في خطوة مفاجئة في عالم الاستثمار في قطاع الألعاب، أعلنت السعودية عن تقليص حصتها في شركة Nintendo اليابانية، مما جعل السعودية تحقق 100 مليون دولار من Nintendo من عملية البيع. هذه الخطوة أثارت دهشة الكثير من المحللين والمتابعين للصناعة، حيث أن الصندوق السعودي كان قد أبدى نيته في زيادة حصته في الشركة قبل أيام قليلة فقط.
تاريخ استثمار المملكة العربية السعودية في Nintendo
بدأ استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في Nintendo في مايو 2022، عندما استحوذ على 5.01% من أسهم الشركة. تم هذا الاستثمار من خلال مجموعة سافي للألعاب، وهي شركة سعودية تركز على قطاع الألعاب والتكنولوجيا. منذ ذلك الحين، استمر الصندوق في زيادة حصته في الشركة، حيث وصلت في فبراير 2023 إلى 8.26%.
ومع ذلك، في خطوة غير متوقعة، قامت مجموعة سافي للألعاب بتقليص حصتها بنسبة 0.72%، لتصل إلى 7.54%. وهذا يعني أن السعودية باعت جزءاً كبيراً من استثمارها الأخير في Nintendo، مما يعيدها إلى نفس مستويات فبراير 2023.
التفاصيل المالية والتقديرات
بحسب التقديرات، فإن بيع 0.72% من أسهم Nintendo يعني أن السعودية باعت حوالي 8.38 مليون سهم. وبناءً على أعلى سعر دفعته المجموعة لهذه الأسهم في فبراير 2023، فإن الصفقة حققت أرباحاً تقدر بحوالي 127 مليون دولار. ورغم ذلك، يُعتقد أن السعودية حققت أقل بقليل من هذا المبلغ، حيث يُرجح أنها قامت ببيع الأسهم على فترات وليس دفعة واحدة، لتجنب التأثير على سعر الأسهم في السوق.
توقيت غير متوقع
ما يجعل هذه الخطوة مثيرة للاهتمام هو التوقيت، حيث جاءت بعد أيام قليلة فقط من تصريحات الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، نائب رئيس مجموعة سافي للألعاب، التي أشار فيها إلى أن المجموعة تفكر في زيادة حصتها في Nintendo إذا وافق الشركاء على ذلك. في ذلك الوقت، ارتفعت أسهم Nintendo بنسبة 4.4% استجابة لهذه التصريحات.
لكن بمجرد الإعلان عن تقليص الاستثمار، انخفضت الأسهم بنسبة 2%. ولم يصبح قرار السعودية بتقليص حصتها علنياً إلا بعد إغلاق بورصة طوكيو في 8 أكتوبر، ومن المتوقع أن يشهد السهم المزيد من التراجع عند إعادة فتح الأسواق.
التأثير على استثمارات السعودية في صناعة الألعاب
رغم هذه الخطوة، لا توجد دلائل تشير إلى أن السعودية تعيد النظر في استثماراتها الضخمة في قطاع الألعاب. فقد ركز صندوق الاستثمارات العامة على بناء وجود قوي في هذا المجال من خلال مجموعة من الاستثمارات البارزة في شركات الألعاب العالمية مثل Nintendo.
السعودية أبدت اهتماماً كبيراً بتنمية قطاع الألعاب داخل المملكة وخارجها، وهذا يتماشى مع رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الرقمي. وعلى الرغم من تقليص استثمارها في Nintendo، لا يزال الصندوق واحداً من أكبر المساهمين في الشركة، ما يؤكد استمرار التزامه تجاه هذا القطاع الواعد.
يظل هذا التحرك جزءاً من استراتيجية مالية ذكية تقوم بها السعودية لتعظيم عوائدها من استثمارات الألعاب. وبينما تثير هذه الخطوة تساؤلات حول اتجاهات الاستثمار السعودي المستقبلية في Nintendo والشركات الأخرى، يظل الهدف الأكبر هو الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع الألعاب المتنامي عالميًا.