من اللحظة التي أعلنت فيها بيثيسدا عن عودة Oblivion بنسخة محسّنة مبنية على محرك Unreal Engine 5، شعرت وكأنني أستعيد شيئًا من زمن قديم. لم يكن الخبر مجرّد إعلان جديد ضمن موجة الريماسترات التي نراها كل يوم، بل بدا وكأنه وعد بالعودة إلى عالم ما زال حيًّا في ذاكرتي، رغم مرور كل تلك السنوات. ما زلت أذكر أول مرة خرجت فيها من الزنزانة ورأيت العالم من حولي ينفتح على اتساعه… شعور لا يُنسى. وها هي اللعبة تعود، بعد ما يقرب من عشرين عامًا، لتسألني: “هل ما زلت تتذكر؟ هل لا يزال قلبك ينبض حين تسمع اسم Cyrodiil؟”

ومع كل الحماس، يظل السؤال حاضرًا في الذهن هل هذا الريماستر قادر حقًا على إعادة تلك المشاعر؟ هل استطاعت النسخة الجديدة أن توازن بين الحنين الذي نحمله للعبة، والتغيّرات التي طرأت علينا كلاعبين وعلى الصناعة ككل؟
القصة بدون حرق
تدور أحداث The Elder Scrolls IV: Oblivion في مقاطعة سيروديل، وهي المركز السياسي لإمبراطورية تامريل. تبدأ القصة بشخصية اللاعب وهو سجين لا يعرف الكثير عن ماضيه، في زنزانة معزولة. فجأة، وبدون مقدمات، يدخل الإمبراطور “يوريل سيبتم السابع” إلى الزنزانة، هاربًا من محاولة اغتيال، ومعه حراسه الملكيين. قبل أن يُقتل، يسلّمك قلادة الملوك ويكلفك بإيجاد وريثه الوحيد، مارتن سيبتم، لأن مصير المملكة أصبح على المحك.

بعد مقتل الإمبراطور وغياب وريث واضح للعرش، تبدأ كوابيس العالم في التحقق. تنفتح بوابات أوبليفيون في أماكن مختلفة، وتخرج منها مخلوقات دايدرا تهدد كل شيء؛ ومع الوقت، تكتشف أن مارتن، الكاهن المتواضع في مدينة كفاتش، هو بالفعل ابن الإمبراطور، والوحيد القادر على إغلاق هذه البوابات.
من هنا تبدأ مغامرتك، مش بس في قتال الوحوش، لكن في محاولة فهم المؤامرة وراء فتح هذه البوابات، والتعامل مع طائفة خطيرة اسمها Mythic Dawn، هدفها جلب أمير الدمار “ميرونز داجون” إلى عالم البشر. الرحلة فيها مغامرات، قرارات مصيرية، وتحالفات تحدد مصير العالم بالكامل.
أسلوب اللعب
- أسلوب اللعب في Oblivion Remastered لا يزال وفيًّا لما كانت عليه النسخة الأصلية. العالم ما زال مفتوحًا، ويمكنك الذهاب إلى أي مكان منذ اللحظة الأولى تقريبًا، والقتال ما زال مباشرًا وبسيطًا، لكنه يظل ممتعًا لمن يفضّلون هذا النوع من الألعاب.

- من التعديلات التي لاحظت فائدتها بسرعة، إضافة ميزة الركض. الأمر ليس كبيرًا من الناحية التقنية، لكنه فرّق معي كثيرًا في التنقّل، خاصة في المناطق الواسعة التي كنت أضطر سابقًا إلى عبورها سيرًا ببطء. الآن أصبحت الحركة أكثر مرونة، والتنقّل لا يستغرق وقتًا طويلًا كما كان.
- كذلك، واجهة المستخدم أصبحت أفضل بكثير. القوائم صارت أوضح وأسهل في الاستخدام، وكل شيء أصبح مرتبًا بشكل منطقي، سواء كنت تستخدم لوحة المفاتيح أو وحدة تحكم.
- مع ذلك، اللعبة لم تتخلَّ عن بعض جوانبها القديمة. تصرفات الشخصيات، وبعض الحركات أو الأخطاء البسيطة في الذكاء الاصطناعي، ما زالت موجودة. أظن أن هذا متعمد إلى حد ما، لأن الشعور العام بقي كما هو، دون أن تفقد اللعبة هويتها الأصلية.

- من ناحية نظام تطوير الشخصية، لاحظت أنه أصبح أكثر توازنًا. في النسخة القديمة، كنت تصل إلى مستوى معين وتجد أن الأعداء أصبحوا فجأة أقوى منك بشكل غير منطقي. الآن، يبدو أن هذا الأمر تم تحسينه جزئيًا، فالتحدي ما زال موجودًا، لكنه لا يشعرني بالظلم.
إيجابيات التجربة
- أول ما لفت انتباهي في النسخة المحسّنة هو التحسين الرسومي الواضح. استخدام محرك Unreal Engine 5 أعطى العالم شكلًا جديدًا تمامًا. الإضاءة أصبحت أكثر طبيعية، والبيئات مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع فرقًا حقيقيًا. حتى المناظر البعيدة مثل الجبال أو السماء أصبحت أكثر إشراقًا ووضوحًا، وكأنها تنتمي إلى لعبة حديثة بالكامل.
- تجربة الاستخدام كذلك أصبحت أفضل بكثير. واجهة القوائم أعيد تصميمها بشكل أبسط وأكثر وضوحًا، وأزرار التحكم أصبحت مرتبة بشكل يناسب الأجهزة الحالية. حتى تسجيل بعض الحوارات من جديد، وإضافة أصوات بيئية محسّنة، جعلت العالم يبدو أكثر حياة من ذي قبل.

- ميزة الركض، رغم بساطتها، حسّنت طريقة التنقّل بشكل ملحوظ. لم أعد مضطرًا للمشي البطيء لمسافات طويلة. أصبح بإمكاني التنقل بحرية وسرعة، دون أن يُفقد ذلك شعور الاستكشاف أو التوازن في أسلوب اللعب.
- القصة نفسها ما زالت قوية وجذابة، وحتى بعد كل هذه السنوات، ما زلت أشعر بالحماس عند دخول المهام الجانبية الكبرى مثل “الأخوة المظلمة”. اللعبة تعرف كيف تبني أجواءها، وتمنحك عالَمًا له ملامح واضحة وتفاصيل تميّزه.
- اللعبة لم تتخلَّ عن هويتها، بل حافظت عليها وأضافت بعض اللمسات الفنية الجديدة. وجود كل الإضافات الرسمية ضمن النسخة الجديدة سمح لي بخوض التجربة الكاملة من البداية إلى النهاية، دون الحاجة لأي شيء إضافي.
سلبيات التجربة
- رغم جودة الريماستر، لاحظت بعض المشكلات التقنية. في بعض الأحيان، تتوقف المهام أو تختفي شخصيات من مواقعها. كما أن الأداء لم يكن ثابتًا دائمًا.
- نظام تطور الشخصيات، رغم تعديله، ما زال يحتاج إلى تحسين. في بعض الحالات، يصبح الأعداء أقوى من اللازم لمجرد أن مستواك ارتفع، وهذا يجعل التقدّم في اللعبة غير متوازن أحيانًا.

- تصميم الوجوه لا يزال غريبًا بعض الشيء. صحيح أن الرسوم تحسّنت، لكن تعبيرات الشخصيات ما زالت غير طبيعية في بعض الحوارات، وهذا يقلل من تأثير المشهد أحيانًا.
- أما نظام القتال، فلم يتغير كثيرًا. الحركات ما زالت محدودة وبطيئة أحيانًا، ولم أشعر بتطوّر حقيقي في أسلوب الضرب أو استخدام السحر مقارنة بالألعاب الحديثة.
هل أنصحك بشراء لعبة لعبة The Elder Scrolls IV: Oblivion Remastered
نعم بكل تأكيد.
تجربتي مع Oblivion Remastered، يمكنني القول إنها قدّمت ما يكفي لأشعر بأن العودة إلى هذا العالم كانت تستحق. ليست نسخة مثالية، وهناك جوانب بقيت كما هي دون تطوير، لكن التحسينات التي أُضيفت كانت واضحة، وجعلت التجربة أكثر سلاسة وراحة، دون أن تفقد اللعبة هويتها الأصلية.
إذا كنت قد لعبت Oblivion من قبل، فربما تجد في هذه النسخة فرصة لإعادة اكتشافها بمنظور جديد. أما إذا كانت هذه أول مرة تخوض فيها المغامرة، فهي بداية جيّدة، خصوصًا أنها متوفرة على خدمة Game Pass، مما يسهّل كثيرًا اتخاذ القرار بتجربتها.
مُلخص المراجعة
القصة والسرد - 8
التجربة البصرية وسمعية - 9.5
العالم والتصميم البيئات - 9
أسلوب اللعب - 8
المحتوى الجانبي والأستكشاف - 9
الأداء التقني - 7.5
8.5
عظيمة
لعبة The Elder Scrolls IV: Oblivion Remastered ليست تجربة مثالية، لكنها أعادت الحياة إلى عالم أحببناه، وقدّمت تحسينات كافية لتجعل العودة إليه ممتعة؛ وإن كانت لديك الفرصة لتجربتها عبر Game Pass، فلا تتردد، فهي تستحق ذلك الوقت