في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من الجدل، كشفت شركة Take-Two Interactive، الناشرة العملاقة خلف ألعاب مثل GTA وNBA 2K، عن تقريرها السنوي لعام 2025 والذي خلا تمامًا من أي إشارات إلى مبادرات التنوع والمساواة والشمول (DEI) التي كانت تروّج لها سابقًا بقوة.
وبحسب الصحفي المتخصص في صناعة الألعاب Stephen Totilo عبر موقع Game File، فإن التقرير الأخير يمثل تراجعًا ملحوظًا عن مواقف الشركة المُعلنة في الأعوام السابقة، حيث لم يتضمن أي ذكر للجوائز التي لطالما افتخرت Take-Two بالحصول عليها بسبب دعمها لموظفي مجتمع الميم (LGBTQ+)، ولا لأي مبادرات تمكين الأقليات والنساء التي كانت تشمل منحًا دراسية وبرامج توظيف متنوعة تهدف إلى تعزيز التنوع داخل فرق العمل.
اللافت أن تقرير 2024 كان يشدد على أن “التنوع أساسي لنجاحنا”، في حين اكتفى تقرير 2025 بصياغة فضفاضة وحيادية نوعًا ما، مشيرًا إلى أن “تنوع الأفكار هو ما يقود الابتكار”، في تلميح ضمني إلى تقليص البُعد الاجتماعي والإنساني الذي كانت تسعى إليه الشركة سابقًا ضمن استراتيجياتها المؤسسية. كما لوحظ أيضًا حذف مصطلحي “التنوع والشمول” من قائمة القيم التي تعتبرها الشركة مؤثرة على سمعتها إذا تم تجاهلها، وهو ما قد يشير إلى تحول جذري في أولوياتها وقيمها المؤسسية.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه قد يكون ناتجًا عن تداعيات فشل عدة ألعاب أطلقتها الشركة مؤخرًا، والتي لم تلق النجاح التجاري والنقدي المتوقع، حيث ألقى بعض المستثمرين والمحللين باللوم على التوجهات “الزائدة عن الحد” – على حد وصفهم – التي تبنتها الشركة في السنوات الأخيرة، معتبرين أنها تؤثر سلبًا على تركيز فرق التطوير وعلى جودة المنتج النهائي بالتوازي مع رضا اللاعبين وتحديدًا في مجتمعنا العربي الذي لا يقبل أي معايير مُخلّة بمبادئه وأسسه الدينية بأي شكل من الأشكال.
حتى الآن، لم تصدر Take-Two أي بيان رسمي يشرح أسباب هذا التحول أو يوضح ما إذا كانت الشركة قد تخلت تمامًا عن مبادراتها السابقة لدعم الأقليات. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوة تُعد استجابة لضغوط السوق والمستثمرين، يرى آخرون أنها انتكاسة للجهود المبذولة من أجل تعزيز بيئة عمل أكثر شمولًا وعدالة في صناعة الألعاب.
مع ترقّب إصدار لعبة GTA 6 المرتقبة، من المتوقع أن تواصل سياسات الشركة جذب الاهتمام، ليس فقط من اللاعبين بل أيضًا من منظمات حقوق الإنسان والمراقبين في القطاع التكنولوجي لمحاولة خلق أكبر زخم ممكن حول اللعبة الأكثر ترقبًا.