مراجعة لعبة WWE 2K22

هناك العديد من ألعاب المحاكاة التي تصدر سنويًا وتمتلك شعبية جماهيرية بالملايين مثل ألعاب كرة القدم سواء PES أو FIFA، وأيضًا ألعاب المصارعة الحرة، ومنها WWE 2K22، والتي تسيطر عليها شركة 2K المملوكة لشركة Take two العملاقة.

عام وراءَ الآخر، ينتظر محبو تلك النوعية من الألعاب أن يروا شيئًا مختلفًا؛ لأنه حقيقةً ومع بداية السلسلة في مطلع هذه الألفية، كنّا نرى انتعاشًا على وجوه اللاعبين، إلى أن بدأ السأم يتملكهم في السنوات القليلة الماضية؛ أصبحت ألعاب السلسلة مكررة ومتشابهة في الكثير من الجوانب لدرجة جعلت من WWE 2k20 واحدة من أسوأ ألعاب المصارعة في التاريخ في حادثةٍ فريدة من نوعها جعلت الشركة المطورة تتخلى عن فكرة الإصدار السنوي مع نسخة WWE 2K21 وتُعلن أنها بدأت في تطوير لعبة ذلك العام، WWE 2K22.

تأجل الظهور التالي للعبة المصارعة الحرة WWE  إلى أن وصلت إلينا أخيرًا، ويمكنني القول إن اللعبة مختلفة، ولكن هل بالدرجة الكافية؟ وهل تلك السنة التي اتخذت منها Visual Concept و2K ملجأً آتت أُكلها؟

شرح مُبسط لمحتوى اللعبة

لعبة WWE 2K22 هي من ألعاب المحاكاة الرياضية؛ وهي العناوين التي تتناول رياضة معينة في الحقيقة وتحاول قدر الإمكان تحويلها إلى لعبة فيديو مُتقنة، ومن منا لا يعرف المصارعة الحرة؟ أهم أنماط اللعب بغض النظر عن أنظمة المباريات المعهودة هي:

•  PvP
• وRoyal Rumble
• Fatal 4-Way،

أما أنظمة المباريات فتنقسم للتالي:

MyRise Mode

بعد أكثر من 10 سنوات، ها هي اللعبة تغير من اسم طور القصة الخاصة بها إلى MyRISE mode؛ وفيه يستطيع اللاعب أن يختار مصارعه الخاص سواء ذكر أو أنثى ويصعد سلم المجد من البداية إلى النهاية. يمتد ذلك الطور إلى حوالي 50 ساعة من اللعب ما بين القسم الرجالي والنسائي.

MyGM Mode

عاد الطور المفضل لدى الكثيرين؛ فعلى الرغم من عتاقته ووجوده في ألعاب المصارعة للأجيال القديمة، إلا أن لم يعد موجودًا تقريبًا مع انتهاء سلسلة RAW vs SmackDown. أما الآن، فيمكن للاعبين أن يختاروا شخصيات المديرين مرةً أخرى وينظمون المباريات بين المصارعين. ويمكنك أن تختار إحدى الشخصيات التالية:

• سونيا ديفي
• آدم بيرس
• شين ماكماهون
• ستيفاني مكماهون.

MyFaction Mode

• لم أر هذا الطور ولم أسمع به من قبل في أي لعبة من ألعاب السلسلة، ووجدته لأول مرة في WWE 2K22. فكرة هذا الطور تقوم على جمع المصارعين معًا وتشكيل فريق أحلامك المكون من مصارعين المفضلين لتبدأ بهم رحلتك.

• اهتمام اللعبة بالأطوار، وخصوصًا طور القصة أو MyRISE Mode، جعلها أكثر تنوعًا وتميزًا عن الإصدارات السابقة، خصوصًا وأن هناك طورين آخرين وهما الـ Universe Mode، والطور الخاص بالمصارع الواجهة لهذه اللعبة وهو ري مستريو أو Rey Mysterio Showcase والذي أعادنا لذكريات لا تُنسى بعداوته مع إيدي جاريرو والكثير من المفاجآت الأخرى.

• كل هذا ولم نتحدث عن عدد المصارعين الذي وصل إلى 168 مصارعًا وبالتأكيد توجد تشكيلة ضخمة من الأساطير وحلبات الـ NXT التي تُعيد الذكريات، وهذا يجعل من WWE 2K22 هي الأضخم من ناحية الـ Roaster أو عدد المصارعين، بعكس التوقعات التي تنبأت بعدد قليل من النجوم بسبب اتجاه مُعظمهم إلى اتحاد الـ AEW.

أسلوب اللعب

من اللحظة الأولى التي ستمسك فيها أداة التحكم سواء على البلايستيشن أو الإكس بوكس، ستلاحظ تغييرًا جذريًا في أسلوب اللعب وميكانيكياته.

أعتقد أنك ستأخذ وقتًا طويلًا نوعًا ما لتتأقلم على أسلوب اللعب الأقرب للواقعية منه إلى الذي تعودنا عليه في السابق، خصوصًا لو أنك مُنقطع عن اللعبة منذ زمن طويل. أدوات التحكم نفسها أصبح فيها شيئًا من التغيير. وعلى الرغم من سهولة التأقلم على الأزرار وأدوات التحكم الجديدة، إلا أن ميكانيكيات المباريات، وحركة المصارعين، والضربات نفسها قد تغيرت وأصبح الأمر فيه نوعًا من الواقعية البعيدة كُل البعد عن النظام الآركيدي الذي تعودنا عليه في النسخ الأولى من اللعبة.

ما أريد التركيز عليه في أسلوب اللعب هو نظام الكومبو أو مجموعة الضربات الخاصة والمميزة للمصارعين. في النسخ السابقة كنا نعاني من أجل إتمام تلك الحركات عن طريق الضغط على مجموعة معينة من الأزرار في وقت واتجاه معين، أما الآن فالأمر أصبح أسهل من السابق بكثير. كل ما يتطلبه الأمر منك الآن هو الضغط على أربعة أزرارٍ فقط وبشكل سهل لإتمام الكومبو الخاص بك؛ فمثلًا يمكنك إتمام حركة الـ Facebuster الشهيرة بالضغط على مربعين ثم X ثم دائرة بسرعة (على ما أتذكر)، ولا تقلق فقائمة الحركات موجودة أمامك دائمًا ولن يُشكل استذكارها عائقًا أمامك.

مهاراتك في المباريات ستتحسن بكثرة اللعب، حتى لو كنت لاعبًا عتيقًا فستحتاج إلى قضاء بعض الوقت في التدريب حتى تتعوّد على الميكانيكيات الجديدة خاصةً تلك المنوطة بتوقع حركات الخصم وتقليدها كي تتمكن من صدّها؛ فمثلًا، إذا شككت في أن خصمك سيضربك ضربةً خفيفة (باستخدام زر المربع في البلايستيشن)، فكل ما عليك فعله هو الضغط على نفس الزر الذي تتوقعه وإن أصبت، ستتمكن من صد ضربات خصمك بطريقة مكافئة جدًا.

نحن لا نتحدث هنا عن الصدّ العادي، والذي بدوره يمُكنك من تجنب ضربات الخصم عن طريق الضغط على زر المثلث فقط، وسواء كانت الضربة خفيفة أو ثقيلة (باستخدام زر الـ X)، ستتمكن من صدها، ولكن ليس بنفس مفعول “صدّة التوقع” -دعنا نسميها- السابقة.

جزئية أخرى أيضًا أود التنويه إليها، وبُرهان بيّن على احتياجك للتدريب، هي فكرة الحركات الخاصة أو Special Moves و”القاضية” أو Finisher؛ ففي بعض المصارعين ستجد أن القاضية الخاصة بهم تتم على خطوتين. في حالة ري ميستريو على سبيل المثال، ستحتاج أولًا إلى عمل الـ Special moves بواسطة الضغط على زر المربع وR2 ثم المتابعة فورًا بالقاضية عن طريق الضغط على زر X وR2، ولكن لا تقلق فالأمر سهلٌ بالتعود.

الرسوميات

بعد المهزلة التي رأيناها في النسخة السابقة، جاءت هذه النسخة لتكافئنا بتفاصيل أقل ما يُقال عنها أنها مُتقنة.

بداية من “دخلات المصارعين”، ومرورًا بأطوار اللعبة المختلفة، وليس انتهاءً بالأدوات والتفاصيل الصغيرة وحتى الجماهير. جرّب مثلًا أن تختار مصارعًا ذي شعرٍ طويل مثل Edge وستشعر بما أحدثك عنه. حركة شعر الشخصية نفسها فيها من الواقعية ما لم نره من قبل في ألعاب المصارعة، وحتى العرق واضح وواقعي. أجل الرسوميات ليست خالية من الأخطاء، ولكنها رائعة مقارنةً بالسابق.

حركة الشعر هنا مجرد مثال على التحسن الفيزيائي الذي حظيت به هذه الإصدارة الجديدة، من حركات أجساد المصارعين، وتأثير ضرباتهم، إلا تأثير ضربات وصدمات الأدوات التي تستخدمها في القتال، والمؤثرات البصرية أيضًا التي يتم استخدامها أثناء دخلات المصارعين.

كل شيء أصبح أجمل، بما في ذلك الإضاءة التي تعطي كل شيء دفعة جمالية إضافية، لتكون هذه أفضل لعبة مصارعة حرة على الصعيد الشكلي حتى الآن

مميزات التجربة

• بدايةً، أطوار اللعب المختلفة وتطورها عن النسخ السابقة هي جزءٌ لا يتجزأ من التجربة، وعلى الرغم من شُحّ الوقت الذي قضيته في طور مثل مسيرة ري ميستريو أو طور القصة، فلقد استمتعت كثيرًا.
•  مجازفة المطورين بتغيير بعض الأساسيات في اللعبة مثل أزرار التحكم الجديدة والتي أثبتت لنا فيما بعد أنها حركة ذكية سهلت علينا الكثير وجعلتنا نشعر بسلاسةٍ خصوصًا بعدما تعودنا على اللعبة.

• أسلوب اللعب الديناميكي والمرن جدًا مكننا من الشعور ببعض الواقعية أثناء المباريات كما أنه أضفى روحًا جديدة.
•  الرسوميات، والصخب الجماهيري، ودخلات المصارعين، وحركة الكاميرات، وبعض الفنيات الأخرى التي عيَّشتنا تجربة لن ننساها.
•  لم تواجهن مشكلة Bugs أو جلتشات إلا نادرًا، بعكس WWE 2K20 على سبيل المثال والتي كانت مثالًا منافيًا لكل ما نحتاجه في لعبة مصارعة أو في أي لعبة أخرى.

• الأداء التقني مميز ومستقر حتى على منصات الجيل القديم. جربنا اللعبة على بلايستيشن 4 وبلايستيشن 5 وحصلت على فروق طبعًا من حيث الرسوم والتفاصيل ومدد شاشات التحميل، ولكن الجميل أن اللعبة قابلة للعبة بتجربة ثابتة على الجيلين.

• أفضل ما تم إضافته هو إعادة هيكلة فيزيائية اللعبة وتأثير الضربات، وأسلوب التحكم واللعب والذي يجعل من اللعبة أكثر ميلًا للواقعية منها للأسلوب الأركيدي.

عيوب التجربة

• في طور الـ MYGm، وعندما كنت أنسق المباريات بين المصارعين، كانت أنواع المباريات محدودة؛ إما Hell in a cell، وإما مباراة عادية. وفي طور MYFaction، لم أستطع أن أُكون مجموعة مصارعين من اتحادات مختلفة؛ فلم أستطع أن أجمع مصارعي الـ RAW مع الـ NXT على سبيل المثال. خيارات تصميمة مقيدة للاعب بشكل عام.

•  شريط الحيوية أو Health Bar أحسست بأنه قديم نوعًا ما، وتمنيت لو أن اللعبة وجدت حلًا مبتكرًا لهذا الأمر.
•   أيضًا بالنسبة لأزرار التحكم الجديدة، فهناك بعض التخبطات الطفيفة؛ فبالنسبة مثلًا لزر الـ L1، والذي يُستخدم لرفع العُصيّ، والكراسي الحديدية، والطاولات، إلخ، إلا أنه أيضًا يُستخدم لمسك الحِبال، فكنت أواجه مشكلة عندما أحاول التقاط سلاحًا من الأرض بالقرب من الحبال.

• على الرغم من التطور الرسومي الكبير عن الأجزاء السابقة، لكن أشكال الجماهير لا تزال تفتقر للواقعية المطلوبة، لا أعرف لماذا لا يهتم المطورون بهذا الجانب بالتحديد. هي مشكلة غير مؤثرة على أسلوب اللعب ولكنها تثير بداخلك تساؤلًا عن السبب.

• وجود Microtransactions بشكل مبالغ فيه بعض الشيء، شعرت أن كان هناك اهتمام كبير أو جزء لا بأس به من عملية التطوير انصب على تصميم متجر اللعبة الرقمي ومحتواه، وهو ما لا يبشر بالخير. خصوصًا وأن بعض من محتوى اللعبة (المصارعين) المثيرين للإهتمام محجوزين خلف هذه العملات.

هل أنصحك بلعبة WWE 2k22؟

بلا شك، وخصوصًا إن كنت تفتقد ألعاب المصارعة الحرة التي جعلتنا نعشق الرياضة نفسها.

كلمة أخيرة

لعبة WWE 2K22 فاجأتني بمستواها المُتقدم ومحاولة التجديد، وهي مبادرةٌ لطالما طالبنا برؤيتها في السنوات القليلة الماضية. وما رأيناه من ثبات في الأداء الممزوج برسوميات جبارة جعلنا نُعجب باللعبة كثيرًا ونتأكد أن تأخير إصدار الألعاب ليس شيئًا سيئًا بالضرورة.