مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة NINJA GAIDEN 4

عودة أسطورية تليق بهذا الأسم العريق

في عصر ما قبل ألعاب السولز كانت ألعاب الـ Hack & Slash تعيش في فترتها الذهبية مثل ألعاب مثل Devil May Cry و God of War و Onimusha و Dynasty Warriors وبالطبع Ninja Gaiden. كان لا يوجد شيء إسمه Stamina Bar لأن جوهر اللعبة يدور حول السرعة واتقان الضربات وتقطيع الأعداء بأسلوب عرض بصري مذهل. وعلى الرغم أن جودة ألعاب الـ Hack & Slash المذكورة بالأعلى كانت جلها مصقولة ورائعة، إلا أن هناك لعبة واحدة تفوقت عليهم جميعاً ألا وهي Ninja Gaiden الجزء الأول -وخصوصاً نسخة Black- كانت تحفة فنية في تصميم الأكشن، أسرتني في مراهقتي بتحدياتها الصارمة، وذكاء أعدائها الاصطناعي، وروعتها البصرية، ونظام قتالها المذهل الذي لم أرَ له مثيلًا من قبل.

ولكن منذ رحيل Tomonobu Itagaki من Team Ninja وهو المبدع الذي أخرج لنا أول جزئين 3D من سلسلة Ninja Gaiden، أصبح حالة السلسلة في الحضيض، ومع تريند ألعاب السولز ركز Team Ninja على هذا النوع وأخرج لنا سلسلته الجميلة Nioh وبقت Ninja Gaiden في ظلامات النسيان. ولكن لا يدوم شيء للأبد، ففي حدث Xbox Developer Direct في يناير هذا العام فاجئتنا ميكروسوفت بأعادة أحياء السلسلة بالأعلان عن الجزء الرابع أخيراً الذي طال انتظاره، ومن تطوير الفريق المبدع PlatinumGames ويشاركه في التطوير Team Ninja بالطبع. مع وعود كبيرة بأن Ninja Gaiden 4 ستكون عودة قوية تعوض لنا هذه الغيبة الطويلة. فهل نجحت في Ninja Gaiden 4 ذلك؟ هذا ما سنعرفه في مراجعتنا.

نبذة عن اللعبة

لعبة Ninja Gaiden 4 هي لعبة Hack & Slash من منظور الشخص الثالث تعتمد على سرعة أتقان ضربات متتالية لهزيمة الخصوم. من تطوير PlatinumGames ومن نشر Xbox إلا إنها ليست حصرية فهي متوفرة على أجهزة Xbox Series X-S و PlayStation 5 و PC ولكن في المقابل هي متوفرة من أول يوم على خدمة Game Pass Ultimate.

تتمحور قصة Ninja Gaiden 4 حول شخصية جديدة في السلسلة وهو النينجا الشاب Yakumo من عشيرة الغراب، ورحلته لأعادة أحياء Dark Dragon لقتله مجدداً لكن بطريقة صحيحة هذه المرة، ولكنه سيواجه الكثير من التحديات أبرزها بطل السلسلة الأساسي Ryu Hayabusa الذي يحاول منع عدم إحيائه مرة أخرى بعد أن قتله في الجزء الثالث.

قصة وشخصيات اللعبة

تدور أحداث Ninja Gaiden 4 في حقبةٍ زمنية تلي أحداث Ninja Gaiden 3، داخل طوكيو المستقبلية المهجورة التي غرقت في فوضى عارمة بسبب بقايا Dark Dragon التي لا تزال تُلقي بظلّها الكئيب على المدينة. نعلم أن الشرير Dark Dragon لم يتمكن من إتمام خطته الخبيثة، إذ تصدى له “Ryu Hayabusa“. لكن النصر لم يكن كاملاً، إذ بقيت بقايا جسد Dark Dragon، وتسببت في هطول أمطارٍ ملعونة لا تنتهي تُعرف باسم Rain of Darkrot. تلك الأمطار تفسد الأرواح وتحولها لوحوش، ناشرة الفوضى واليأس في كل زاوية في المدينة.

بطل اللعبة هو Yakumo ومهمته هي القضاء على Dark Dragon بالطريقة المثاليّة لضمان عدم عودته، وذلك من خلال اغتيال كاهنة التنين Seori تحقيقاً لنبوءة عشيرته. ولكن عندما يصل إليها، تكشف Seori الحقيقة وراء هذا التنين المظلم وتقترح على Yakumo عقد تحالفٍ معه لمساعدته في كسر الختم. وعقب فشل بعث Dark Dragon، تظهر كائنات شرهة للدماء دون إنذار، فيما تقف منظمة Divine Dragon Order كآخر خطوط الدفاع عن الشعب في مواجهة هذا الخطر الدائم.

منظمة Divine Dragon Order تحكم مدينة طوكيو بالحديد والنار، وتسعى لاستغلال جوهر التنين المظلم لتحقيق غايات مجهولة، وسوف تقف أمام Yakumo وتقاتله في كل مكان. في وسط هذه الفوضى يظهر Ryu Hayabusa – أصبح أكبر سناً وأكثر حكمة- والذي قد تتشارك أهدافه مع منظمة Divine Dragon Order في إبقاء جوهر التنين مختومًا ولكنه لا يريد إستغلاله مثلهم. يؤدي كل ذلك إلى صراع أسطوري بين محارب قديم مقيّد بالتقاليد، وشاب مفعم بالحيوية مدفوع بالمصير ومنظمة تخفي أهدافاً غامضة وتنين شرير إسطوري يريد العودة. وتبرز الصراع بين التقاليد الصارمة والمصلحة العامة المتغيرة دائماً.

تقدم اللعبة الكثير من الشخصيات المميزة مثل Seori الكاهنة التي ختمت Dark Dragon. و Kagachi القائد الأعلى لمنظمة Divine Dragon Order، المنظمة العسكرية الغامضة. و Tyran سيد فنون القتال في عشيرة Raven. يقوم بتدريب Yakumo على التقنيات التي اكتسبها عبر سنواتٍ من الدراسة والمعارك. و Misaki أحد كبار في عشيرة Raven. ويرافقك لكسر ختم Dark Dragon. وكل من شخصيات اللعبة أهدافها وتحولاتها أثناء تقدم القصة.

قصة اللعبة مشوّقة ما وتُسرد في مشاهد سينمائية ممتازة, وتقدم شخصيات متنوعة. وأعجني فيها إنها لا تتكلف فهي لا تتعمق كثيراً وكما إنها ليست سطحية وتؤدي المطلوب منها والمناسب لنوع مثل هذه الألعاب سريعة الوتيرة بأفضل وجه. كما إنها لا تقدم الـكرينج الياباني المعتاد والذي كان يفصلي دائماً من الألعاب اليابانية. ولكني ما أجده عيباً في قصة اللعبة هو إنني لم ارتبط بالشخصية الجديدة كثيراً فهو صامت أغلب الوقت، وكنت افرح بظهو Ryu اكثر. قد يكون ذلك بسبب تعلقي بالبطل القديم أعترف لكن مهابته وحمكته تجعله أفضل بكثير من Yakumo.

تصميم مراحل اللعبة

تتبع Ninja Gaiden 4 نظام المراحل وليست عالم مفتوح، ولكن كل مرحلة بمثابة رحلة فنية بسبب تنوع المناظر والبيئات والرسومات الرائعة، مع تقديم تحديات وخصوم ومواقف مختلفة تجعل من كل مرحلة قائمة بذاتها ومميزة عن دونها. كما أن اللعبة تقدم لحظات كثير من الباركور والقفز لتخطي العقبات، تساعد تلك اللحظات على أخذ أستراحة من كل جولة قتال. فالمباني تنهار، والطرق تتشوّه، مما يضيف طبقةً جديدة من التحدي بينما يحاول Yakumo إكمال مهمته.

تتنوع تلك اللحظات بين مراحل تنهار من تحتك، والتزحلق على القضبان المعدنية، التأرجح بخطاف النينجا، الهروب من وابل الصواريخ بينما تقفز تلقائيًا بين العقبات، مع استمرار الجري على الجدران بأسلوب السلسلة الكلاسيكي. وأعجبني كثيراً أن اللعبة تحتوي على الكثير من العمودية (Verticality) في تصميم المراحل، وليست فقط تقدم أفقي. كما تتيح اللعبة السفر بين مواقع مختلفة عبر آلياتٍ متعددة. كما أن استكشاف الخريطة سيكون مجزياً للغاية،.

وهناك الكثير من الأماكن التي ستزورها مثل Sky City Tokyo المدينة العظيمة سابقاً Tokyo، والتي تتميز بطابعها السيبراني إلا أنه دمرها الضباب السام المنهمر عليها بلا انقطاع. Fuuhaku Sanctum وهي مجموعة من المعابد تقع في ضواحي Tokyo. تحيط بها جبال شاهقة، وتمنع الرياح العاتية المستمرة الوصول بسهولة إلى وديانها.

Drowned District وهي منطقة في الجزء السفلي من Tokyo غمرتها أمطار Dark Dragon والتي كانت مركزٍ للفساد واللهو للأثرياء. يواصل منسوب المياه الارتفاع فيها، وتخضع لرقابة صارمة من قِبل D.D.O. و Dragon’s Maw مقر القيادة العسكرية التابع لمنظمة D.D.O. في مدينة Tokyo. والذي يضم المقر مجموعة واسعة من أنظمة الدفاع الحديثة والمتطورة لأغراض الحماية الفعلية.

أسلوب اللعب

تُعيد Ninja Gaiden 4 تعريف ألعاب Hack and Slash في أبهى صورها، فهي تجربة قتالٍ تجمع بين العنف الأنيق والسرعة القاتلة، مقدّمةً معارك ديناميكية مليئة بالإثارة. كل ضربة وكل حركة تُنفّذ بدقة تترك أثرًا بصريًا وصوتيًا يجعلك تشعر بقوة شخصيتك على أرض المعركة. إنها ليست مجرد لعبة أكشن، بل اختبار حقيقي للتركيز ورد الفعل، وتجسيد لفن النينجا الحديث كما لم نره من قبل.

اللعبة تدفعك إلى قلب الفوضى منذ اللحظة الأولى، حيث تهاجمك موجات متلاحقة من الأعداء دون توقف، مما يجبرك على التفكير بسرعة واتخاذ قرارات تكتيكية في خضمّ القتال. هنا يبرز Yakumo، البطل الجديد، الذي يجسد أسلوب النينجا العصري بتقنيات مبتكرة تجمع بين السرعة والدقة والوحشية.

يمتلك Yakumo قدرات فريدة أبرزها Bloodraven Form، وهي هيئة قتالية تسمح له بالتحكم في دمه ودم أعدائه لتشكيل أسلحة دامية وتنفيذ هجمات مدمّرة. إنه أسلوب يجمع بين الجمال والجنون، حيث تتحول الجراح والدماء إلى أداة فنٍّ قتالي قادرة على تمزيق صفوف الأعداء في لحظة واحدة.

إلى جانب ذلك، يمتلك Yakumo أسلوبًا آخر يُعرف باسم Nue Style، يتيح له القضاء على مجموعات كاملة من الخصوم بسرعة مذهلة، ليصبح خصمًا لا يُقهر في المواقف المحاصرة. هذا التنوع في الأساليب يمنح المعارك طبقات من العمق والاستراتيجية، ويدفعك لتبديل تكتيكاتك باستمرار تبعًا لموقف القتال.

تضيف اللعبة أيضًا ميكانيكيات جديدة للهجمات بعيدة المدى، تسمح بتوجيه ضربات قاضية من مسافات آمنة، ما يمنح المعارك طابعًا أكثر تنوعًا وتوازنًا بين الخطورة والمكافأة. وتبقى السرعة أحد أهم أعمدة التجربة، فكل معركة تتحول إلى رقصة من الدم والصلب لا تهدأ حتى آخر ضربة.

ورغم أن Yakumo هو النجم الجديد، فإن Ryu Hayabusa لا يزال يحتفظ بمكانته الأسطورية. أسلوبه القتالي مختلف تمامًا عن أسلوب Yakumo، إذ يعتمد على الدقة والانفجار اللحظي في الهجوم، مما يضفي على اللعبة تنوعًا رائعًا في أسلوب اللعب. قدامى السلسلة سيجدون حركاتهم الكلاسيكية المحبوبة مثل Izuna Drop وFlying Swallow، بينما سيستمتع القادمون الجدد بتقنيات جديدة تناسب أسلوبهم العصري.

الصعوبة في Ninja Gaiden 4 لا تزال كما عرفناها: قاسية، لكنها عادلة. اللعبة تكافئ المهارة والإصرار، وتمنح شعورا دائمًا بالإنجاز بعد كل انتصار. إنها لا تعاقبك من أجل العقاب، بل تدفعك لتصبح أفضل، لتفكر مثل النينجا، وتتحرك مثل النينجا، وتقاتل كواحدٍ منهم بحق.

من الإضافات المبتكرة هذا الجزء تقنية Bloodbind Ninjutsu التي تسمح بتحويل الأسلحة إلى أشكال هجومية أكثر قوة، إلى جانب عودة الحركات الكلاسيكية المحببة التي أصبحت هوية السلسلة. كما أصبح التنقّل أكثر حرية بفضل ميكانيكيات الأسلاك (wires) والقضبان (rails) التي تضيف بعدًا حركيًا جديدًا يضاهي ألعاب الأكشن السينمائية.

عندما يدخل Yakumo في Bloodraven Form، يتحول القتال إلى عرض بصري مذهل، إذ يمكنه استهلاك طاقته الروحية Ki لتعزيز سلاحه وإطلاق هجمات مدمرة واسعة المدى. أما في Berserk State، فيصبح وحشًا لا يُردّ، قادرًا على تنفيذ ضربات Bloodbath Kill التي تمحو أي عدو في لحظة خاطفة.

تنوع الأسلحة في اللعبة يجعل كل قتال تجربة مختلفة:
Cursed Blades (Takeminakata) سيفان كاتانا مزدوجان يتحولان إلى Tachi،
Twilight Piercer (Yatousen) سيف Rapier يتحول إلى Drill Lance،
Tremor Staff (Magatsuhi) عصا تتحول إلى Hammer،
Dark Arsenal (Kage Hiruko) أدوات اغتيال تتحول إلى أذرع ميكانيكية.
كل سلاح يمنح اللاعب أسلوبًا مميزا وإيقاعا مختلفا في المعركة.

كذلك أضاف المطورون نظام التحوّل المتقدم الذي يمكن تفعيله عبر الضغط على الزناد الأيسر، ليمنح كل من Ryu وYakumo القدرة على استخدام هجمات أبطأ وأكثر عنفًا تعتمد على مقياس الطاقة Ki. هذا النظام ليس مجرد أداة استعراضية، بل عنصر جوهري في تجاوز دفاعات الأعداء وكسر الهجمات القوية التي يشنها الزعماء.

وبالرغم من تعاون التطوير بين Team Ninja وPlatinumGames، فإن اللعبة تنبض بروح Ninja Gaiden الأصيلة. تأثير PlatinumGames يظهر في المقاطع البينية المجنونة، تلك اللحظات التي تتحول فيها اللعبة إلى مشهد سينمائي من الأكشن الخالص: القفز بين القضبان المعدنية، المراوغة وسط نيران المروحيات، ثم الاغتيال من الأعلى في مشهد يُلهب الحماس.

المعارك ضد الزعماء تمثل قمّة التجربة، فهي تجمع بين الرهبة والإبداع. كل زعيم يمتلك طابعا فريدا وتكتيكات متغيرة تجبرك على التفكير بذكاء واستخدام كل قدراتك. بعضها يعتمد على القوة brute force، وبعضها يتطلب قراءة دقيقة للحركات واستغلال الثواني الفاصلة بين الهجوم والدفاع. إنها معارك تُلخّص فلسفة اللعبة: “من لا يتعلّم بسرعة، لا ينجو.”

التجربة أصبحت أكثر عمقًا بفضل نظام التدريب المفصّل وقائمة الحركات المصوّرة، ما يسمح للاعبين بفهم كل تقنية وإتقانها دون ملل. كما أن المراحل الخطية تتضمن مهامًا جانبية وتحديات قتال تمنح مكافآت خاصة، ما يزيد من قابلية الإعادة ويكسر رتابة التقدّم.

وفي النهاية، ومع مستويات الصعوبة القابلة للتعديل ونظام التخصيص المتنوع، تنجح Ninja Gaiden 4 في أن تكون لعبة تجمع بين الأصالة والحداثة. إنها تجربة تضع مهارة اللاعب على المحك، وتعيد للسلسلة مجدها كواحدة من أعظم ألعاب الأكشن في التاريخ. عودة تليق بالنينجا الأسطوري… وولادة بطـلٍ جديد يستحق حمل السيف من بعده.

التجربة الفنية والتقنية

من النظرة الأولى، يتضح أن Ninja Gaiden 4 تمثل قفزة هائلة في الجانب التقني والفني للسلسلة، فهي تجمع بين صرامة تصميم Team Ninja ودقّة الإخراج البصري لدى Platinum Games في لوحة فنية تفيض بالحركة والعنف والجمال في آن واحد.
تصميم الشخصيات مذهل بحق؛ بدءًا من Yakumo بملامحه الشابة وملبسه الذي يمزج بين النينجا الكلاسيكي والطابع المستقبلي، مروراً بالنينجا الأسطوري Ryu Hayabusa الذي يحتفظ بجلاله ورمزيته القتالية، وصولاً إلى الشخصيات الجانبية والزعماء الذين تنبض تصاميمهم بالحياة والتفاصيل. كل شخصية تحمل بصمتها الخاصة التي تعكس فلسفتها القتالية، من طريقة وقوفها إلى حركة سيوفها وانفعالات وجهها أثناء القتال.

أما عالم اللعبة، فهو مزيج مبهر من الواقعية والخيال السايبربانكي القاتم. تجوّل اللاعب بين أطلال طوكيو المستقبلية الغارقة في “مطر الـDarkrot” القاتل، يمر عبر الأزقة المليئة بالنيون، والمصانع المهجورة، والجبال اليابانية التي تعصف بها الرياح، حتى يصل إلى عوالم أخرى متصدّعة وغامضة تفصل بين الواقع والكابوس. كل بيئة مصممة بعناية فائقة لتخدم أجواء القصة وتدعم إيقاع الأكشن المحموم، مع انتقالات سلسة بين المناطق دون أي شعور بالانفصال أو الهبوط في الجودة.
يُلاحظ اهتمام الفريق بالحفاظ على تناسق بصري متكامل؛ فلا تجد بيئة أفضل من أخرى، بل كل فصل يقدم هوية فنية مميزة متّسقة مع فلسفة اللعبة القائمة على الدمج بين العنف المفرط والجمال السينمائي.

من الناحية التقنية، يظهر بوضوح تفوّق محرك Platinum الذي أتاح للمطورين تقديم تجربة انسيابية على جميع المستويات. فالمحرك لا يكتفي بعرض مؤثرات بصرية خلّابة مثل انبعاث الدماء وتطاير الشرر من تصادم السيوف، بل يضمن أيضًا أداءً تقنيًا شبه مثالي بمعدّل إطارات مرتفع وثابت حتى في أشرس المعارك وأكثرها فوضوية. هذا الثبات في الأداء يُعد عاملًا جوهريًا في لعبة تعتمد على السرعة وردّ الفعل في أجزاء من الثانية، ما يجعل كل مواجهة تشعر بالوزن والدقة والاتزان.

أما على المستوى السمعي، فقد نجحت اللعبة في إعادة تعريف الإيقاع الدموي الذي اشتهرت به السلسلة. تتناغم أصوات الشفرات وهي تشق الهواء مع صرخات الأعداء وصدى الانفجارات الميكانيكية في مشهد صوتي متكامل يرفع الأدرينالين إلى أقصاه. الموسيقى التصويرية تمزج بين الإيقاعات اليابانية التقليدية والنغمات الإلكترونية الحادة لتخلق إحساسًا دائمًا بالتوتر البطولي، وكأنك في رقصة موت مستمرة لا تنتهي. التأثيرات الصوتية، خصوصًا عند تفعيل Bloodraven Form أو تنفيذ Ultimate Technique، تضيف طبقة درامية تجعل كل لحظة انتصار أو فشل أكثر عمقًا وتأثيرًا.

في النهاية، يمكن القول إن Ninja Gaiden 4 ليست مجرد عودة للسلسلة في شكلها الكلاسيكي، بل هي إعادة بناء فنية وتقنية متقنة، تُثبت أن فلسفة الأكشن الخالص يمكن أن تتعايش مع رؤية جمالية معاصرة مذهلة، وتعيد تعريف معنى الأناقة في العنف.

دعم المنطقة العربية في Ninja Gaiden 4

  • اللغة العربية: اللعبة لا تدعم اللغة العربية.
  • المشاهد الإباحية: لا تحتوي اللعبة على مشاهد إباحية
  • المثلية: غير موجودة
  • المساس بالمقدسات الدينية: غير موجود
  • الموسيقى: قابلة للكتم عبر الإعدادات

هل أنصحك بشراء لعبة Ninja Gaiden 4

نعم بكل تأكيد

الحكم النهائي

قصة اللعبة - 8
تصميم المراحل - 10
أسلوب القتال - 10
قيمة مقابل سعر - 8
التجربة الفنية - 9
التجربة التقنية - 9

9

ممتازة

في زمنٍ نسي معنى الأكشن الحقيقي نجحت Ninja Gaiden 4 في تقديم جرعة أكشن وقتال سريع مُتقن غاب عنا لفترة طويلة، كما ونجحت في إعادة أحياء السلسلة العريقة مجدداً للساحة

Ahmed Sami

مدمن فيديو جيمز، أعشق جميع انواع الالعاب، ولكن أقربهم إلي قلبي هي الالعاب الاستراتيجية، احب ان أتعمق في تصماميم الألعاب وفكرتها وتاريخ تطويرها والفرق المطورة وصناعة الألعاب ككل
زر الذهاب إلى الأعلى