هاتفي Galaxy Z Fold 4 وGalaxy Z Flip 4.
كشفت الصور المُسربة للهواتف الذكية عن تصميمات لم تتغير في الغالب. ولكن هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، لأنه من المتوقع إلى حد كبير أن يُترجم إلى تخفيضات في الأسعار في جميع الأسواق. من غير الواضح حاليًا تحديد مقدار ذلك المبلغ، ولكن يبدو أن حدوث انخفاض قدره 100 دولار على الأقل في سعر Galaxy Z Flip 4 محتمل بشكل لا يصدق. من ناحية أخرى، يمكن أن يبدأ سعر Galaxy Z Fold 4 الأكبر من 1600 دولار – 200 دولار أرخص من هاتف العام الماضي.
هذه التغييرات في الأسعار من شأنها أن تُعزز الطلب على تلك الأجهزة، حيث ورد أن سامسونج تخطط لشحن 15 مليون هاتف ذكي قابل للطي بحلول نهاية العام الحالي، أي ضعف إجمالي أجهزة 2021.
لا تقلق بشأن أرباح Samsung رغم ذلك حيث سيتم تبرير السعر بالنسبة للعميل المحتمل من خلال إطلاق إصدارات أعلى. وهي نسخة 512 جيجابايت من Flip 4 (بالإضافة إلى طُرز 128 جيجابايت و256 جيجابايت المعتادة) وإصدار 1 تيرابايت من Fold 4 (بالإضافة إلى الإصدارات الحالية 256 جيجابايت و512 جيجابايت).