مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Stray (نسخة Nintendo Switch)

لعبة Stray التي أُطلقت في عام 2022، قدمت تجربة غير مسبوقة، حيث جسّدت مغامرة فريدة من نوعها من منظور قطة ضالة تعبر أحياء مدينة مستقبلية بديعة التصميم، تحتضنها أجواء نابضة بالحياة ومفعمة بالغموض؛ ومنذ لحظة صدورها، استطاعت اللعبة أن تسرق الأضواء بفضل فكرتها المبتكرة وتصميمها البصري الرائع، لترسخ مكانتها كواحدة من أبرز الألعاب المستقلة التي جذبت اللاعبين من مختلف أنحاء العالم. تميزت Stray بجوها الساحر الذي يدمج بين الواقعية والخيال العلمي، وتصميمها الدقيق لعالمها المليء بالتفاصيل التي تأسر الأعين والقلوب. لم يكن غريبًا أن تحصد اللعبة جائزة أفضل لعبة مستقلة خلال حفل جوائز الألعاب لعام 2022، متفوقة على عناوين بارزة مثل Sifu. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Stray (نسخة Nintendo Switch).

وها هي تم إصدارها على منصة Nintendo Switch، مما وسّع قاعدة اللاعبين الذين يمكنهم الاستمتاع بهذه المغامرة الساحرة. لكن هذا الانتقال قد يثير بعض المخاوف حول قدرة المنصة الأقل قوة على تقديم اللعبة بنفس المستوى من الجودة والأداء الذي شهدته على منصات أخرى. من المعروف أن منصة Nintendo Switch، رغم شعبيتها الكبيرة، تواجه قيودًا تقنية مقارنةً بمنصات أخرى أكثر تقدمًا. لذا، عند صدور Stray عليها، هل اللعبة سوف تحافظ على جاذبيتها البصرية وأدائها السلس أم ستتأثر هذه العناصر بسبب التحديات التقنية؟

تدور أحداث اللعبة حول قصة بسيطة لكنها عميقة عاطفيًا، تبدأ حينما تسقط قطة ضالة من بين مجموعة من القطط في عالم شهد انهيار الحضارة البشرية بسبب جائحة كارثية. تجد القطة نفسها في مدينة مغلقة محاطة بجدران ضخمة، ويصبح هدفها الرئيسي هو الهروب منها والعودة إلى السطح. لكن الرحلة مليئة بالتحديات، حيث يجب على القطة التعامل مع بيئات غريبة، حل ألغاز معقدة، ومواجهة مخلوقات الزورك (Zurks)، الكائنات الطفيلية التي تهدد كل شيء في طريقها.

أثناء مغامرتها، تلتقي القطة بروبوت صغير يُدعى B-12، الذي يصبح رفيقًا لها في مسعاها. يساعدها B-12 في التفاعل مع البيئة وفهم الرسائل المكتوبة والتواصل مع الروبوتات الأخرى؛ ومع مرور الوقت، يكشف الثنائي عن تفاصيل مأساوية حول انهيار الحضارة البشرية وكيف أصبحت الروبوتات هي الكائنات الوحيدة الباقية.

اللعبة ليست طويلة، إذ يمكن إنهاؤها في عدة ساعات فقط، وذلك حسب مدى حرص اللاعب على البحث عن العناصر القابلة للتحصيل والشارات. تتنوع طريقة اللعب بين التسلسلات الخطية للحركة والاستكشاف المفتوح في مناطق كبيرة، حيث يمكن للقطة التفاعل مع الشخصيات غير القابلة للعب، تنفيذ مهام جانبية، واستكشاف كل زاوية بدافع فضولها.

  • تعتمد اللعبة على تقديم تجربة لعب مميزة وفريدة من نوعها، حيث تأخذ اللاعب في دور قطة حقيقية تسعى لشق طريقها عبر مدينة مستقبلية غامضة تعج بالتفاصيل والأسرار. تمتاز بكونها لعبة سهلة الوصول، مصممة بعناية لتلائم جميع الأعمار ومستويات المهارة المختلفة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمحبي الألعاب الخفيفة والمليئة بالمغامرة.
  • يرتكز أسلوب اللعب على استكشاف مستقبلي مذهل، حل الألغاز الشيقة، والتفاعل مع البيئة المحيطة وسكانها من الآليين، مما يضفي بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا على القصة. تتحرك القطة بحرية تامة في هذا العالم المليء بالتفاصيل، فتقفز بخفة بين أسطح المباني، تتسلق الأماكن المرتفعة، وتستكشف الأزقة والشوارع الضيقة التي تنبض بالحياة.
  • تمزج اللعبة بين مناطق مفتوحة للاستكشاف بحرية، حيث يمكن للاعب قضاء الوقت في استكشاف البيئة، وأخرى خطية تقدم تجارب مكثفة مثل مطاردات مثيرة وألغاز بيئية ذكية. تحتوي اللعبة على ثلاث بيئات كبيرة شبه مفتوحة، تتيح للاعبين الانخراط في مهمات جانبية متنوعة، مثل مساعدة سكان المنطقة، أو الهروب من مواجهات خطرة مع مخلوقات غريبة تُعرف باسم Zurks.
  • مخلوقات Zurks تمثل تهديدًا حقيقيًا لحياة القطة، وتضفي على التجربة عنصر التشويق والإثارة، حيث يعتمد أسلوب التعامل معها على المراوغة السريعة أو الهروب الذكي، مما يجعل كل مواجهة مليئة بالتوتر والترقب.
  • إلى جانب استكشاف العالم، يحتاج اللاعب إلى استغلال قدرات القطة الفريدة لحل الألغاز، مثل دفع الأشياء، التسلق للوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها، أو حتى التفاعل بطرق مبتكرة مثل خدش الأبواب، المواء لجذب الانتباه، ورمي الأشياء من فوق الرفوف. هذه التفاصيل الواقعية تجعل التجربة نابضة بالحياة، وكأنك تتحكم بقط حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
  • القطة ليست وحدها في رحلتها، إذ تحصل على مساعدة من روبوت صغير يُدعى B-12، الذي يُعتبر رفيقًا أساسيًا في المغامرة. يقوم B-12 بدور المترجم بين القطة وسكان المدينة الآليين، كما يساعدها في جمع الأدوات وترجمة النصوص الضرورية لفهم القصة وحل الألغاز.
  • اللعبة لا تقتصر فقط على تقديم تجربة لعب ممتعة، بل تسعى أيضًا لخلق جو مليء بالحنين، التأمل، ومزيج من لحظات التوتر والدراما. إن اللعبة ليست مجرد لعبة، بل هي تجربة غامرة تقدم للاعبين فرصة فريدة لاستكشاف عالم غامض من خلال عيون قطة فضولية ومليئة بالحيوية.

قبل إصدار اللعبة على جهاز Nintendo Switch، كانت هناك موجة من المخاوف بشأن قدرتها على الحفاظ على أدائها وجودتها البصرية، خاصةً أنها صُممت في الأصل لمنصات أقوى من حيث العتاد؛ ومع ذلك، تبددت هذه المخاوف إلى ما مع صدور النسخة الجديدة، التي أثبتت أنها محكمة التحسين لتناسب قدرات المنصة لكن ليس بما فيه الكفاية.

رغم أن النسخة المقدمة على Switch قدمت تنازلات بصرية مقارنة بالإصدارات المخصصة للأجهزة و المنصات الأخرى، إلا أن التجربة العامة ظلت مثيرة وغامرة. الجري عبر أسطح المنازل المضيئة بألوان النيون أو استكشاف الأزقة والزوايا في المدينة الافتراضية يحمل نفس الجاذبية التي ميزت النسخ الأصلية.

أداء اللعبة على كان مستقرًا في معظم الأوقات، مع بعض التراجع في معدل الإطارات خلال اللحظات الأكثر ازدحامًا، مثل المواجهات الكثيفة أو المناطق المليئة بالتفاصيل؛ ومع ذلك، ظلت التجربة ليست سيئة.

  • قصة اللعبة تمتاز بعبقرية فريدة وعمق مذهل، تجعل اللاعب يعيش تجربة غامرة ومليئة بالتشويق، مما يمنحها طابعاً استثنائياً يثير الفضول ويشجع على استكشاف كل جوانبها مثل سبب انقراض البشرية وحياة الآليين وغيرها.
  • أسلوب اللعب يتميز بجاذبيته الفريدة، حيث يوفر تجربة ممتعة ومشوقة تعتمد على التفاعل العميق مع البيئة المحيطة. يتم تصميم هذه البيئة بطريقة مبتكرة تعكس حركات وسلوكيات القطط الواقعية، مما يمنح اللاعبين شعورًا غامرًا وكأنهم يعيشون التجربة من منظور قطة حقيقية، مع الكثير من اللحظات التي تجمع بين التحدي والإبداع.
  • على الرغم من التنازلات الطفيفة في جودة الرسومات، إلا أن تصميم العالم الافتراضي يظهر بمهارة لافتة، حيث يمتزج الطابع السايبربانك الغني بالألوان المذهلة مع عناصر مستوحاة من سيناريوهات ما بعد نهاية العالم. هذه التفاصيل تضفي أجواءً خاصة على اللعبة وتجعل استكشاف البيئات المختلفة تجربة ممتعة بحد ذاتها، حتى في ظل القيود التقنية.
  •  أوقات التحميل على جهاز Nintendo Switch تكون أطول بشكل ملحوظ مقارنة بالأجهزة الأخرى، مما يؤدي إلى تجربة انتظار أطول بعد الموت داخل اللعبة، وهذا أكثر ما أحبطني داخل التجربة.
  • تعتمد اللعبة بشكل كامل على نظام الحفظ التلقائي دون توفير خيار الحفظ اليدوي، وهو ما قد يشكل مصدر إزعاج لبعض اللاعبين، خاصة إذا رغبوا في التوقف عن اللعب بشكل مفاجئ أو في منتصف إحدى المهمات الطويلة، حيث قد يضطرون لإعادة جزء من التقدم عند العودة إلى اللعبة لاحقًا.
  • الأداء العام على منصة Nintendo Switch، فلم يكن بالسلاسة جيدة في بعض الأوقات، حيث لوحظت بعض الانخفاضات في معدل الإطارات خلال جلسات اللعب العادية. الأمر الذي قد يجعل تجربة اللعب ليست ممتعة تمامًا للبعض.

تُعد Stray تجربة استثنائية تُبرز الابتكار والإبداع في تصميم الألعاب المستقلة، حيث تمكنت من خطف قلوب اللاعبين بتقديمها لعالم ساحر مليء بالغموض والتفاصيل المدهشة. على الرغم من القيود التقنية التي قد تواجهها على منصة Nintendo Switch، فإن اللعبة حافظت على جوهرها الفريد المتمثل في استكشاف المدينة المستقبلية من منظور قطة ضالة. بمزيج من الحنين والتشويق، تظل Stray رحلة تستحق التجربة، فهي ليست مجرد لعبة، بل مغامرة تجسد قصة مشوقة ورسوميات خلابة تجذب الأنظار وتثير المشاعر، مما يجعلها علامة بارزة في صناعة الألعاب.

مُلخص المراجعة

القصة - 9
تصميم المراحل - 9
تصميم البيئات والرسوم - 9
أسلوب اللعب - 8.5
الأداء التقني - 7

8.5

عظيمة

تقدم لعبة Stray تجربة فريدة ومثيرة، تجمع بين الإثارة والتشويق مع لمسات عاطفية عميقة. رغم التحديات التقنية التي قد تواجهها على منصة Nintendo Switch، تبقى اللعبة مليئة بالتفاصيل المذهلة التي تضمن للاعبين رحلة استكشاف لا تُنسى.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى