Monster Hunter Wilds هي أحدث إصدار في سلسلة ألعاب Monster Hunter من شركة Capcom، ومن المقرر إطلاقها في 28 فبراير 2025 على منصات PlayStation 5، Xbox Series X/S، والحاسب الشخصي .

بالنسبة لي، كلاعب متعمق في السلسلة منذ بداياتها، كانت Monster Hunter دائمًا تجربة فريدة تجمع بين التخطيط الاستراتيجي، القتال المليء بالتحديات، والاستكشاف العميق لعالم السلسلة. لقد لعبت جميع إصدارات Monster Hunter، من العناوين الكلاسيكية على اجهزة ال PS2 وPSP، إلى القفزة التي حققتها السلسلة مع Monster Hunter World وMonster Hunter Rise. و أتذكر بوضوح اللحظة التي شاهدت فيها العرض التشويقي الأول لـ Monster Hunter Wilds في اواخر 2023، رؤية العالم المفتوح الجديد والوحوش الضخمة التي تتحرك بسلاسة في بيئات شاسعة ومتغيرة، وتأثيرات الطقس الديناميكية جعلتني أدرك فورًا أن هذه اللعبة ستكون قفزة جديدة في السلسلة. شعرت بنفس الحماس الذي شعرت به عندما تم الكشف عن Monster Hunter World، لكن هذه المرة، بتحسينات ضخمة تجعل التجربة أكثر واقعيةً وتفاعليةً من أي وقت مضى.

بُنيت Monster Hunter Wilds على أُسُس الأجزاء السابقة، خاصةً Monster Hunter World، والتي تُعد واحدة من أنجح ألعاب Capcom على الإطلاق، حيث نقلت السلسلة إلى مستوى جديد من الانفتاح والتفاصيل البيئية المذهلة. ولكن Monster Hunter Wilds لا تكتفي بالبناء على نجاحاتها السابقة، بل تهدف إلى إعادة تعريف تجربة الصيد من خلال بيئات أكثر حيوية، أنظمة طقس متغيرة تؤثر على سلوك الوحوش، وآليات لعب جديدة تعزز التنوع والاستراتيجية في المعارك.

واحدة من الإضافات التي كنت أطمح لرؤيتها منذ فترة طويلة هي الCrossplay، والتي ستسمح لي أخيرًا باللعب مع أصدقائي بغض النظر عن المنصة التي يستخدمونها، مما يجعل التجربة التعاونية أكثر سلاسة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم اللعبة نظاماً جديداً للحركة باستخدام الSeikret Mount، و هو مخلوق مساعد للاعب و يسهل التنقل السريع واستكشاف الخرائط العملاقة و البيئات المتغيرة بشكل أكثر ديناميكية.
أنا شخصياً متحمس جدًا لتجربة التحديات الجديدة في Monster Hunter Wilds، ورؤية كيف ستتطور اللعبة مقارنة بالإصدارات السابقة التي أمضيت مئات الساعات في استكشافها وصيد الوحوش فيها.
شرح محتوى اللعبة بأختصار:
مثل كل اجزاء سلسلة Monster Hunter, تدور أحداث القصة في عالم يعيش فيه البشر جنبًا إلى جنب مع مخلوقات عملاقة وأسطورية. اللاعب يلعب دور الصياد، وهي مهنة تتطلب استكشاف الأراضي غير المكتشفة لفهم هذه الوحوش، ودراستها، وتعقبها، والأهم من ذلك، صيدها او القبض عليها علي حسب المهمة.

في “Monster Hunter Wilds“، يتقمّص اللاعب دور الصيّاد (Hunter) الذي يغامر في ال“Forbidden Lands”، وهي منطقة جديدة غير مستكشفة تم اكتشافها حديثًا في قصة اللعبة. و في اول القصة يظهر فتى غامض يُدعى Nata حيث قال لجماعة الصيادين المستكشفين للاراضي الجديدة أن قريته تعرّضت لهجوم من وحش كبير يُسمّىي بال“White Wraith”. و تتمثّل مهمّة اللاعب في التحقيق في أمر هذا المخلوق، وإنقاذ شعب Nata (المعروفين باسم Keepers)، وكشف أسرار هذا العالم الجديد، مع استكشاف النظام البيئي المعقّد ومواجهة مختلف الوحوش على طول الطريق قصة اللعبة.

اللاعبون العائدون: ما الذي يمكن توقعه في Monster Hunter Wilds؟
إذا كنت من عشاق سلسلة Monster Hunter واستمتعت بالإصدارات السابقة كما فعلت انا، فلن أحتاج إلى إقناعك بخوض مغامرة Monster Hunter Wilds. وبما أن Wilds تتابع نهج Monster Hunter: World في كونها إصدارًا ضخمًا من Capcom, فسأركز على المقارنة بين Wilds و World لتسليط الضوء على أهم التغييرات بين اللعبتين.

تحديثات الأسلحة: خيارات أكثر و اساليب لعب جديدة
كما هو الحال مع كل إصدار جديد من Monster Hunter، حصلت الأنواع ال14 من الأسلحة على تغييرات جديدة، لكن ما يبرز في Wilds هو مدى سلاستها في الاستخدام. أسلحة مثل Sword & Shield و Dual Blades أصبحت تمتلك حركات ضرب و كومبوهات جديدة. أما علي سبيل المثال الBow و الInsect Glaive فقد اكتسبا قدرات هجومية جديدة، بينما حصلت أسلحة مثل Switch Axe على خيارات دفاعية محسنة. هذه التعديلات تجعل كل سلاح أكثر مرونة ومتعة في القتال.
تحسينات جودة الحياة: صيد أكثر سلاسة وأقل عناء
أدخلت Capcom نظامًا جديدًا يُعزّز تجربة الصيد في Monster Hunter Wilds، يُعرف بـنظام إصابة الوحوش. يتيح هذا النظام للصيادين إحداث جروح في أجزاء معينة من الوحش أثناء المعركة. عند تكرار الهجمات على نفس الجزء من جسد الوحش، يتعرض الوحش لإصابة تُضعف قدراته وتُغير من سلوكه القتالي. ما يُميز هذا النظام أنه بمجرد تدمير الجرح لدى الوحش، يمكن للصيادين الحصول على موارد فريدة من الجزء المصاب، تُضاف مباشرةً إلى مخزونهم دون الحاجة لجمعها يدويًا. هذا التغيير يُقلل من التوقفات غير الضرورية، مما يسمح بالتركيز بشكل أكبر على استراتيجية الصيد والتفاعل مع البيئة المحيطة.

إلغاء نظام التتبع وتغير مفهوم تجربة الصيد
أحد التغييرات المثيرة للجدل هو إزالة نظام التتبع. في Monster Hunter: World، كان على اللاعبين جمع آثار الأقدام والدلائل لتحديد موقع الوحش علي الخريطة. أما في Wilds، فإن الوحوش مرئية على الخريطة في بداية كل صيد، حتى قبل أن تواجهها. رغم أن هذا التغيير يجعل طريقة اللعب أكثر سرعة وسلاسة، إلا أنه يزيل جزءًا من متعة تتبع أثر الوحش في بيئته، وهو عنصر قد يفتقده بعض اللاعبين.
نظام طعام جديد: تأثيرات مؤقتة وحرية في التحضير
تم إعادة تصميم نظام تعزيزات الطعام في Wilds، حيث لم يعد مرتبطًا بالكافيتيريا التقليدية. بدلًا من ذلك، يمكن للصيادين تحضير وجباتهم في خيمتهم أو باستخدام الBBQ Setup أثناء المهمة. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت تأثيرات الطعام محددة بوقت مرئي علي شاشة بدلًا من أن تكون مقتصرة على مهمة واحدة، مما يعني أنها تستمر حتى بعد الانتهاء من إحدى المهام أو حتى في حالة الإغماء.

الأسلحة الثانوية: غير استراتيجيتك أثناء الصيد
لأول مرة في تاريخ السلسلة، يمكن للصيادين حمل سلاح ثانوي في المعركة، مخزنًا على ظهر الSekiret mount الخاص بهم. هذه الإضافة توسع نطاق الخيارات القتالية، حيث يمكن للاعبين التبديل بين الأسلحة أثناء الصيد للتكيف مع تغيرات المعركة. علاوةً على ذلك، بات لكل سلاح مهارات خاصة، مما يفتح المجال للإبداع التكتيكي وتغيير الاستراتيجيات وفقًا للوضع الراهن في المعركة.

هل اللعبة معربة؟
نعم. تعريبًا كاملًا للنصوص والقوائم.
الأداء التقني: مشكلة عدم تحسين محرك RE Engine بالشكل المناسب
رغم التحسينات الكبيرة التي شهدتها Monster Hunter Wilds من حيث التفاصيل البيئية وحيوية العالم، إلا أن الأداء التقني لا يزال يعاني من مشاكل واضحة، خاصةً على محرك RE Engine الذي لم يتم تحسينه بالشكل المطلوب ليواكب المعايير الحديثة. هذا الأمر لم يكن مفاجئًا تمامًا، حيث رأينا مشاكل مشابهة في Dragon’s Dogma 2، والتي تعمل على نفس المحرك وتعاني من ضعف في الأداء على مختلف الأجهزة، حتى القوية منها.
قمت بتجربة اللعبة على جهاز بمواصفات:
المعالج: Intel i7-13700K
البطاقة الرسومية: NVIDIA RTX 3090
الذاكرة العشوائية: 32GB DDR5 7200MHz
التخزين: SSD NVMe
ومع هذه المواصفات العالية، كنت أتوقع أن تعمل اللعبة بسلاسة على إعدادات قصوى مع معدل إطارات ثابت، ولكن للأسف، واجهت هبوطًا غير مبرر في معدل الإطارات، خاصة في البيئات الواسعة والمليئة بالعناصر الديناميكية مثل العواصف الرملية والتضاريس المتحركة. معدل الإطارات يتراوح بين 60-80 إطار في الثانية في المناطق العادية، لكنه يهبط أحيانًا إلى 30 إطارًا عند مواجهة وحوش ضخمة أو في معارك متعددة الوحوش، مما يؤثر على تجربة اللعب العام بشكل ملحوظ.
المشكلة الكبرى هي أني لاحظت ان الانخفاضات في الأداء لا تبدو مرتبطة بالحمل علي المعالج أو كرت الشاشة، بل تبدو وكأنها نتيجة لضعف تحسين محرك RE نفسه. حتى عند تقليل بعض الإعدادات الرسومية مثل الظلال وتأثيرات الإضاءة، لم يكن هناك تحسن واضح في الأداء، مما يشير إلى أن اللعبة لا تستغل كل الموارد المتاحة لها .
تجربة سابقة مع Dragon’s Dogma 2 – هل يعاني RE Engine من مشكلة دائمة؟
قمنا العام الماضي بمراجعة Dragon’s Dogma 2 فور صدورها، وهي لعبة أخرى من شركة Capcom تعمل على محرك RE Engine وتعاني من مشاكل مشابهة جدًا لما نراه الآن في Monster Hunter Wilds. بالرغم من أن Dragon’s Dogma 2 قدمت عالمًا واسعًا ومليئًا بالتفاصيل، إلا أن ضعف تحسين الأداء جعل التجربة غير مستقرة على الحاسب الشخصي وحتى على اجهزة الConsole.
المشاكل التي لاحظناها في Dragon’s Dogma 2 تضمنت هبوطًا غير مبرر في معدل الإطارات، تأخيرًا في تحميل الموارد، وعدم استغلال المحرك للقدرات الكاملة للجهاز الشخصي، وهي نفس المشاكل التي نشاهدها الآن في Monster Hunter Wilds.
جودة الصورة و ضبابية المشاهد
على الرغم من أن اللعبة تستخدم تقنيات متطورة في الإضاءة والظلال، إلا أن هناك مشكلة واضحة في جودة الصورة، حيث تبدو ضبابية في بعض المشاهد، حتى عند تشغيلها على إعدادات 4K فائقة الجودة. يبدو أن اللعبة تعتمد بشكل كبير على تقنيات Temporal Anti-Aliasing (TAA)، والتي تؤدي إلى ضبابية مزعجة في الحركة و المشاهد، خاصة عند تتبع الوحوش بسرعة أو التحرك في المناطق الصحراوية ذات الألوان الفاتحة.
بعض البيئات، مثل الصحاري والغابات المطيرة، تبدو مذهلة من حيث التصميم الفني، ولكن الضبابية تفقدها بعض التفاصيل التي من المفترض أن تكون أكثر وضوحًا. كنت أتمنى وجود خيار لتعطيل TAA أو تحسين خوارزمية المعالجة الحادة (Sharpening) كما هو الحال في بعض الألعاب الأخرى التي تستخدم محرك RE Engine، لكن للأسف، لا يوجد خيار مباشر للتحكم في هذا الجانب من الرسوميات داخل إعدادات اللعبة.
مشاكل التحميل وتأخر الاستجابة في بعض المشاهد
رغم أنني استخدمت SSD NVMe، لاحظت بعض التأخير في تحميل الأصول عند الانتقال بين المناطق بسرعة، وخاصة عند استخدام Seikret Mount للتنقل لمسافات طويلة. في بعض الحالات، يمكن ملاحظة تحميل العناصر البيئية أمام اللاعب بشكل متأخر، مما يعطي شعورًا بأن العالم غير متماسك بصريًا.
جودة الرسوميات على الإعدادات المنخفضة: تجربة غير مرضية
عند تشغيل Monster Hunter Wilds على إعدادات رسومية منخفضة، يلاحظ اللاعبون تدهورًا كبيرًا في جودة الرسوميات، مما يؤثر سلبًا على تجربة اللعب. تصبح البيئات أقل تفصيلاً، وتفقد العناصر الطبيعية حيويتها، مما يجعل العالم يبدو باهتًا ومسطحًا. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الشخصيات والوحوش بتفاصيل أقل، مما يؤدي أحيانًا إلى مظاهر غير طبيعية أو حتى مضحكة للوجوه والتعابير.

في نسخة البيتا للعبة، اشتكى العديد من اللاعبين من هذه المشاكل الرسومية. نشر بعضهم صورًا ومقاطع فيديو تظهر الشخصيات بتفاصيل غير مكتملة، وأحيانًا بملامح مشوهة تذكرنا بالألعاب القديمة ذات الرسوميات المحدودة. على سبيل المثال، شارك أحد المستخدمين تجربة حيث بدت الشخصية وكأنها مخلوق ورقي متحرك.
استجابةً لهذه الانتقادات، أكدت شركة Capcom أن النسخة النهائية من اللعبة ستشهد تحسينات كبيرة في جودة الرسوميات، وأن ما تمت ملاحظته في البيتا لا يعكس المستوى النهائي المتوقع. ومع ذلك، يبقى من المهم أن يكون اللاعبون على دراية بأن تشغيل اللعبة على إعدادات منخفضة قد يؤدي إلى تجربة بصرية أقل إرضاءً، خاصةً فيما يتعلق بتفاصيل الوجوه والشخصيات.
هل يمكن تحسين اداء اللعبة في المستقبل؟
بناءً على ما رأيناه مع Dragon’s Dogma 2، يبدو أن Capcom لا تزال بحاجة إلى المزيد من الوقت لتحسين RE Engine للألعاب المفتوحة الكبيرة. ومع ذلك، من الممكن أن نشهد تحسينات مستقبلية من خلال التحديثات، خاصة إذا استجابت الشركة لشكاوى اللاعبين حول الأداء الغير مستقر والضبابية في الرسوميات.
إيجابيات Monster Hunter Wilds
أخذت Monster Hunter Wilds التفاصيل البصرية إلى مستوى جديد من الإتقان، حيث تم تصميم نماذج البيئات بدقة عالية لتعكس تنوع العالم وجماله الطبيعي. المناطق المفتوحة تزخر بالتفاصيل، من التضاريس الوعرة والكهوف المظلمة إلى السهول الشاسعة المليئة بالحياة البرية، مما يجعل كل منطقة تبدو وكأنها نظام بيئي مستقل يتفاعل مع اللاعب بطريقة ديناميكية.

المؤثرات البصرية، مثل الطقس المتغير قد تٌغَيَّرَ أجواء الصيد بشكل واقعي، حيث تؤثر العواصف الرملية والأمطار الغزيرة على الرؤية وحركة الوحوش، مما يجبر الصيادين على التكيف مع البيئة المتغيرة باستمرار. الوحوش نفسها مصممة بعناية فائقة، حيث تظهر عليها اثار الجروح والكدمات أثناء القتال، مما يضيف مستوى عميق من الواقعية ويجعل كل معركة تبدو أكثر وحشية وملحمية.
الاهتمام بالتفاصيل يمتد أيضًا إلى تصاميم الدروع والأسلحة، التي تعكس العناصر المستوحاة من الوحوش التي تم تصنيعها منها، مما يضيف إحساسًا بالإنجاز عند الحصول على معدات جديدة. رغم بعض مشاكل الرسوميات الضبابية التي قد تؤثر على جودة الصورة في بعض المشاهد، إلا أن Monster Hunter Wilds تظل واحدة من أكثر الألعاب جماليةً من حيث التصميم الفني وتنوع البيئات.

تحسينات في أسلوب اللعب والقتال
اللعبة تقدم آليات لعب جديدة تعطي الصيادين مرونة أكبر أثناء القتال. من أبرز الإضافات Seikret Mount، التي تسمح بالتنقل السريع واستكشاف البيئات بشكل أكثر ديناميكية او قابلية سن سلاحك فوق الSeikret قبل ان تواجة الوحش الذي ستصطاده قد توفر بعض الوقت، إلى جانب القدرة على التبديل بين أسلحة مختلفة أثناء الصيد. كما أن Focus Mode يضيف ميكانيكية جديدة تجعل القتال أكثر دقة من خلال استهداف أجزاء معينة من الوحش، مما يمكن اللاعبين من إحداث إصابات تُضعف الوحش .

قصة محسنة وتفاعل أعمق مع الشخصيات
لطالما كانت Monster Hunter تركز على أسلوب اللعب أكثر من القصة، ولكن في Wilds، تمت إضافة عناصر سردية أكثر تطورًا، حيث يتم تقديم شخصيات ذات طابع مميز تتفاعل مع اللاعب بطريقة أكثر ديناميكية. القصة هذه المرة ليست مجرد خلفية للأحداث، بل تمتلك بعض اللحظات السينمائية التي تعزز من الانغماس في العالم.
حروب الوحوش: صراع العمالقة أثناء الصيد
من أكثر اللحظات المثيرة في Monster Hunter Wilds هي حروب الوحوش (Turf Wars)، حيث تشتبك الوحوش الضخمة مع بعضها البعض في معارك عنيفة غير متوقعة أثناء الصيد. هذه الميزة، التي برزت لأول مرة في لعبة Monster Hunter: World، تعود في Wilds بشكل أكثر ديناميكية وعنفًا، حيث أصبحت الوحوش تتفاعل مع البيئة بشكل أذكى، وتدخل في مواجهات شرسة عند التقاء مناطق نفوذها.
على سبيل المثال، أثناء مطاردتك لهدفك الرئيسي، قد تجد نفسك فجأة وسط معركة غير متوقعة عندما يظهر وحش آخر غير مستهدف، إما للدفاع عن منطقته أو لمحاولة افتراس الوحش المستهدف منك. في لحظة واحدة، تتحول رحلتك المخطط لها إلى صراع ملحمي بين عملاقين يتقاتلان بضراوة أمام عينيك، مستخدمين مخالبهم الحادة، أنيابهم القوية، وحتى عناصر البيئة المحيطة لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر ببعضهم البعض.

هذه المواجهات ليست مجرد مشاهد سينمائية عابرة، بل تؤثر بشكل مباشر على سير المعركة، حيث يمكن أن يتسبب كل وحش في إصابة الآخر بجروح بالغة، مما يمنح الصياد فرصة ثمينة لاستغلال الفوضى سواء عبر توجيه ضربات حاسمة للوحش المُنهك، أو إلاختباء لتجنب الوقوع وسط هذا الصراع المدمر..
في Monster Wilds، أصبح هذا النظام أكثر تطورًا، حيث يمكن أن تمتد المواجهات لفترات أطول، ويمكن لبعض الوحوش أن تجر القتال إلى مناطق أخرى أو حتى أن تستدعي وحوشًا أصغر للمساعدة. أحيانًا، قد تجد نفسك مضطرًا لتغيير خطتك بالكامل إذا تطورت الأمور إلى معركة ثلاثية بين وحوش ضخمة.
هذه الميزة تضيف عنصرًا عشوائيًا ومثيرًا لكل عملية صيد، حيث لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث أثناء المطاردة. بعض اللاعبين قد يستغلون هذه المواجهات لإضعاف الوحش المستهدف قبل التدخل، بينما قد يجد آخرون أنفسهم عالقين في معركة فوضوية تتطلب استراتيجيات سريعة للهروب أو إعادة التمركز.
تجربة لعب سلسة في معظم الأوقات
على الرغم من وجود بعض المشاكل في الأداء التقني، إلا أن تجربة اللعب بشكل عام سلسة، خاصة أثناء القتال مع الوحوش في معظم البيئات. الاستجابة السريعة للأوامر وتحسينات الذكاء الاصطناعي للوحوش تجعل المواجهات أكثر تحديًا ومتعة. تعديلات جودة الحياة مثل جمع الموارد تلقائيًا بدلاً من الحاجة إلى التقاطها يدويًا تساعد في الحفاظ على تدفق اللعب دون انقطاعات مزعجة.
تجربة التحكم: دعم محسّن نوعاً ما للKeyboard & Mouse لكن يفضل يد التحكم
كما هو الحال مع الإصدارات السابقة من Monster Hunter، فإن Monster Hunter Wilds تم تصميمها في الأساس لتكون تجربة مثالية على يد التحكم، مما يجعل اللعب أكثر سلاسة وطبيعية خاصةً فيما يتعلق بالحركة، الكاميرا، وتنفيذ الهجمات الخاصة بالأسلحة. معظم عناصر التحكم، مثل التنقل السريع بين الأدوات، إدارة الزوايا في القتال، وحتى التنقل أثناء استخدام Seikret Mount، تبدو أكثر تكيفًا مع يد التحكم.
ومع ذلك، هناك تحسينات واضحة تجعل تجربة الKeyboard & Mouse أكثر راحة من أي وقت مضى. تحكم الكاميرا أصبح أكثر مرونة باستخدام الMouse، مما يسهل التصويب، خاصةً مع الأسلحة التي تعتمد على الدقة مثل Bow وHeavy Bowgun. أيضًا، تم تحسين تخطيط الأزرار لجعل استخدام الأدوات والمهارات أكثر سهولة دون الحاجة إلى تخصيصات معقدة.
رغم هذه التحسينات، لا تزال بعض الميكانيكيات، مثل التحكم في اتجاه الضربات القتالية، التبديل بين الأدوات بسرعة، والمناورة أثناء القتال القريب، أكثر سلاسة باستخدام يد التحكم. لذا، إذا كنت قادمًا من الإصدارات السابقة، أو تبحث عن التجربة الأكثر راحة، فإن يد التحكم تظل الخيار الأفضل، ولكن إن كنت تفضل اللعب على الحاسب باستخدام لوحة المفاتيح والفأرة، فستجد أن Monster Hunter Wilds أصبحت أكثر صديقة لهذا الأسلوب، دون أن تكون مثالية بالكامل.
ماذا عن السلبيات؟
مشاكل في الأداء وعدم تحسين محرك اللعبة بشكل كافٍ كما قلنا من قبل في مراجعة الاداء التقني للعبة و رغم التحسينات التي جلبتها Capcom في الرسوميات والتفاصيل البيئية، إلا أن أداء اللعبة يعاني من مشاكل واضحة، خاصة عند تجربتنا على الحاسب الشخصي بمعدل إطارات غير مستقر. Monster Hunter Wilds تعمل على RE Engine، نفس المحرك الذي تم استخدامه في Dragon’s Dogma 2، والذي لم يشهد تحسينات كبيرة من حيث الأداء. لذلك شهدنا هبوط في معدل الإطارات في المناطق الواسعة، خاصة أثناء القتال ضد الوحوش الضخمة، قد يؤثر سلبًا على التجربة ويجعل التحكم أقل استجابة في اللحظات الحرجة.

نظام اللعب الجماعي لا يزال معقدًا و غير سلس
اللعب الجماعي كان دائمًا جزءًا رئيسيًا من سلسلة Monster Hunter، ولكن عندما جربنا اللعبة في اول و ثاني بيتا في Monster Hunter Wilds، لا يزال الانضمام إلى الأصدقاء أو البحث عن فرق تعاونية عملية غير سلسة في واجهة المستخدم. و لا يوجد تحسين واضح على نظام الSOS Flare أو ميكانيكيات البحث عن لاعبين او الاصدقاء، مما يجعل اللعب التعاوني أحيانًا مزعجًا بدلًا من أن يكون ممتع او سريع و لاكن كل هذا كان في تجربتنا في البيتا.
إزالة نظام التتبع القديم قد لا يعجب الجميع
في Monster Hunter: World، كان على الصيادين جمع آثار الأقدام والقرائن البيئية لتحديد موقع الوحش، مما أضاف عنصرًا غامرًا في البحث عن الوحوش. لاكن في Wilds، تم التخلص من هذه الميكانيكية، وأصبح الوحوش مرئيين على الخريطة مباشرة منذ بداية المهمة. هذه الخطوة تجعل تجربة الصيد أكثر سرعة، ولكنها تفقد بعضًا من العمق و واقعية التتبع التي كانت تضيف إحساسًا بالتحدي والاستكشاف.
هل أرشح لك Monster Hunter Wilds؟
الإجابة تعتمد على ما تبحث عنه في اللعبة، وما إذا كنت مستعدًا لتحمل بعض العيوب التقنية في مقابل تجربة لعب غنية وممتعة.

إذا كنت من عشاق سلسلة Monster Hunter، فستجد في Monster Hunter Wilds انها بالفعل تجربة ممتعة تحمل تحسينات على أنظمة القتال والاستكشاف، مع إضافة ميكانيكيات جديدة مثل الSeikret Mount، وإمكانية التبديل بين الأسلحة أثناء القتال، ونظام الFocus Mode المحسن الذي يجعل إصابة أجزاء الوحوش أكثر اثارة اثناء المعركة. كذلك، تعديلات جودة الحياة، مثل إرسال الموارد مباشرةً إلى المخزون وإلغاء الحاجة لجمعها يدويًا، تجعل التجربة أكثر سلاسة وأقل إزعاجًا مقارنةً بالإصدارات السابقة.
ومع ذلك، إذا كنت تهتم بالأداء التقني واستقرار الإطارات، فقد تواجه بعض الإحباط. رغم قوة المحرك الرسومي RE Engine، إلا أن ضعف التحسين يجعل الأداء غير مستقر حتى على الاجهزة ذات المواصفات القوية. المشاكل تشمل انخفاض معدل الإطارات بشكل عشوائي، ضبابية الصورة، وتحميل الموارد المتأخر، مما قد يفسد تجربة بعض اللاعبين، خاصةً على الحاسب الشخصي. كذلك، تشغيل اللعبة على الإعدادات المنخفضة يؤدي إلى تدهور واضح في جودة الرسوميات، لدرجة أن الشخصيات والوحوش قد تبدو مضحكة وغير طبيعية.
إذا كنت لاعبًا جديدًا على السلسلة، فـ Monster Hunter Wilds قد تكون بداية جيدة، لكن ضع في اعتبارك أن أسلوب اللعب العميق والمنهجي قد يحتاج إلى وقت للتعود عليه. من ناحية أخرى، إذا كنت لاعبًا يبحث عن تجربة مستقرة وخالية من المشاكل التقنية، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى تصدر Capcom تحديثات لتحسين الأداء قبل الشراء.
الخلاصة:

في النهاية، تقدم Monster Hunter Wilds تجربة تحافظ على جوهر السلسلة مع تحسينات كبيرة تجعل الصيد أكثر سلاسة وإثارة. رغم أن المشاكل التقنية قد تؤثر على التجربة، إلا أن اللعبة تظل واحدة من أكثر العناوين المنتظرة لمحبي التحديات التكتيكية والقتالات الملحمية. مع تقديمها لعالم غني مليء بالوحوش القوية والتفاصيل البيئية المتقنة، فهي تمنح اللاعبين مغامرة تتطلب مهارة وصبرًا، لكنها تكافئهم بشعور الإنجاز كلما تمكنوا من التغلب على الوحوش الأكثر شراسة في كل مرحلة من اللعبة. سواء كنت لاعبًا قديم في أو جديد في السلسلة ، ستجد في هذه اللعبة تجربة تدفعك للاستمرار، والاستكشاف، وتطوير استراتيجياتك مع كل مواجهة تخوضها.
ملخص المراجعة
الاداء التقني - 5
تنوع الاسلحة و الكمبوهات الجديدة - 9
اسلوب اللعب و تصميم الوحوش - 9
حجم و تنوع محتوي اللعبة - 8.5
القصة و تفاعل الشخصيات - 8
العالم و جمال الطبيعة - 8.5
8
ممتازة
تقدم Monster Hunter Wilds تجربة تحافظ على جوهر السلسلة مع تحسينات كبيرة تجعل الصيد أكثر سلاسة وإثارة. رغم أن المشاكل التقنية قد تؤثر على التجربة، إلا أن اللعبة تظل واحدة من أكثر العناوين المنتظرة لمحبي التحديات التكتيكية والقتالات الملحمية. مع تقديمها لعالم غني مليء بالوحوش القوية والتفاصيل البيئية المتقنة، فهي تمنح اللاعبين مغامرة تتطلب مهارة وصبرًا، لكنها تكافئهم بشعور الإنجاز كلما تمكنوا من التغلب على الوحوش الأكثر شراسة في كل مرحلة من اللعبة. سواء كنت لاعبًا قديم في أو جديد في السلسلة ، ستجد في هذه اللعبة تجربة تدفعك للاستمرار، والاستكشاف، وتطوير استراتيجياتك مع كل مواجهة تخوضه