مراجعة لعبة Battlefield 2042

تعتبر Battlefield 2042 هي العنوان الاكثر إثارة للجدل في السلسلة ككل بسبب خطوات جريئة اتخذها المطور. يعتقد الكثيرين بأن تركيبة ألعاب باتلفيلد لم تكن بحاجة لتغيير كبير، وإنما تركيز مستمر على الجودة. ولكن إصدارة Battlefield 2042 تحاول جاهدةً أخذ خطوة للأمام بالتركيبة المعتادة، وفي ذلك قد اتخذ المطور بعض القرارات التي قد لا ترضي شريحة من مجتمع اللاعبين، ولكنها لا يجب أبدًا أن توصف بكونها خطوات “سيئة” باتلفيلد 2042 هي واحدة من أمتع أجزاء السلسلة، إليكم الأسباب في مراجعتنا.

شرح مُبسط للمحتوى

تحتوي اللعبة على ثلاثة أطوار وهم:

1-All out war والمقسم إلى Breakthrough و Conquest. يلعبا على جميع خرائط اللعبة
2-Poral
Hazard Zone-3
وتحتوي اللعبة على 7 خرائط، و10 شخصيات متخصصين أو (Specialists) يحلون محل نظام الفئات التي اعتدنا عليه.

أما الBreakthrough فهو طور يشبه Rush ولكن بدون زرع قنابل، يُطلب منك أن تكون ضمن فريق مهاجم أو مدافع عن الخريطة، فأما الفريق المهاجم تُفتح له أجزاء من الخريطة كلما أستولى على جزء منها، حتى يسيطر على الخريطة كلها ويفوز، والفريق المدافع يُطلب منه الحفاظ على مناطقه في الخريطة وحمايتها، ويحصل في مقابل ذلك على عدد نهائي من الRespawns.

طور الConquest يكون هو طور الحرب الموسعة الذي تعرف به السلسلة منذ زمن بعيد، تكون الخريطة باكملها مفتوحة أمامك ويُطلب منك احتلالها بالكامل. الاختلاف بين الطورين أن الأكشن في طور الBreakthrough (الاختراق) مُكثف في مناطق معينة في الخريطة، بما أن عدد اللاعبين أصبح 128 على الجيل الجديد والحواسب، فإن الوضع قد يكون أصعب من المعتاد لبعض اللاعبين المبتدئين، أما في Conquest (الاحتلال) يكون الأكشن موزع على أكثر من منطقة على الخريطة، يمكنك أن تلعب بإسلوبك ووتيرتك حسب مستواك.

نظام الSpecialists أشبه بنظام ألعاب الHero Shooters أو ألعاب التصويب التي تعتمد على الشخصيات مثل Overwatch و Rainbow Six Siege، يكون لكل شخصية تصميم شكلي وتخصيص أسلحة ومهاراة خاص بها. هناك مثلًا في Battlefield 2042 شخصية WEBSTER MACKAY وهو شخصية تمتلك أداة الGrappling hook او الخطاف الذي يساعد على التنقل بشكل سريع ويسمح لك باختيار نقاط قنص ممتازة أو الهرب من مناطق الخطر. هناك أيضًا شخصية أخرى تُسمى Boris يمتلك القدرة على استدعاء سلاح آلي ثابت يقوم باغتيال الأعداء أو وسمهم لك لتقضي أنت عليهم. وهناك شخصية Wikes الذي يتمكن من الرؤية من خلال الجدران لفترات محدودة. لكل من الأفراد العشرة ميزة تفرقه عن البقية.

أما Hazard Zone فهو طور جديد كليًا يعتمد على وجود 32 لاعب في خريطة ما، ينقسمون إلى فريقين يطلب منهما استخراج معلومات من أقراص صلبة لأقمار صناعية سقطت، ومن ثم الهروب من الخريطة. والفائز هو من يجمع العدد الأكبر من الأقراص الصلبة.

طور Battlefield Portal هو طور يتيح لك إما تطوير طورك الخاص عن طريق تعديل الأطوار الأخرى عن طريق موقع خاص بالطور أو لعب الأطوار التي يصممها اللاعبون الآخرون. الخيارات المتاحة تفتح الباب على مصراعية أمام محتويات مثل فئات وأسلحة ومركبات وخرائط الأجزاء القديمة من السلسلة مثل Battlefield 3 و Battlefield 1942 و Battlefield Bad company 2.

الخرائط المتاحة في هذا الطور هي:

• Battle Of The Bulge (Battlefield 1942)
• El Alamein (Battlefield 1942)
• Arica Harbor (Battlefield Bad Company 2)
• Valparaiso (Battlefield Bad Company 2)
• Caspian Border (Battlefield 3)
• Noshahr Canals (Battlefield 3)

تحليل الأداء التقني:

تم تجربة اللعبة على ثلاثة أجهزة من الحواسب الشخصية

الأول:

بطاقة رسوم GTX 1650 TI
16gb Rams
معالج Intel Core i7 من الجيل العاشر.

وعملت اللعبة على إعدادات متوسطة بدون تتبع الأشعة والDlss وبمعدل إطارات ثابت 80 إطارًا بالثانية.
عانت اللعبة من انخفاض ذلك المعدل إلى 60 و50 في طور Conquest في الخرائط الكبيرة، ولكنها كانت الأفضل حالًا في طور Hazard Zone. بشكل عام لم نعاني من مشاكل تقنية في البيتا على هذا الجهاز ولكن في اللعبة النهائية رأينا بعض المشاكل التي لم تؤثر على اللعب بشكل مباشر.

الجهاز الثاني:

معالج AMD Ryzen 7 3700x

16GB Rams

بطاقة رسوم AMD RADEON 5700 XT

عملت اللعبة على هذا الجهاز بالإعدادات القصوى وبأداء ثابت عند 70 إطارًا بالثانية عدى في طور Conquest والذي شهد تساقطًا ملحوظًا إلى 50 إطارًا بالثانية.

الجهاز الثالث:

بطاقة رسوم RTX 3090
معالج Intel Core I9 من الجيل العاشر
32Gb Rams
جربنا جميع إعدادات الDlss وشهدت اللعبة تساقطًا عنيفًا في معدل الإطارات على هذه الجهاز خصوصًا في طور Conquest، ومشاكل تقنية من النوع الذي يفسد تجربة اللعب. مع وضع الDlss على وضع Auto استقر الأداء قليلًا لكن مع فتح تتبع الأشعة ظهرت المشاكل مجددًا. لا يوجد تفسير لدينا لأسباب تلك المشاكل لكن من الواضح للجميع كم تحتوي باتلفيلد هذه السنة على تفاصيل وخرائط ضخمة، ونحن لا نمانع أن يكون هناك صعوبة في توفير أداء ممتاز في البداية ولكن بجهاز مثل هذا، لا يجب أن نصادف أي مشاكل على الإطلاق!
معدل الإطارات وصل على هذا الجهاز إلى 110 إطارًا بالثانية مع إعدادات رسوم Ultra بدون تقنيات أخرى بدقة 1440p

خلاصة الأداء التقني: على بطاقة رسوم مثل الRTX 3090 لا يجب أبدًا أن تعاني أي لعبة من أي مشاكل تقنية متعلقة بالرسوم مثل تساقط الإطارات وصعوبة تحميل البيئات. لم نجد مبررًا لذلك الأداء سوى أن اللعبة ليست منتهية التطوير أو مصقولة (Optimized) بأفضل شكل. على الأجهزة المتوسطة الأمور تعمل بشكل معقول ولكن مع استخدام تقنيات مثل الDlss و تتبع الأشعة تبدأ المشاكل في الظهور، وبالتالي إذا يمكنك الاستغناء عن تلك التقنيات مؤقتًا، لن تواجه مشاكل مفسدة للتجربة.

إيجابيات تجربة Battlefield 2042:

• نظام الSpecialistis يتألق في طور Hazard Zone، خصوصًا وأن اللعبة تجبر الفريق على اختيار نفس الشخصية مرة واحدة في كل فريق، أي أنكم كفريق سيكون عليكم التنسيق مع بعضكم لتضمين عناصر مختلفة بأسلحة مختلفة في الفريق، وهو ما يخدم العمل الجماعي الذي لم يظهر كثيرًا في بقية اطوار اللعبة.

• طور Hazard Zone يعتبر تغيير كبير عن النمط الذي سيطر على باتلفيلد في السنوات الأخيرة. هو يشبه لعبة Escape from tarkov في فكرته، ويقدم تغيير كبير من حيث الأجواء والأسلوب عن بقية الأطوار. فهناك نظام عملات داخلية في الطور تحت اسم Dark market credit تحصل عليها بعد كل مباراة حسب أداءك، ويمكنك تطوير عتادك ولكن إذا مت مرة واحدة تخسر كل شيء اشتريته وأنفقت عليه تلك العملات، ولذلك فإن الأمر هو مفاضلة صعبة بين رغبتك في التطور أو الادخار، وهو أمر لم نره من قبل، ولكن هل هو فرصة لوضع معاملات مالية حقيقية في اللعبة؟ لا نتمنى ذلك، ولكنه سؤال ستجيب عنه الأيام وحدها.

• طور البورتال يقدم خرائط رائعة تم إعادة تصميمها بمحرك لعبة Battlefield 2042 لتبدو متناسقة مع اللعبة، وهو أمر رائع يجعل الطور يبدو في أبهى صوره.
• لحسن الحظ، خريطة Orbital التي ظهرت في البيتا لم تكن هي الخريطة الأفضل، وهناك خرائط أخرى رائعة وكبيرة وتتمتع بكم خارق من التفاصيل، أحبهم إلي هي خريطة Hourglass أو ساعة الرمل التي تقع في الدوحة. أعتقد بأن هذه الخريطة ستكون هي المٌفضلة لدى الكثيرين بسبب جمالها بصريًا وحجم التفاصيل التي تقدمها من تصاميم داخلية مُفصلة لناطحات سحاب عملاقة، لشوارع مدنية وصحاري شاسعة، كلها في مكان واحد وكل من تلك المناطق يستضيف معركة محتدمة. شعور “الحرب” بكل معنى الكلمة ستشعر به في هذه الخريطة أكثر من أي خريطة اخرى.

• العودة للحروب المعاصرة أو المستقبل القريب كان خيارًا صائبًا للمطور Dice الذي يقدم لنا هذه المرة تجربة كبيرة وطموحة تشبه تجربة Battlefield 3 و 4 ولكن على نطاق أكبر، ومع الكثير من التعديلات المثيرة على تلك التجارب التي كانت ومازالت علامات فاصلة في تاريخ ألعاب التصويب التعاونية والتنافسية.
• طور الاختراق (Break through) من حيث التصميم يشجع أكثر على التفكير باستراتيجية لأن أعداد اللاعبين دائمًا ما تكون كبيرة في كل بقعة من الخريطة في هذا الطور لأنها مُركزة على قطع معينة من كل خريطة، وبالتالي سيكون على كل فريق استغلال قدرات كل شخصياته أقصى استغلال، وهنا يأتي دور المركبات التي تلعب دورًا كبيرًا خصوصًا مع تخصيص زر مختصر لاستدعاءها في المعركة!

• تخصيص زر مختصر لتخصيص الأسلحة أيضًا فكرة تستحق الاحترام، علاوة على إمكانية تخصيص السلاح خارج المباريات ولكن تخصيصه والتبديل بين التركيبات التي تعتلي الأسلحة ميزة مهمة ومفيدة في المعارك المعقدة.
• رسوم اللعبة رائعة وتقدم كم رائع من التفاصيل والمؤثرات البصرية، كما أن تصميم الخرائط ممتاز من حيث التنوع البيئي بين الخرائط، وحتى في الخريطة الواحدة. كل خريطة لها طابع خاص، بعضها يحمل جوانب ديناميكية مثل إطلاق الصاروخ من قاعدته في خريطة Orbital، والبعض الآخر يتمتع بتصميم أفقي وعمودي على حد سواء. بشكل العام هناك أكثر من خريطة في إصدارة هذا العالم أعتقد أنهم من الأفضل في السلسلة.
• إمكانية تصميم المهمات والأطوار من خلال Battlefield Portal يعتبر أداه عظيمة من حيث الفكرة، وتفتح الباب واسعًا أما جميع المبدعين من مجتمع اللعبة العملاق ليخرجوا إبداعهم على هيئة محتوى للعبتهم المفضلة. بعض الخيارات المتاحة تمكنك من ضبط سرعة الحركة في الخرائط، أو اقتصار الأسلحة على نوع أو أكثر من الأسلحة فقط، أو وضع شروط صعبة لخلق تحدي جديد كليًا مثل أن تكون إعادة التلقيم عن طريق القفز عدة مرات وليس عن طريق ضغط زر الR. أو أن تقتصر الاختيارات بين الفرق المشتركة على الفئات من لعبة Battlefield 3 فقط!
• نظام التقدم جيد ويقدم عتاد ومركبات كمكافأة عادلة لتقدمك وتطور مستواك، كما أنه يكافئك على كل فعل على حدى، فمثلًا إذا تميزت في قتالك بالمركبات فستقدم لك اللعبة مركبات جديدة.
• نظام الطقس الجديد رائع ويضيف أجواء عظيمة للخرائط كلها لكنه يؤثر على الأداء قليلًا.

• فاجئني دعم اللغة العربية بالدبلجة الكاملة لجميع أصوات اللعبة، بقدر كونها مفاجأة إلا أن عدم وجود طور قصة ربما سهل الأمر على المطور لأن مجمل السطور الذي كان عليه تسجيلها لم يكن كبيرًا. ولكن من الرائع أن تُقدم لعبة بضاخمة باتلفيلد مُدبلجة بحيث تناسب كل من لا يجيدون اللغة الإنجليزية.

• تدعم اللعبة اللعب بين المنصات المختلفة (Cross Play) وانتقال نقاط تقدمك بين المنصات أيضًا،وهو أمر عظيم.

سلبيات تجربة Battlefield 2042

• نظام العملات الداخلية في طور Escape From Tarkov بقدر كونه مكافئ للمحترفين، إلا أنه يعاقب المبتدئين بشكل زائد عن الحد. لأن عدد وأنواع الأسلحة المجانية في المتجر الداخلي في اللعبة قليل وغير متطور، وبالطبع جميعنا يعلم بأن اللعبة تعتمد أشد الاعتماد على قوة الأسلحة وخصائصها، والتركيبات التي يمكنك إضافتها على كل سلاح مثل الScopes مثلًا.

• لا تحتوي اللعبة على أي متصفح داخلي للمباريات الجارية إلا في طور Portal، وهو امر مزعج يجعلك مجبر على الانضمام لأي مباراة تراها اللعبة مناسبة لك بلا أي معايير او حرية اختيار!!
• نظام الSpecialitis يشجع اللاعبين على عدم التعاون بعض الشيء لأنه لا يقيد كل شخصية بأسلحتها أو أدواتها، وإنما يفتح الباب أمام أي شخصية للتبديل بين الأسلحة كلها وهو أمر غرضه تسهيل الأمور على اللاعبين الجدد، ولكنه يقلل من أهمية أن يتكون الفريق من شخصيات على درجة عالية من التنوعية.
• Battlefield معروفة بالمؤثرات الصوتية العظيمة، وفي هذا الجزء لا يختلف الأمر كثيرًا ولكن أعتقد أنني لاحظت مشاكل في الدمج الصوتي. أعتقد أنها أمور بسيطة يمكن حلها مستقبلًا ولكنها تعكس تخبط اللعبة في مراحل تطويرها.
• إمكانية تدمير أقل في البيئات
• أداء اللعبة متذبذب خصوصًأ عند استخدام تقنيات تتبع الأشعة و Dlss حتى على الأجهزة القوية
• التخلي عن طور القصة قرار نحن ضده دائمًا مهما كانت المبررات
• التخلي عن أطوار مثل Domination و Team Deathmatch بشكل غير مبرر. لا تحتوي Battlefield 2042 سوى على طورين من الأطوار الأساسية للعبة، و22 سلاح وهو عدد قليل مقارنة بالأجزاء السابقة.
• لا تدعم اللعبة التحكم بالMouse والKeyboard على أجهزة الكونسول.
• تصميم لوحة النقاط (Score Board) تحتاج إلى تحسين وتفصيل.
• بعض المشاكل في إضافة اللاعبين الآخرين سواء كانوا عبر المنصة نفسها أو يلعبون على منصات مختلفة

هل أرشح لك اللعبة؟

نعم إذا كنت من محبي الجزئين الثالث والرابع من السلسلة ومتشوق لعودة باتلفيلد للأسلحة والآليات العسكرية الحديثة.

كلمة أخيرة:

تشبه باتلفيلد الألعاب الخدمية بعض الشيء في وعودها. “سنوفر لكم المزيد من الخرائط وشخصيات المتخصصين في المستقبل” وقد تم بالفعل إطلاق اللعبة بثمانية خرائط فقط، و10 متخصصين وثلاثة أطوار لعب. هذا المحتوى يعتبر هو الأكثر طموحًا في تاريخ السلسة خصوصًا مع الوضع في عين الاعتبار ما يمكن أن يقدمه طور Portal في المستقبل القريب، ولكن اللعبة لا تزال غير مكتملة من حيث تنوعية الأطوار القديمة، و تصميم القوائم والمتصفحات الداخلية للأطوار.وحتى الأداء التقني. تحتاج اللعبة إلى المزيد من الصقل ولكنها حاليًا واحدة من امتع الألعاب في السلسلة خصوصًا مع طور بورتال والذي يعتبر بوباتك للعب أشهر أجزاء السلسلة من خلال إصدارة Battlefield 2042 . كل محبي الجزء الثالث والرابع سيحبون Battlefield 2042 بلا أدنى شك لأنها تقدم تلك الحروب المعاصرة، أو شبه المستقبلية بشكل ملحمي خصوصًا مع أعداد اللاعبين الكبيرة التي تقدمها الأطوار.