مراجعات

مراجعة وتقييم Unknown 9: Awakening

لعبة “Unknown 9: Awakening” تمثل واحدة من الإصدارات المنتظرة بشغف في عام 2024، خصوصًا في العالم العربي، لتميزها بدعم العديد من اللهجات العربية مثل الفصحى، المصرية، اللبنانية، الفلسطينية، السورية، والأردنية. هذه اللفتة غير المسبوقة زادت من ترقب اللاعبين العرب لهذه اللعبة التي تعد الأولى من نوعها من حيث مستوى الدعم للمنطقة. تم تطوير اللعبة من قِبل استوديو Reflector Entertainment، وهو فريق صغير نسبيًا، وهذه هي أول لعبة لهم، مما يضيف بعدًا آخر للتوقعات، حيث يظهر الطموح الكبير للاستوديو المبتدئ في أن يكون له بصمة في عالم صناعة الألعاب؛ وقد تولت شركة Bandai Namco Entertainment الشهيرة نشر اللعبة، مما عزز من تسليط الضوء عليها. لذلك هل وفرت اللعبة تجربة ممتعة تليق بالتوقعات، أم كانت مجرد وعد غير محقق وفشل كبير الاستديو داخل عالم الألعاب؟ إليكم مراجعة وتقييم Unknown 9: Awakening.

تدور القصة في القرن التاسع عشر، ولكن في عالم بديل حيث تلعب القوى الخارقة دورًا محوريًا في تحريك الأحداث. بطل القصة هو شخصية “هارونا”، التي نشأت في شوارع كلكتا، وهي مدينة تعج بالحياة في شرق الهند. منذ صغرها، كانت هارونا تعاني من رؤى غريبة وقدرات خارقة جعلتها تشعر بالغربة والخوف، وأثارت قلقًا كبيرًا حول ما تحمله هذه القدرات من معانى.

رحلتها تبدأ عندما تلتقي بشخصية غامضة تقودها إلى فهم قواها وتعلم كيفية التحكم فيها. تدريجيًا، تكتشف هارونا أنها قادرة على الوصول إلى بُعد آخر يُعرف بـ”الطيّة”، حيث يمكنها رؤية أحداث من الماضي والمستقبل، وكذلك التلاعب بالواقع.

هذا البُعد السري يصبح عنصرًا مركزيًا في القصة، حيث تسعى هارونا لاكتشاف أسرار “الطيّة” واستخدام قواها بشكل صحيح. لكن هذا البحث يقودها إلى صدام مع منظمة سرية تُعرف بـ”الصاعدون”، وهي جماعة تسعى للسيطرة على الطيّة واستغلال قواها لتحقيق أهدافها الشريرة. أعضاء هذه المنظمة يمتلكون قدرات مشابهة لهارونا، ولكنهم يستخدمونها بطرق مدمرة، مما يخلق صراعًا بين الخير والشر.

القصة اللعبة ليست محصورة في إطار اللعبة فقط، بل تمتد إلى وسائل أخرى مثل الكتب، الروايات، والقصص المصورة التي تتناول جوانب مختلفة من هذا العالم. هذا يتيح للاعبين فرصة استكشاف القصة من زوايا متعددة، مما يعزز من فهمهم للعالم وشخصياته؛ وإذا قررت أن تنغمس في كل جوانب القصة، ستحصل على تجربة أكثر غنى وعمقًا.

  • من اللحظة الأولى التي تمسك فيها يد التحكم، قد تشعر أن “Unknown 9: Awakening” تحمل بعض التشابه مع ألعاب أخرى شهيرة مثل “Uncharted”، لكن إن صممتها في البيت!
  • بطلة اللعبة، هارونا، تمتلك قوة فريدة تدعى “الطيّة”، التي تمنحها القدرة على التلاعب بالواقع، حيث تستطيع سحب الأعداء إليها أو دفعهم بعيدًا، وحتى استخدام البيئة لصالحها لقتل الأعداء. على سبيل المثال، يمكنك سحب عدو إلى إحدى الأنابيب في البيئة المحيطة لتسبب في تفجير الأنبوب وقتله.
  • هذه القدرة تعزز من استراتيجيات اللعب، حيث يمكنك استخدام “الطيّة” للتغلب على الأعداء بأساليب متعددة، مثل السيطرة على أجسادهم واستخدام قدراتهم ضد أصدقائهم، أو التسلل إلى مواقعهم وقتلهم دون أن يشعروا عبر سحبهم ليك أو عبر الاستحواذ عليهم.
  • الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يمكنك الصد والهجوم باستخدام القدرة، على الرغم من أن هذه الآلية لم تكن فعالة في بعض الأحيان أثناء القتالات في تجربتي.
  • القتال اليدوي في اللعبة، سواء باستخدام قدرة الطيّة أم لا بمجرد يديك فقط، لم يكن بمستوى الطموحات. القتال يتكون من ضربات ثقيلة وخفيفة، ولكنه في النهاية بسيط للغاية، وربما يفتقر إلى التعقيد الذي يبحث عنه عشاق هذا النوع من الألعاب.
  • نظام التسلل في اللعبة بسيط جدًا ولا يقدم أي ابتكار يُذكر. رغم أن هارونا تمتلك القدرة على التلاعب بالعالم من حولها، إلا أن طرق التخلص من الأعداء تبدو سطحية. إما أن تسحب الأعداء إليك أو تستخدم حجرًا لتشتيتهم قبل القضاء عليهم، أو تقوم بالتسلل خلفهم وقتلهم باستخدام قدرة التخفي.

فكرة دعم اللهجات العربية المتعددة مثل الفصحى، المصرية، اللبنانية، الفلسطينية، السورية، والأردنية. كانت خطوة جريئة وعظيمة من المطورين، ولكن التنفيذ لم يكن على قدر الطموح؛ وهذا لسببين أول سبب وهو كانت الفكرة لتكون أفضل إن كانت كل قبيلة أو مدينة تمتلك لهجة خاصة بها، ولكن التنفيذ كان عشوائيًا، حيث تجد أن الشخصيات تتحدث بلهجات مختلفة حتى لو كانت من نفس العائلة أو المدينة. هذا الأمر أفقد الفكرة تميزها وجعل التناغم بين الشخصيات غير متماسك.

ثاني سبب وهو الأداء التمثيلي، كان دون المستوى المطلوب. تعبيرات الوجه كانت جامدة في كثير من الأحيان، مما جعل من الصعب على اللاعب معرفة ما إذا كانت الشخصية التي أمامه سعيدة أم حزينة أم خائفة؛ ورغم أن الدبلجة نفسها كانت متقنة من حيث اختيار المفردات وهكذا، إلا أن التمثيل الصوتي لم يكن على مستوى الطموحات، مما أثر بشكل كبير على الدبلجة نفسها.

ربما كان الأداء التقني للعبة هو أسوأ جزء في التجربة. رغم أن المواصفات التقنية لجهاز قد تكون عالية، إلا أن اللعبة عانت من تقاطعات وتهنيجات متكررة بشكل غير مبرر وكانت التجربة محبطة للغاية، حيث تعرضت اللعبة لتقطعات كثيرة بالرغم من أن عدد الإطارات كان يتجاوز 200 إطار في الثانية. مواصفات الجهاز الذي قمت بتجربة اللعبة عليه:

  • المعالج: I5-12400F.
  • البطاقة الرسومية: RTX 4070 Super.
  • الرامات:  16GB DDR5 4800MT/s.
  • دعم اللغة العربية بشكل كامل، مما يجعلها تجربة فريدة للاعبين في المنطقة العربية. على الرغم من مشاكل الدبلجة، إلا أن الترجمة نفسها من حيث اللغة واختيار المفردات كانت متقنة جدًا ومناسبة للسياق.
  • عالم اللعبة مصمم بطريقة تعكس وجود تاريخ وعالم مختلف تمامًا عن عالمنا كما لو كان عالم موازي لنا، مما يتيح للاعبين الغوص في قصة مثيرة معقدة. خصوصًا عبر الدمج بين اللعبة ووسائط أخرى مثل الكتب والروايات والقصص مصورة، مما يعزز فهم اللاعبين للعالم وأحداثه.
  • الأداء التقني السيئ للغاية، اللعبة تعاني من مشاكل تقنية كثيرة مثل التقطعات والتهنيجات، حتى على الأجهزة ذات المواصفات العالية، مما يؤثر على تجربة اللعب بشكل كبير.
  • رسوميات دون المستوى، حيث الرسوميات ضعيفة مقارنة بألعاب أخرى صدرت على أجهزة الجيل السابق والحالي، ولا تعكس الإمكانيات الحقيقية للعبة.
  • القتال البسيط والمتكرر، حيث القتال في اللعبة يفتقر إلى التعقيد والتنوع، ويصبح مملًا مع الوقت نظرًا لتكراره.
  • أداء تمثيلي ضعيف، لأنه كان يعاني من جمود في تعبيرات الوجه وصعوبة في نقل المشاعر، مما أثر على الانغماس في القصة.
  • عدم استغلال فكرة اللهجات رغم دعم العديد من اللهجات العربية وإتقان الدبلجة والترجمة كلغة، إلا أن التنفيذ كان عشوائيًا وغير مترابط، حيث تستخدم الشخصيات لهجات مختلفة دون منطق واضح حتى بين أفراد العائلة أو القبيلة.
  • القصة غير المشوقة على الرغم من وجود أفكار مثيرة، إلا أن السرد القصصي كان مليئًا بالفجوات، والشخصيات لم تكن مثيرة بما يكفي لجذب اهتمام اللاعبين.

لعبة Unknown 9: Awakening تحمل قصة لديها إمكانيات، لكنها لم ترتقي لمستوى التوقعات المرتفعة بسبب مشكلات تقنية وأسلوب لعب مكرر. الدعم للغة العربية كان خطوة إيجابية، إلا أن تنفيذ فكرة اللهجات المتعددة جاء بشكل غير منسجم، مما أثر سلبًا على التجربة الكلية. السرد القصصي والتمثيل الصوتي لم يقدما تجربة مميزة. فاللعبة تحتاج الكثير من التحسينات والتعديلات لكي تكون لعبة جيدة غير ذلك فلا أرشح لك اللعبة تمامًا.

مُلخص المراجعة

التجربة البصرية - 3
الأداء التقني - 2.5
أسلوب اللعب - 5
القصة والسرد - 4
الأداء التمثيلي - 3.5
الدبلجة ودعم المنطقة العربية - 6

4

سيئة

لعبة Unknown 9: Awakening تمتلك فكرة مبتكرة ودعمت اللغة العربية بجرأة، لكنها لم ترقى للتوقعات. الأداء التقني الضعيف، الرسوميات المتواضعة، ونظام القتال المتكرر أثرت سلبًا على التجربة. رغم أن القصة تحمل إمكانيات، إلا أن السرد والشخصيات لم يتركا أثرًا عميقًا تمامًا.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى