لا شك أن عودة ثلاثية GTA بنسخ محسنة يفتح الأبواب أمام اللاعبين للمطالبة بنسخ مُحسنة أخرى من ألعابهم المفضلة التي مر عليها كثيرًا من الوقت دون إصدار أجزاءًا جديدة لها. قديمًا كانت روكستار تصدر ألعابها بفوارق زمنية ضئيلة عن بعضها، ولكن الآن الوضع تغيير، لقد مرت ثلاثة سنوات منذ لعبتهم الأخيرة Red dead Redemption 2، ولا نعرف أي معلومة عن لعبتهم الجديدة القادمة، ولقد تحدثنا عن سبب تأخر روسكتار في إصدار ألعابها في مقال منفصل، ولكن اليوم نحن بصدد مناقشة المزيد من الألعاب التي نريد رؤية نسخ محسنة لها.
Bully: لعبة Rockstar المنسية
تعتبر لعبة Bully أحد أكثر الألعاب شعبيةً من شركة روكستار، ولكن ربما خفتت الأصوات المطالبة بجزء جديد منها مع مرور الوقت، ربما لأن اللاعبون نسوها بالفعل، أو لأن ليس هناك الكثرين ممن يكتبون ويتحدثون عن مدى روعة تلك اللعبة.
في بعض بلداننا العربية، يُطلق على لعبة Bully اسم “شغب في مدارس لندن” مع أن الأحداث تقع في مدينة أمريكية، تسمى “New London” إذا كانت الاتهامات طالت سلسلة GTA بإفساد الشباب، ودفعهم لرؤية العنف كونه شيئًا ممتعًا، فإن لعبة Bully هي أحد أكثر الألعاب التي قد تتعرض للهجوم إذا صدرت في الوقت الحالي، ليس فقط لأنها تُشجع على الشغب في المدرسة، والخروج على القوانين، بل أن التنمر هو جزء أصيل في قصتها وهناك مهمات كاملة تكرسها اللعبة للتنمر على فتاة بدينة، وطفل مجتهد في دراسته (Nerd)! يذكرني هذا بمقولة Dan Houser (أحد مؤسسي الشركة الشهيرة : بعض ألعابنا لو صدرت في هذه الأيام، لكانت روكستار مُحيت من على وجه الأرض في اليوم التالي بسبب ما تحتوي عليه”
بعيدًا عن الأفكار التي تحتويها اللعبة، هناك الكثير من المتعة في ان تلعب دور طالب مدرسة في عالم مفتوح ينقلك بين أروقة المدرسة، وخارج أسوارها، في المدينة! يمكنك التنقل باستخدام لوح التزلج الخاص بك بحرية تامة، والقيام بمهمات جانبية، كما أن أسلحة اللعبة كلها مصممة بحيث تكون مناسبة للدور.
تعتبر Bully نقد/تعليق اجتماعي على حال التعليم والمدارسة والأبوية في أمريكا كما هي جميع ألعاب روكستار، والتي اعتادت ان تنقل بعض القضايا والظواهر المعقدة لأي حقبة زمنية تدور لعبتهم فيها.
Red dead redemption
من غير المعقول أن تحظى إصدارة Red dead redemption 2 بكل ذلك الزخم، وأن تكون الإصدارة الأولى التي بدأت كل هذا غير متوفرة للعب على الحواسب الشخصية أو حتى الجيل السابق من المنصات المنزلية.إصدار ريماستر أو ريميك للعبة Red dead الأولى من بطولة شخصية John Marston هو مطلب جماهيري الآن، وهناك إشاعات كثيرة حول نية روكستار إصدار تلك النسخة بالفعل، ولكن لا معلومات عن موعد الإصدار ولا حتى حالة التطوير، ونظرًا لحالة ثلاثية GTA، نتمنى ان تخرج اللعبة إلى النور عندما تكون جاهزة فقط.
لا يسعني وصف أجواء وعالم Red dead بوصف يعطيها حقها، الكل يعرف بأنها أحد الألعاب التي يعتبرها البعض من بين الأفضل في التاريخ من حيث القصة وبناء الشخصيات، وبقدر أمانينا برؤية جزء ثالث، العودة للعب الجزء الأول هي عرض لا نستطيع رفضه أيضًا.
Manhunt
هل تعتقد أن لعبة GTA لعبة عنيفة؟ أنت حتمًا لم تشاهد لعبة Manhunt التي تعتبر اللعبة الأكثر عنفًا في تاريخ روكستار، وربما أرادت الشركة أن ينسى الرأي العام هذه اللعبة تمامًا، ولكن من عاصرها لن ينساها بالقطع لأنها أحد ألعاب روسكتار المختلفة عن أي شيء آخر من تطويرهم. بقصة مظلمة وعالم مثير للاهتمام عنف فريد من نوعه، ولكن للأسف رسومًا عفى عليها الزمن، لذلك نطالب بإعادة إصدار اللعبة بنسخة محسنة قابلة للعب…
Maxpayne 1& 2
قد لا يعرف الكثيرون أن الجزئين الأول والثاني من ثلاثية Max Payne ليسوا من تطوير استوديوهات روكستار مباشرةً، وإنما من تطوير استوديوهات Remedy، نفس مطور سلسلة Alan Wake, Quantum Break و Control. حتى أن وجه Max في اللعبة الأولى هو وجه المخرج العبقري سام ليك!
تعتبر ماكس بين من أكثر الألعاب المحبوبة في ألعاب روكستار (المملوكة للشركة) ومنذ الجزء الثالث لم نجد أي محاولة من الشركة لأن تدلي بدولها في تغيير هنا أو إعادة تعريف للميكانكيات هناك، على الرغم من إعجاب الكثيرين بالجزء الثالث. شخصيًا لا أعتقد أنها لعبة ممتعة إلى حد كبير بمقاييس هذه الأيام. يٌحسب لها كونها اللعبة الوحيدة من ألعاب الشركة التي تجنب معضلة pseudonarrative dissonance وهي معضلة كون البطل يقوم بأعمال عنف كثيرة أثناء اللعب، ويُنظر له كونه شخصية يجب أن يتعاطف معها اللاعب. في ماكس بين كانت القصة قصة انتقام، ولذلك فإن كم العنف في اللعبة مُبرر نوعًا ما.
Red dead revolver
تعتبر Red Dead Revolver نسخة أقل ظلامية، وأكثر هزلية من Red dead redemption. هي تعتبر أول كبيرة تدور أحداثها في الغرب الأمريكي القديم، تقدم قصة وشخصيات وعالم مفتوح بالشكل الذي نعرفه الآن، والقصة هنا لا علاقة لها بسلسلة Redemption ولكنها وضعت الأساس التصميم لذلك العالم، وعند تجربتها سواء على خدمة PlayStation Now أو من خلال التطابق المُسبق على Xbox One و Series X/S ستجد أنها لعبة رائعة في حد ذاتها دون مقارنتها مع Redemption وتستحق أن يجربها لاعبون أكثر برسوم ومنظومة تحكم أفضل، خصوصًا وأن التصويب فيها مزعج.
في النهاية، مع الإطلاق الكارثي لثلاثية GTA، يمكننا القول أن روكستار لا يزال أمامها بعض الوقت لكي تتعافى من أثر تلك الضربة القوية في سمعتها، وفي ثقة اللابين فيها، ولذلك فإنه من المستبعد أن نرى أي نسخة محسنة أخرى قريبًا، ما لم تكن تحت التظوير بالفعل، ولكن عندما تمتلك شركة ما مجموعة من ألعابك المٌفضلة، لا يسعك سوى التمني بأن يتداركوا أخطاؤهم ويعودوا إلى الساحة مرة أخرى بشكل قوي، خصوصًا وأن النسخ المحسنة أصبحت موضة هذه الأيام، أوليس أولى بها الألعاب التي أثرت في أجيالٍ كاملة، وعلقت في وجدان كل من جربها؟