مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Rematch

لم أكن يومًا من أولئك الذين يتوقّعون أن يدخل استوديو Sloclap، المعروف بإبداعه في ألعاب القتال الحركي مثل Sifu، عالم ألعاب كرة القدم. فهذا الفريق بنى سمعته على تقديم تجارب تُجسّد الصراع اليدوي بواقعية مبهرة، حيث كل حركة محسوبة، وكل تصدٍ له وزن، وكل لحظة قتال أشبه بمشهد سينمائي مشحون بالتوتر؛ وحينما وردني خبر عملهم على لعبة تُدعى Rematch، تنتمي إلى تصنيف “كرة القدم الأركيدية”، وجدت نفسي أمام حالة من الدهشة… بل الحيرة. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Rematch:

أيعقل أن مطورًا اشتهر بالألعاب القتالية والأكشن، يخوض مغامرة في ساحة تمتلئ بالإيقاع السريع، والعشوائية أحيانًا، وروح الترفيه أكثر من الأكشن؟ خاصةً أن ألعاب الكرة في السنوات الأخيرة أصبحت تنقسم بوضوح بين من يسعى خلف الواقعية الجادة كما في EA FC، ومن يحاول تبسيط الأمور مثل eFootball. فهل نحن أمام لعبة تحاول إيجاد توازن ثالث؟

لا تحاول Rematch أن تقدّم قصة، ولا تسعى إلى بناء عالم خيالي يدور حول كرة القدم. اللعبة تختار مسارًا مباشرًا وواضحًا، وهو تجربة جماعية خالصة تُركّز على اللعب التنافسي السريع بين لاعبين حقيقيين. لا وجود لأطوار فردية، ولا لبطولات موسمية ضد الذكاء الاصطناعي. كل ما فيها مصمَّم ليُخاض على الإنترنت، في مباريات تتراوح بين ثلاثة مقابل ثلاثة وخمسة مقابل خمسة.

المباريات قصيرة؛ لا تتجاوز مدتها ست دقائق، وتنتهي فقط عندما يُسجّل هدف. لا تسلّل، ولا أخطاء، ولا ركلات ركنية، والملعب مغلق بجدران شفافة تُبقي الكرة في اللعب بشكل دائم. هذا التصميم يمنح المباريات طابعًا سريعًا، بل وفوضويًا أحيانًا، لكنه يظل ممتعًا ومليئًا بالحركة.

تسجيل الأهداف قد يبدو عشوائيًا في بعض اللحظات، لكنّه في الواقع يعتمد كثيرًا على التمركز، والمهارة، وتعاون الفريق. لا يوجد نظام لتطوير الشخصيات، فجميع اللاعبين متساوون في القدرات، مما يجعل الفارق الوحيد هو الأداء داخل الملعب.

لكن بشكل غريب، لا تتيح اللعبة إعادة المباراة مع الفريق نفسه، رغم أن اسمها هو Rematch. كذلك، غياب الأطوار غير المتصلة بالإنترنت يعني أن مستقبل التجربة مرتبط كليًا بخوادم اللعبة ودعم المطوّر. إلا إن صدر طور لعب أمام الذكاء الاصطناعي.

  • كل لاعب يتحكّم بشخصية واحدة فقط داخل الملعب من منظور الشخص الثالث، ويتنقل تلقائيًا بين الأدوار المختلفة كحارس ومدافع ومهاجم حسب موقعه من الكرة، مما يخلق ديناميكية جماعية مستمرة تتطلب تركيزًا وتعاونًا.
  • نظام التحكّم مباشر وبسيط نظريًا، لكنه يخفي وراءه عمقًا تكتيكيًا كبيرًا؛ حيث تتنوّع الحركات والسلوكيات الهجومية والدفاعية بحسب السياق: تمريرات أرضية، وكرات مرفوعة، ولمسات خفيفة، ومراوغات من فوق الرأس (Rainbow Flick)، وانزلاقات حاسمة.
  • اللعب الدفاعي يتطلب سرعة بديهة وحسن توقيت؛ هل تقوم بسرقة سريعة للكرة؟ أم تستخدم انزلاقة قوية؟ أم تتراجع لتغطية زميل؟ كل قرار يتّخذ في لحظة قد يغيّر مجرى الهجمة.
  • حراسة المرمى تعتمد على التوقع أكثر من الاستجابة: يجب مراقبة حركات الخصم وتخمين زاوية التسديد قبل تنفيذ الغطسة. لا يوجد مؤشر مرئي واضح يساعدك، ما يجعل كل تصدٍّ ناجح إنجازًا حقيقيًا، لكن التفاوت في دقة الاستجابة أحيانًا يجعل الحراسة أقرب إلى الحظ.
  • التحكّم بالكاميرا يحتاج إلى التعود، خصوصًا في اللحظات الحاسمة مثل المرتدات والهجمات السريعة. وجود خريطة مصغّرة يساعد، لكن الانتباه للمساحات والتمركز يظل تحديًا مستمرًا.
  • الضربات الهجومية تتطلّب تركيزًا فائقًا؛ فعند التسديد، لا يمكنك تعديل الكاميرا بعد إطلاق الكرة، ما يعني أن زاوية اللاعب لحظة الضغط على زر التسديد تحدد اتجاه الكرة بدقة. تعلم ضبط الجسد قبل التصويب هو مفتاح النجاح.
  • اللعب الجماعي هو جوهر التجربة، حيث لا يمكنك تسجيل الأهداف أو الدفاع بمفردك. اللاعب الأناني يُعاقَب بسرعة بسبب نظام الـ PvP الصارم، بينما الفرق المتعاونة تتفوق بوضوح. النداءات المتزامنة من زملائك لطلب التمرير تخلق سيناريوهات تكتيكية غنية لحظة بلحظة.
  • المواجهات تصبح تدريجيًا أكثر حدة كلما تقدّمت من طور 3 ضد 3 إلى 5 ضد 5، ويصبح من السهل نسيان التنفس في لحظات الضغط، خاصة عند الدفاع في وقت إضافي والخصم يراوغ على مشارف منطقتك.
  • لا وجود لآليات المساعدة الآلية مثل التصويب الموجّه أو مدافعين يتحرّكون ذاتيًا، وهذا يعني أن كل تمريرة أو اعتراض أو هدف يُنسب بالكامل إلى مهارة اللاعب وحده.
  • أسلوب لعب سريع وتنافسي يمزج بين البساطة في التحكم والعمق التكتيكي، مما يمنح كل مباراة طابعًا مشوقًا ومتجدّدًا.
  • تصميم بصري متميّز يجمع بين الرسوم الكرتونية والواقعية المعتدلة، ما يمنح اللعبة طابعًا فريدًا ومريحًا بصريًا.
  • نظام حركات غني ومتنوّع يسمح بتنفيذ مهارات هجومية مثل المراوغات السريعة والتمريرات الدقيقة والتسديدات القوية.
  • تركيز فعلي على اللعب الجماعي، حيث تُبنى كل مباراة على التعاون والتنسيق بين أعضاء الفريق، ما يعزز روح الفريق ويكافئ الجماعية.
  • غياب الأطوار الفردية؛ لا تتوفر حتى الآن إمكانية اللعب ضد الذكاء الاصطناعي أو خوض مباريات دون اتصال بالشبكة.
  • واجهة المستخدم تفتقر إلى الوضوح والهوية البصرية، مما قد يربك اللاعبين الجدد ويقلل من سهولة الوصول إلى الإعدادات.
  • صعوبة الكاميرا في بعض اللحظات، خاصة أثناء الهجمات السريعة أو في مناطق الزحمة داخل الملعب.
  • قلة التخصيصات في التحكم، إذ لا تسمح اللعبة حتى الآن بإعادة ضبط شامل للأزرار أو زوايا الكاميرا.
  • اللغة العربية: تدعم اللعبة اللغة العربية قوائم ونصوص.
  • المشاهد الإباحية: غير موجودة.
  • المثلية: غير موجودة.
  • المساس بالمقدسات الدينية: غير موجودة.
  • العنصرية: غير موجودة.
  • الموسيقى: قابلة للكتم عبر الإعدادات.

نعم، أنصحك بتجربة Rematch، لكن ذلك يعتمد على ما تبحث عنه في لعبة كرة القدم. إذا كنت من الذين يستمتعون بالمباريات السريعة، واللعب الجماعي القائم على المهارة وردة الفعل، فهذه اللعبة تقدم تجربة مسلية ومباشرة دون تعقيدات. هي ليست لعبة تقليدية، ولا تحاول أن تكون محاكاة، بل تطرح أسلوبًا مختلفًا يُركّز على التعاون. أما إن كنت تميل إلى اللعب الفردي أو تفضّل وجود أطوار متنوعة خارج الشبكة، فقد تجد أن محتواها محدود حاليًا.

مُلخص المراجعة

أسلوب اللعب - 8
محتوى اللعبة - 7
التجربة البصرية وسمعية - 8
اللعب التعاوني والجماعي - 7

7.5

جيدة

لعبة Rematch تجرّب شيئًا جديدًا في ألعاب الكرة القدم؛ تجربة سريعة، وجماعية، ومبنية على المهارة، لكنها ما زالت بحاجة إلى محتوى أعمق لتكون أكثر توازنًا واستدامة.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى