مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Arc Raiders

منذ أن لعبت نسخة البيتا “Tech Test 2” في شهر مايو الماضي، وطوال تلك الفترة ظللت أحلم بهذه اللعبة كما يحلم طفل صغير يدخل عالم الألعاب للمرة الأولى. وبعد خمسة أشهر من الترقب والحماس، جاء موعد الإصدار، لأخوض التجربة الكاملة المنتظرة.

أنت في مواجهة الـARCs (نظام اللعب ضد الذكاء الاصطناعي – PVE)

على عكس معظم ألعاب الـExtraction Shooter، حيث غالبًا ما يكون أعداء الذكاء الاصطناعي من البشر، فتصعب عليك معرفة إن كان خصمك لاعبًا حقيقيًا أم مجرد روبوت. أما في Arc Raiders، فلن تواجه تلك المشكلة؛ إذ إن الأعداء الـBots عبارة عن عناصر آلية أو Drones وتسمى بالـARCs. لكنها ليست عناصر عادية؛ فهي مزعجة وصعبة للغاية، بل يمكن أن تُلفت انتباه اللاعبين الآخرين إليك، وقد تمثل تحديًا كبيرًا للقضاء عليها. إذا لم تلعب بذكاء ضد هذه الآليات فستقضي عليك قبل أن يفعل ذلك اللاعبون الآخرون. لكثرة متعة مواجهة الـArcs، طالب الكثيرون بإضافة طور خاص للـPVE ليستمتعوا بتدمير تلك العناصر الآلية.

أنت في مواجهة اللاعبين (PVP)

خلال معركتك أمام الـRocketeer الذي يمكن أن يقضي عليك بضربة واحدة، قد يظهر لاعب آخر فجأة في ساحة اللعبة ويباغتك بالقتل من الخلف. لذا، فليست Arc Raiders مجرد لعبة تدخلها لتقتل وتدمّر فقط؛ عليك الحذر لوجود لاعبين آخرين قد يحصلون على سلاحك الأسطوري الذي تعلقت به، أو حتى يستحوذون على جميع الغنائم التي سعيت لجمعها طيلة المباراة. يتاح أمامك طريقان: إما الحذر والابتعاد، وجمع الغنائم بصمت، أو البحث عن المواجهات. ولن يكون بحثك عنها صعبًا؛ إذ تُصدر Flare حمراء مضيئة في السماء عند إسقاط أي لاعب، لتظهر لكل اللاعبين ضمن نطاق واسع، ما يدفعك للاشتباك والمنافسة في موقع الحدث. المواجهة مع اللاعبين الآخرين ممتعة خاصة حين تكون أنت المسيطر لا الضحية.

أسلوب لعب متقن وليس ثوري

لا يوجد ما يجعلني أقول إن أسلوب اللعب عبقري أو غير مسبوق؛ لكني لا أبحث عن العبقرية هنا بل عن المتعة، وهذا ما تقدمه اللعبة بإتقان كبير. عادة ما أواجه مشكلات في الألعاب وأسأل نفسي دائمًا: “لماذا هكذا؟” أما مع Arc Raiders فلم تطرأ هذه التساؤلات في ذهني، إذ لم أجد ما يزعجني أو أود تغييره فيها.

تبدأ روعة التجربة من فيزياء اللعبة وحركة الشخصيات وركضها حتى لحظة إسقاطك أرضًا، التي لا مثيل لها في أي لعبة أخرى. فعندما تسقط أرضًا، يظهر أنيميشن واقعي يستغرق نحو ثانيتين قبل أن تبدأ في الزحف على يديك.

جميع الأسلحة ممتعة، وإطلاق النار وحده يمنحك إحساسًا خاصًا حتى لو أطلقت في الهواء فقط. كل سلاح له استخدامه واختصاصه؛ فبعضها قوي ضد الـARCS ولكنه بطيء نسبيًا في المواجهات المباشرة. ستجد نفسك تعلقت بالسلاح الذي معك ولن تستبدله إلا إذا عثرت على سلاح من مستوى أعلى. يمكنك أيضًا إضافة ملحقات للأسلحة مثل زيادة سعة خزانة الطلقات أو كاتم الصوت وغيره، كما يمكنك تصنيع كل هذه الأدوات بفضل نظام تصنيع الأدوات المتقن والسهل داخل اللعبة.

اللعبة بمنظور الشخص الثالث، وقد يكون ذلك مزعجًا للبعض بسبب كثرة الكمائن من اللاعبين، إذ يمكنهم رؤيتك من خلف الجدار وانتظارك بتلك الأفضلية. رغم ذلك، لم أنزعج من هذا النظام؛ فالحذر مطلوب، خصوصًا أن اللعبة تعاملت مع هذه المشكلة عبر تفاصيل واقعية: مثل إصدار السيارات صافرات إنذار عند مرورك بجانبها، أو تفعيل كاميرات المراقبة عند اقترابك من المبنى، أو صدور صوت عنيف للباب عند دخول المبنى، ما ينبه اللاعبين في الداخل لوجود شخص قريب. كما أنّ الآليات (ARCS) لن ترحمك وستكشف موقعك إذا اقتربت منها، فتكون مرئيًا ومسموعًا من قبل الآخرين.

في Arc Raiders، لن تشعر أنك تلعب لعبة، بل سينتابك إحساس أنك تعيش مشاهد سينمائية حقيقية، ويُترسخ هذا الشعور بفضل الرسوميات والأصوات.

تفاصيل غير مسبوقة لرسوميات لعبة خدمية

لم ألعب من قبل لعبة خدمية بهذه الرسوميات؛ فجميع عناصر الخريطة جميلة مهما تنوعت وأياً كانت البيئة. المؤثرات من انفجارات ودخان وأمطار وغبار وحتى الصواعق، كلها استثنائية لدرجة يصعب تصديق أنك تلعب فعليًا لعبة جماعية.

تجربة صوتية تُضفي رهبة لا تُنسى

جعلت أصوات اللعبة التجربة السمعية لا مثيل لها. أعترف أنّه لم يسبق لأي لعبة أن قدمت تجربة صوتية كالتي مررت بها في Arc Raiders. تصميم صوت الـARCS رهيب للغاية، لدرجة أنك قد تشعر بالخوف أحيانًا. صوت الأسلحة في المساحات المفتوحة يطرب سمعك، أما في الأماكن المغلقة فينبض له قلبك بسبب الاختلاف الكبير بينهما. عندما يوجد لاعب آخر في نفس المبنى، ستتمكن من تحديد موقعه بدقة بالغة؛ تعلم أي طابق وأية غرفة يختبئ فيها، بفضل واقعية توزيع الصوت في اللعبة.

أداء متفوق لجميع الأجهزة

على الرغم من الرسوميات المذهلة والخرائط الواسعة، فاللعبة تقدم أداءً استثنائيًا، حتى الأجهزة المتواضعة التي تحتوي على بطاقة رسومات 1050TI تستطيع تشغيل اللعبة بسلاسة وعدد إطارات للثانية معتدل ومعقول. لا أعلم كيف استطاع فريق Embark تحسين الأداء بهذا الشكل.

أداء أقوى بفضل تقنيات Nvidia الحديثة

الأمر لا يصدق، إذ يمكن للعبة الوصول إلى أكثر من 400 إطار للثانية بدقة 4K وعلى أعلى إعدادات بفضل تقنية DLSS 4.

دعم المنطقة العربية

  • اللغة العربية: غير متوفرة.
  • دعم المثلية: غير موجود بأي شكل.
  • المشاهد الإباحية: غير موجودة.
  • العري: غير موجود.
  • الموسيقى: قابلة للكتم من الإعدادات.

هل أنصحك بشراء اللعبة؟

إذا كنت من عشاق الألعاب الجماعية والمنافسة ضد لاعبين آخرين، فبلا شك أنصحك بها. وإن كنت ممن يحبون مواجهة الآليين والـBots، فستجد متعتك فيها أيضاً. وإذا كنت تفضل اللعب مع أصدقائك، بالطبع ستكون خيارًا ممتازًا، بل وحتى لو أحببت اللعب منفردًا، فاللعبة ايضاً تقدم طور فردي وستستمتع وحدك.

مُلخص المراجعة

أسلوب اللعب - 10
الرسوميات - 10
الأصوات - 10
التقدم في اللعبة - 10

10

تحفة فنية

لقد أعادت إليّ الحماس الذي كنت أشعر به تجاه الألعاب في طفولتي، فذكّرتني مجددًا بمدى حبي للألعاب مرةً أخرى.

Eslam Ibrahim

مؤسس ومدير جيمز ميكس، اعشق العاب الـ Simulation والـ Tactical وشغفي الحقيقي في ألعاب الـ RPG.
زر الذهاب إلى الأعلى