سأعترف لك بشيء، أن من الصعب التعامل مع لعبة سباق آركيد مثل Sonic Racing: CrossWorlds من دون أن يكون Mario Kart في بالي. فأنا من محبّي Mario Kart. ولعبة Mario Kart 8 كانت تلتهم عطل نهاية الأسبوع عندي بلا رحمة. لذلك عندما أقول إنني خرجت من تجربة لعب Sonic Racing: Crossworlds وأنا مستمتع بها، فهذا يجب أن يكون له وزن. وهذا يرجع إلي نجاح CrossWorlds في إبراز تبيان مختلف عن Mario Kart وليست Copy & Past. على الرغم إن من ينظر إليهم من بعيد يعتقد إنهما نفس اللعبة. ولكن عندما تمسك الكنترولر بيدك وتدخل في سباقات مجنونة وفي مضامير أجن، ستعلم أن CrossWorlds نجحت في أن تنفاس Mario Kart.
نبذة عن اللعبة

مثل Mario Kart فلعبة Sonic Racing: Crossworlds تندرج تحت سباقات الكارتينج، وهو نوع فرعي من ألعاب السباقات. تقوم سباقات الكارتينج بتبسيط ميكانيكا القيادة حتى يمكنك الأنطلاق مسرعاً بكل سهولة لكي تركز على العقبات التي تجدها في طريقك. مع معارك المركبات حيث يمكنك ضرب الخصوم بأدوات متنوعة لكي يتخلفوا عن السباق. أشتهر هذا النوع من السباقات بسبب Mario Kart.
تهدف سباقات الكارتينج في تقديم تجربة مرحة ومغامرة سباق مجنونة لا يمكنك التنبؤ بنهايتها. ونجحت لعبة Sonic Racing: Crossworlds -المتوفرة على جميع المنصات عدا الهواتف- في تقديم الغرض من هذه الألعاب. ولكن هل كانت تجربة مثالية؟ هذا ما سوف نعرفه.
البوابات الزمنية

قبل التحدث عن أي شيء آخر يجب أولاً أن أبدي مدى أعجابي بشيء مميز في Sonic Racing: CrossWorlds والهو الشيء الذي سُميت اللعبة بأسمه CrossWorlds، هذا لأن اللعبة تقدم بوابات زمنية داخل السباق تنقلك إلي مضامير من عوالم مختلفة! إنها خدعة ذكية ولها تأثير يجعل السباقات غير متوقعة.
تظهر هذه البوابات. عند نهاية اللفة الأولى، يختار متصدر السباق المسار المختلف تمامًا الذي ستُجرى عليه اللفة الثانية، قبل أن يعود عبر البوابة إلى المضمار الأصلي في اللفة الأخيرة. من بعيد، كنت متشككاً، لكن البوابات أثبتت أنها الابتكار الأبرز في CrossWorlds. المرور عبرها يجعلك تشعر حقاً وكأنك قفزت إلى بُعد جديد، لتجد نفسك في عالم آخر.
اختراق البوابة يمنح إحساسًا قوياً، حيث يتم قذفك للأمام نحو عالم جديد لتبدأ مغامرة مختلفة. تجد نفسك تتسابق بين منعطفات مدينة مغمورة بالنيون، ثم فجأة تُقذف لغابة فطرية مليئة بالقفزات على الماشروم، أو حتى سماء مفتوحة للاستعراضات الجوية، حيث تتحول سيارتك إلى طائرة تُجبر على المناورة في السماء للحفاظ على الزخم الذي بنيته على المضمار.
هذا التنقل المفاجئ يكسر رتابة المسار ويجعل كل سباق غير متوقع وحيوي، لأنك لا تعرف أبداً إلى أي عالم ستنتقل في اللحظة التالية. عدم معرفتك المسبقة بالعالم القادم يمنحك شعوراً بالأثارة، لأن الإحساس بالمفاجأة والتنوع البصري يجعل التجربة أكثر حيوية ويمنح اللعبة طابعا مميزا لا يشبه أي لعبة سباق كارتينج آخرى.
محتوى اللعبة

على رغم أن العاب الكارتينج موجهة أكثر إلي اللعب الأونلاين إلا أن Sonic Racing: CrossWorlds تقدم ثلاث وضعيات رئيسية للعب دون اتصال بالأنترنت، وهم Grand Prix و Time Trials و Race Park.
الوضع الأشهر بالطبع هو Grand Prix، الذي يقدم مجموعة من سبعة سباقات للحصول على الكأس. كل سباق يتكون من ثلاث جولات -لفات-، لكن كل واحد يتضمن أيضاً سباقاً نهائياً رابعاً يعيد مزج أجزاء من المسارات الثلاثة السابقة. هذا يجعل السباق الأخير في كل Grand Prix السبعة يضاعف شعور المتعة. مع إضافة نقاط إضافية للفائز ليضمن أن أي بطولة لا تكون محسومة مسبقاً. وضع Grand Prix هو أنسب وضع تبدأ به لكي تتعرف على اللعبة وتفتح محتوى ومركبات جديدة.
أما وضع Time Trials يقدم سباق ضد الوقت، لا يوجد به منافسين، أنت ضد الساعة فقط. ستختار مسار وتحاول تحقق أفضل زمن ممكن. هذا الوضع مثالي للتدريب على المسارات وحفظ المنعطفات والأختصارات، وأيضاً للتباهي به مع أصدقاءك عن طريق كسر أرقامك القياسية أو أرقام أصدقائك.
وبالنسبة لوضع Race Park فيتعبر وضع متميزاً ويقدم أفكار جديدة. حيث يكون السباق جماعي/تعاوني أو تنافسي ضد الكمبيوتر أو ضد اللاعبين حقيقين ويسمح بالـ(couch co-op). وليست الفكرة هنا للوصول للمركز الأول وفقط، ولكن يوجد أهداف خاصة أثناء السباق، هذه الأهداف تجعل فريقك يكتسب نقاط اضافية ومن الممكن تجعل الفريق يفوز بدون أن يصل أحد أعضاءه للمركز الأول بالأساس. جمع النقاط بيكون من طرق مختلفة، مثل أستخدام كبر عدد من العناصر الهجومية، أو الأكثر مروراً على مناطق التعزيز -boosting-.

ولكن حين نذكر اللعب عبر شبكة الأنترنت سنتكلم عن التجربة والمتعة الحقيقية في Sonic Racing: CrossWorlds. فمثل Mario Kart المحتوى الأوفلاين لن يدوم طويلاً وستمل منه لأن الكومبيوتر لا يقدم تحدي حقيقي. ولكن التنافس مع لاعبيين حقيقين في أنحاء العالم هنا تبدأ التجربة الحقيقة. يمكنك تخصيص مركبتك وأدواتك قبل بداية السباق، ثم يتم التصويت بين اللاعبين لاختيار المسار.
يعتمد نظام المطابقة على الدرجات الحرفية، بحيث تتمكن من مواجهة منافسين في نفس مستواك تقريباً، مما يحافظ على عدالة التحدي. كما يمكن الدخول في ردهات خاصة مع الأصدقاء، لتخوضوا السباقات معًا سواء في فرق أو ضد بعضكم البعض، مما يضيف لمسة اجتماعية ممتعة للتجربة.
مع ذلك، يظل جانب اللعب عبر الإنترنت أبسط مقارنة بالأوضاع الأوفلاين. فلا توجد إمكانية لخوض سباقات Grand Prix كاملة عبر الشبكة، ولا تتوافر الأهداف الإضافية المميزة كما هو الحال في وضع Race Park. ورغم أن النظام يؤدي الغرض ويوفر أساساً ممتعاً للتنافس، إلا أن هناك مساحة واسعة للتطوير وإضافة المزيد من الأنماط والخيارات في التحديثات المستقبلية، الأمر الذي قد يمنح تجربة الأونلاين عمقًا أكبر وتنوعًا أكثر.
المركبات والتخصيص

تقدم Sonic Racing: Crossworlds الكثير من التخصيصات والتي تشمل السائق والمركبة، تتنوع قائمة السائقين الضخمة المنتمية لعالم Sega، نعم بجانب سونيك وأصدقائه ستجد شخصيات مثل كاسوجا من Yakuza و الجوكر من Persona، وهناك أيضاً شخصيات من عالم Minecraft. وبجانب السائقن هناك مجموعة ضخمة ومتنوعة من المركبات.
كل من السائقين والمركبات مصنَّف حسب Speed و Acceleration و Power و Handling و Boost، هناك طرق كثيرة لتعديل كل من مركبتك وأسلوب سباقك. كل مركبة أساسية تقوم بفتحها يمكن تخصيصها بأجزاء (Parts) يمكنك شراءها، وهذه الأجزاء تغير من إحصائيات بطرق تفاضلية -مثلا تقليل التحكم مقابل زيادة التعزيز Boost- إلى جانب خيارات التلوين والملصقات كعناصر تجميلية. الأجزاء الجديدة تكلف كثيراً، لذا من الواضح أن اقتصاد اللعبة مصمم ليشجع اللعب الطويل إذا أردت جمع كل الأجزاء Parts.
هناك الخيار آخر مهم للتخصيص وهو الـgadgets، والتي تحددها لوحة العتاد الخاصة بك gear plate. هذه اللوحة تتم ترقيتها كلما أكملت سباقات أكثر، مما يفتح المزيد من الخانات، حتى ست خانات كحد أقصى. الـ gadgets يمكن أن تمنحك عنصر قتالي أو دفاعي من بداية السباق، أو تساعدك على شحن drift dash بصورة أسرع. هناك الكثير من الخيارات، والمميز أكثير إنني لم أجد gadget مبالغ في قوته، مما يدفع بأستمرار تغير أساليب لعبك وليس الاستقرار على gadgets بيعنها. ولكن وجب التنويه أن بعض الـ gadgets الأقوى تشغل حيز أكثر من خانة.

يزيد من تنوع التجربة جانب المركبات المتحولة، المأخوذ من Sonic All-Stars Racing: Transformed. ستنتقل بانتظام بين وضعية السيارة، القارب، والطائرة، وكل منها تم تعديله ليشعر بالاختلاف الواضح. وضعية السيارة تعمل كما تتوقع، سباق كارتينج تقليدية مع تعزيزات bosting وانجرافات drifting. يمكنك أيضاً أداء حركات بهلوانية عند القفز بالسيارة، وكلما أكثرت، زاد التعزيز bosting عند الهبوط.
وضعية الطائرة تمنحك تحكماً رأسياً كاملاً، وستقوم بعمل حركات بهلوانية عند العبور في حلقات لعمل تعزيز bosting. أما وضعية القارب فتعوض ميزة الانجراف drifting بالقفزة المشحونة، مما يسمح لك بالقفز خارج الماء لالتقاط تعزيزات bosting. لا تتوقع أن يكون الـbosting أمراً سهلاً، فأنه يتطلب رد فعل فوري وسريع كالمعتاد في السباقات الآركيدية، ولكنه مجزياً للغاية عند تنفيذه بشكل مثالي.
العناصر القتالية

وبما أن هذه لعبة سباق كارتينج ، فهناك العديد من العناصر التي يمكنك استخدامها أثناء السباق والتي تكون إما لزيادة سرعتك أو ضرب خصمك الذي أمامك. لكن العناصر تحتاج إلي بعض الموازنة فهناك بعض الضربات لا يمكن تفاديها. هناك بعض العناصر القليلة القادرة على إيقاف هذا الهجوم الذي لا يمكن صده. لكن بخلاف ذلك، عندما ترى حلقة تطفو فوق رأسك، فاعلم أن شيئًا سيخرج منها سيجعلك تتخلف المراكز كثيراً. هذا قد يجعل السباقات محبطة، خاصة عند تحطمك قبل خط النهاية بلحظات.
بالنسبة لي، بدت آليات السباق الأساسية نفسها متعثرة قليلاً في البداية. لعدم معرفتي بالمسارات، كنت أرتطم بالجدران كثيراًٍ، وكانت CrossWorlds تعاقبني بإبطاء شديد عند ذلك. لم يكن شعوراً جيداً وأنا أرتد على حواف المنعطفات الضيقة بينما يتجاوزني المتسابقون الآخرون، ولم أستطع جعل المركبة تتماشى مع أسلوبي القائم على الانجراف drifting عند المنعطفات. وبمجرد أن تبدأ في الارتطام بجدار، يصبح التصحيح صعبًا.
تم حل هذه المشكلة إلى حد كبير عندما بدأت أميل أكثر لاختيار متسابقين ومركبات ذات تقييم عالٍ في Handling، لذلك في النهاية كان الأمر يتعلق بإيجاد أسلوب يناسبني.
التوجه الفني والتقني

على الرغم من تميز CrossWorlds بتوجه بصري حيوي ومليء بالألوان، وهو ما يتماشى مع هوية سلسلة Sonic التي اعتدنا عليها منذ بداياتها. إلا أن في كثير من الاوقات يزدحم المشهد بالمؤثرات والألوان المختلفة البصرية ويصبح المشهد مزدحماً أكثر من اللازم، مما يصعب التركيز على مجريات السباق. كما أن العوالم تبدوا ضبابياً قليلا على أجهزة مثل PlayStation 5 العادي. كما في كثير من الأحيان حدث مع الكثير من الـ Frame Drops ولكنا مع التحديثات ستختفي المشكلة.
المسارات تستعرض تنوعاً بصرياً واسعاً، بداية من العوالم الكلاسيكية المستوحاة من الألعاب القديمة، وصولاً إلى البيئات الحديثة مثل عالم Sonic Frontiers. الانتقالات عبر البوابات الزمنية والانتقال الفجائي بين العوالم تضيف لمسة مبهرة، تجعل كل سباق تجربة مليئة بالمفاجآت البصرية. كذلك فإن ميزة تبديل المركبات (سيارة، قارب، طائرة) تضيف ديناميكية في المشهد، حيث يلاحظ اللاعب تغيرات واضحة في البيئات تبعًا لنمط المركبة المستخدم.
أما من الناحية الصوتية، اعتمدت اللعبة على مزيج من الموسيقى السريعة والمليئة بالإيقاعات النشطة، لتعكس أجواء السرعة والفوضى الممتعة التي تميز ألعاب الكارت. كثير من المقاطع تحمل بصمة ألعاب Sega الكلاسيكية، مما يضيف لمسة حنين لعشاق السلسلة. المؤثرات الصوتية أيضًا متقنة، من أصوات الانجرافات والارتطام بالجدران، إلى أصوات العناصر الخاصة عند استخدامها. حتى الأصوات التفاعلية للشخصيات مثل Cream the Rabbit تضفي لمسة مرحة تضيف للشخصية حياة داخل السباق.
ومع ذلك، رغم جودتها، ليست دائمًا متوازنة. فالأصوات قد تطغى أحيانًا على الموسيقى في اللحظات الفوضوية، ما يقلل من التأثير السمعي الكلي. كما أن بعض المقاطع الموسيقية تفتقر إلى التنوع بعد تكرارها لفترة طويلة، مما قد يجعل التجربة السمعية أقل عمقًا مقارنة بالجوانب البصرية.

دعم المنطقة العربية
- اللغة العربية: غير متوفرة.
- دعم المثلية: غير موجودة.
- الموسيقى: قابلة للكتم عبر الإعدادات.
هل أنصحك بشراء اللعبة؟
بكل تأكيد إذا كنت محبًا لألعاب السباقات الآركيدية
الحكم النهائي
أسلوب اللعب - 9
محتوى اللعبة - 8
المضامير والمركبات - 9
التوجه الفني والسمعي - 7
التجربة التقنية - 7
8
جيدة
تقدم Sonic Racing: Crossworlds تجربة سباق كارتينج ممتعة ومجنونة للغاية ولكنها تحتاج إلي كثير من التحديثات لتحسين التجربة