في خطوة ثورية قد تغيّر مستقبل الألعاب، تختبر سوني تقنية الذكاء الاصطناعي لتطوير شخصيات ألعاب فيديو قادرة على التفاعل مع اللاعبين بشكل أكثر واقعية. أحدث تجارب الشركة تضمنت إنشاء نسخة مدعومة بالذكاء الاصطناعي من شخصية Aloy، البطلة الرئيسية في لعبة Horizon Forbidden West. تم الكشف عن هذه التجربة من خلال فيديو داخلي مسرب من قسم PlayStation، حيث أظهرت Aloy ذكاءً اصطناعيًا متقدمًا يسمح لها بإجراء محادثات مع اللاعبين عبر الأوامر الصوتية، مع تفاعل دقيق في تعابير الوجه.

أشرف على هذه التقنية Sharwin Raghoebardajal، مدير هندسة البرمجيات في Sony Interactive Entertainment، الذي أوضح أن النظام يعتمد على تقنيات متطورة مثل Whisper من OpenAI لتحويل الصوت إلى نص، ونماذج GPT-4 وLlama 3 لمعالجة المحادثات واتخاذ القرارات. كما طورت سوني نظام Emotional Voice Synthesis (EVS) لإنتاج صوت واقعي، وتقنية Mockingbird لتحريك ملامح الوجه تلقائيًا بما يتناسب مع الكلام.
تم تشغيل هذا النموذج الأولي على الحاسوب، لكن سوني اختبرت تشغيل أجزاء من التقنية مباشرة على جهاز PlayStation 5، وأكدت أنها لا تستهلك موارد كبيرة. عُرضت هذه التقنية بشكل مغلق خلال معرض Sony Technology Exchange Fair (STEF) في طوكيو، مما يعكس اهتمام الشركة بتطوير طرق جديدة للتفاعل داخل الألعاب.
ورغم أن هذه الخطوة تعد نقلة نوعية في تجربة الألعاب التفاعلية، إلا أنها تثير تساؤلات حول مستقبل الممثلين الصوتيين ومطوري الألعاب. فمع تزايد اعتماد الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا على الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصيات أكثر تفاعلية، يبرز جدل واسع حول مدى تأثير هذه التقنيات على الجانب الإبداعي والبشري في الصناعة.

وفقًا لمسح أجراه مؤتمر مطوري الألعاب GDC 2024 فإن 49% من المطورين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بالفعل، مما يعكس الانتشار السريع لهذه التقنيات في عالم تطوير الألعاب. ومع اقتراب مؤتمر GDC القادم، من المتوقع أن تؤدي تجارب سوني إلى إثارة نقاش أعمق حول مستقبل الشخصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب.