عام ونصف العام على إصدار لعبة Assassin’s Creed Valhalla لتكون الجزء الثالث من ثلاثية ألعاب Assassin’s Creed التي تتبع نهج ألعاب الRPG في تقديم محتوى غزير وعوالم شاسعة، واختيارات لا حصر لها قصصيًا وعلى صعيد أسلوب اللعب أيضًا، لتصبح بعد ذلك هي اللعبة الأنجح في تاريخ السلسلة، جالبة للشركة المطورة والناشرة (يوبي سوفت) أرباح تقدر بميار دولار أمريكي. ها نحن الآن بصدد الحديث عن الإضافة الثالثة للعبة ضمن خطة دعم العنوان في عامه الثاني، Dawn Of Ragnarok والتي لا تشبه أي إضافة جاءت قبلها لأن أحداثها تدور حول الجانب الميثولوجي في اللعبة، جانب الأساطير النوردية من بطولة أودين أو “هافي” فهل هي إضافة تستحق وقتك ؟
القصة بدون حرق
بعد نهاية محتوى اللعبة الأساسية يظهر لنا جانب جديد من شخصية أودين، وهو جانب هوسه بالبحث عن طرق للبقاء على خالدًا، عن طريق تسخير التكنولوجيا بأي شكل من الأشكال. ذلك الهدف الذي وضعه أودين صوب عينيه جعله شخصية أنانية. نراه هنا وهو يحاول تفادي حدث Ragnarok المعروف في الأساطير النوردية، وهو حدث نهاية العالم.
تبدأ الأحداث بالبحث عن Baldur أبن أودين، وتأخذلك الرحلة إلى Jotunheim، موطن الأقزام الذي يحتله الملك Sutur الذي يتحكم في عالم النيران، حيث يأتي إلى بلاد الأقزام كمحتل، محتجزًا Baldur ” ومهمتك كأودين هي البحث عنه وإيجاده، ومن ثم إنقاذه. بالطبع الرحلة لا تمر بهذه السعولة، وتطرأ عليها بعض التعقيدات التي تجعلك مضطرًا للإنخراط مع سكان هذه المنطقة.
شرح محتوى اللعبة
تحتوي الإضافة على خريطة جديدة وهي عالم Jotunheim كما ذكرت، وهي خريطة تمتد مساحتها إلى ثلث مساحة اللعبة الأصلية. وهو حجم كبير جدًا بالنسبة لخريطة محتوى إضافي. بالطبع هناك العديد من الأصول المعاد استخدامها كالمساحات الواسعة من الخضرة والنباتات، ولكن في Assassin’s Creed Valhalla نجح المطورون في جعل البيئات مختلفة على الصعيد البصري على الرغم من بعض التشابهات بينها. وهنا فأنا أشير إلى بيئات النرويج، وإنجلترا، وفرنسا وأيرلندا، والآن بُعد أسجارد الأسطوري و “يوتنهايم”
تمتد اللعبة إلى 25-30 ساعة من اللعب المتواصل، مع العلم أن إصدارة Valhalla لا تمتلك أي مهمات جانبية (Side Quests) مثل سابقتيها، وإنما تمتلك مهمات World Events القصيرة. هنا الوضع لم يتغير، ليس هناك مهمات جانبية عوضًا عن ذلك ستشعر أن المحتوى الجانبي تم دمجه مع مهمات القصة بعض الشيء، إلا أن القصة مكثفة ومثيرة وكأن اللعبة استشهدت بنجاحات القصة في الإصدارات القديمة. تأتي هذه النقطة كنقطة تميز للإضافة على اللعبة الأصلية التي حاولت ضخ مهمات جانبية مشتتة بكمية كبيرة وسط مهمات القصة.
تحتوي اللعبة على عنصر جديد اسمه Hooger تقوم بجمعه، ويمكنك من جمع مهارات محددة من الأعداء. هذه المهارات هي أهم ما تقدمه الإضافة من تجديدات، حيث تتيح لك القيام بمختلف الأشياء التي لم تكن ممكنة في اللعبة الأساسية بحكم الواقعية. مثال على هذه المهارات هو إمكانية التحول إلى طائر، واستخدامها الأكبر يكون في التخفي والتنقل. أو مهارة التنقل السرعي والتي تشبه Blink من Dishonored.
تحتوي الإضافة أيضًا على معارك زعماء عديدة وأعداء جدد بشكل عام، ولكن لم أشعر باختلاف كبير بينهم وبين الأعداء البشريين، وسأشير إلى ذلك أكثر في السطور القادمة.
مميزات Assassin’s Creed Valhalla: Dawn of Ragnarök:
- عالم “يوتنهايم” شديد الجمال على المستوى البصري، هناك الكثير من عناصر ما وراء الطبيعة التي تضفي أجواءًا مختلفة على المناطق الجديدة مقارنة بإنجلترا وباريس وغيرهم مما قدم سابقًا.
- القصة تمتلك شخصيات جانبية قوية، بشكل عام هي تشبه ما قمت به لمدة 70 ساعة في Valhalla (المحتوى الأساسي) وقد يكون ذلك عيبًا لكل من لم يعجبه ذلك، ولكن بالنسبة لي فإنني قد استمتعت بما تم تدقيمه في جانب القصة ووتيرة الأحداث.
- وتيرة الأحداث كانت سريعة ومكثفة وخالية من مهمات الحشو والتمطيط، وهو ما ضمن لي الاهتمام لأمر القصة طوال ساعات اللعب. هذه أول مرة لي شخصيًا أهتم بأحداث إضافة خيالية من أساسينز كريد. إضافة Fate Of Atlantis كانت غير مثيرة للإهتمام بالنسبة لي بسبب بناءها على عناصر لم أهتم بها من محتوى Odyssey الأصلي، أما هنا فإن قصة Dawn Of Ragnarök تستكمل أحداثًا مهمة من بعد نهاية Havi المبهمة في Valhalla.
- أسلوب اللعب هو ما يخشاه الجميع عند الحديث عن إضافات Assassin’s Creed Valhalla، ويمكنني القول بأن المطورين يقومون بعمل يتراوح بين الجيد إلى الممتاز في تنويع التجربة وتقديم العناصر الجديدة. مع إضافة حصار باريس كانت الأمور في قمتها مع تقديم الاغتيالات المفتوحة، وهنا فإن نظام المعارك الجديد والمهارات تضفي شعورًا غير اعتيادي على المعارك.
- المهارات الجديدة تغيير كثيرًا من أسلوب لعبك، وقد تقلب موازين المعارك الصعبة، أحد الأأمصلة على ذلك هي مهارة Rebirth التي تمكنك من غعادة أعداؤك الذين قتلتهم إلى الحياة كحلفائك بشكل مؤقت، وهو ما يفيدك كثيرًا في لحظات المعارك الصعبة. مهارة مثل التحول إلى طائر تفيدك في التنقل بشكل أسرع في بيئات اللعبة الكبيرة، والتخفي حيث تجعلك تصل إلى أماكن كان من الصعب قبل ذلك الوصول إليها.
- سلاح Atgire الجديد سلاح مميز ومفيد في المعارك ضد المخلوقات العملاقة، والتي تحتاج إلى مباغتة سريعة وفعالة في الوقت نفسه.
ماذا عن العيوب؟
- لازلت أجد الذكاء الاصطتناعي للأعداء سيء للغاية، ولكن ما زاد الطين بلة هو عدم شعوري بأي تغييرات إذا ما قارنا الأعداء البشريين بالمخلوقات الجديدة من عوالم الأساطير النوردية.
- مشاكل الأداء التقني تستمر في الظهور من حين لآخر حتى بعد عام ونصف العام من التحديثات المستمرة. عندما ألعاب أساسينز كريد فالهالا أشعر بأن جهازي ضعيف ولكن عند الانتقال لألعاب أحدث متساوية في المستوى الرسومي أجد بأن جهازي يشغلها بشكل سلس، فأين المشكلة في وجهة نظرك؟
- مشكلات اللعبة التي كان من الممكن حلها مثل مشاكل الكاميرا في المعارك تستمر في الظهور.
- أكبر عيوب الإضافة بالنسبة لي هو أنها تبدأ بإعطاءك الكثير من الحرية الممتعة والتي تجعلك مجبر بشكل لا إرادي لاستكشاف العالم والتجول فيه، تمامًا مثل لعبة Zelda Breath of the wild ولكن سرعان ما ينتهي ذلك، وتعطيك اللعبة بعده 20 ساعة تقليدية. الاستكشاف جعل تجربتي أفضل، وأمتع وأكثر تفاعلية فلماذا لم يستمر؟
هل أنصحك بإقتناء هذه الإضافة؟
إذا كنت من محبي جانب الواقعية والأحداث التاريخية في سلسلة Assassin’s Creed بهذه الإضافة ليست لك على الإطلاق، لأنها تمثل كل شيء عكس ذلك.
أرشحها لك فقط في حالة كنت من محبي اللعبة الأساسية ولا تمانع من تقديم عناصر ميتافيزيائية وأسطورية في لعبة أساسينز كريد؟
الخُلاصة
أسلوب اللعب - 7.5
القصة - 7
التجديدات - 8
7.5
جيدة
تعتبر إضافة Dawn Of Ragnarok محتوى جانبي ذو جودة مرتفعة، ولكنه لا يقدم أي تغييرات على أسلوب اللعب الذي قد يكون غير مقنع بالنسبة للبعض. بالنسبة لشخص استمتع بالمحتوى الأساسي وجدت هذه الإضافة المزيد من الشيء الذي استمتعت به، ولكنها لا تحاول أن تتفادى عيوبه، حتى مع تقديم ساعات أولى من الأسلوب الحر الجميل، تعود لتمسك بيدك وتوجهك لأين تذهب. و بشكل عام هي نهاية جيدة لرحلة شخصية Havi.