في الفترة بين 2006-2008 كان عالم الألعاب يُعاني من قلة ملحوظة في ألعاب الرعب. أغلبية الألعاب في هذا الوقت اتجهت لطابع الأكشن بعد النجاح الذي حققته Resident Evil 4 في عام 2005، وفكرة الرعب الأساسية التي اعتمدت على الخضات والرعب النفسي لم تعد موجودة. اللاعبون كانوا بحاجة للعبة رعب قوية تُعيد لهم ذكريات Silent Hill والأجزاء الأولى من Resident Evil، وهذا بالفعل ما قدمه استوديو Visceral Games مع لعبة Dead Space التي قلبت عالم الألعاب رأسًا على عقب فور إصدارها في 2008.
Dead Space وعودة الإحساس بالرعب الحقيقي في الألعاب
تقع أحداث قصة Dead Space في المستقبل البعيد عام 2508 حيث ينقطع الإرسال الخاص بسفينة تعدين في الفضاء بعد اكتشافهم لجسم غريب. هنا يأتي دور بطل اللعبة Isaac Clarke والذي كان من المفترض أن يصل للسفينة ليُصلح الإرسال بها، ولكنهم يتفاجئون بوجود مذبحة توضح موت طاقم السفينة بأكمله بسبب مخلوقات ووحوش كثيرة منتشرة على كل أنحاء تلك السفينة.
قصة اللعبة يتم شرحها لك عبر مجموعة من الوثائق والتسجيلات الصوتية للشخصيات في لحظات حياتهم الأخيرة. الأمر الذي يجعل التجربة أكثر رعبًا هو أن الشخصية الرئيسية Isaac Clarke هي شخصية صامتة لا تتحدث مُطلقًا في اللعبة مما يعني أن كل ما ستسمعه من حولك سيكون أصوات الوحوش والبيئات المظلمة المُخيفة.
إحدى مميزات Dead Space هي أن اللعبة لا تُمسك بيدك ولا تُقدم لك العديد من النصائح. إنها لعبة من الطراز القديم، حيث تجعلك تستكشف بنفسك كل شيء في عالمها لكي تحصل على أقصى جرعة ممكنة من الرعب النفسي. الخضات في اللعبة مُصممة بشكل خرافي أيضًا. في بعض الألعاب ستعشر بأن الخضات متتالية وسريعة بشكل مستفز، ومع الوقت ستتعود علي تواجدها ولن تشعر بالخوف مجددًا. الأمر عكس ذلك تمامًا في Dead Space حيث أن كل خضة مدروس توقيتها بعناية، ولن تتوقع أي واحدة منهم على مدار الساعات التي ستقضيها في عالم اللعبة.
أسلوب اللعب يجعل التجربة أكثر رعبًا وإثارة
كما ذكرت، فإن Dead Space لا تمسك يديك أثناء التجربة، بمعنى أن اللعبة لا تُقدم لك العديد من النصائح المتتالية بل تجعلك أنت كلاعب تُفكر فيما يجب عليك القيام به. نعم بالتأكيد في البداية ستحصل على مجموعة من النصائح لكي تفهم ميكانيكيات اللعبة، ولكن بعد ذلك اللعبة تجعلك حر طليق لك الامكانية للتجول وحل الألغاز واستكشاف الأسرار وحدك.
اللعبة استطاعت أن تُعيد ذكريات الأجزاء الأولى من Resident Evil و Silent Hill حيث أن معظم بيئاتها كانت مظلمة تمامًا، وكان يجب عليك توخي الحذر من كل انعطاف ستأخذه. ضف على ذلك أن اللعبة تُشجعك على ادخار الموارد حيث أنك لن تجد كميات كبيرة من الذخيرة متناثرة في كل أنحاء اللعبة، بل ستكون الذخيرة كميتها ضئيلة وهنا سيتوجب عليك اتخاذ قرار في كل مواجهة. هل تُطلق النار، أو تهرب، أو تستخدم سلاحك الآلي كسلاح أبيض يدوي وتضرب به الأعداء. القرار في يدك أنت كلاعب، فتحمل عواقب قراراتك!
تصميم الوحوش والأعداء هو من الأفضل في تاريخ ألعاب الرعب. Dead Space جعلت كل وحش مختلفًا عن الآخر عن طريق تقديم مجموعة من نقاط الضعف لكل واحدٍ منهم. الفكرة الأساسية للعبة هي (قطع الأطراف). الوحوش ليسوا زومبيز، وقتلهم لن يكون عن طريق ضربهم بالرصاص في الرأس. يجب عليك استهداف أطرافهم (الأيدي والأرجل). قطع تلك الأطراف سيجعل الوحوش أبطأ، وفي نفس الوقت سيجعلك تُحدث ضرر أكثر في أجسادهم.
بالطبع أسلوب اللعب أصبح قديمًا وستشعر بأنه بدائي مقارنةً بألعاب الجيل الحالي، نفس الكلام ينطبق على الرسومات، فهي لعبة من عام 2008 كانت تستهدف منصتي PlayStation 3 و Xbox 360 بشكل أساسي.
هل أنصحك بتجربة Dead Space الآن ؟
ستتفاجئون من إجابتي، حيث أنني لا أنصحكم بتجربة الجزء الأول من Dead Space حاليًا. هذه الإجابة لسبب وجيه وهو أن استوديو EA Motive التابع لشركة Electronic Arts يعمل الآن على Remake كامل للجزء الأول من سلسلة Dead Space. هذا الريميك سيستخدم أحدث تقنيات مُحرك Frostbite الذي يتم استخدامه في سلسلة Battlefield، واللعبة موجهة بشكل رئيسي لمنصات الجيل الجديد PlayStation 5 و Xbox Series X|S والحاسب الشخصي بالطبع.
اللعبة في التطوير منذ أواخر عام 2020، ومن المتوقع أن يتم إصدارها بشكل رسمي في أواخر 2022، أو أوائل عام 2023 ولذلك أنا أنصحكم بالانتظار حتى تحصلوا على التجربة الأفضل للعبة Dead Space. نسخة الريميك لن تُقدم تحسينات رسومية فقط، بل ستُقدم أيضًا تحسينات كبيرة على أسلوب اللعب لتُناسب الجيل الحالي. ضف على ذلك أنها ستُقدم تحسينات للقصة وعرضها، والبطل Clarke Isaac سيكون له صوت مثل الجزئين، الثاني والثالث.
بشكل عام، التجربة الأفضل لعالم Dead Space سيكون في نسخة الريميك، وليس في نسخة عام 2008. انتظروا النسخة الجديدة وأعدكم بأنكم ستحظون بتجربة رعب خرافية ستظل عالقة في أذهانكم لسنواتٍ طويلة.
سلسلة Dead Space أثبتت كفاءتها خاصةً في أول جزئين. الجزء الثالث لم يكن الأفضل بالنسبة للعديد من اللاعبين والنُقاد، ولكنه لا يزال يُقدم نهاية رائعة لقصة السلسلة. شخصيًا أتوقع أن يتم عمل ريميك للجزئين الثاني والثالث إذا نجح ريميك الجزء الأول. استوديو EA Motive أمامه تجربة صعبة مثل تجربة استوديو Bluepoint Games مع Demon’s Souls Remake، ولكنني واثقًا من أن الاستوديو سيُقدم منتجًا راقيًا سيعشقه مُحبي السلسلة.