مراجعة Kena: Bridge Of Spirits

منذ الإعلان عن لعبة Kena: Bridge Of Spirits في عام 2020 وأنا أضع عيناي على هذه اللعبة، وانتظرها بشغف شديد، مع بعض الحذر نظرًا لأنها تجربة المطور (Ember Lab) الأولى. وبالبحث في تاريخ الاستوديو نجد بأنه استوديو مُتخصص في تقديم إعلانات وأفلام قصيرة من نوع الرسوم المُتحركة

القصة بدون حرق:

تدور أحداث القصة حول شخصية Kena، وكما يصفها عنوان اللعبة “جسر الأرواح” ، أي مرشدة أرواح دورها هو استقبال الأرواح المُنتقلة إلي “الملاذ الأخير” أي أرض الأموات، وتوصيلها. تنطلق في رحلة هدفها هو البحث عن بعض الأرواح التي يتعذر عليها الوصول “للراحة الأبدية” بسبب مآسيهم وأحزانهم التي تبقيهم مرتبطين بعالمهم وتُصادف في طريقها بعض المصاعب، وتحاول أن تتعرف على الأشخاص الذين كانوا يحيطون بالشخصيةالمعنية،وبذلك تغوص بعمق في بعض جوانبهم الإنسانية، بجانب بحثها عن إجابات لبعض تساؤلاتها الشخصية. كل شيء في اللعبة له معنى في القصة، فمثلًا كلمة “شبح الماضي” التي نستخدمها، هي في اللعبة إشارة لمعارك الزعماء، التي تحارب فيها شبحًا من ماضي كل شخصية.

القصة ذكرتني قليلًا بمجموعة من أفلام ديزني الأخيرة، أولهم هو فيلم Raya والذي يحمل طابع المُغامرة الملحمية ذات البطولة النسائية المميزة، والعالم المليء بالتفاصيل والأفكار العميقة بالرغم من الرسوم التي تبدو طفولية. والفيلم الآخر هو فيلم Soul بسبب أفكار اللعبة عن الموت والحياة، ومعانيهما.

شخصية البطلة شخصية جذابة، ولكن اللعب تبخل بعض الشيء في تقديم المعلومات الكافية عنها، وتعطيك الكثير -ببزخ في بعض الأحيان- عن الشخصيات التي يوكل للبطلة إيصالهم للراحتهم الأبدية.

ما المميز في Kena: Bridge Of Spirit

• هي لعبة لكل الأعمار، مناسبة لهؤلاء الذين لا يريدون قصة طويلة، ولا مهمات جانبية مرهقة، والذين يبحثون عن قصة عميقة ذات لحظات مؤثرة تبقى في ذاكرتهم لفترة طويلة
• اسلوب اللعب بسيط للغاية لكنه ممتع ويقدم تنوعًا معقولًا، ليس على صعيد ميكانكيات اللعب، وإنما تصميم البيئات الذي يجعلك تستعمل جميع أدواتك باستمرار، وبأساليب مختلفة
• اسلوب اللعب يتنوع بين القتال، والألغاز والتنقل بمختلف أساليبه، بما في ذلك عنصر الاستكشاف، وهي تركيبة رأينها في ألعاب كثير ولكنها هنا يتم تقديمها على مدار 10 ساعات، كل ساعة تمر عليك مع كينا ستجد شيء جديد سواء تصميم بيئي مُبتكر أو معركة زعيم تشكل تحديًا كبيرًا، أو آلية لعب تغير من الأجواء، وهو ما أحبه في هذا النوع من الألعاب، أن تنتهي اللعبة بمجرد انتهاء الأفكار الجديدة التي تقدمها وتجنب التمطيط المرهق.

• تصميم الأدوات، والأسلحة مميز على الرغم من أنه لا يحتوي على الكثير، فمثلًا تمتلك كينا ضربات قوية وضربات خفيفة مثل ما هو الحال في معظم ألعاب القتال، وتمتلك قدرة سحرية واحدة يمكن استغلالها بأشكال مختلفة،بالإضافة إلى القنبلة الروحية التي تطلقها على الصخور فطفوا في الهواء لتستخدمها في التنقل، والقفز عليها. وهناك أيضًا سلاح العصا التي تُستخدم في المعارك، كعصى سحرية أو قوس وسهم. والقوس والسهم أيضًا يمكنهم مساعدتك في التنقل بجانب المعارك عن طريق التصويب على ورود زرقاء مُضيئة بالبيئة لتجذبك باتجهاها.

• نظام الحركة، والقتال، سلسين لأبعد الحدود، لم أري لعبة سلسلة بهذا الحد منذ زمن بعيد. لعبت Psychonauts 2 منذ شهر ولكني مُعجب بنظام التنقل هنا أكتر لأنه أكثر سلاسة.
• معارك الزعماء تقدم تحديًا عظيمًا من حيث الصعوبة والإبتكار في التصميم. فلكل زعيم اسلوب مُغاير عن سابقه، كما أن تصميمهم مُرتبط ارتباط وثيق بأهميتهم القصصية.
• تقدم Kena bridge Of spirits رسومًا جبارة، واتجاه فني رائع، يظهر في المقاطع السنيمائية واللقطات المأخوذة من محرك اللعبة بمستوى متقارب، لقد شعرت وأن الإعلانات الدعائية لم تُظهر جمال عالم هذه اللعبة بالشكل الكافي.
• عالم اللعبة جميل على الصعيد البصري والعملي، وتنوع البيئات ممتاز على الرغم من تقديم اللعبة لبيئات متشابهة في ألوانها وهويتها العامة إلا أن تصميمها يختلف بشكل ملحوظ عند الخوض في التفاصيل، كما أن العالم بسبب جماله الشكلي، وتصميمه الرائع يُشجع على الاستكشاف بشكل جيد
• طور التصوير يقدم خيارات واسعة ومُرضية

• تمتلك البطلة شخصيات تُسمي Rot، وهي شخصيات صغيرة ولطيفة، تشبه الحيوانات الأليفة تقوم بمساعدة كينا في القتالات عن طريق تقييد الأعداء وإتاحة فرصة التركيز على نقاط ضعفها. وتسمح اللعبة لك يتخصيصهم شكليًا عن طريق القباعات.
• استخدام الRot في المعارك رائع ومتنوع ويعتبر هو أكثر ما يميز معارك كينا عن الألعاب الأخرى من النوع نفسه.
• تنوع الأعداء كان مبهرًا، كل فترة زمنية قصيرة ستجد نوع جديد من الأعداء تقدمه اللعبة لك، يجبرك على تغير اسلوبك في القتال قليلًا.

العيوب:

• الفصل الأخير من اللعبة عانى من الاستعجال، ولم تأخذ بعض الانكشافات الخطيرة في الحبكة حقها.
• شعرت بأن تركيز السرد القصصي كان على الشخصيات التي تُقابلها كينا، وليس على تفاصيل حياتها، وتفاعلاتها تجاه الأحداث التي تمر بها. شعرت بأني لم أتعرف على أهم شخصية في القصة.
• هناك تفاوت شديد في الصعوبة بين المعارك مع الأعداء العاديين، والزعماء على الرغم من اختياري صعوبة متوسطة في البداية.

• نظام تقدم ضحل كان بمثابة فرصة ضائعة كان من الممكن أن تُقدم Kena Bridge Of Spirits فيه المزيد من المُتعة، شخصيًا شعرت بأن اللعبة فعلت الصعب (تصميم المراحل الممتاز) ولم تُحقق السهل وهو تقديم نظام ترقيات عميق مثل ألعاب Tomb Raider و Horizon Zero Dawn مثلًا.

• محتوى جانبي متواضع، كله عبارة عن أشياء قابلة للجمع، سواء كانت قبعات للمخلوقات الصغيرة المُسماه Rot أو عملات سرية من “صناديق ملعونة” تقوم بفتحها بعد معركة مع زعيم فرعي، لتكتشف أنها تُستخدم لشراء قبعات أيضًا!! أو بعض التحديات المرتبطة بعداد وقت، والتي لا تقدم شيئًا جديدًا.

الأداء التقني على الجيل الحالي والسابق:

من ناحية الأداء التقني فإن اللعبة تعمل بدقة 1080p على منصة PlayStation 4 و 1440p على PS4 Pro وتُقدم لك 30 إطارًا في الثانية. الأداء يتحسن بشكل ملحوظ على PlayStation 5 فيمكنك الحصول على دقة 4K و30 إطار في الثانية، أو الحصول على دقة Dynamic 4K (دقة متغيرة متوسطها 1800p) مقابل الاستمتاع بتجربة لعب أكثر سلاسة على 60 إطار في الثانية.

الاختلاف الرسومي بين الجيلين ليس كبيرًا، وإنما يكمن في كم التفاصيل الذي يظهر أمامك على الشاشة
قوة الجيل الجديد تظهر مع الهارد الـ SSD حيث أن شاشات التحميل لا تتخطى 4 ثواني على PS5، في مقابل 15 ثانية تقريبًا على PS4 و PS4 Pro. علي كل حال، هذه اللعبة تبدو في أفضل أحوالها علي الجيل الجديد، وهي واحدة من قلائل الألعاب التي تعطيك شعور أن الجيل الجديد قد وصل أخيرًا! إذا كنت تمتلك بلايستيشن 5 فلا تتردد في تجربة اللعبة عليه.

هل أنصحك باقتناء هذه اللعبة؟

نعم، وبشدة، وسيزيد من تقديرك للعبة أن تكون:

1- من مُحبي سلسلة ألعاب Zelda
2- من مُحبي أفلام ديزني، وخصوصًا الأفلام من نوعية OnwardوRaya.
3- إذا كنت تمتلك إخوة صغار تبحث لهم عن لعبة بسيطة وومتعة وجميلة بصريًا
4- إذا كنت تريد لعبة مُبهرة بصريًا من نوع المُغامرة
5- إذا كنت من مُحبي ألعاب المغامرة الملحمية مثل Uncharted
6- إذا كنت تٌفضل أن تقضي 10 ساعات فقط مع تجربة لعب مُكثفة ذات جودة عالية عوضًا عن 60 ساعة مع لعبة ذات جودة متفاوتة

في النهاية، لعبة Kena لا تبدو لي وأنها لعبة من استوديو صغير على الإطلاق. هناك من الاستوديوهات الكبيرة من يستغرق سنوات للتطوير لعبته ولا يصل لما وصلت إليه تلك اللعبة العظيمة من أداء تقني ثابت وممتاز، وأسلوب لعب ممتع وسلس. ربما لم تأتي بشيء ثوري ولكنها كأول لعبة للاستوديو، تعتبر إنجازًا سيتحاكى به الجميع.