صدرت لعبة Ghostrunner في 2020 وهو عام نضبت فيه إصدارات الألعاب الكبيرة بشكل كبير بسبب ما طال معظم المطوريين من تأجيلات وتأثر للعمالة من مراكز العمل الأساسية بسبب أزمة فيروس كورونا، ولكن بالرغم من ذلك قدمت اللعبة تجربة لا تُنسى تمزج ببراعة مجموعة من العناصر الفريدة يكون ناتجها تجربة تختلف عن أي شيء رأيته من قبل، الآن وبعد أن بيعت اللعبة لشركة 505Games وحصلت على ميزانية تطوير أكبر، أعتقد بأنني يمكنني الزعم بأن المطور One more level استطاع أن يطور من تركيبة اللعب للحصول على أفضل تجربة Cyberpunk -Parkour ممكنة. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Ghostrunner 2.
اقرأ أيضًا: مراجعة وتقييم لعبة Alan Wake 2
قصة اللعبة بدون حرق
تدور أحداث القصة بعد عام من قصة الجزء الأول، حيث تسببت الإطاحة بحاكم برج Dharma- آخر معاقل البشرية في عالم اللعبة الديستوبي- في فراغ كبير في مراكز القوة، تحاول مختلف العصابات ملأ هذا الفراغ من خلال التناحر مع بعضها البعض، وفي ظل هذا الاقتتال العنيف يحاول بطل اللعبة -جاك- ومجموعته المسماة Climbers إعادة النظام إلى موطن البشرية وأملها الأخير، بجانب التصدي لخطر مجموعة من الآليين تسمى Asura تحاول السيطرة على برج Dharma والقضاء على البشر.
قصة الجزء الجديد تقدم تفاصيل أكثر وتركز بشكل أكبر على الشخصيات وعالم اللعبة، بعد أن احتلت الشخصيات والعالم المركز الثاني في سلم أولويات الجزء الأول، حيث قدمت اللعبة شخصيات مكتوبة بعناية مثل Saul و Victor و Kevin وغيرهم، وقدمت إمكانية التحاور معهم بشكل جانبي لكي تزيد معرفتك بالعالم وبالشخصيات التي تسكنه. المزيد حول القصة ستجده في فقرة السلبيات والإيجابيات.
شرح تجربة اللعبة والمحتوى باختصار
- تجربة اللعبة لمن لا يعرف الجزء الاول، هي مزيج بين Cyberpunk 2077 -وبالتحديد جانب القتال اليدوي فيها والتعديل على لاقدرات الحركية – ولعبة Mirrors Edge ذات الاعتماد الكبير على الـParkour وسرعة الحركة، ونظام اللعبة هنا يعتمد على السرعة المُفرطة حيث تموت شخصيتك من ضربة واحدة، وتموت معظم شخصيات الأعداء أيضًا من ضربة واحدة، بجانب امتلاك بعضهم لأسلحة نارية أو ليزرية تمكنهم من إصابتك عن بعد، مما يجبرك على الحركة الدائمة.
- اللعبة تعتمد أيضًا على القفز بين المنصات (Platforming) وتطوير قدرات الشخصية واستغلالها لاجتياز العقبات في أسرع وقت ممكن، وهناك بعض الزعماء الذين تقاتلهم ولكنهم لا يموتون بضربة واحدة، لذا الحذر هنا واجب..!
- يمتلك البطل خطاف يمكنه من الإمساك بالأعداء عن بعد ورميهم أو جذبهم إليه، وسيف كتانا قاتل، وقدرة على إبطاء الوقت تسمى Bullet Time بجانب
- لاحقًا تزودك اللعبة بدراجة نارية للتنقل في مراحل خارج برج Dharma وتعتبر هذه الإضافة هي الأكثر اختلافًا عن الجزء السابق، والأكثر تجديدًا على تركيبة اللعب.
- تمتلك أيضًا قدرة على عمل Dash في الهواء لتغير اتجهاك ومباغتة الأعداء أو القفز لمسافات أطول، وبدلة طائرة تمكنك من عمل Glide لتغطية مسافات أكبر.
- لا تمتلك اللعبة أي محتوى لعب جماعي، ولكن بعد الانتهاء من اللعبة تفتح لك طريقة لعب جديدة مستوحاة من أسلوب ألعاب الـRogue Like بمراحل ذات تصميم معتمد على التوليد الإجرائي، أو Procedural Generation وتتكون من أربعة مراحل متتالية كل مرحلة تمتلك مسارات متفرعة تؤثر على تصميم المرحلة التالية يمكنك الاختيار.
- يتم استعراض أحداث القصة أثناء سيران الأحداث، ولا تمتلك اللعبة مقاطع سينمائية سوى في لحظات قليلة وتكون من خلال صورًا متحركة مرسومة بطريقة تشبه القصص المصورة.
- يمكنك دومًا العودة لمقر جماعة الـClimbers وإجراء محادثات جانبية مع الشخصيات لتنمية مدى معرفتك بعالم اللعبة وبشخصياته، وتمتلك اللعبة عادةً اختيارات في الحوارات لكن بلا أي تأثير فعلي على لاأحداث.
مميزات لعبة Ghostrunner 2
- تصميم المراحل عبقري، وتدرجي في الصعوبة حيث تكافئك اللعبة على الصبر معها ومحاولة تحدي نفسك بوضع تحديات أصعب أمامك لتجتازها، ومع اقتراب نهاية رحلتك التي ستمتد 12-15 ساعة من اللعب ستصبح مدمنًا على تصميم المراحل الذي برع فيه استوديو One More Level.
- أسلوب القتال رائع، وتنوع الأعداء كبير، وخصوصًا وأن الأمور التي تقع على المحك متساوية بالنسبة لك وللأعداء. كلاكما قد يتعرض للموت من ضربة واحدة.
- محتوى الـEndgame متمثلًا فيا لتحديات وإمكانية إعادة المستويات، وطور Roguerunner.exe محتوى عظيم ويشجع اللاعبين الذين يريدون تجربة أعمق، وأحبوا ما قدمته اللعبة بحق.
- موسيقى وتصميم صوتيات من أفضل ما رأيت في ألعاب السنة، صاخب وجريء ويليق بالأجواء العامة للعبة والعالم. هذه المرة شعرت أن العالم تحسن وأصبح أكثر حيوية وستشعر بالفعل أن برج Dharma هو مكان يعيش فيه بعض الناس وليس ساحة للركض والقفز بين المنصات.
- أعجبني تنوع المراحل مع مرور الوقت بحيث لا تتكر أي آلية لعب تقدمها اللعبة لك أكثر من المطلوب، حتى الدراجة النارية كانت إضافة رائعة والتعامل معها كان سلس بشكل لم أصدقه، يمكنك إتمام حركات رائعة بمساعدة هذه الدراجة مثل القفز من عليهم والقضاء على مجموعة أعداء ثم إطلاق الـGrapple لإعادة ركوبها حتى والحفاظ على سرعتك ووتيرة القتال التي تتعهد اللعبة أن تبقى سريعة تحت كل الظروف.
- معارك زعماء قدمت تحدي كبير، من خلال تصميم مختلف لكل زعيم مع وضع فكرة أنك تموت من ضربة واحدة فقط على خلافه، سيجعلك هذا على حافة كرسيك دائمًا ومتحمس لتوجية الضربة المفصلية في كل مواجهة.
- نظام تطوير قدرات عميق، يجعلك تستثمر في الأسلوب الذي تفضله. هناك 3 قدرات لم أستطع الاستغناء عنهم مثل Flux التي تمكنك من إطلاق شعاع الليزر بيديك، وقدرة Shadow التي تجعلك تختفي وتطلق نسخة وهمية منك في آخر مكان ظهرت فيه لتلهي الأعداء بينما تستطيع أنت التحرك من اتجاه آخر ومباغتتهم بشكل ذكي، واستمتعت أيما استمتاع بدمج تلك القدرات مع بعضها بشكل ذكي وشعوري كان شعورًا طاغيًا بالرضى عن مختلف الطرق التي فكرت فيها للتخلص من الأعداء.
- وجود مجموعة كبيرة من الأشياء القابلة للجمع، من ضمنها شرائح الذاكرة التي تؤثر بشكل مباشر على تطوير القدرات كان خيارًا موفقًا لأنه جعل للاستكشاف أهمية وقيمة كبيرة.
- تمتلك Ghostrunner 2 نظام حفظ قائم على نقاط Checkpoints ممتاز، ومتفهم لصعوبة اللعبة ونظامها السريع حيث يجنبك -في معظم الأوقات- إعادة أجزاء كبيرة من المراحل، والتي كانت مشكلة تواجه الجزء الأول بجانب إمكانية الاعتماد على طريقة التجربة والخطأ Trial & Error في اجتياز العقبات دون الخوف من إعادة المراحل أو أجزاء ضخمة منها.
عيوب تجربة لعبة Ghostrunner 2
- شخصيًا أزعجني عدم الاعتماد الكامل على لامقاطع السينمائية، وترك بعض اللحظات المهمة ليتم سردها أو النقاش حولها خلال لحظات اللعب سريعة الوتيرة، والتي تفقدها أهميتها لأن اللاعب لن يتمك نببساطة من التركيز معها. هذه المشكلة واجهتها مع الجزء الأول وتم تجنبها هنا بشكل نسبي وغير كامل.
- تصميم مراحل اللعب الخارجية يمكنني وصفه بكلمة كان بالإمكان أفضل مما كان، إذ أنها مراحل ضخمة وجميلة بصريًا، وتختلف في طابعها الصحراوي عن بيئة البرج نفسه، ولكنها بيئة خالية لن تشعر بأنها حقيقية وحية، ولا تحتوي على أي نشاطات جانبية.
دعم المنطقة العربية
مرة أخرى لا تمتلك لعبة جديدة أي دعم للمنطقة العربية من أي نوع من ترجمة أو دبلجة عربية، على الرغم من حجم السوق العربي المتنامي بسرعة رهيبة، وبجانب أهميته في الوقت الراهن للصناعة ككل. أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف قريبًا وأن تصبح اللغة العربية في الترجمة على الأقل لغة أساسية تتواجد مع معظم الألعاب على عكس ما نراه الآن.
لن تؤثر هذه النقطة على تقييم اللعبة الإجمالي لأنها لا تعبر عن حجم إبداع المطور أو مستواه في تقديم قصة وآليات اللعبة.
هل تحتاج للعب الجزء الأول من Ghostrunner لتتمكن من خوض تجربة الجزء الثاني؟
لا، لعب الجزء الأول ليس ضروريًا.
لأن Ghostrunner 2 تقدم تجربة لا تمتلك قصة معقدة، ولكن أعتقد أن لعب الجزء الأول كونه لعبة ممتازة هو أمر حتمي، وإذا لم تكن مقتنعًا به الآن، فلعب الجزء الثاني وشوقك للمزيد من الشيء المشابه سيدفعك إلى العودة للجزء الأول.
هل أنصحك بشراء Ghostrunner 2؟
نعم
أنصحك بشراء اللعبة إذا كنت محبًا لـ
- ألعاب Mirror’s Edge و ألعاب الباركور
- الــPlatforming أو ألعاب السايبربانك
- أو إذا كنت من محبي الجزء الأول.
جدير بالذكر: اللعبة تمتلك ديمو (نسخة تجريبية) مجانية على ستيم أنصحك بتجربتها قبل الشراء.
ملخص المراجعة
القصة وبناء العالم - 9
التجربة السمعية - 10
التجربة البصرية - 9
الأداء التقني على PS5 و PC - 9.5
تصميم المراحل - 9.5
تطوير الشخصية - 10
9.5
تحفة فنية
استطاعت Ghostrunner 2 أن تداعب فضولي وتجبرني على مراقبة أخبارها وتتبع إعلاناتها منذ لحظة الكشف عنها وحتى إطلاقها، وهي تجربة ليست لكل اللاعبين ولكنها بالطبع وبلا أدنى شك لي ولكل من يحب الألعاب سريعة الوتيرة وعوالم الديستوبيا ويثمن الجزء الأول وما قدمه.
