منذ أن صدرت لعبة inZOI وهي تحمل طموحًا مختلفًا عن باقي ألعاب المحاكاة، فقدمت عالمًا واقعيًا إلى حد يقترب من الحياة اليومية نفسها، برسوم فائقة الدقة وأنظمة تفاعلية جعلتها تُوصف أحيانًا بأنها “الجيل الجديد من The Sims”. ومع ذلك، ظل السؤال حاضرًا لدى اللاعبين هل هذه اللعبة مجرد واجهة بصرية مذهلة، أم قادرة على تقديم محتوى غني ومستمر يبقي اللاعبين مندمجين لفترات طويلة؟ إليكم مراجعة وتقييم توسعة inZOI
اليوم تأتي إضافة Island Getaway كأول توسعة كبرى للعبة منذ إطلاقها، وقد اختار المطور KRAFTON أن يقدّمها مجانًا لكل اللاعبين كخطوة جريئة تعكس التزامه بدعم التجربة. الإضافة تنقلنا إلى مجموعة من الجزر المتقاربة تُدعى “كاهيا”، مستوحى من جزر جنوب شرق آسيا، حيث يلتقي الاسترخاء الفاخر في منتجعات سياحية أنيقة مع أنشطة أكثر عملية وأقرب إلى ألعاب البقاء مثل الزراعة والصيد والتعدين.
ما يميز هذه الإضافة أنها لا تكتفي بطلاء اللعبة بطابع صيفي، بل تسعى لتغيير إيقاع التجربة نفسها. فبعد أن كانت الحياة في inZOI محصورة في المدن الحديثة والمنازل الراقية، تمنحك Island Getaway فرصة للهروب إلى عالم مختلف تمامًا، حيث يمكن لشخصياتك (Zois) أن تعيش مغامرة جديدة، نصفها عطلة مبهجة مليئة بالأنشطة الترفيهية، ونصفها الآخر تحديات عملية وصراع من أجل الاكتفاء الذاتي.
فهل تنجح Island Getaway في ترسيخ inZOI كعنوان محاكاة ضخم قادر على الاستمرار بجانب عمالقة السلسلة التقليدية مثل The Sims؟ وهل المحتوى الجديد يكفي ليقنع اللاعبين بأنهم أمام تجربة أوسع وأعمق من مجرد لعبة جميلة بصريًا؟
نبذة عن محتوى التوسعة
تفتح إضافة Island Getaway أبواب عالم جديد كليًا يُدعى جزيرة كاهيا، وهو أرخبيل استوائي (مجموعة من الجزر المتقاربة) يوازن بين أسلوب الحياة الريفية المستدامة وأجواء المنتجعات الفاخرة. هذا العالم ينقسم إلى منطقتين رئيسيتين، كل واحدة منهما تقدم محتوى مختلفًا تمامًا يضيف تنوعًا مرحبًا به للتجربة.
المنطقة الأولى هي السكنية الريفية، حيث يعيش الـZois وسط الطبيعة ويعتمدون على أنفسهم في توفير احتياجاتهم اليومية. هنا يمكن للاعب أن يزرع محاصيل متنوعة مثل البطاطس والذرة والفاكهة الاستوائية، ويجمع الموارد من الغابة كالأخشاب والمعادن، ثم يستخدمها في التعدين أو الصناعة اليدوية لتطوير أدوات جديدة أو بيعها في الأسواق المحلية. هذا النظام يقدم دورة لعب طويلة المدى كانت غائبة عن النسخة الأساسية، ويقرب التجربة من ألعاب الزراعة والبقاء مثل Stardew Valley لكن داخل قالب رسومي واقعي مبهر.
أما المنطقة الثانية فهي جزيرة المنتجع السياحي التي تجسد روح العطلات الحقيقية. هنا يفتح أمام شخصياتك باب لمجموعة ضخمة من الأنشطة الترفيهية، من الغوص بالسنوركل واستكشاف الشعاب المرجانية إلى البحث عن الكنوز الغارقة بين أطلال المعابد القديمة تحت الماء. المنتجع نفسه يضم مرافق متكاملة مثل أحواض السباحة، وصالات البولينغ والبلياردو، وحتى نادٍ صحي (سبا) يوفر جلسات تدليك متخصصة وساونات للاسترخاء. يمكن أيضًا حجز إقامة في فلل فاخرة تطل على البحر بأسعار باهظة، وهو ما يضيف تحديًا اقتصاديًا ويجعل العطلة الاستوائية تجربة ملموسة داخل اللعبة.
المحتوى الجديد لا يتوقف عند الأنشطة فقط، بل يشمل أيضًا معالم مميزة مثل معبد القطط “مياتارا”، حيث يجتمع عدد كبير من القطط الضالة في أجواء روحانية، ويمكن للاعب شراء هدايا وتعويذات مرتبطة بها أو التفاعل معها مباشرة. هذه الإضافة تعكس جانبًا إنسانيًا وظريفًا يضيف لمسة شخصية لعالم اللعبة ويترك الباب مفتوحًا أمام توسعات مستقبلية تخص الحيوانات الأليفة.
إلى جانب ذلك، توسّع الإضافة خيارات الحياة العملية عبر إدخال مجموعة وظائف جديدة مثل مرشد سياحي تحت التدريب، ومراقب أعشاش السلاحف البحرية، ومزارع، وعامل منجم، وحتى مجرم مبتدئ لمن يرغب في خوض طريق مغاير. ورغم أن هذه الوظائف تُقدّم بأسلوب أوتوماتيكي (Rabbit Hole)، إلا أنها تضيف تنوعًا مرحبًا به لمسارات شخصياتك وتفتح فرصًا لسرد قصص مختلفة.
وأيضًا، تطرح Island Getaway تشكيلة واسعة من الأثاث والديكورات بطابع استوائي أنيق، بجانب ملابس وتسريحات شعر جديدة تمنح شخصياتك مظهرًا صيفيًا منعشًا. كما أضافت ميزة تنقل سلسة بين المدن، إذ يمكن لشخصياتك الانتقال للإقامة في كاهيا لبعض الوقت ثم العودة إلى موطنها الأصلي، مع استمرار تطور مهاراتها ونموها أثناء الغياب، وهي فكرة مبتكرة تجعل التجربة أكثر واقعية وحيوية.
أسلوب اللعب
- الجزيرة الجديدة تقدّم أسلوبًا مزدوجًا للحياة؛ في جانبها الريفي تعيش شخصياتك تجربة أقرب للبقاء والاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة وصيد الأسماك والتعدين، وهي أنشطة تفتح مجالًا للتدرّج في المهارات وتجميع الموارد وبيعها، مما يحوّل أسلوب اللعب إلى دورة تقدم طويلة الأمد.
- الجانب الترفيهي يغير الإيقاع تمامًا، حيث يوفر المنتجع المغلق أنشطة اجتماعية خفيفة مثل لعب البولينغ والبلياردو وتجربة ألعاب الأركيد الإلكترونية، بالإضافة إلى جلسات استجمام واقعية مثل الساونا والتدليك، لتشعر أن شخصياتك فعليًا في عطلة.
- مهارة السباحة تحولت إلى نظام متكامل داخل اللعبة؛ يبدأ بتدريب بسيط في المسابح ثم يتطور تدريجيًا حتى يسمح بالغوص في أعماق البحر، ما يجعل التقدم ملموسًا ومرتبطًا بالأنشطة البحرية.
- الغوص تحت الماء يضيف بعدًا استكشافيًا عميقًا، حيث يتيح استكشاف الشعاب المرجانية ومقابلة كائنات بحرية متنوعة من دلافين وسلاحف إلى مخلوقات خطرة كالقروش، مع إمكانية العثور على كنوز ومعابد غارقة تمنح التجربة لمسة مغامراتية.
- التنقل في كاهيا أصبح عنصر لعب في حد ذاته، بفضل وجود التاكسي البحري وخيارات القوارب المؤجرة وحتى الدراجات الكهربائية الصغيرة، ما يمنح إحساسًا بالحرية ويكسر رتابة الحركة التقليدية في مدن اللعبة.
- نظام التجميع الجديد يحفّز على استكشاف أرجاء الجزيرة، إذ يمكن العثور على خامات نادرة وأصداف ومعادن تُستخدم لاحقًا في تطوير الأدوات أو صياغة المجوهرات عبر نظام الصناعة، الذي يمثل بدوره عنصرًا جديدًا لبناء الاقتصاد داخل اللعبة.
- المعالم الفريدة مثل معبد القطط مياتارا ليست مجرد ديكور، بل توفر تفاعلات مباشرة مع القطط من إطعام ولعب وشراء تعويذات وأغراض خاصة، ما يضيف تنوعًا لطابع الحياة اليومية.
- آلية السفر بين المدن تطورت بشكل لافت؛ إذ يمكن نقل بعض أفراد العائلة للعيش في كاهيا والعودة لاحقًا لمدينتهم الأصلية، مع استمرار تطورهم ونموهم خلال فترة الإقامة، ما يعزز إحساس الزمن والتقدم الواقعي للشخصيات.
- الأنشطة الجديدة مترابطة بذكاء، فالزراعة والصيد تمدك بالموارد التي تساعدك على الصمود اقتصاديًا، بينما التعدين يمنحك معادن ثمينة تُباع أو تُستخدم للصناعة، وكل ذلك يمكن أن يمول إجازة فاخرة في المنتجع، ما يجعل أسلوب اللعب دورة متكاملة بين الكدح والاسترخاء.
الإيجابيات
- الأجواء الاستوائية أضفت على اللعبة روحًا منعشة وكسرت روتينها، لتمنح إحساسًا بعطلة صيفية متكاملة.
- المحتوى متنوع وضخم، يجمع بين الزراعة والصيد والتعدين والغوص والأنشطة الترفيهية مثل البولينغ والمنتجع الصحي.
- الرسوميات المائية والحياة البحرية، من شعاب مرجانية وكائنات متنوعة، جاءت بمستوى بصري مبهر يجعل الاستكشاف ممتعًا.
- ميزة التنقّل بين المدن والإقامة في المنتجعات أضافت حرية أكبر للشخصيات وتنوّعًا ملحوظًا في أسلوب الحياة.
- التوسعة مجانية تمامًا، وهو ما يعكس جدّية المطوّر في دعم اللعبة ويمنحها قيمة عالية.
السلبيات
- ما زال العالم يبدو أقرب إلى مجموعة أنظمة منفصلة أكثر من كونه بيئة حيّة متكاملة تتفاعل عناصرها بانسيابية.
- الشخصيات (Zois) رغم التحسينات تبقى مسطّحة وتفتقر إلى العفوية والروح المرحة التي تضفي طابعًا إنسانيًا أعمق.
- بعض الأنشطة مثل السباحة والصيد تظل سطحية وتفتقر إلى ميكانيكيات متطورة أو تقدّم بصري واضح.
- الكثافة السكانية في جزيرة كاهيا منخفضة، ما يجعل بعض المناطق تبدو فارغة وتفتقر للحيوية.
- الوظائف الجديدة جميعها من نوع “Rabbit Hole”، أي أنها غير قابلة للتحكم المباشر، مما يقلل من عمق التجربة.
- التفاعلات الاجتماعية بين الشخصيات ما زالت محدودة ولا تصل إلى مستوى محاكاة حياة غنية ومتكاملة.
دعم المنطقة العربية في inZOI
- اللغة العربية: لا يوجد أي نوع من أنواع التعريب
- المشاهد الإباحية: غير موجود
- المثلية: موجودة بالفعل داخل اللعبة، حيث يمكن للشخصيات تكوين علاقات مثلية بشكل طبيعي، مع إمكانية الإنجاب عبر التبني أو خيار “المساعدة الطبية” الذي يدمج الجينات الوراثية للأبوين. ومن المهم التنبيه إلى أن هذا المحتوى يتعارض مع قيمنا العربية والإسلامية، لذا يُنصح بالحذر الشديد وعدم السماح للأطفال أو المراهقين بخوض هذه الخيارات.
- المساس بالمقدسات الدينية: غير موجودة.
- العنصرية: غير موجودة.
- الموسيقى: قابلة للكتم عبر الإعدادات.
هل أنصحك بتجربة توسعة inZOI
بالطبع أنصحك بتجربة توسعة inZOI Island Getaway، فهي ليست مجرد محتوى إضافي عادي بل بمثابة توسعة متكاملة تغيّر من أسلوب اللعب وتفتح لك عالمًا استوائيًا جديدًا مليئًا بالأنشطة. الأجمل أنها مجانية بالكامل لجميع اللاعبين، مما يجعلها فرصة لا تُفوّت لتجديد تجربتك مع اللعبة دون أي تكلفة إضافية.
مُلخص المراجعة
أسلوب اللعب - 8
التجربة البصرية وسمعية - 9
عالم اللعبة - 8
محتوى اللعبة - 7
الذكاء الاصطناعي - 8
الإضافات والتغييرات الجديدة - 8
8
ممتازة
التوسعة المجانية Island Getaway تعكس التزام المطورين بإرضاء اللاعبين، فهي توسع محتوى inZOI بشكل واضح وتمنح تجربة جديدة مليئة بالمغامرة والاسترخاء دون أي تكلفة إضافية.
