مراجعات

مراجعة لعبة Scorn

قد يتضمن القبح شيئًا من الجمال وقد يختلط الخوف مع حب الاستكشاف، هذا ما أراد استوديو EBB Software تقديمه مع لعبة Scorn عندما كشف عنها عام 2016، لعبة من نوع رعب البقاء قائمة على الاستكشاف وحل الألغاز ولا بأس من بعض الأكشن.

عانت اللعبة من تأجيل تلو الآخر لبضع سنوات نظراً لمشاكل بعملية التطوير، ويبدو أن بعضهم قد ظن أنها لن ترى النور لفترة ليست بالقليل، وخلال الأشهر القليلة الماضية تأكدنا من اقتراب صدورها، والآن وبعد أن وضعها أيدينا على لعبة Scorn فهل أوفى الاستوديو بوعوده؟ الإجابة بمراجعتنا.

قصة اللعبة

Scorn

تبدأ اللعبة باستيقاظك لتجد نفسك وسط مدينة تحت الأرض مليئة بالآلات الميكانيكية العضوية وأشلاء الضحايا تعود لإحدى الحضارات الفضائية الفانية لسبب غير معروف ويبدو أنك أحد أفرادها الناجين، وعليك فعل كل ما بوسعك لاجتياز ما يقابلك من ألغاز ووحوش لتنجو بحياتك.

القصة هنا عميقة نسبياً ويتم سردها من خلال البيئات أي أن السرد البيئي هنا له دور محوري في شرح القصة، وهذا يسمح لك بتخيل القصة من منظورك أنت!

Scorn

على ذكر البيئات، لقد استوحت اللعبة تصميم المدينة الفضائية من أعمال الفنان السويسري H.R Giger الذي صمم مخلوقات الـXenomorph وعالمهم بأفلام Alien، ونعم البيئات هنا شبيهة بما تم تقديمة في لعبة The Medium، وهذا لأن كلتا اللعبتين اقتبستا من توجه السريالية بأعمال الفنان البولندي Zdisław Biksiński.

محتوى اللعبة:

Scorn
  • لا تدعم اللعبة سوى طور القصة، وهو مقسم لخمسة فصول وكل فصل مكون من جزئين، وتستغرق القصة لإنهائها حوالي 6-7 ساعات فقط وقد تزيد عن ذلك حسب سرعة حل الألغاز وعدد مرات تعرضك للقتل.
  • تتخذ البيئات نوعين؛ أحدهما تحت الأرض بالمدينة الفضائية وهذا النوع هو المسيطر، والآخر فوق الأرض بصحراء أشبه بكوكب المريخ.
  • أسلوب اللعب يعتمد بشكل رئيسي على حل مجموعة متنوعة من الألغاز الفرعية مرتبطة ببعضها غرضها فتح بوابات وأدوات جديدة للتقدم في أحداث القصة، ويعتمد أيضاً على قتال الوحوش أو التخفي.
  • يتضمن كل فصل وحش واحد أو أكثر ولكن ليس لهم دور مؤثر في إتمام القصة عدا أنه يجب عليك قتلهم أو التخفي لاجتيازهم، وكلا الاختيارين يتضمنان عيوباً كارثية نذكرها لاحقاً بمراجعتنا، ويوجد زعيم واحد يجب قتله لإنهاء اللعبة.
Scorn
  • توفر اللعبة أربعة أسلحة موزعة بين الفصول أحدهم يتم استخدامه في حل الألغاز، والأسلحة الأخرى مخصصة لقتل الوحوش، كما توفر اللعبة علاجاً للجروح يمكن إعادة تعبئته عبر آلات قليلة موزعة بعالم اللعبة.

أداء اللعبة التقني:

قمت بتجربة اللعبة عبر الحاسوب الشخصي بالمواصفات الآتية:

معالج: Intel Core i5 9300H.

بطاقة رسوم: Nvidia GTX 1050Ti 4GB.

رامات: 8GB.

تخزين: 512GB SSD.

نظام تشغيل: Windows 11.

عملت اللعبة بإعدادات Medium بمعدل 60 إطاراً في الثانية بشكل ثابت، وبإعدادات High بمعدل 40 إطاراً في الثانية تقريباً بدون تقطيع وقد بلغت درجة حرارة البطاقة الرسومية 81 درجة مئوية كحد أقصى. لذا لا تقلق بشأن سلاسة اللعبة عبر منصة الحاسب الشخصي ولو كانت بمواصفات قديمة نسبياً كحاسوبي.

إيجابيات تجربة لعبة Scorn:

  • قد تجد أن القصة مبهمة وغامضة، ولكن هنا تكمن عظمتها بفضل السرد البيئي المميز والذي يسمح لك بتحليل البيئة لتفسير القصة بطريقتك الخاصة وهو ما استمتعت به.
  • تصميم البيئات جميل ومثير وفي نفس الوقت مرعب ودموي ومقزز، وأكاد أجزم بأنك قد تتوجس خيفة عند فتح أي بوابة أو الوصول لمكان جديد، وهذا يدل على براعة استوديو EBB Software.
  • الألغاز متنوعة ومصممة بشكل ممتاز وتحتاج قدراً كبيراً من التركيز لدرجة أنك قد تستغرق ربع ساعة في حل أحد الألغاز، كما أنها مرتبطة بشكل رائع، ورغم أنك قد تواجه صعوبة في حلها إن لم تجرب ألعاباً مثل Limbo أو Inside ولكن عندما تعتاد عليها تكون ممتعة.
  • تقدم لك اللعبة أحياناً خيارات أخلاقية لم ألاحظها إلا بالفصل الأول حيث يجب عليك وضع أحد الأشخاص داخل آلة، وهنا يكون أمامك خيارين؛ إما قتله وقطع ذراعه أو تحريره لمساعدتك في فتح بوابة تتطلب شخصين أو بالأحرى ذراعين.
  • الأداء اللعبة التقني جيد ومستقر ولا يتطلب الكثير من العتاد بغض النظر عن المنصة المستخدمة سواء كانت منصة منزلية أو حاسوب شخصي.
Scorn
  • الرسوميات فائقة الجمال وغنية بالتفاصيل وعالية الجودة والعالم مفعم بالحياة رغم انتشار الجثث والأشلاء والدماء.
  • المؤثرات الصوتية غاية في الواقعية والتنوع والعمق ونجحت في تحقيق الشعور بالفزع والاشمئزاز، وتتكامل مع المؤثرات البصرية لتناسب رعب البقاء.

سلبيات تجربة لعبة Scorn:

  • القصة قصيرة نسبياً وكان من الممكن أن تصبح أطول من ذلك إذا تم استغلال عالم اللعبة بشكل أفضل، ولا تقدم لك اللعبة أي تفاصيل عن القصة؛ مجرد شخص بائس بداخل مدينة فانية وتحاول النجاة بحياتك ولا تعرف كيف أتيت إلى هنا وما الذي حدث.
  • البيئات تفتقر للتنوع وتتسم بالتكرار والتشابه ويستمر هذا خلال معظم ساعات اللعب، كما أن تصميم المراحل مربك نوعاً ما وستشعر في أحيان كثيرة بأنك تائه.
  • أحياناً تكون الألغاز صعبة ومملة بشكل قد يمنع الكثيرين من الاستمتاع باللعبة أو الاستمرار فيها.
  • يُعاب على الأسلحة عدم تنوعها وبطء تعشيقها وندرة ذخيرتها وقلة ضررها أمام معظم الوحوش مقارنة بضرباتهم القاتلة.
  • أسلوب التخفي بدائي وغير فعال ولا يستغل البيئة بأي شكل من الأشكال، كما أن أسلوب القتال كارثي وستجد أنك تتحرك ببطء شديد بعد تلقي أي ضربة من الوحوش.
  • نقاط الحفظ نادرة بشكل مريع ولا يوجد نظام حفظ يدوي وكأنها لعبة سولز، لذا فالموت هنا أشبه بالجحيم وما أسهل أن تُقتل على يد وحش بهذه اللعبة، وهذا قد يتسبب في رجوعك بالأحداث ساعة للوراء وربما أكثر!
  • أحياناً يحدث عطل باللعبة يتسبب بغلقها بدون سبب، وهو ما قد ينتج عنه رجوع جزء كبير من الأحداث للوراء.

هل أرشح لك لعبة Scorn؟

يبلغ سعر اللعبة 39.99 دولاراً فقط كما أنها متوفرة عبر خدمة Xbox Game Pass، وبالنظر لعمق القصة وعدد ساعاتها ومستوى الرسوم والمؤثرات الصوتية والأداء التقني، فلعبة Scorn تستحق سعرها وأنصحك بها خصوصاً إذا كنت أحد هؤلاء:

  • مشتركاً بخدمة Xbox Game Pass لأنك ستحصل عليها مجاناً.
  • محباً للقصص العميقة والغامضة ولو لم تحاول اللعبة شرحها بأية طريقة.
  • معتاداً على حل الألغاز المعقدة والتي تتطلب قدراً كبيراً من التركيز.

أما إذا لم تكن هؤلاء، فيجب عليك التروي قليلاً قبل شراء اللعبة نظراً لتكرار البيئات وعيوب أسلوب اللعب وندرة نقاط الحفظ وعدم تنوع الأسلحة، ولكن بلا شك تظل Scorn إحدى أكثر الألعاب تميزاً في الصناعة!

ملخص المراجعة

القصة - 8
أسلوب اللعب - 7
الرسوميات - 8.5
المؤثرات الصوتية - 8.5
الأداء التقني - 8

8

ممتازة

هكذا تصنع لعبة فائقة الجمال وشديدة القبح! قصة غامضة تدور أحداثها في عالم مريع ومقزز تغمره الأشلاء والدماء، ويتم التجول فيه اعتماداً على حل الألغاز وبعض القتال ولا بأس من التخفي. هناك عيوب لا يمكن تجاهلها مثل أسلوب القتال العقيم ونظام التخفي العتيق ونقص نقاط الحفظ، ولكن تظل Scorn إحدى أكثر الألعاب تميزاً في الصناعة!

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى