مراجعة وتقييم لعبة Nobody Wants To Die

هناك مقولة أمريكية شهيرة تقول بأن الجميع يريد الذهاب إلى الجنة ولا لكن لا أحد يريد الموت، تعبر هذه الجملة عن معنى قصة لعبتنا لليوم، وتمثل أيضًا جزءً من اسمها، فلعبة Nobody Wants To Die هي لعبة تدور في المستقبل البعيد وتحديدًا في نسخة أكثر فسادًا من نيويورك في عام 2329، حيث انتشرت ظاهرة نقل الوعي بين الأجساد وبالتالي أصبح البشر معمرين، ولكن بأجساد مختلفة، وأصبح الموت حكرًا على الجسد، فما شكل هذا العالم وهل تكون لعبة تحقيق وجريمة تدور في أرجائه لعبة ممتعة تستحق الشراء؟ هذا ما سنعرفه اليوم، إليكم مراجعة لعبة Nobody Wants To Die

قصة اللعبة بدون حرق

تدور قصة اللعبة في نيويورك عام 2329، في عالم أصبح الجسد فيه ملكًا للحكومة، ويقوم المواطنين بدفع “اشتراكات” سنوية بمبالغ باهظة بمجرد بلوغهم سن الـ21، فقط ليبقوا في أجسادهم.

من لا يدفع ينتقل إلى “البنك” وهو مكان تجتمع فيه كل أعيياء من لم يدفعوا. قد تسألني الآن، 21 سن صغيرة لكي يتم طلب شيء كهذا من الأشخاص، حينها سيكون ردي هو نعم، هذا هو المطلوب. يقوم الأغنياء بشراء الأجساد التي تناسبهم من الأجساد المعروضة والتي تنتمي في الأساس لهؤلاء الذين لم يستطيعوا دفع الاشتراك الإجباري.

بطل اللعبة هو جيمس كارا، محقق معزول عن العمل بسبب نقله إلى جسد جديد، وحاجته إلى العلاج بعد أن مات في حادث قطار غامض هو نفسه لا يتذكر عنه شيئًا. مديرك في العمل، وهو رئيس الشرطة يقوم بتكليفك بقضية بشكل غير رسمي لتكتشف بعدها أنها قضية قتل فيها أحد أهم رجال المدينة ولها صلة بفساد ضخم يطال الكثير من الرجال الأغنياء والمسؤولين السياسين، ويقع على عاتقك كشف ملابسات كل شيء.

محتوى اللعبة (ماذا تقدم من تجربة)

• محتوى اللعبة يقدم مهمات خطية عبارة عن مراحل ترسلك اللعبة إليها لتبدأ في التحقيق في الجرائم التي جرت فيها

التحقيق يتم من خلال 3 أدوات لا رابع لهم، وهم
-كشاف إضاءة فوق البنفسجية لكشف آثار الدماء
-أداة لإعادة بناء مسرح الجريمة والتلاعب بالزمن
-أداة X-ray تستطيع تتبع الرصاص والكشف عن الأشياء خلف الجدران

• بعد التحقيق وكشف الأدلة تعود للمنزل ويكون لديك Investigation Board لطرح الأدلة وربطها ببعضها
• خلال عملية التحقيق كاملةً لا يكون هناك أي مساحة للخطأ، لذا لا أود أن أسميها لعبة تحقيق لأن ألعاب التحقيق أمثال LA Noire تتيح لك أن تخطئ في الاستنتاج.
• اللعبة تمتلك أيضًا خيارات في الحوارات مثل أن تختار أن تخفي الأدلة أو أن تكذب على شخص ما وهي كلها مؤثرة بعض الشيء في الأحداث وتشكيل شخصيتك

مميزات تجربة Nobody Wants To Die

• تمتلك Nobody Wants To Die واحد من أعظم العوالم الافتراضية المستقبلية التي رأيتها في الألعاب، شعرت معها أننا داخل عالم Bladerunner ولكن مع بعض التغييرات التي تحسب لكتاب القصة والقائمين على “بناء العالم الافتراضي” حيث قدموا عالم رائع وجميل جدًا وفي الوقت نفسه كئيب ومذري.

• القصة مثيرة إلى أبعد الحدود،و الأحداث غير متوقعة وخصوصًا في القضايا وكيفية موت الضحايا وعلاقاتهم ببعضهم

القصة تمتلك خيارات في الحوارات، بعضها يؤثر على النهاية. النهاية واحدة ولكنها تختلف في تفاصيلها لـ3 تفرعات، كلها حزينة فيما عدا نهاية واحدة فقط يصعب الووصل إليها، وهو أمر مثير يشعرك بتأثيرك على القصة ومآل الأحداث

• آليات اللعب ممتعة، وإن كانت غير متنوعة. يمتلك البطل عدة أدوات تساعده على التحقيق بشكل دقيق في القضايا وإعادة بناء مسرح الجريمة ليرى الجريمة تعاد أمامه، في شيء أشبه بالـBrain Dance من Cyberpunk 2077 و مراحل التحقيق من Batman Arkham Origins
• رسوم اللعبة من بين الأجمل والأكثر تنوعية على الجيل الحالي. استمتعت بمشاهد المدينة والسيارات الطائرة والإعلانات الضخمة وشعرت بأني أتمنى أن أزور هذا العالم في يوم ما، والآن كم أتمنى أن نحصل على المزيد من الألعاب وخصوصًا ألعاب العالم المفتوح في هذا العالم العظيم. أعتقد أننا نشهد معًا مولد عالم قابل جدًا للتوسع
• أداء تقني ثابت على PS5. تمتلك اللعبة طور أداء وطور دقة، وبالرغم من اختياري لطور الدقة إلا أني لم أشعر بأي تأثر على صعيد الأداء

• شخصية البطل مثيرة للإهتمام، وحوارات الشخصيات معه ممتعة، هو محقق فاقد للأهلية لأن يكون محققًا نتيجة لحادث لا يتذكر ملابساته، ولكنه أيضًا يكتشف مع الوقت أنه جزء من مؤامرة كبرى تحاك ضد المدينة التي ولد فيها، ويحيكها من تسبب في مقتل زوجته، وهو أمر رائع أن تغوص فيه وتكشف أسراره.
• الأداء الصوتي في اللعبة لشخصية James Karra (البطل) وسارة المساعدة كانا من أفضل ما سمعت
• الموسيقى من نوع الجاز، تقدم أجواء غير اعتيادية لا تُنسى من سحر الثلاثينيات مع لمسة مستقبلية مبدعة وأخاذة

عيوب التجربة

• أسلوب لعب متكرر بعض الشيء
• لا يوجد أي فرصة لتضييع الأدلة، فاللعبة تعتبر لعبة خطية وليست لعبة تحقيق، وتعطيك إرشادات لما يجب عليك فعله والأماكن التي عليك البحث فيها، وهو أمر حد من شعور اللاعب بالتأثير في سيناريو وقصة اللعبة
• تفتقد اللعبة إلى قائمة Codex تعرف اللاعب بالشخصيات والعالم وتسرد له ما اكتشفه ليكون مكانًا جامعًا لكل المعلومات التي اتكشفها، فمع نهاية الأحداث كان في هناك عناصر أردت أن أتذكرها ولكن الطريقة الوحيدة كانت البحث على الانترنت
• نهاية القصة غامضة أكثر من اللازم

التوطين ودعم اللغة العربية

للأسف لا تقدم اللعبة أي تعريب أو ترجمة، وهو أمر مؤثر كونها لعبة قائمة بشكل أساسي على القصة وتقدم قصة معقدة وصعبة الفهم إذا كنت لا تمتلك لغة إنجليزية قوية جدًا.

كونها لعبة مستقلة بميزانية صغيرة يعني أنها لا تستحق اللوم لعدم تقديمها الترجمة العربية، نظرًا لأن ألعاب كبرى لاتزال لا تقدم اللغة العربية وهي أولى بالانتقاد في هذه النقطة بالتحديد.

ملحوظة: اللعبة غير مناسبة للأطفال كونها لعبة تتحدث عن أمور للبالغين وفساد أخلاقي للطبقة الحاكمة في المدينة.

هل أرشح لكم هذه اللعبة؟

نعم، إذا كنتم من محبي ألعاب الإثارة والغموض أو أفلام من نوع (Film Noire)