هناك الكثير من الكلمات التي يمكننا استخدامها لوصف ما يجري في صناعة الألعاب خلال العام الحالي -2023- الذي لم تهدأ فيه الشركات قط، في كل شهر من الشهور الماضية حصلنا على لعبة واحدة على الأقل جيدة -أو ممتازة- وهو في طريقه ليكون واحد من أفضل الأعوام في تاريخ صناعة الألعاب إذا ما صدرت الألعاب المقرر إصدارها بالفعل فيه، مثل Starfield و Spiderman 2وغيرها من العناوين الضخمة. لكن حتى اللحظة غابت شمس سوني وشعاعها الممتد المتمثل في حصرياتها، لتكون Final Fantasy 16 هي أول حصرية رسمية للمنصة -على الرغم من كونها حصرية طرف ثالث- فهل نجحت في حمل الراية، وقدمت ما يضمن لها مكانًا وسط حصريات سوني الأخرى؟ إليكم مراجعة وتقييم لعبة Final Fantasy 16.
إرضاء الناس غاية لا تدرك..وصاحب بالين كذاب!
هنالك طريقتان للنظر لتجربة Final Fantasy 16، الأولى من منظور اللاعب العادي غير المهتم بسلسلة Final Fantasy بشكل عام، وغير الممانع لتجربتها إذا ما أقتربت اللعبة من أسلوب اللعب وفلسفة التصميم التي يحبها، والنوع الثاني هو محبي سلسلة Final Fantasy الذين ينتظرون جزءًا جديدًا من السلسلة بعد الإصدار العظيم المتمثل في Final Fantasy 7 Remake.
أما النوع الأول، فهو المستهدف الرئيسي من عنوان Final Fantasy 16 ومن خلفه من كتاب القصة، ومخرج اللعبة ومصممي أسلوب اللعب بغض النظر عن تسمية اللعبة بالجزء السادس العشر، والذي يوحي في الوهلة الأولى لكل من تقع عيناه على الأسم أنه بحاجة للعب 16 جزء من السلسلة قبل تجربة هذا الجزء. حسنًا، إذا كنت أنت من هؤلاء الذين يظنون ذلك الظن الخاطئ، فهذا ليس صحيح على الإطلاق.
تحاول Final Fantasy 16 اتخاذ خطوة أكثر ضخامة عن الخطوة التي أتخذتها الإصدارتين السابقتين (FF7R و FF15) بالاقتراب أكثر إلى أسلوب ألعاب الـrpg الغربي المعتمد على القتال في الوقت الحقيقي (Real Time) والقصص السينمائية وجودة الـAAA المعهودة، ولكن من خلال هذه الخطوة اضطرت اللعبة بالتضحية ببعض العناصر التي كانت عناصرًا أساسيةً في تجربة Final Fantasy في حقبتها اليابانية، والتي بنت بها شعبية جارفةً، وبالتالي تسبب الأمر في بعض الأحيان في أزمة هوية واضحة.
وهنا نأتي للحديث عن الشريحة الثانية، وهي عشاق السلسلة القدامى الذين أحدثت التغييرات الأخيرة في السلسلة فرقة واضحة بين صفوفهم، فبعضهم تقبلها واحتضنها بنفس راضية وبعضهم لم يشعر بأنها خطوةً في الإتجاه الصحيح نحو تحديث وإعادة تقديم السلسلة في حلة جديدة. شيء واحد يبقى جليًا، القائمون على السلسلة يريدون الاقتراب أكثر للاعبين الغربيين، والنجاح الساحق الذي تحققه الألعاب الغربية هذه الأيام، وأقرب الأمثلة لذلك هي حصريات سوني الكبيرة مثل God Of War 2018 و Ragnarok اللتان وصفهما الكثيرون بأنهما أفضل لعبتين فيديو في المُطلق.
لماذا كل هذه المقدمات؟
قبل تقييم اللعبة وشرح جوانبها، علينا أن نكون على دراية بالصورة الكبيرة والسياق الذي صدرت فيه اللعبة. لقد تم التسويق للعبة FF16 كونها أكبر لعبة في السلسلة وأكثرها اتساقًا مع “ألرؤية الجديدة” لصناع السلسلة، والتي تقدس الاهتمام بالقصة، وتحاول محاكاة ألعاب الأكشن من نوع Hack & Slash، حتى أنها تخلت عن تصميم العالم المفتوح لصالح التصميم الخطي الشبيه بألعاب المغامرة الحديثة، وخصوصًا حصريات سوني. كما أنه من خلال تصريحات المخرج الجدلية -بأن بلايستيشن 5 هي المنصة الوحيدة التي سمحت لهم بتقديم الشكل التقني الحالي للعبة -يتبين لنا أن بلايستيشن قد دعمت اللعبة بشكل مكثف لتكون في الواجهة وتحقق نجاحًا كبيرة. فهل كان كل ذلك الدفع لمنتج يستحق الدعم؟
قصة اللعبة بدون حرق
تدور أحداث قصة اللعبة في عالم خيالي مستوحى من العصور الوسطى، يتكون من ممالك متعددة تتناحر فيما بينها في صراع محتدمة على مصدر الطاقة الرئيسي في عالم اللعبة وهو الكريستالات الأم التي تمثل عنصرًا عائدًا من الأجزاء السابقة.
كل مملكة تمتلك بطلًا خارقًا تعظمه وتمجده يمتلك قدرات خارقة ويسميه الناس Dominant، لأنه يمتلك قدرة التحول إلى وحش خارق في أي وقت يريده وهذه الوحوش هي المخلوقات التي كانت تسمى “Summons” في الأجزاء السابقة. وهنا نرى بأن علاقة هذا الجزء بالأجزاء السابقة من السلسلة ما هي سوى علاقة سطحية قائمة على إعادة استخدام مصطلحات عٌرفت بها السلسلة بشكل جديد أكثر واقعية، والهدف النهائي بناء قصة ملحمية مثيرة.
صرح كاتب القصة بأنه استلهم بعض عناصر القصة من مسلسل صراع العروش (Game Of Thrones)، وهو ما كان جليًا طوال أحداث اللعبة وخصوصًا جانب الصراعات السياسية والحرب بين الممالك. تضعك القصة في دور Clive Rosfield إبن ملك مملكة Rosaria التي سقطت واستولى أعداؤها عليها، ثم تم أسره واستعباده. تدفعه أحداثًا ل-لن نحرقها عليكم- إلى الإنطلاق في رحلة انتقام خطيرة ممن أسقطوا موطنه وأسروه، ولكن الأمور تأخذ منعطفًا خطيرًا لتتحول القصة إلى ما هو أكبر بكثير من مجرد قصة انتقام عادية.
عندما نقيم قصة اللعبة علينا أن نضع في عين الاعتبار أن منتج اللعبة Naoki Yoshida صرح بشكل رسمي خلال مقابلة مطولة أجرتها مجلة Game informer معه بأن Final Fantasy 16 عملت جاهدةً على تجنب أخطاء Final Fantasy 15 حيث كانت قصة FF15 معقدة أكثر من اللازم وتم تقسيمها على فيلم رسوم متحركة، ومسلسل أنمي و مجلة مانجا إيمانًا من القائمين على اللعبة بأن الدمج بين كل الأوساط هو خطوة كبيرة نحو التميز والسعي للكمال، ولكن النتيجة كانت أن كل من جرب اللعبة فقط شعر بأن القصة غير مفهومة حتى مع الإنتهاء منها من البداية للنهاية، لذلك أصبحت Final Fantasy 16 تجربة مكثفة تروي قصتها كاملةً داخل أحداث اللعبة، دون الحاجة إلى أي عمل يسبقها أو يليها لكي يفسر أحداثها. فهل كان هذا كافيًا لتقديم القصة بشكل لائق؟ المزيد حول ذلك في فقرتي المميزات والعيوب.
محتوى اللعبة
- لعبة Final Fantasy 16 هي لعبة أكشن/تقمص أدوار RPG بأسلوب غربي، تتبع التصميم الخطي مع وجود بعض المناطق شبه المفتوحة.
- تحتوي اللعبة على مهمات القصة الأساسية، ومهمات جانبية (Side Quests) ونشاطات جانبية في عالم اللعبة مثل تطوير العتاد، جمع الأناشيد والاستماع لها، أو التدريب، أو حتى قراءة تاريخ العالم الغني.
- كل ما ستقوم به في اللعبة يتمحور حول القتال والتقدم في شجرة المهارات، ومشاهدة المقاطع السينيمائية. عادةً ما تحتوي الألعاب التي تستهدف تصنيف الـRPG على عناصر تطوير الشخصية والعتاد، أو خيارات حوارية ولكن كل هذا غير موجود هنا.
- القتال يعتمد على السيف فقط دون أستخدام أي سلاح آخر، بجانب قدرات السحر التي تكتسبها مع الوقت من خلال التغلب على “الأيكونز” وهي المخلوقات الأسطورية الخاصة بعالم اللعبة. كل وحش له شجرة مهارات خاصة به يمكنك ترقية قدراته من خلالها باستخدام النقاط التي تحصل عليها خلال لعبك.
- يمكنك توجيه كلبك “تورجال” لمهاجمة الأعداء بأحد ضربتين، أو توجيهه لمساعدتك في الشفاء، ولكن لا يمكنك توجيه أيًا من مرافقيك الآخرين.
- بعد كل معركة تظهر لك قائمة تستغرق 3-5 ثواني تستعرض لك الغنائم التي حصلت عليها من القتال.
- في بعض المراحل سيكون أمامك مراحل شبه مفتوحة، ويكون التجول من خلالها سيرًا على الأقدام، أو من خلال مخلوق الـChocobo الخاص بك والتي تحصل عليها من خلال مهمة جانبية.
- العالم المفتوح خالي من التفاصيل ولا يتمتع بأي نوع من أنواع التفاعلية ولا يمكنك القيام بأي شيء فيه.
- تمتلك لعبة Final Fantasy 16 قصة تمتلد من 40-50 ساعة من اللعب، ومهمات جانبية تزيد عن ذلك بـ10-20 ساعة إضافية من اللعب. من هذه الساعات هناك 11 ساعة من المقاطع السينمائية.
- بين مهمات القصة تعود إلى مخبأك “The Hideaway” التي تمثل منطقة الراحة الخاصة بك، حيث يمكنك شراء البضائع وتطوير الأسلحة والعتاد
- تطوير الأسلحة والعتاد يقتصر على جمع الموارد وبناء عتاد أقوى، أو تطوير العتاد الموجود بحوذتك بالفعل والرفع من كفاءته.
- لا توجد أي طريقة لجمع الموارد سوى الدخول في معارك أو شراءها من التجار.
- المحتوى الجانبي يتضمن الصيد، عن طريق استخدام ما يسمى “لوحة الصيد” التي تكون صور الوحوش الأسطورية معلقةً عليها مع دلائل تصف فقط مكان تلك الوحوش، ويكون عليك أنت أن تجدها بنفسك. وهناك أيضًا ما يسمى Alliant Reports والتي تعتبر نوع من المهمات الجانبية (Side Quests) بناءًا على طلبات من حلفاءك.
- تمتلك اللعبة آلية شرح للقصة تسمى Active Time Lore والتي تتمثل في الضغط على لوحة اللمس في قبضة تحكم PS5 والتي تأخذك إلى قائمة تشرح لك جميع العناصر القصصية الهامة في تلك اللحظة. إذا ضغطت عليها فورًا خلال مشهد سينمائي ستكون العناصر الموجودة على الشاشة هي العناصر التي دار حولها الحديث في ذلك المشهد.
- تقدم اللعبة نظامي صعوبة، الأول للقصة والثاني لمن يريد التمتع بنظام قتال متوازن.
- أما عن أطوار الأداء فهناك طور أداء الذي يضع الرسوم أولويةً ويستهدف تقديم 30 إطارًا بالثانية مع دقة عرض 4k، وطور أداء يستهدف دقة عرض 2K و60 إطارًا بالثانية.
مميزات تجربة Final Fantasy 16
- عالم اللعبة مبني من الصفر بشكل عظيم. كل شيء حول تفاصيل العالم وتاريخه وشخصياته وعلاقاتهم ببعضم معقد بشكل يجعله مثيرًا للإهتمام. لأول مرة أشعر بأن البطل الأكبر للعبة بعنوان Final Fantasy هو عالمها. هناك محاولة قوية لمحاكاة بناء العالم في ألعاب الـRPG الغربية، أو ألعاب GOW وعلى الرغم من التأثر الواضح بالأخيرة إلا أن Final Fantasy قدمت عناصرًا كافيةً لجعلها مختلفة بالشكل الكافي.
- الشخصيات وخصوصًا البطل، تم تقديمهم بشكل رائع وحظيوا باهتمامًا كبيرًا على صعيد التمثيل والأداء الصوتي. في معظم الأوقات ستجد نفسك معجبًا بالمقاطع السينمائية.
- مصمم المعارك هنا هو السيد Ryota Suzuki والذي عمل على نظام المعارك في لعبة DMC 5، لذا يمكنك توقع أسلوب معارك سريع ومتماسك.
- الموسيقى التصويرية من أروع ما يكون. واحدة من أفضل ما تم تقديمه في الألعاب على الإطلاق، وهي السبب في جعل أهم لحظات القصة لحظات ملحمية.
- تصميم البيئات على الصعيد البصري مختلف بشكل كبير، فهناك بيئات صحراوية وبيئات مكونة من غابات خضراء واسعة، وبيئات مدنية، وقد أضفى ذلك شعورًا برحلة البطل عبر الأراضي الشاسعة لتنفيذ هدفه.
- نظام الصيد كان ممتعًا اوعتمد على بحث اللاعب بنفسه، وهو أكثر عنصر ينتمي لألعاب الـRPG موجود باللعبة.
عيوب Final Fantasy 16
- قصة اللعبة تعاني من التمطيط بشكل مبالغ فيه. أتفهم أنها مصممة بطريقة تشبه المسلسلات التفلزيونية بحيث تكون هناك أحداث عادية بين كل حدثين كبيرين، ولكن هذا الأمر استمر كثيرًا خصوصًا في الساعات الـ10 الأخيرة من عمر القصة.
- أسلوب المعارك سهل بشكل مبالغ فيه. هناك بعض الأكسسوارات التي تسهل أسلوب اللعب بشكل غير مسبوق بل وتكاد تلغيه بشكل نهائي، مثل الخاتم الذي يسمح لك بالقيام بجميع الحركات القتالية المعقدة بشكل عشوائي عن طريق الضغط على زر المربع، وخاتم آخر يسمح لك بتفادي الضربات بشكل تلقائي.
- أسلوب القتال يبدأ في التكرار بعد أول 20 ساعة لأن المخلوقات الجديدة التي تحصل على قدراتها لا يقابلها تنوع في الأعداء، وبالتالي أنت غير مجبر تمامًا على تنويع أسلوبك ولن تشعر بأنك بحاجة لذلك لأنك لن تصاف أي تحدي.
- تصميم معارك الزعماء ملحمي، ولكنه بلا أي إبداع من حيث التصميم العملي، كل المعارك قمت بإنهاءها من المرة الأولى دون الحاجة إلى التركيز كثيرًا، بل أن هناك معارك زعماء تعاني من التمطيط والتكرار بشكل كارثي، حيث تستمر بعضها إلى ما يصل إلى 45 دقيقة.
- تستخدم اللعبة الـMoition Blur بشكل مزعج في لحظات تحرك الكاميرا والقتال وهو ما يجعل المؤثرات البصرية تظهر بشكل سيء..
- أداء اللعبة التقني متواضع جدًا مقارنة بحصريات بلايستيشن 5 الأخرى، حيث شهدت تجربتي تساقط إطارات واضخ وصريح لما أظنه أنه أسفل الـ30 إطارًا بالثانية الواحدة، وهو أمر غير مقبول للعبة بسعر 70$ تم تطويرها حصرًا لمنصة واحدة.
- المهمات الجانبية من اسوأ ما رأيت من حيث الكتابة والحوارات، وحتى تنويع ما يطلب منك. هناك حالة من عدم الاهتمام بالمحتوى الجانبي بشكل يثير الدهشة في Final Fantasy 16 لأن هناك ألعاب أصغر وأقل جودة تهتم بالمحتوى الجانبي بشكل كبير مثل لعبة Like A dragon Ishin التي صدرت في بداية السنة مثلًا. المهمات الجانبية في FF16 تتمتع بحوارات سيئة وتمطيط هائل ينتمي لجيل PS2.
- جانب تطوير العتاد والتصنيع كان متواضعًا جدًا وقدم حرية شديدة المحدودية للاعب لن تستطيع من خلالها تخصيص شخصية Clive لتكون مختلفة عن تجارب اللاعبين الآخرين.
- تعاني اللعبة بشكل عام من أزمة هوية واضحة، لا هي لعبة أكشن خطية Hack & Slash ولا لعبة RPG ناجحة في عنصر التقمص. هي لعبة تحاول الجمع بين العنصرين بشكل غيرم مجدي.
- لا تستطيع تطوير قدرات كلبك الذي تأمره في المعارك، وهو ما يعني أنك عالق مع نفس الخيارات الخاصة بالكلب طوال رحلتك.
- لا يمكنك أيضًا أن توجه رفقاءك على الرغم من كون هذا الشيء أحد أهم ما ميز أجزاء السلسلة السابقة وخصوصًا FF15.
دعم المثليين جنسيًا في اللعبة…ودعم المنطقة العربية المنقوص
تدعم لعبة Final Fantasy 16 المثليين بشكل واضح وصريح وتقدم مشهد سينيمائي يحتوي على قبلة بين شخصيتين من الذكور في اللعبة. هذه اللقطة لم تكن محورية ولكنها تأتينا وسط أحداث القصة الرئيسية في مقطع سينمائي لا يمكنك تجاوزه، والعجيب في الأمر أن القائمين على اللعبة رفضوا إصدار نسخة منقحةً من اللعبة على غرار ألعاب ضخمة مثل Cyberpunk 2077 و Rise of the tomb raider التي نشرتها الشركة نفسها – سكوير إينكس- و Assassin’s Creed Odyssey.
يعد هذا الأمر حَجرًا على أراء ومعتقدات العرب والمسلمين بغير وجه حق، وبشكل فج بكل صراحة لأنه يأتي ممن يزعمون على الدوام أنهم يمثلون منارةً للحريات.لقد تزايد الأمر في الآونة الأخيرة وأصبح الاحتكاك به أمرًا حتميًا إذا كنت تنوي مشاهدة/تجربة أي منتج ترفيهي، لذا عليك بتوعية أبناءك وأخوتك الصغار بخطورة تلك الأمور ومنافتها للفطرة السليمة، ثم تجنب تعريض الأطفال لها قدر المستطاع.
الترجمة العربية للعبة
على الجانب الآخر، تقدم Final Fantasy 16 تعريبًا كاملًا من خلال الترجمة النصية للحوارات والنصوص والقوائم. وبما أنها لعبة تعتمد بشكل كبير على القصة من خلال ما يقارب الـ11 ساعة من المقاطع السينمائية، وكم هائل من الحوارات الاختياراية والنصوص التي تشرح عالم اللعبة، فالترجمة كانت عنصرًا مساعدًا بشكل كبير في شرج ما يحدث في عالم اللعبة خصوصًا وأن الأحداث تبدأ في أجواء معقدة. التعريب كان ممتازًا وحصل على اهتمام كبير من القائمين عليه، ومن الواضح أنه تم بحب كبير لمهنة الترجمة لأن الألفاظ المستخدمة فيه كانت ألفاظًا عربية فصيحةً، على قدر كبير من البلاغة والنضوج اللغوي. كما أن الأخطاء كانت نادرة على الرغم من صعوبة المهمة بشكل كبير بسبب الكم الهائل من التفاصيل في القصة.
هل أنصحك بشراء اللعبة؟
بكل صراحة، أعتقد أن ما قدمته Final Fantasy 16 لا يشجع على دفع الثمن المطلوب فيها وهو70$،قد تكون لعبة ذات جوانب جيدة ولكن عندما تستمر تلك الجوانب في التكرار لمدة 50 ساعة سيكون الناتج تجربة تستمر لوقت طويل بجودة متواضعة في المجمل.
ناهيك عن الأفكار التي حاولت اللعبة الترويج لها ورفض القائمون عليها بكل فجاجة أن يراعوا اللاعب العربي في ذلك الصدد، لذا أنصحك بأن توفر نقودك وتدخرها في لعبة أفضل.
أقول لك بأن Final Fantasy 16 قد تكون مناسبة لك إذا كنت ال تمانع التكرار، ولا تهتم بإنخفاض الجودة مع الوقت، وتريد لعبة أكشن سهلة بنظام قتال ممتع بصريًا.
هل تحتاج للعب أي من الأجزاء السابقة حتى تتمكن من تجربة اللعبة؟
لا، فسلسلة Final Fantasy تقدم قصة جديدة في كل جزء تقريبًا مع بعض الاستثناءات الطفيفة. لكن FF16 هي قصة جديدة كليًا ولا تعتمد على أي من الأجزاء السابقة. هناك عناصر مشتركة مثل مخلوقات الـSummons التي يطلق عليها هنا Eikons ومصادر الطاقة التي تسمى Mothercrystals ولكن فيما عدى ذلك، فلا حاجة للعب أي جزء سابق.
كلمة أخيرة
لم تفسد تجربة Final Fantasy 16 بعد أن كانت قريبة جدًا من النجاح إلا لسببان، الأول هو انفصال المطور الياباني عن الواقع، وعدم فهمه لما يجعل “ألعاب الفيديو الغربية” ممتعةً، والثاني هو المبالغة في كل شيء. نعم FF16 هي لعبة يابانية في كل شيء حتى وإن حاول المطورون إخفاء ذلك، فالمبالغة في حجم القصة، والمبالغات الدرامية، والمبالغة في تصميم معارك الزعماء هي سمة من سمات الألعاب اليابانية. شعرت في بعض الأحيان أن اللعبة تضغط علي لكي أتحمس وأتفاعل بمشاعري معها، ولكني لم أكن على القدر الذي توقعه مني المطورون من الارتباط باللعبة وشخصياتها وعالمها.
لعبة FF16 ليست لعبة سيئة، ولكنها ليست لعبة تليق بمستوى منصة Playstation التي تمتلك حصريات أفضل بكثير، وهي ليست أيضًا لعبة ممتعة بشكل كامل لأن التكرار عاب ثلثها الأخير. إذا كنت منفتحًا على تقبل العيوب بشكل كامل، يمكنني وقتها نصحك بشراء اللعبة وتجربتها، أما إذا جعلتك الدعايا تظن أننا أمام لعبة السنة، فأنا هنا لأخبرك بالخبر الحزين، اللعبة ليست كما كنت تظن.
مُلخص المراجعة
القصة والسرد وبناء الشخصيات - 8
التجربة البصرية - 7
التجربة السمعية - 9
الأداء التقني - 7
متعة أسلوب اللعب - 7
المحتوى الجانبي - 3.5
تصميم البيئات - 5.5
دعم المنطقة العربية - 5
6.5
مقبولة
رغم الدعاية المكثفة والساعات الأولى الملحمية التي جعلتني أظن أننا أمام نسخة يابانية من God Of War إلا أنني وصلت لدرجة من الملل وعدم الاهتمام جعلتني أنهي أحداث القصة الممتدة لـ40 ساعة بصعوبة شديدة، وشعرت بالسعادة لأنني لن أتكبد عناء خوض المزيد من التجربة الحالية بعيوبها التي تجعل منها تجربة من الصعب أن أرشحها لأي شخص. ناهيك عن عدم دعم المنطقة العربية الذي يزيد الطين بلة، فمطوروا اللعبة رأوا أن الأفضل ألا يقوموا بإصدارة نسخة منقحة من اللعبة على الرغم من إصدار نسخًا منقحةً من ألعاب أهم وأكبر شعبية من اللعبة.