مراجعة وتقييم معالج Intel Core Ultra 9 285K

تربعت العملاقة Intel على عرش معالجات الحواسيب لسنوات طوال، مع منافسة لطالما كانت محدودة من ندها اللدود AMD. ومع ذلك، فقد شهد العقد الأخير سجالاً من الانتصارات بين المعسكرين، حيث تراجعت مكانة المعسكر الأزرق نتيجة تقاعسه عن الابتكار، ظناً منه أن المعسكر الأحمر لن يجاريه مطلقاً، إلا أن الأخير بدأ يشكل تهديداً مع إطلاق معالجات Ryzen في عام 2017، بيد أن Intel لم تنتبه سوى بعد فوات الأوان، لتظهر فداحة تقاعسها مع معالجات الجيل الحادي عشر المخيب للآمال مقارنةً بسلسلة Ryzen 5000.

لحسن الحظ، تمكنت Intel من العودة للمسار الصائب بدايةً من الجيل الثاني عشر، والذي قدم تطورات ثورية مثل المعمارية الهجينة big.LITTLE، ومقبس LGA 1700، وواجهة PCIe 5.0، وذواكر DDR5، وهو ما يُعد أكبر قفزة تشهدها معالجات Intel منذ عقود. ومع ذلك، فقد واجهت Intel مشكلات جديدة مع الجيلين الثالث والرابع عشر، متمثلةً في عدم استقرار الأداء، وعدم التوافقية مع بعض الألعاب، والحرارة المفرطة، والطاقة الشرهة، وهو ما أثر على مبيعاتها في السوق، قبل أن يتغير الوضع مع معالجات Core Ultra 200S.

تُعد معالجات Core Ultra 200S، والمعروفة بمعالجات Arrow Lake، أول معالجات Core Ultra للحواسيب المكتبية، وذلك بعكس معالجات Core Ultra 200V للحواسيب المحمولة. تقدم المعالجات الجديدة تغييرات ثورية مثل تقنيات التصنيع من TSMC، ومقبس LGA 1851، وتصميم الشريحة “Chiplet” بتقنية التغليف ثلاثي الأبعاد Foveros 3D، مما يوفر مكاسب كبرى من حيث الأداء، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة. وها قد حظينا بفرصة لمراجعة وتقييم واحد من أقوى المعالجات في السوق؛ Intel Core Ultra 9 285K.

لمحة عن التقنيات الجديدة بسلسلة Intel Core Ultra 200S

عندما نتحدث عن الجديد بسلسلة Intel Core Ultra 200S، يجب أن ينصرف تفكيرك لمعالجات الحواسيب المكتبية دون سواها، فلا حاجة لنا بمعالجات الحواسيب المحمولة. لأول مرة في تاريخها، استخدمت Intel تصميم رقاقة بتقنية تغليف ثلاثي الأبعاد تطلق عليها Foveros 3D، والمُستخدمة بدايةً من معالجات Lakefield للحواسيب المحمولة في عام 2020، ووظيفتها ربط جميع البلاطات “Tiles” التي سنذكرها لاحقاً. رغم سبق AMD في تقديم معالجاتها بتصميم البلاطة، إلا أن تصميم رقاقات Intel يفوقها تعقيداً.

بينما نجد جميع معالجات AMD للحواسيب المكتبية مكونةً من رقاقة “Die” مدخلات ومخرجات “I/O” تضم وحدة تحكم الذاكرة، ووحدة تحكم PCIe، ووحدة معالجة رسومية مدمجة “IGP”، ومكونات أخرى، إضافةً لرقاقة شريحة الأنوية “CCD” بعدد 6 أو 8 أنوية، مع ربطهم سوياً عبر حزمة أساسية، نجد أحدث معالجات Intel مكونةً من حزمة أساسية يعلوها بلاطة أساسية، ويغطيها بلاطة حوسبية، وبلاطة I/O، وبلاطة نظام على شريحة “SoC”، وبلاطة وحدة معالجة رسومية، وبلاطة حشو لملء الفراغ.

لأول مرة في تاريخها، تعتمد Intel على تقنيات تصنيع خارجية في معالجاتها، حيث تخلت عن تقنية 20A خاصتها واكتفت بإبقاء تقنية ترانزستورات الزعنفة 22nm FinFET خاصتها، والصادرة منذ الجيل الثالث في عام 2012، مع البلاطة الأساسية، بينما استخدمت تقنيات TSMC مع باقي مكونات معالجاتها، بما يشمل البلاطة الحوسبية بتقنية N3B، والبلاطة الرسومية بتقنية N5P، وبلاطتي SoC وI/O بتقنية N6، في حين أن بلاطة الحشو مجرد قطعة من السيليكون.

فضلت Intel استخدام تقنيات TSMC عن تقنيتها الجديدة 18A بدقة 1.8nm، ربما لعدم جاهزيتها عند بدء تصنيع معالجات Core Ultra 200S، ولكنه قرار موفق منها، حيث ساهمت تقنيات TSMC وكذلك تقنية التغليف الجديدة في تحسين درجات الحرارة، واستهلاك الطاقة، ومعدل التأخير، وتكاليف التصنيع. بجانب ما سبق، تخلت Intel عن تقنية Hyper-Threading المسؤولة عن مضاعفة عدد مسارات أنوية الأداء، وهو ما أثر على أداء الخيوط المتعددة، بيد أن ذلك لن يمثل مشكلةً مع معالجنا الرائد، نظراً لدعمه 24 خيطاً.

تُعد سلسلة معالجات Core Ultra 200U أول معالجات للحواسيب المكتبية من Intel تدعم عتاداً مخصصاً للذكاء الاصطناعي “AI”، حيث تتضمن وحدة معالجة عصبية “NPU” يمكنها معالجة 13 تريليون عملية من نوع INT8 بالثانية، بينما يمكن لوحدة IGP بمعمارية Xe LPG معالجة 8 تريليون عملية من نوع INT8 بالثانية، فيما يمكن لوحدة المعالجة المركزية “CPU” معالجة 15 تريليون عملية من نوع INT8 بالثانية. أخيراً، زودت Intel معالجها الرائد بدعم رسمي لذاكرة عشوائية “RAM” بتردد مُحسن قدره 6,400MT/s.

المواصفات التقنية لمعالج Intel Core Ultra 9 285K

• تقنية التصنيع: TSMC N3B بدقة 3nm.
• المقبس: LGA 1851.
• دعم الذواكر: DDR5 بسرعة 6,400MT/s.
• بطاقة الرسوم المُدمجة: Intel Arc Xe LPG.
• المعمارية: Arrow Lake.
• عدد الأنوية: 24.
• عدد أنوية الكفاءة: 16.
• عدد أنوية الأداء: 8.
• عدد المسارات: 24.
• التردد الأقصى: 5.7GHz.
• التردد الأساسي: 3.7GHz.
• التردد الأقصى لأنوية الأداء: 5.6GHz.
• التردد الأساسي لأنوية الأداء: 3.7GHz.
• التردد الأقصى لأنوية الكفاءة: 4.6GHz.
• التردد الأساسي لأنوية الكفاءة: 3.2GHz.
• سعة ذاكرة L2 المخبأة: 40MB.
• سعة ذاكرة L3 المخبأة: 36MB.
• استهلاك الطاقة الأقصى: 250W.
• استهلاك الطاقة الأساسي: 125W.

اختبارات الأداء

تُعد اختبارات الأداء المعيار الوحيد الحاسم في تقييم مكونات الحاسوب، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بمعالجات الحواسيب المكتبية، وإلا سنكون بصدد مقالة نظرية لا يمكن لا الاعتماد عليها، أليس كذلك؟ لقد اختبرنا معالجنا المتوحش في ظروف قاسية عبر مختلف الاستخدامات، بدايةً باختبارات الذواكر العشوائية وتلك المخبأة، مروراً بالتصيير “Rendering”، وصولاً للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة سواء لوحدات المعالجة المركزية أو العصبية، وانتهاءً بالألعاب. أما عن منصة الاختبار، فإنها:

• اللوحة الأم: ASUS ROG Maximus Z890 Hero.
• التخزين: Kingston Fury Renegade PCIe 4.0 NVMe M.2 SSD.
• الرامات: Kingston Fury Beast DDR5-6000 CL30 16GB*2.
• كارت الشاشة: ASUS TUF Gaming RTX 4080 OC.
• المبرد: ASUS ROG Ryujin III 360 ARGB Extreme.
• مزود الطاقة: ASUS TUF Gaming 1000W Gold.

سرعة الذواكر – AIDA64

L1 Cache

L2 Cache

L3 Cache

GeekBench 6

CPU Performance

iGPU Performance

NPU Performance

الضغط وفك الضغط – 7-Zip

التصيير – Cinebench 2024

استنتاج الذكاء الاصطناعي – GPT2

تدريب الذكاء الاصناعي – NLP

الألعاب

Cyberpunk 2077

Forza Horizon 5

Shadow of the Tomb Raider

Metro Exodus Enhanced

درجات الحرارة

نظراً لأننا زودنا معالجنا بمبرد ROG Ryujin III 360، وهو واحد من أفضل المبردات في السوق، فلا عجب أن معالجنا حظي بتبريد ممتاز، سواء عند التقيد بدرجات الحرارة القصوى الافتراضية أو اجتيازها لدفعه لحدوده القصوى بدون حدوث خنق “Throttling”. راقبنا الأداء الحراري لمعالجنا أثناء اختباره عبر منصة Blender، والتي تضغط على جميع الأنوية بالكامل، وحقق 88.2 و94.1 درجة مئوية على الترتيب، ولعبة Cyberpunk 2077، والتي توزع المهام عبر أكبر عدد من الأنوية، وحقق 58.5 و59.1 درجة مئوية على الترتيب.

سعر معالج Intel Core Ultra 9 285K وهل ننصحك بشرائه؟

يبدأ سعر معالج Intel Core Ultra 9 285K من 569 دولار أمريكي، وهو سعر معقول بالنسبة لواحد من أقوى المعالجات في السوق. ننصحك بشراء المعالج إذا كانت لديك الرفاهية لإنفاق هذا المبلغ الكبير بدون التضحية بمواصفات مكونات الحاسوب الأخرى، وخاصةً إذا كانت أولوياتك لا تتضمن الألعاب. ومع ذلك، فإن أداء المعالج في الألعاب ليس سيئاً بأي حال، ولكن ما يميزه عن الأجيال السابقة ومنافسيه هو أداؤه في المهام الأخرى. أما إذا كانت الألعاب أولويةً بالنسبة لك، وخاصةً إذا كان لديك كارت شاشة من الفئة العليا، أو إذا كانت ميزانية المكونات الأخرى ستتأثر بسعر المعالج، فمن الأفضل أن تعيد التفكير في شراء المعالج وأن تلجأ لبدائل أخرى.

• مراجعة سابقة: مراجعة معالج Intel Core i9-13900K