منذ طفولتي، كانت سلسلة Call of Duty تملك مكانة خاصة، حيث كانت جزءًا أساسيًا من تجمعاتنا مع الأصدقاء. كنا نلتقي في منزل واحد، ونلعب على شاشة واحدة، متجنبين قدر الإمكان رؤية أماكن بعضنا البعض لنجعل اللعبة أكثر إثارة وتحديًا. في تلك الفترة، كانت السلسلة في أوج نجاحها وشعبيتها، خاصةً مع عناوين مثل Black Ops 1 وModern Warfare 2 (الجيل سابق)، والتي تميزت بأسلوبها المشوق، سواء من حيث القصة العميقة أو نمط الأونلاين الذي لم يكن له مثيل. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Call of Duty: Black Ops 6.
مع مرور السنوات، بدأنا نلاحظ تراجعًا في الجودة، وهو ما انعكس على تراجع المبيعات والشعبية، حتى بعد أن كانت السلسلة تُصنف كواحدة من الألعاب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم. أصبحت الشركة تواجه صعوبات في إرضاء جمهورها الأساسي، خاصة بعد الإخفاق الكبير لـModern Warfare III الذي صدر العام الماضي، والذي لم يلبِ التوقعات وفشل في كسب رضا المعجبين. الآن، السلسلة تعود مع جزء جديد من Black Ops، إذ وعدت الشركة بعودة حقيقية إلى جذور اللعبة، وهو ما يثير الفضول حول ما إذا كانت ستتمكن هذه المرة من استعادة أمجادها أم أن الانتقادات ستلاحقها مجددًا!
هل من الضروري لعب الأجزاء السابقة لفهم Black Ops 6؟
لعبة Call of Duty: Black Ops 6، مثل معظم أجزاء سلسلة Black Ops، تتابع في خط قصة يمزج بين قصص وأحداث الأجزاء السابقة. لذلك، فإن بعض المعرفة من الألعاب السابقة قد تضيف لفهم أعمق لقصص وشخصيات مثل أليكس ماسون وفرانك وودز، خصوصًا في العلاقة مع أحداث Cold War و Black Ops II، حيث تتشابك هذه القصص مع أحداث Black Ops 6.
ومع ذلك، اللعبة تقدم محتوى جديد ومهام مستقلة تجعل اللاعبين الجدد يستمتعون بالقصة دون الحاجة للرجوع للأجزاء السابقة، حيث أنها توفر مقدمة جيدة عن الشخصيات والخلفية التي تحتاجها للتقدم في القصة الحالية. لذا إذا كنت مهتمًا بأخذ تجربة أعمق في القصة، ربما يكون من المفيد الاطلاع على ملخصات الأجزاء السابقة، ولكن يمكنك البدء مباشرة في Black Ops 6 والاستمتاع بالقصة بشكل مستقل.
قصة اللعبة بدون حرق
أحداث قصة لعبة Call of Duty: Black Ops 6، في بداية التسعينيات بضبط في عام 1991 وسط أحداث عملية عاصفة الصحراء. تدور القصة حول مجموعة من عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، منهم “تروي مارشال وويليام” أو المعروف بـ”كيس” تحت قيادة العميلة “جين هارو”، حيث يتم إرسالهم لإنقاذ وزير الدفاع العراقي، لكن الأمور تتعقد مع ظهور جماعة مرتزقة تُعرف باسم “باثيون”. القصة تتصاعد حين يقوم العميل السابق “رسل أدلر” بقتل الوزير المستهدف، تاركًا رسالة غامضة “لفرانك وودز”، أحد الشخصيات الرئيسية في السلسلة والذي ظهر في اللعبة بعدما تم إصابته في باناما أثناء أحداث في الثمانينيات.
تتوالى الأحداث مع رحلة فرانك وودز لتجميع فريق جديد بعد أن يواجه الإيقاف من قبل وكالة الاستخبارات. ينطلق وودز مع مارشال وكيس في مهمة لكشف أسرار جماعة “باثيون” والقبض على أدلر، مما يضطرهم للعمل سراً لتفادي ملاحقة الحكومة. يكتشف الفريق أن جماعة “باثيون” كانت متورطة مع الحكومة العراقية وتتعاون مع علماء روس لتطوير سلاح بيولوجي، مصمم لتعزيز القدرات القتالية لكن مع أثار جانبية غير متوقعة.
لذلك يبدأ الفريق في محاولة منع “باثيون” من تنفيذ مؤامرة كبرى تستهدف مبنى الكابيتول الأمريكي باستخدام هذا السلاح، مما يدفعهم للعمل سرًا لتجنب مطاردة الحكومة لهم، مع مواجهات متنوعة في مواقع سرية وأخرى مفتوحة مثل الحدود العراقية والولايات المتحدة والكويت، مما أضاف عمقًا إلى حبكة القصة وجعلها تلامس قضايا واقعية حساسة، وهو ما دفع الكويت إلى حظر اللعبة بسبب حساسيتها حول حرب الخليج.
حيثما تم تصوير لمشاهد تتعلق بحرب الخليج الأولى وما أعقبها من توترات، بما في ذلك تصوير شخصيات سياسية مثل صدام حسين وأحداث مرتبطة بتلك الفترة الحساسة. تتناول اللعبة مشاهد تتضمن معارك ودمار مرتبطين بتجربة حقيقية عاشتها الكويت أثناء الغزو العراقي، وتصورات لمواقع تذكّر بتدمير آبار النفط ومآسي الحرب، مما أعاد للذاكرة الوطنية الكويتية مشاهد مؤلمة. جاء القرار أيضاً نتيجة لحساسية تاريخية تجاه استحضار هذه الذكريات في سياق لعبة، وقد أثار ردود فعل بسبب التطرق لهذه المواضيع السياسية المعقدة في إطار ترفيهي.
محتوى طور القصة
- تأخذك القصة في اللعبة في تجربة مثيرة تشبه فيلماً سينمائياً مملوءاً بالإثارة والأكشن، ولكنها تتميز بأنها أقرب إلى فيلم جاسوسي مشوّق بدلاً من كونه مجرد فيلم حربي تقليدي.
- تركز القصة على تقديم مغامرات متجددة بأسلوب جاسوسي مبتكر، حيث تنقلك عبر مجموعة متنوعة من المشاهد والمواقف التي تتضمن اقتحام مواقع محصنة، وخوض معارك مفتوحة في مناطق شبه مفتوحة، مع مزيج من الحذر والمواجهة المباشرة في الخطوط الأمامية. هذا التنوع في المهام يجعل من التجربة رحلة مليئة بالتشويق، بعيدة كل البعد عن الرتابة أو التكرار.
- ما يجعل القصة متميزة هو تصميم كل مهمة بشكل فريد ومختلف، بحيث تحمل كل مهمة أجواءً وأهدافاً وأسلوباً مختلفاً. لقد استمتعت بكل دقيقة أثناء اللعب، وخلال ما يقارب سبع ساعات من خوضي للتجربة، وجدت نفسي مأخوذاً بحبكة متقنة وتدفق سلس للأحداث، مما جعلني أشعر وكأنني أشاهد فيلماً أو أعيش مغامرة مدهشة.
- ورغم أن القصة تحمل سيناريوهات محددة، إلا أنها تمنح اللاعبين حرية اختيار أساليبهم في إكمال المهام، مما يوفر فرصة لاتخاذ قرارات تؤثر على الطريقة التي تُدار بها كل مهمة دون التأثير على مسار القصة بشكل كبير.
- من الإضافات التي لفتت انتباهي في هذه اللعبة هي فترات الراحة بين المهام، والتي تأخذك إلى ملاذ هادئ في منطقة منعزلة. هذا المكان يسمح لك بالتعرف على الشخصيات بشكل أعمق واكتشاف جوانب جديدة من قصصهم وخلفياتهم.
- تصميم هذا الملاذ يضفي بعداً إنسانياً على القصة، حيث يمكنك التفاعل مع الشخصيات والحديث معهم حول المهام القادمة أو حتى عن حياتهم الشخصية. هذا العنصر السردي يعزز من ارتباطك بالشخصيات، ويجعلها تبدو أكثر واقعية وإنسانية، وهو ما يضفي على القصة بُعداً عاطفياً لا تجده عادة في الألعاب الأخرى.
- تميزت كتابة الشخصيات وتقديمها بشكل استثنائي، حيث تم صياغة الحوارات بعناية لتبدو طبيعية ومؤثرة. كل شخصية تحمل طابعاً خاصاً وحضوراً قوياً، مما يجعل الحوارات بينك وبين الشخصيات بعد انتهاء المهام أو خلال مناقشة الخطط المستقبلية نقاط جذب حقيقية.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن تعبيرات الوجه والأداء الصوتي المذهل للشخصيات يساهمان في تعزيز هذه التجربة السردية. لقد لاحظت في العديد من الألعاب التي جربتها هذا العام وجود نقص في هذا الجانب، لكن في هذه اللعبة، يبدو وكأنك تعيش تجربة سينمائية رفيعة المستوى تتجاوز كونها مجرد لعبة.
- إحدى الجوانب التي أدهشتني حقاً هي كيفية تقديم الألغاز وحلها في اللعبة. ليست الفكرة في الألغاز بحد ذاتها هي ما أثار إعجابي، بل الأسلوب المبتكر الذي تم به تصميمها وتقديمها. على سبيل المثال، يوجد لغز في الملاذ الآمن – وهو القصر الذي تخطط فيه لمهامك – والذي كان تصميمه مذهلاً إلى درجة أنني شعرت بالانبهار من دقة التفاصيل والإبداع الذي أظهره المطورون.
- إذا شاهدت مقطع فيديو لحل هذا اللغز، ستلاحظ أن الحل لن يكون مطابقاً تماماً لما هو موجود في المقطع، سواء في أرقام الخزينة أو في التفكير المطلوب لحل الألغاز. وهذا النهج المبتكر يمتد ليشمل الألغاز الأخرى الموجودة في مختلف المهام.
- تقدم اللعبة نظام ترقيات مرن للغاية، يسمح لك بتحسين عميلك وأسلحتك باستخدام الأموال التي تجمعها من المهام أو من خلال حل الألغاز.
- يمكنك تخصيص هذه الترقيات لتناسب أسلوب لعبك، سواء بزيادة صحتك لتحمل أضرار المعارك، أو تحسين دروعك لتوفير حماية إضافية. كما يمكنك أيضاً ترقية أسلحتك لتقليل الارتداد وزيادة الدقة، مما يمنحك مرونة في اتخاذ قرارات تكتيكية. هذا النظام يتيح لك تطوير استراتيجيات جديدة وتكييف أسلوبك مع التحديات المختلفة التي تواجهها خلال مسيرتك في القصة.
- تقدم اللعبة تجربة متكاملة تمزج بين الأكشن والجاسوسية، وتجذبك إلى عالم مليء بالتشويق والمغامرات المتجددة. تتيح لك القصة الحرية في اتخاذ القرارات، وتقدم نظاماً ذكياً لحل الألغاز، وتطوير الشخصيات بطريقة إنسانية، مما يجعلك تنغمس في تجربة تفاعلية مشوقة ومليئة بالتحديات. إنها أكثر من مجرد لعبة؛ إنها تجربة سينمائية فريدة تأخذك في رحلة لا تُنسى.
محتوى طور الأون لاين
- رغم بقاء أوضاع اللعب الرئيسية دون تغيير كبير، إلا أن اللعبة أضافت وضعًا جديدًا يحمل اسم “Kill Order”، والذي أصبح المفضل لديّ شخصيًا. هذا الوضع يقدم تجربة مليئة بالإثارة، حيث يتم اختيار لاعب عشوائيًا ليكون “الشخصية المهمة” التي تتمتع بقدرات خاصة مثل صحة إضافية ودروع قوية، وتكتسب نقاطًا إضافية من خلال البقاء على قيد الحياة.
- في هذا السياق، يتعين على باقي اللاعبين، سواء في فريق الشخصية المهمة أو الفرق المنافسة، التنسيق لمواجهة التحديات. الفريق المنافس يسعى للقضاء على الشخصية المهمة، بينما يحتاج الفريق المدافع للتعاون لحمايتها، مما يخلق ديناميكية تتطلب مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق. كل هذا يعزز من إثارة المباريات ويضيف عنصرًا من التشويق لكل لحظة.
- فيما يتعلق بالخرائط، فإن اللعبة تتميز بتصاميم خرائط جديدة تمامًا، تتنوع في أحجامها لتقديم تجربة مختلفة. تحتوي اللعبة على حوالي 12 خريطة عادية، لكنها تفتقر إلى الخرائط الكبيرة، ما يضفي طابعًا أكثر ديناميكية وسرعة على المعارك.
- وبالإضافة إلى ذلك، تم تقديم أربع خرائط صغيرة تُعرف باسم “Strike”، وهي مخصصة للمعارك الحماسية مثل مباريات 6 ضد 6 أو 2 ضد 2 كما هو الحال في وضع “Gun Game”. هذه الخرائط تخلق أجواءً مليئة بالحركة السريعة والفوضى المنظمة، مما يزيد من وتيرة الإثارة.
- ورغم التنوع الكبير في تصميم الخرائط، إلا أن بعض المشاكل لا تزال قائمة، مثل عدم التوازن في تصميم نظام الإحياء “Respawn”. حيث قد يجد بعض اللاعبين أنفسهم عرضة لهجمات الأعداء فور عودتهم للعبة، وهو ما يشكل تحديًا ويؤثر على ديناميكية اللعب في بعض الأحيان.
- تقدم اللعبة نظام الترقية الذي يبدأ من المستوى 1 وصولًا إلى المستوى 55، ومع كل نقطة خبرة يتم اكتسابها، يمكنك فتح أسلحة جديدة، ومعدات، وعملاء إضافيين.
- يعود أيضًا نظام “Prestige” ليقدم للاعبين فرصة لإعادة ضبط مستوياتهم بعد الوصول إلى المستوى 55. يُتيح هذا النظام فتح أسلحة ومعدات بشكل دائم عند كل مستوى “Prestige”، ولكن يجب ملاحظة أن إعادة التعيين تعيدك إلى المستوى 1 وتُعيد أيضًا ضبط التجهيزات باستثناء العملاء وأي شيء تم فتحه بشكل دائم.
محتوى طور الزومبي
- قصة طور الزومبي في الإصدار الجديد هي استمرار لما تم تقديمه في الجزء السابق “Black Ops Cold War”، حيث تأتي كتتمة للأحداث. لكن، لم يعد هذا الطور على حاله السابق، إذ حصل على تحسينات كبيرة جعلت التجربة أكثر إثارة بفضل أسلوب الحركة المطور والتصميم المبتكر للخرائط.
- يتضمن الإصدار الجديد خريطتين مبتكرتين تمامًا: الأولى تدعى “Terminus”، وهي عبارة عن مجمع سجون، والثانية “Liberty Falls” وهي بلدة صغيرة في ولاية فرجينيا الغربية. التصميم الجديد يعود باللعبة إلى النظام الكلاسيكي المعتمد على الجولات، والذي يُفضل من قِبَل اللاعبين. ويتميز الطور بتزايد قوة الزومبي وتحدياتهم مع كل جولة، مما يعزز مستوى الإثارة والتشويق.
- يلعب نظام “Gobble Gum” دورًا رئيسيًا في التقدم باللعبة، حيث يتيح للاعبين استخدام مجموعة متنوعة من العلكات بتأثيرات فريدة. بعضها يمتد لعدة جولات، بينما تدوم تأثيرات أخرى لبضع ثوانٍ فقط، وهناك بعض العلكات التي قد لا تكون ذات فائدة كبيرة. يُعتبر هذا النظام من أبرز الإضافات التي تُحدث فرقًا في التجربة، يليه نظام “Field Upgrades” الذي يتيح للاعبين استخدام قدرات خاصة بعد ملء عداد محدد أثناء قتل الزومبي.
- إلى جانب ذلك، يحتوي طور الزومبي على نظام بيركات معقد مقسم إلى فئات بألوان مميزة، حيث يمكن للاعبين اختيار القدرات من نفس الفئة للحصول على ميزة إضافية، ما يجعل لديهم إجمالي أربع ميزات. إضافة إلى ذلك، يمكن للاعبين الحصول على قدرات خاصة، مثل المسدس الذي يطلق صواعق كهربائية لقتل أعداد كبيرة من الزومبي دفعة واحدة.
أسلوب اللعب
- أدخلت اللعبة نظام حركة جديد كلياً يُسمى “Omnimovement”، تم تطويره بواسطة شركة Treyarch، ليمنح اللاعبين حرية حركة كاملة بزاوية 360 درجة.
- يمكن للاعبين الآن التحرك بسلاسة في أي اتجاه، سواء للأمام أو الجوانب أو حتى إلى الخلف، مما يتيح لهم الجري والانزلاق بحرية مطلقة. هذه الميزة تعزز من التجربة التكتيكية، حيث يصبح بإمكان اللاعبين تنفيذ حركات مثل الانزلاق أو الغوص بشكل متواصل، وربط هذه التحركات بشكل يسمح لهم بالتفاعل الكامل مع البيئة المحيطة.
- هذه المرونة تضيف واقعية كبيرة للحركة وتفتح الباب أمام استراتيجيات أكثر تعقيداً في المعارك. كما تسمح للاعبين بتوجيه حركاتهم وهجماتهم بشكل انسيابي، مما يعزز من قدرتهم على تفادي نيران العدو أو التقدم بسرعة داخل المساحات المفتوحة.
- علاوة على ذلك، فإن نظام “Omnimovement” يتكامل مع عناصر أخرى في اللعبة مثل القفز والانبطاح، مما يتيح للاعبين اعتماد استراتيجيات متنوعة، سواء كان هدفهم التخفي أو المواجهة المباشرة.
- تم تحسين النظام ليشمل تفاعلًا أعمق مع البيئة والأسلحة، حيث تُحاكي كل حركة شعورًا واقعيًا يعزز من الإثارة ويزيد من التحدي أثناء اللعب.
التعريب ودعم المنطقة العربية
عند تجربتي للعبة، فوجئت حقًا بجودة الترجمة العربية، فقد كانت أكثر من ممتازة! المميز هنا هو أن الترجمة ليست حرفية كما في معظم الألعاب الأخرى. إذا كنت تجيد الإنجليزية، ستلاحظ أن النصوص المترجمة تختلف في بعض الأحيان عما يُقال، ولكنها تتماشى بشكل دقيق مع المعنى الذي يريد المطورون توصيله. هذا التغيير في الجمل يُظهر مدى الحرص على إيصال الفكرة بسلاسة ووضوح، مما يضيف عمقًا للسياق ويعكس الفكرة بأسلوب أكثر دقة وملائمة.
يُظهر هذا الأسلوب المتقن في الترجمة حرص فريق التوطين على تقديم نصوص تتماشى مع أحداث اللعبة بدلاً من تقديم ترجمة حرفية جامدة قد تفتقر إلى الروح والمعنى الأصليين. هذا النهج يبرز الفرق الواضح بين الترجمة التي تقتصر على الدقة اللغوية فقط، والترجمة التي تهتم بإيصال المعنى بصورة سليمة ومفهومة. في كثير من الألعاب الأخرى، تُقدَّم الترجمة بشكل حرفي، مما قد يؤثر سلبًا على تجربة اللاعب، بينما في Black Ops 6، تضيف الترجمة العربية عنصرًا قويًا يفيد في فهم أحداث القصة بشكل أعمق ويساهم في تجربة غنية سواء في الأونلاين أو طور الزومبي.
هذا المستوى المتقدم من الترجمة والتوطين يعكس جهود المطورين في تقديم تجربة غامرة وشاملة لجميع اللاعبين بغض النظر عن لغتهم الأم. من الواضح أن هناك استثمارًا حقيقيًا في نقل ليس فقط الكلمات، بل التجربة الكاملة للاعبين العرب، مما يُظهر تقديرًا واحترامًا لثقافة اللاعبين الناطقين بالعربية، ويضمن لهم تجربة تفاعلية متميزة ومتكاملة.
رغم أن الترجمة العربية في Black Ops 6 كانت ممتازة بشكل عام، إلا أنني لاحظت وجود بعض الأخطاء البسيطة، مثل كتابة حرف الربط “و” بشكل غير صحيح، حيث استُبدل في بعض الأحيان بحرف “ة”. من الواضح أن هذه الأخطاء كانت مجرد سهو من المترجمين، لكن بالنظر إلى الجهد المبذول في تحسين الترجمة وتقديمها بجودة عالية، فإن هذه الهفوات يمكن تجاوزها في ظل جودة التوطين بشكل عام.
الأداء التقني
أداء اللعبة كان رائعًا للغاية، حيث تميز بالسلاسة والدقة، مما جعل التجربة ممتعة وخالية من أي مشاكل تُذكر. أثناء تجربتي الشخصية، لم أواجه أي عوائق أو تعثرات، مما أتاح لي الانغماس الكامل في اللعبة والاستمتاع بكل لحظة بها. إليكم تجربة اللعبة على حاسوب شخصي بمواصفات الآتية:
- بطاقة رسومية: RTX 4070 Super 12GB.
- معالج: I5-12400F
- رامات: 16 DDR5 5200MT\S.
قمنا بتشغيل اللعبة بدقة عرض 2K على أقصى إعدادات رسومية وحصلنا على الأداء الآتي:
مع عدم تفعيل تقنيات DLSS و FG: من 110-120 إطار في الثانية.
مع تفعيل Frame Generation فقط: من 155-180 إطار في الثانية.
قمنا بتشغيل اللعبة بدقة عرض 1080p على أقصى إعدادات رسومية وحصلنا على الأداء الآتي:
مع عدم تفعيل تقنيات DLSS و FG: من 165-175 إطار في الثانية.
مع تفعيل Frame Generation فقط: من 180-200 إطار في الثانية.
إيجابيات التجرية
- حبكة مشوقة ومعقدة؛ تقدم القصة تجربة مثيرة وممتعة، حيث تتضمن أحداثًا غير متوقعة وتطورات مثيرة تعزز من تفاعل اللاعبين مع مجريات الأحداث. بجانب تتضمن القصة مجموعة من الشخصيات، بما في ذلك عودة شخصيات معروفة، مما يُضفي عمقًا على السرد. مع تنوع المهام حيث تقدم أساليب لعب متنوعة، مما يساهم في إبقاء اللاعب مهتمًا ومتحمسًا.
- اللعبة تقدم أصواتًا مذهلة تُعد من الأفضل في تاريخ ألعاب التصويب. تتجلى جودة المؤثرات الصوتية في كل تفصيلة، مما يخلق شعورًا واقعيًا أثناء استخدام الأسلحة. الأداء الصوتي يتسم بالاحترافية، مما يعكس الميزانية الكبيرة التي تم استثمارها في تطوير اللعبة.
- تحمل اللعبة تحسينات واضحة في آليات الحركة والقتال، حيث تمت إضافة ميزة الحركة متعددة الاتجاهات. هذا التحسين يجعل التحكم أكثر سلاسة، خاصةً في طور الأون لاين، حيث يستطيع اللاعبون الانتقال بسرعة بين الأعداء واستخدام ميكانيكيات قتالية مبتكرة تُعزز من تجربة اللعب الكلية.
- عودة طور الزومبي الكلاسيكي؛ فقد شهد نمط الزومبي تحسنًا كبيرًا، مع تقديم خريطتين جديدتين: Liberty Falls وTerminus. تعيد Liberty Falls إلى الأذهان أجواء الخريطتين الكلاسيكيتين Nuketown وTown، بينما توفر Terminus تجربة أكثر رعبًا وتعقيدًا، مما يخلق توازنًا مثيرًا بين الأسلوبين المختلفين.
- تتمتع اللعبة برسوميات مذهلة، حيث تقدم تجربة بصرية غنية تتضمن تفاصيل دقيقة وبيئات ديناميكية تُسهم في تعزيز جميلات اللعبة التصميم الفني للعبة يُظهر جهودًا كبيرة في تطوير البيئات.
- تصميم القوائم، فقد تم تحسينه ليكون أنيقًا ومنظمًا، مما يسهل على اللاعبين التنقل بين الخيارات المختلفة. تتضمن الواجهة الجديدة نقطة انطلاق واضحة تتيح الوصول بسهولة إلى محتوى اللعبة دون الحاجة إلى التمرير لفترات طويلة.
- أداء اللعبة كان سلسًا وقويًا، مما أضفى تجربة ممتعة وخالية من المشاكل، حيث تمكنت من الانغماس والاستمتاع بكل لحظة.
سلبيات التجربة
- تصميم بعض الخرائط لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث إنها تفتقر للتدفق والتنوع في تجربة اللعب، مع وجود مناطق غير متصلة بشكل جيد، مما جعل الخرائط تبدو أصغر وأقل تميزًا مقارنة بالإصدارات السابقة.
- واجهت في اللعبة أداءً ممتازًا في المجمل، لكنني عانيت من بعض الكراشات التي كانت مزعجة للغاية. هذه الكراشات جعلتني أضطر للقيام بعملية Verify للملفات، وبعد ذلك، لم أواجه أي مشاكل تذكر.
هل تستحق اللعبة الشراء؟
بكل تأكيد، فإن اللعبة تستحق التجربة دون أدنى شك، وإن لم تتمكن من شرائها، يمكنك الاستمتاع بها عبر اشتراك الـ Game Pass.
تقدم Call of Duty: Black Ops 6 تجربة مثيرة تعتمد على أسلوب لعب جاسوسي مميز، ورسوميات متطورة، ونظام حركة مبتكر، مما أعاد للسلسلة روحها الكلاسيكية التي أحبها عشاقها. هذا الإصدار يوفر لكل مهمة طابعًا خاصًا وأسلوبًا تفاعليًا يجذب الانتباه. وبالإضافة إلى تجربة الأونلاين الغنية، ووضع الزومبي الذي يقدم تحديات جديدة ومشوقة، يعتبر هذا الإصدار اختيارًا يستحق الشراء، سواء كنت من محبي السلسلة أو تبحث عن تجربة مختلفة. اللعبة تمنح اللاعبين تجربة أكشن متكاملة تلبي التوقعات وتضيف قيمة حقيقية إلى مكتبة ألعابك.
كلمة أخيرة
تظل لعبة Call of Duty، خصوصاً سلسلة Black Ops، حاضرة بقوة في ذاكرتنا ووجداننا كلاعبين، مجسدةً لحظات من الحماس والتحدي التي عشناها مع الأصدقاء. رغم التغيرات والتجارب التي مرت بها السلسلة على مر السنين، تبقى لها قاعدة جماهيرية وفية تنتظر كل إصدار جديد بتوقعات وآمال كبيرة؛ ومع إطلاق Black Ops 6، تبرز فرصة للشركة لاستعادة رونق الماضي، خاصة بعد الإخفاقات التي واجهتها النسخ الأخيرة.
فهل ستحقق اللعبة تلك العودة المنتظرة إلى جذورها وتعيد إليها مكانتها بين الألعاب الرائدة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال. سواء كنت من عشاق السلسلة القدامى أو لاعبًا جديدًا، يبدو أن Black Ops 6 تحمل الكثير من التجديدات التي تجعلها تجربة تستحق الاستكشاف، محققة مزيجاً من الحنين والتطور.
مُلخص المراجعة
طور القصة - 10
طور الأون لاين - 9
طور الزومبي - 9
أسلوب اللعب - 9
التجربة البصرية - 9
التجربة السمعية - 8.5
المحتوى الجديد وأطوار اللعب - 8.5
9
تحفة فنية
تشكل Call of Duty: Black Ops 6 إضافة مميزة للسلسلة، بفضل حبكة قوية وأسلوب لعب جذاب يعكس اهتمام المطورين ووعودهم بإعادة إحياء الجذور السلسلة، مع طور قصة متقن وطور أون لاين ممتاز وممتع ، تنجح اللعبة في تقديم تجربة متكاملة مليئة بالإثارة. ورغم بعض التحديات، إلا أن التجديد في أسلوب اللعب وعودة الطور الكلاسيكي للزومبي يجعل منها لعبة تستحق التجربة لكل عشاق السلسلة.