مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Marvel Rivals

لا تزال استوديوهات التطوير تتنافس على تقديم تجارب استثنائية تأسر اللاعبين؛ ومن بين هذه التجارب، تأتي لعبة “Marvel Rivals” من تطوير NetEase Games التي استطاعت أن تجمع بين قوة الشخصيات الأيقونية لعالم مارفل وشغف عشاق ألعاب التصويب التكتيكية. هذه اللعبة ليست مجرد إعادة تقديم لشخصيات محبوبة من القصص المصورة والأفلام، بل هي رؤية متجددة لعالم مارفل بأسلوب لعب يعتمد على التخطيط الاستراتيجي والتفاعل الجماعي. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Marvel Rivals.

بالنسبة للاعبين المخضرمين الذين يقضون أوقاتهم الغالية بين ألعاب تصويب مختلفة، قد يبدو أن إضافة لعبة تصويب بطولية جديدة إلى جدولهم المزدحم أمر مستحيل. لكن Marvel Rivals تظهر لتكسر هذه القاعدة، إذ تقدم تجربة مُغرية وممتعة تجعل من المستحيل تجاهلها. يبدو أن كل لحظة فراغ يجدها اللاعب لن تكتفي بمزيد من الأكشن الذي يستهلك الوقت فحسب، بل ستضيف إلى حياة اللاعب شغفًا جديدًا لعالم الأبطال الخارقين الذي يعشقه الملايين.

لكن ما الذي يجعل Marvel Rivals مختلفة حقًا عن غيرها من ألعاب التصويب البطولية التي تشهد منافسة شرسة في السوق؟ هل هي الشخصيات الأيقونية التي ترتبط عاطفيًا بجمهور مارفل؟ أم ربما أسلوب اللعب الذي يدمج بين التكتيك والمهارة الفردية بشكل غير مسبوق؟ كيف يمكن لهذه اللعبة أن تترك بصمتها في عالم مليء بألعاب ناجحة مثل Valorant وOverwatch 2 وغيرها؟

اللعبة في جوهرها تدور حول مواجهات ملحمية لتقدم تجربة فريدة تعتمد على المواجهات الملحمية بين فرق مكونة من ستة لاعبين، حيث يُعد التخطيط الاستراتيجي والتكتيكات الذكية مفتاحًا لتحقيق الفوز. منذ لحظة إطلاقها، نجحت اللعبة في جذب الانتباه بفضل تصميمها الغني وتنوعها المذهل في الشخصيات المستوحاة من عالم مارفل الشهير.

تضم اللعبة 33 شخصية، بين أبطال وأشرار، كل منهم يتمتع بقدرات فريدة وأسلوب لعب مميز، مما يجعل كل مباراة مغامرة مليئة بالمفاجآت والتحديات. يعكس هذا التنوع فلسفة تصميمية ذكية تتيح لكل لاعب إمكانية اختيار الشخصية التي تتناسب مع أسلوب لعبه الخاص. فإذا كنت من عشاق الهجمات السريعة والديناميكية، ستجد “سبايدرمان” خيارًا مثاليًا، أما إذا كنت تفضل التحكم في مجريات المعركة عبر استراتيجيات الدعم، فإن “دكتور سترينج” يوفر لك تجربة لعب فريدة. أما عشاق الدفاع الصلب والتحمل العالي، فيمكنهم الاعتماد على “هالك” بقوته الجبارة.

الشخصيات في اللعبة موزعة على ثلاثة أدوار رئيسية: المبارزون الذين يشكلون قوة ضاربة بقدراتهم الهجومية الكبيرة، والطليعة الذين يتحملون الأضرار لحماية الفريق، والإستراتيجيون الذين يتخصصون في دعم الفريق عبر التعافي وتعزيز القدرات. هذا التقسيم يجعل عملية اختيار الفريق أمرًا حيويًا، حيث يجب على اللاعبين تحقيق توازن بين الأدوار المختلفة لضمان أفضل فرصة للفوز.

ومع ذلك، فإن هذه المرونة تصطدم أحيانًا بتحديات، خاصة مع عدم وجود نظام يفرض توزيعًا محددًا للأدوار، مما قد يؤدي إلى تشكيل فرق تفتقر إلى التنوع اللازم. على الرغم من أن هذا يُسرّع من وتيرة الدخول إلى المباريات، إلا أنه قد يؤدي أحيانًا إلى فرق غير متوازنة. في حالات كهذه، قد يصبح من الصعب على الفريق تحقيق الانتصار إذا افتقد أحد الأدوار الأساسية، وهو ما قد يسبب إحباطًا للبعض.

أما على مستوى الخرائط، فإن اللعبة تقدم عند الإطلاق ثماني خرائط متنوعة، تتميز بتصميم دقيق يعكس أجواء عالم مارفل. ومع ذلك، قد يشعر بعض اللاعبين بعد فترة بتكرارية هذه الخرائط، خاصة مع وجود مناطق متشابهة مثل “إيغسغارد” و”طوكيو 2099″؛ ورغم أن هذا قد يكون عيبًا على المدى الطويل، إلا أنه يمثل فرصة للمطورين لإضافة محتوى جديد بشكل دوري يحافظ على التجربة مشوّقة ومتجددة.

نظام Battle Pass في اللعبة يُقدم مفهومًا مبتكرًا، حيث يعتمد التقدم على جمع العملات من خلال إكمال تحديات يومية وأسبوعية. يمكن للاعبين استخدام هذه العملات لاختيار الجوائز التي يفضلونها من مسار الجوائز، مما يتيح حرية أكبر في تحديد ما يناسبهم. هذا النظام يختلف عن الأنظمة التقليدية التي تعتمد على فتح المكافآت بشكل تلقائي مع التقدم في المستويات، لكنه قد يفتقر إلى عنصر المفاجأة الذي يُضفي على التجربة مزيدًا من التشويق. ومع أن Battle Passes لا تنتهي صلاحيتها، مما يُعطي اللاعبين وقتًا أطول للاستفادة منها، إلا أن النظام يحتاج إلى تحسينات إضافية لجعله أكثر تحفيزًا.

أما بالنسبة لأطوار اللعب، فإنها تضيف بعدًا آخر من التنوع والتحدي. تضم اللعبة ثلاثة أطوار رئيسية: طور السيطرة الذي يتطلب من الفرق الاستحواذ على نقاط رئيسية في الخريطة، إلى طور المرافقة حيث يتوجب على فريق حماية هدف متحرك بينما يحاول الفريق الآخر تعطيله، وصولًا إلى طور التقارب الذي يشترط إكمال أهداف محددة خلال وقت قصير. كل وضع يمنح اللاعبين تجربة فريدة تحافظ على حماسهم في كل مباراة.

  • منذ أن بدأت تجربتي مع لعبة “Marvel Rivals”، أدركت بسرعة أنها ليست مجرد لعبة جماعية عادية، بل هي تجربة غنية مليئة بالإثارة والاستراتيجيات العميقة. ما يميز هذه اللعبة عن غيرها هو التوازن المثالي بين السرعة، التكتيك، والتعاون بين أعضاء الفريق. شعرت بأنني جزء من عالم مليء بالقدرات الخارقة، حيث كل قرار وكل حركة يمكن أن تؤثر على مجرى المباراة.
  • كل لاعب يمكن أن يلعب دورًا معينًا في الفريق، سواء كان ذلك الهجوم، الدفاع، أو الدعم. هذا التوزيع في الأدوار يعزز من أهمية التعاون ويضيف عمقًا استراتيجيًا لكل مباراة. إضافة إلى ذلك، يمكن للاعبين دمج قواهم معًا لتنفيذ هجمات مشتركة مذهلة، ما يضيف بعدًا جديدًا للإبداع في اللعب.
  • أكثر ما شد انتباهي هو ميكانيكية “التآزر الديناميكي” التي تعتمد على تعزيز التعاون بين الشخصيات بشكل يضيف بعدًا استراتيجيًا للتجربة. عندما قررت تشكيل فريقي باستخدام “كابتن أمريكا” و”بلاك بانثر”، لاحظت كيف ساهم هذا الاختيار في تحسين دفاعات الفريق وزيادة السرعة بشكل ملحوظ. كان هذا التعاون بمثابة نقطة قوة جعلتنا نتفوق على خصومنا في العديد من المعارك.
  • التفاعل بين الشخصيات لم يكن مجرد إضافة عادية، بل كان جوهر اللعبة. التفاعلات الفريدة، مثل رمي “وولفرين” بواسطة “هالك” أو رؤية “روكيت” يركب أكتاف “غروت”، كانت مليئة باللحظات المضحكة والممتعة التي أضافت طابعًا فكاهيًا رائعًا. حتى وإن لم تكن بعض هذه التفاعلات فعّالة دائمًا من حيث الأداء، إلا أنها جعلت اللعب مع الأصدقاء تجربة لا تُنسى.
  • ومع ذلك، لم تكن التجربة خالية من التحديات. بعض القدرات المشتركة بين الشخصيات بدت قوية بشكل مبالغ فيه، مما تسبب في بعض الإحباط خلال المباريات. على سبيل المثال، قدرة “جيف ذا لاند شارك” النهائية التي تمكنه من ابتلاع فريق كامل ورميهم خارج الخريطة كانت تبدو غير متوازنة.
  • ورغم أن مثل هذه اللحظات قد تكون مسلية في بعض الأحيان، إلا أنها قد تصبح مزعجة في سياق المباريات التنافسية. قدرة “هوك آي” على القضاء على الأعداء بضربة واحدة عند إصابة الرأس، أو استخدام “دكتور سترينج” للتنقل الفوري ودفع اللاعبين خارج الخريطة، كانت أيضًا لحظات شعرت فيها بعدم العدالة.
  • أحد الجوانب التي أبهرتني بشكل خاص هو تصميم الخرائط. البيئات القابلة للتدمير ليست مجرد إضافة تجميلية، بل تلعب دورًا حيويًا في تغيير ديناميكية المعارك. هذه الخاصية تضيف عنصرًا استراتيجيًا يمكن استغلاله بطرق مبتكرة. سواء كان ذلك لتحصين المواقع أو لشن هجمات مفاجئة على الخصم، فإن تغيير معالم الخريطة خلال المعركة يجعل كل لحظة مليئة بالحماس.
  • اللعبة تقدم تجربة غنية ومليئة بالتنوع من خلال توفير قائمة تضم 33 شخصية متاحة منذ البداية، مما يتيح للاعبين خيارات واسعة لاختيار أبطالهم المفضلين وتجربة أساليب لعب مبتكرة. هذا التنوع يضفي حيوية على كل مواجهة ويجعلها مميزة عن غيرها.
  • تم تصميم الشخصيات بمهارات فريدة تتماشى مع أصولها المستوحاة من عالم مارفل، مما يضفي عمقًا إضافيًا على أسلوب اللعب. يتيح ذلك للاعبين اختيار شخصيات تناسب أسلوبهم الخاص أو استكشاف أساليب جديدة تضيف تحديًا وإثارة.
  • تتميز اللعبة برسوميات مبهرة وأسلوب فني متقن مستوحى من القصص المصورة الشهيرة، مع الاستفادة من قوة محرك Unreal Engine 5. تنعكس هذه الجودة في التفاصيل الدقيقة لتصميم الشخصيات والبيئات، مما يمنح اللاعبين تجربة غامرة تبدو وكأنها جزء من عالم مارفل الحقيقي.
  • إحدى الميزات الفريدة هي البيئات القابلة للتدمير، والتي تضيف بُعدًا استراتيجيًا للمعارك. يمكن للاعبين استخدام هذه الخاصية لتحقيق أفضلية تكتيكية أو تغيير مسار المواجهة، مما يضفي ديناميكية وتحديًا إضافيًا على اللعبة.
  • توفر اللعبة نظام مطابقة سريع وفعال، يتيح للاعبين الدخول في المواجهات بسهولة ودون انتظار طويل. يناسب هذا جميع أنواع اللاعبين، سواء كانوا يفضلون أسلوب اللعب السريع أو الاستراتيجيات المعقدة.
  • نظام Battle Pass مرن ويمنح اللاعبين حرية اختيار المكافآت التي تناسبهم دون ضغوط زمنية، مما يخلق تجربة مريحة ومستدامة على المدى الطويل.
  • قد يواجه اللاعبون الجدد صعوبة في إتقان بعض الشخصيات، حيث تتطلب مهاراتها وقتًا وممارسة لفهم تعقيداتها. هذا التحدي قد يكون محبطًا للمبتدئين الذين يحتاجون فترة للتأقلم مع اللعبة.
  • تعاني اللعبة من مشكلات في التوازن بين الشخصيات، حيث تبدو بعض الأبطال أقوى بشكل ملحوظ من الآخرين. هذا الاختلال قد يؤثر على عدالة اللعب ويقلل من التنافسية، مما قد يُشعر اللاعبين بالإحباط.
  • تفتقر اللعبة إلى عدد كافٍ من الخرائط، مما قد يؤدي إلى شعور بالتكرار بعد فترة من اللعب. كما أن التشابه بين الخرائط المتوفرة قد يساهم في تقليل التنوع والحماس، خصوصًا لمن يبحثون عن تجارب متنوعة ومبتكرة.

لعبة Marvel Rivals تمثل تجربة جديدة تجمع بين العمق الاستراتيجي وعالم الأبطال الخارقين الذي يعشقه الملايين. رغم بعض العيوب التي قد تؤثر على التوازن أو التنوع، إلا أن نقاط القوة الواضحة في تصميم الشخصيات، أسلوب اللعب، والتفاعلات بين الأبطال تجعلها تستحق التجربة.

إذا كنت من عشاق عالم مارفل أو تبحث عن لعبة تصويب تكتيكية بلمسة إبداعية، فإن Marvel Rivals تقدم تجربة ممتعة ومثيرة مليئة بالتحديات. قد تكون هناك بعض اللحظات المحبطة، لكن الحماس والتفاعل الجماعي سيمنحك مغامرة لا تُنسى. لذا، نعم، هذه اللعبة تستحق التجربة!

مُلخص المراجعة

أسلوب اللعب - 8
أطوار اللعب - 7
محتوى اللعبة - 7.5
التجربة البصرية - 8.5
التجربة السمعية - 8.5
تنوع الشخصيات وقدرتها - 8.5

8

ممتازة

تقدم Marvel Rivals تجربة تجمع بين شخصيات مارفل الأيقونية وأسلوب لعب استراتيجي مبتكر. بفضل تصميمها المتقن وتنوع شخصياتها، تعد اللعبة بتجربة مليئة بالإثارة والتحدي، تلبي تطلعات عشاق مارفل ومحبي الألعاب التكتيكية على حد سواء.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى