منذ الإعلان عن The Callisto Protocol والكشف عن لقطات من داخلها، وقبل أن يجربها أحد حتى، استحوذت The Callisto Protocol على قلوب محبي ألعاب الرعب والبقاء، خصوصًا الألعاب التي تتخذ نهج سلسلة Dead Space الأيقونية وأجوائها الخلابة كونها واحدة من الألعاب التي ترسم الطريق وتتخذ الريادة بتصنيف خاص بها في عالم الألعاب.
بعد انتظار طويل وعروض متنوعة لأسلوب اللعب من The Callisto Protocol، وتصريحات تربطها بـ Dead Space في أمور عدة وليس فقط كونها لعبة رعب في الفضاء، بالإضافة إلى التسويق لها بتعيين طاقم ممثلين مشاهير واستعراض رسومياتها الجبارة والحديث حول أنها تجربة جديدة وليست مجرد لعبة، كيف تُبلي The Callisto Protocol؟ وهل هي فعلًا Dead Space جديدة؟
تحذير: اللعبة لا تصلح نهائيًا للصغار لما فيها من عنف ودموية شديديْن.
جميع اللقطات من اللعبة على إعدادات متوسطة ودقة 1920×1080.
القصة بدون حرق
إنه العام 2320، حيث استعمر البشر الفضاء وأصبحوا يسافرون فيه من مستعمرة لأخرى بسهولة. تَلعب كـ Jacob Lee الذي يعمل كطيار مركبة فضائية لنقل الشحنات بصحبة مساعده Max.
تبدأ الأحداث بـ Jacob و Max حين تتعرض مركبتهم للهجوم من عصابة إرهابية، الأمر الذي يجعل المركبة تهبط اضطراريًا على قمر Callisto، حيث يتم القبض على Jacob وحجزه بالسجن الضخم المبنيّ على القمر، سجن Black Iron، دون معرفة سبب احتجازه أو مصيره هناك.
يحاول Jacob الهروب من السجن ومن قمر Callisto بأكمله بمساعدة معارف جديدة بعد أن انتشر وباء غريب يجعل من البشر وحوشًا، ولكن سجن Black Iron ليس كما يبدو، وبداخله أسرار عدة.
تمتد القصة لفترة 8-13 ساعة، معتمدةً على الصعوبة وقدر ما تقوم به من استكشاف.
محتوى اللعبة
- يمكن استخدام عصا كهربائية للمواجهات قريبة المدى، وهناك 5 أسلحة نارية -تحصل عليها تدريجيًا كلما تقدمت في القصة- للمواجهات بعيدة المدى، بالإضافة إلى “قفاز الجاذبية” لجذب الأشياء، بما فيها الأعداء، ورفعها عاليًا ثم قذفها. تحتاج لبطاريات لشحن ذلك القفاز لحظيًا، كما أنه يعيد شحن نفسه تلقائيًا بمرور الوقت.
- المعارك تعتمد على ضرب الأعداء ثم تفادي ضرباتهم وضربهم مرةً أخرى، أو التصدي للضربة ولكن مع تلقّي بعض الضرر. التفادي غير مقترن بتوقيت معين، بل بالاستمرار في الضغط على الاتجاه الأيمن أو الأيسر سيتم تفادي الضربات تلقائيًا حسب اتجاهها. بعض الأعداء يضربون في اتجاه واحد، والبعض الآخر يضرب في الاتجاهين بشكل متتابع.
- اللعبة تستخدم التسجيلات الصوتية كأداة هامة لسرد القصة، وهي موزعة في مسار اللعب الأساسي وفي المسارات الجانبية القابلة للاستكشاف. يمكن الوصول لجميع التسجيلات الصوتية في أي وقت من القوائم.
- عملات Callisto أو Callisto Credits، تُستخدم لتطوير العتاد وشراء الذخيرة ونقاط الصحة من خلال ماكينات منتشرة في اللعبة. خلال الاستكشاف يمكن العثور على أغراض يمكن بيعها في تلك الماكينات مقابل الحصول على عملات Callisto.
- يمكن تطوير العتاد بشكل موسّع وبنظام أشبه بشجرة المهارات، فيمكن زيادة سعة الذخيرة والضرر الذي يسببه السلاح، كما يمكن تقليل الارتداد. يمكن أيضًا تطوير العصا وقفاز الجاذبية بتعمّق لا يقل عن تطوير الأسلحة النارية.
- يمكن تخزين عدد محدود من الموارد، بين الذخيرة وحُقن الصحة وبطاريات “قفاز الجاذبية” وأغراض للبيع.
- ثمة مسارات جانبية قابلة للاستكشاف، تكافئك بموارد وبتسجيلات صوتية تعطي تفاصيل أكثر عن القصة وعن شخصياتها الرئيسية والفرعية.
- تتخذ اللعبة نهجًا سينمائيًا واقعيًا في جميع الجوانب تقريبًا على خطى ألعاب Dead Space، ويمكن ملاحظة ذلك من الوهلة الأولى بأن اللعبة لا يوجد بها HUD بالشكل المعروف، بل ستجد حالة الصحة في مؤخرة رأس Jacob، وعدد ذخيرة السلاح المختار موجود بمؤخرة السلاح، كما أنه لا توجد بوصلة أو أهداف ظاهرة تُخبرك أين تذهب. ذلك بالإضافة إلى التحريك الواقعي بالنسبة لحركة الشخصيات واستخدام الأسلحة والتقاط الأشياء، كلها تبدو وكأنها لشخصٍ حقيقي يفعل هذه الأشياء أمامك كما تأمره.
الإيجابيات
- رسوميات جبارة. بلا شك واحدة من أفضل رسوميات الألعاب على الإطلاق. كثيرًا ما انتابني الشك إذا كنت ألعب لعبة أو أشاهد فيلمًا !
- التصميم الصوتي رائع، كل ما تسمعه في The Callisto Protocol يُطرب أذنيك، من صوت الهدوء المُقلق في بيئات، إلى أصوات التوتر في أماكن تعج بالأعداء، وبالطبع المؤثرات الصوتية للأعداء وللمعارك.
- تصميم البيئات ممتاز يخلق أجواء رائعة لمحبي هذا النوع من الألعاب، فأنت دائمًا مترقب وتتفقد من حولك، وفي بعض الأحيان تضعك اللعبة في مواقف موتّرة حقًا.
- العنف والدموية! ربما من أبرز إيجابيات التجربة عدم تهاون اللعبة فيما يتعلق بالدموية المكثفة والعنف الممتع عند مواجهة الأعداء. لن أبالغ حين أقول أنها قد تكون تفوقت على Dead Space في بعض اللحظات فيما يتعلق بالعنف والدموية!
- اللعبة بها لحظات من الأكشن والحماس بجانب لحظات الرعب والتوتر، وكل منها أُنجز بطريقة رائعة. كنت أتمنى لو كان هناك المزيد من تلك اللحظات المرعبة التي تلمع فيها The Callisto Protocol بأكثر شكل ممكن.
- تنوع آليات اللعب في المعارك، بين المواجهات قريبة المدى وبعيدة المدى، وحتى ما أدعوه “قفاز الجاذبية” الذي يجعلك ترفع الأشياء عاليًا ثم تلقيها أينما شئت. تصميم البيئات يساعد على تنوعية استخدام القفاز، فمثلًا ستجد حائطًا مُغطى بالأشواك كي ترفع عدوًا وتلقيه نحوها لتتخلص منه دون عناء، وهناك أغراض ملقاة جاهزة ليتم جذبها وإلقاء الأعداء بها.
- المواجهات اليدوية على الرغم من تكراريتها إلا أنها ممتعة -باستثناء مواجهة أعداء كُثر في وقتٍ واحد-، ذلك بفضل التحريك المميز والمؤثرات الصوتية والبصرية لكل ضربة وكل اصطدام. الأمر يتحسن كلما قمت بترقية العصا وفتح ميزات جديدة لها.
- شجرة تطوير الأسلحة والعتاد توفر إضافات تنعش آليات اللعب بشكل ملحوظ، سواءً من ناحية البقاء -عندما تزيد من سعة الموارد مثلًا- أو من ناحية وظائف العتاد نفسها، فعلى عكس أغلب الألعاب هذه الأيام، كنت مهتمًا حقًا بالتقدم في شجرة المهارات.
السلبيات
- القصة في مجملها عادية ويسهل توقع أحداثها. فقيرة من نواحٍ كثيرة، تعتمد في جوهرها على فضول اللاعب نحو كشف سر ما يحدث للمضيّ قدمًا. القصة الفعلية للعبة تبدأ في أواخرها، والنهاية تترك أسئلة كثيرة معلقة دون الإجابة على أي منها. وكأنه كان من المفترض أن تطول القصة 7 أو 8 ساعات آخرين! يتضح ذلك أيضًا في العلاقات بين الشخصيات التي لا تتطور بشكل منطقي على الإطلاق.
- مط مزعج في الأحداث دون تقدم مذكور في القصة، وكأن اللعبة تريدك أن تستمر في استكشاف عالمها وفعل أشياء مكررة بغض النظر عن الهدف وراء تلك الأشياء، كأنْ تفقد طريقك فتحاول العودة له مرة أخرى، وخلال ذلك تفقد ذلك الطريق وتحاول العودة له كي تعود لطريقك الأصلي! ذلك أغلب محتوى اللعبة بالمناسبة، الأمر الذي يجعل اللعبة تبدو قصيرة، في حين أنها قد تطول نحو 12 ساعة إذا قمت ببعض الاستكشاف.
- المعارك أمام أكثر من اثنين من الأعداء تفتقر للمرونة والسلاسة، حيث يصبح الأمر فوضويًا وتُصاب كاميرا المنظور بالجنون عند مواجهة أعداء كثيرة في الوقت ذاته، وذلك بسبب سينمائية التحريك والواقعية في كل شيء فيما يتعلق بالمعارك، فمثلًا لا يمكنك ضرب هذا العدو ثم النظر سريعًا لعدو آخر وضربه في اللحظة التالية ثم تفادي ضربة من عدوٍ ثالث دون أن تتلقى ضررًا هائلًا. باختصار، المعارك تسير جيدًا طالما أنك لا تواجه أكثر من عدوّيْن في الوقت نفسه.
- نظام تفادي الضربات غريب، فبدلًا من تخصيص زر للتفادي مع جعلها تعتمد على التوقيت والتمركز، لا، ليس عليك سوى الضغط على زر الاتجاه الأيمن أو الأيسر بلا تفكير. ذلك يجعل المقذوفات من الأعداء غير قابلة للتفادي أو التصدي بأي حال.
- نظام التخفي محدود ومقيِّد بشكل كبير. لا يمكنك اتخاذ التخفي أسلوبًا متى شئت، حتى ولو كان الموقف يستدعي ذلك وحاولت البقاء بعيدًا عن نظر الأعداء بسبب كثرة عددهم، سيراك أحدهم لا محالة وسيكون عليك مواجهتهم جميعًا. ذلك على الرغم أنه في لعبة “بقاء” كهذه عليك الحرص على الابتعاد عن مواجهة الأعداء المجتمعين توفيرًا للموارد، ولأن نظام المعارك لا يخدم ذلك أصلًا كما ذكرت. طوال اللعبة يسير الأمر هكذا، عدا أمام نوع وحيد من الأعداء، يسمعون ولا يرون، غير موجودين سوى في مراحل محددة.
- الحفظ اليدوي لا يعمل. نقاط الحفظ التلقائية تعمل دون مشاكل وعند نقاط محددة كما هي مبرمجة، ولكن الحفظ يدويًا قبل الوصول لنقطة الحفظ التلقائي لا يعمل ببساطة. نعم ستجد الملف الذي حفظته ظاهرًا داخل قوائم اللعبة، ولكن عند الدخول إليها سترسلك اللعبة إلى نقطة الحفظ التلقائي الأخيرة على أي حال. هذا يعني أنه عند استكشاف مناطق وجمع عتاد قبل الوصول لنقطة الحفظ التلقائي التالية، وقمت بالخروج من اللعبة أو مت لأي سبب، لن تستطيع العودة لتلك المرحلة حتى وإن حفظتها يدويًا، وستفقد كل ما جمعته في تلك المرحلة السابقة لنقطة الحفظ التلقائي التالية.
- اللعبة لا تدعم اللغة العربية. كما ذكرنا من قبل، عدم دعم اللغة العربية، في الألعاب القصصية على الأقل، أصبح سلبية لا يمكن التغاضي عنها.
مربط الفرس: السينمائية الملعونة!
اتخاذ الطابع السينمائي المفرط في لعبة ليست بالمخاطرة الهينة، فهي سلاح ذو حدين إذا لم يتم تسخيره بما يخدم الغرض الأساسي من اللعبة، وهو “اللعب”، يصبح ضربة قاضية للعبة بأكملها.
في The Callisto Protocol للسينمائية إيجابياتها وسلبياتها، ولكن تطغى سلبياتها على جوانب عدة منها، فالاستكشاف قد يصبح مرهقًا وتجد نفسك تدور في حلقات لأنه ببساطة ما من هدف واضح على الشاشة يخبرك بما عليك فعله تاليًا، ضف على ذلك تصميم المراحل المتواضع، فإذا لم تستمع جيدًا للأحاديث بين الشخصيات أو فاتتك تفصيلة ما، من السهل أن تفقد طريقك لوقت طويل. ذلك يخدم السينمائية نعم، فجعل الشاشة خالية من أي عناصر ترشد اللاعب هو جزء كبير من الاتجاه السينمائي هنا.
السينمائية تضرب في مقتل حين يأتي الأمر للمعارك، فالالتزام بالتحريك الواقعي السينمائي لحركة الشخصيات وضربات الأسلحة وسرعة الحركة، ذلك يأتي على حساب سلاسة المعارك الفوضوية الكثيفة، ويتحول الأمر من واقعية جميلة إلى فوضى كارثية. كان من الممكن تفادي ذلك بالتضحية ببعض الحركات الواقعية قليلًا لصالح جعل المعارك أكثر سلاسة.
التبديل بين الأسلحة هو الآخر قد يصبح مزعجًا، فهنا التبديل بينها ليس بالسهولة التي تتوقعها، بل عليك فتح قائمة صغيرة للأسلحة ثم الاختيار بينها وتحديد السلاح، ثم تنتظر حتى تقوم الشخصية بوضع السلاح الحالي في جيبه، ثم إخراج السلاح الآخر وتركيب التعديل الخاص به، سواءً كان بندقية قصيرة أو مسدس تكتيكي أو مسدس عادي، لكل منها تعديل مختلف. كل ذلك يستغرق وقته تمامًا بالتحريك الواقعي كما ذكرت، وكأنك تشاهد شخصًا يفعل ذلك فعلًا. الآن، تخيل فعل ذلك في خضم معركة والتوتر يعتلي الأجواء وأنت تقوم بالتدوير بين الأسلحة لإيجاد السلاح الذي لا يزال به بعض الطلقات بينما تتفادى الأعداء.
كان من الممكن أن تصبح The Callisto Protocol لعبة رائعة إذا ما ضحّت ببعض الجوانب السينمائية المقترنة بآليات اللعب، بالتأكيد ذلك بالإضافة إلى تحسين نظام القتال قليلًا مع قصة أفضل.
هل أنصحك بـ The Callisto Protocol؟
The Callisto Protocol تجربة جيدة إذا كنت من محبي أجواء الرعب الفضائي الشبيهة بـ Dead Space، فإذا كنت تريد استكشاف العالم والاستمتاع بالرسوميات المبهرة وسينمائية التجربة، ولا تكترث بالخلفية القصصية والبناء الدرامي للأحداث، ستعجبك اللعبة وقد تجدها ممتازة حتى.
غير ذلك، أنصحك بانتظار العروض والتخفيضات والحصول عليها، فهي لا تزال تجربة تستحق، ولكن ليس بـ 60 دولار.
ملخص المراجعة
القصة والسرد - 7
الرسوميات - 9.5
أسلوب اللعب - 7
الأداء التقني - 7
الأجواء وبناء العالم - 8
تصميم المراحل - 6.5
7.5
جيدة
حينما أنظر إلى The Callisto Protocol أرى إمكانات هائلة أُهدرت بغرابة، من بناء العالم وترسيخ أجواء مذهلة برسوميات خرافية، إلى تنوع آليات اللعب في المعارك وذكاء اصطناعي جيد للأعداء، كلها تُبشر بلعبة رائعة، ولكن القصة العادية والكسل في البناء الدرامي مع أداء تقني سيئ، بجانب السينمائية المفرطة في آليات اللعب، جعلوا منها لعبة عادية بشكل مُحبط.