في خطوة ثورية قد تعيد تعريف مفهوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Cortical Labs الأسترالية عن تطويرها لأول حاسوب بيولوجي في العالم يجمع بين الخلايا العصبية البشرية والرقائق السيليكونية. الجهاز، الذي يحمل اسم CL1، تم الكشف عنه خلال مؤتمر MWC 2024 في برشلونة، ومن المتوقع أن يصبح متاحًا للبيع في يونيو بسعر 35,000 دولار.
كيف يعمل حاسوب CL1 ؟
يعتمد هذا الحاسوب البيولوجي على شريحة سيليكونية مزروعة بخلايا عصبية بشرية تم تنميتها داخل المختبر، مما يسمح بتفاعلها مع الإشارات الكهربائية لتكوين شبكات عصبية تعالج البيانات بطريقة تحاكي عمل الدماغ البشري. يتم توجيه الإشارات الكهربائية إلى الخلايا العصبية، وتتم مراقبة ردود فعلها وتحليلها لاستخراج الأنماط والاستجابات.
ولضمان بقاء هذه الخلايا حية وقادرة على العمل، تم تزويد CL1 بنظام دعم حيوي يحافظ على درجة الحرارة، ويؤمن التبادل الغازي والبيئة المثلى لنمو واستقرار الخلايا العصبية.
إمكانيات تعلم وتكيف غير مسبوقة
أحد أبرز مميزات CL1 هو قدرته على التعلم والتكيف مع المهام. أبحاث سابقة أظهرت أن الأنظمة العصبية يمكن تدريبها على تنفيذ وظائف بسيطة، مثل تعلم لعب بعض ألعاب الفيديو الأساسية. ما يميز الحواسيب البيولوجية مثل CL1 هو قدرتها على التكيف مع البيئات غير المتوقعة والتعامل مع التعقيد بكفاءة تفوق الأنظمة التقليدية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة البيولوجية
يمكن أن تمثل الحوسبة البيولوجية بديلاً أكثر كفاءة لأنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية، حيث إن الخلايا العصبية البشرية أكثر كفاءة في معالجة المعلومات والتعلم بأقل استهلاك للطاقة مقارنةً بالمعالجات الإلكترونية. هذا التطور قد يعزز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الروبوتات، التحليل المعقد للبيانات، والأتمتة الذكية.
يمثل CL1 خطوة طموحة نحو مستقبل يُدمج فيه الذكاء البيولوجي مع الحوسبة المتقدمة، ما قد يُحدث تغييرًا جذريًا في الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا ونطور بها الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل نحن مستعدون لمثل هذا المستقبل؟
